ساسة ألمان يثيرون غضباً إنسانياً / تكريم المشاركين في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني!
رشيد غويلب
الحوار المتمدن
-
العدد: 8103 - 2024 / 9 / 17 - 00:17
المحور:
القضية الفلسطينية
قام وزير الدولة للشؤون المالية ومفوض معاداة السامية في ولاية هيسن الألمانية، أوي بيكر، بتكريم ثلاثة صهاينة قاتلوا في جيش الاحتلال في غزة، وعادوا اخيرا إلى ألمانيا. جرى ذلك في احتفال أقيم في شالوم مكابي، مقر أحد الأندية الرياضية في مدينة فرانكفورت.
وأقيم حفل التكريم، على الرغم من ان محكمة العدل الدولية اعتبرت العدوان الإسرائيلي على سكان غزة من جرائم الإبادة الجماعية، تضمنت حزمة من جرائم الحرب. ويعتقد خبير الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان كريس سيدوتي أن "الجيش الإسرائيلي هو أحد أكثر الجيوش إجراما في العالم".
خريطة صهيونية – فاشية
في الصور التي نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي وحذفها لاحقا، يحمل بيكر الكأس التي تم تقديمها لجنود الاحتلال، والمزينة بصورة لخريطة دولة الاحتلال التي تضم غزة والضفة الغربية، وكذلك مرتفعات الجولان السورية، أي الأراضي التي تحتلها إسرائيل في انتهاك فاضح للقانون الدولي.
وللتذكير مرة أخرى، قالت محكمة العدل الدولية في تموز الفائت إن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية يتعارض مع القانون الدولي، ويجب أن ينتهي على الفور و"يجب ألا يقبله أحد. وجميع الدول ملزمة بعدم الاعتراف بشرعية الاحتلال وعدم تقديم أي مساعدة أو دعم لاستمراره".
هذه الخريطة، تعتمدها الحركة الصهيونية الفاشية تحت اسم "إسرائيل الكبرى"، وكتب عليها: "ليس لدي دولة أخرى" و"معًا من أجل النصر". وأيضاً: "بطل إسرائيل في فرانكفورت على الماين، عملية السيوف الحديدية (الاسم الإسرائيلي للإبادة الجماعية)". بهذه الخريطة، يضفي وزير الدولة ومفوض معاداة السامية والقيادي في الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الشرعية على الاحتلال وانتهاكات القانون الدولي وأجندة الإبادة الجماعية لإنشاء إسرائيل الكبرى.
ومن غير المعروف ما إذا كان مكتب المدعي العام، الذي بدأ العديد من الإجراءات الجنائية بسبب شعار "فلسطين حرة من النهر إلى البحر" سيحقق الآن مع أوفي بيكر، لموافقته على ضم مرتفعات الجولان وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 497، وغزة والضفة الغربية وفق رأي محكمة العدل الدولية في تموز 2024. هل سيتم التحقيق مع الجنود الذين تم تكريمهم بسبب مشاركتهم في العدوان؟
إدانة
في العاشر من أيلول الحالي قصفت طائرات إسرائيلية "المنطقة الإنسانية" في جنوب قطاع غزة، ووفقا لدوائر الصحة في القطاع، قُتل 40 مواطنا على الأقل، وأصيب 60 آخرون. واستهدفت الهجمات 20 خيمة تؤوي نازحين فلسطينيين في المنطقة الساحلية بالقرب من بلدة خان يونس. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن خمسة صواريخ على الأقل سقطت على المنطقة وأن ارتطامها أحدث حفراً يصل عمقها إلى تسعة أمتار.
وزعم جيش الاحتلال أن الهجوم استهدف قادة حماس ومركز قيادة حماس "مموهاً في منطقة إنسانية في خان يونس". وكالعادة، لم تقدم أية ادلة تدعم هذه الادعاءات.
من جانبها، نفت حركة حماس هذه الاتهامات: "إن ادعاءات جيش الاحتلال الفاشي حول تواجد عناصر المقاومة في الموقع الذي تم الهجوم عليه هي كذبة صارخة". ووصفت منظمة الدفاع المدني في قطاع غزة ما حدث بأنه "واحدة من أفظع المجازر منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة".
وكعادتها تبنت وزارة الخارجية الالمانية الكذبة الإسرائيلية دون تدقيق، وحمّلت الفلسطينيين مسؤولية المجزرة. إن التقارير التي تفيد بوقوع العديد من الوفيات في أعقاب الغارة الجوية الإسرائيلية، مروعة.
موقف فاحش
و في 12 أيلول، رفضت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، الموقف الألماني ووصفته بـ"الفاحش".
"من المشين إلقاء اللوم على الفلسطينيين في مذبحة أخرى للمدنيين، بمن في ذلك موظفو الأمم المتحدة، على يد إسرائيل في "منطقة آمنة"، في إحدى مدارس الأمم المتحدة، حدث ذلك على أساس مزاعم غير مثبتة باستخدام "دروع بشرية" (أي منطق إسرائيل في الإبادة الجماعية). وهذا يقودنا إلى 70 في المائة من مدارس الأونروا التي تعرضت للهجوم من قبل إسرائيل منذ تشرين الأول. لا أستطيع أن أصدق إلى أي مدى يمكن لألمانيا أن تذهب لدعم حملة الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل".
منذ بدء الهجوم على غزة، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 41 ألف فلسطيني في القطاع، معظمهم من النساء والأطفال. إن العدد الحقيقي للوفيات نتيجة التفجيرات وحصار الجوع وقطع مياه الشرب والتدمير الممنهج للمستشفيات والمرافق الصحية والظروف الصحية الكارثية التي أدت إلى انتشار الأوبئة، أعلى بكثير من الأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة في غزة، واعتمدتها الأمم المتحدة.
ونشرت مجلة "لانسيت" الطبية دراسة تفيد بأن ما يصل إلى 186 ألف حالة وفاة أو أكثر "يمكن أن تعزى إلى الصراع الحالي في قطاع غزة". وتشير التوقعات الجديدة إلى أن ما يصل إلى 20 بالمائة من سكان غزة سيموتون إذا لم يتم التوصل بسرعة إلى وقف دائم لإطلاق النار.