رسالة في -العقل الفَعّال-
نايف سلوم
الحوار المتمدن
-
العدد: 7915 - 2024 / 3 / 13 - 14:27
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
اما وقد سألتني أيها الصديق العزيز عن "العقل الفعّال" فأقول: "العقل البشري" نوس (νοϋϚ) واحد بالذات. "بالتاريخ وحده نستطيع أن نفهم العلم حق الفهم، وأن نعرف أنه وحدة متماسكة من أسائن (ضفائر وجدائل) متعاقبة هي حصيلة الجهد البشري، وإنّيته هو العقل الإنساني". هو "عرفان متراكم" و "مكتبة المكتبات" أو قوة انتاج لها كأي قوة انتاج أخرى طابع تراكمي ومفارق للأفراد غير منحلّ فيهم (خريستوس؛ المسيح). وهو مشروط بتقسيم العمل بين ذهني وعضلي. قلنا في عرض الفصل السابع "للماركسية السوفياتية": "إن البنية الديالكتيكية للنظرية الماركسية تستلزم أن تتغير مفاهيمها كلما تحولت العلاقات الطبقية الأساسية التي تريد هذه المفاهيم أن تعبّر عنها، لكن بصورة يمكن معها الحصول على المضمون الجديد، عن طريق تطوير العناصر الملتحمة بالمفهوم الأصلي. وبذلك يحافظ المفهوم على انسجامه النظري، بل على هويته"، بهذا المعنى يشكل المنهج الديالكتيكي قوة إنتاج فكرية ذات طابع تراكمي متوسع بالمحتويات الجديدة؛ وبهذا المعنى الأخير فالديالكتيك ذو طابع تاريخي، أي تنضاف إليه باستمرار محتويات علمية جديدة مع تطور المجتمعات وتغير علاقات الإنتاج."ونقول أيضاً أن السمة الأساسية للبحث العلمي أنه نشاط جمعي متصل" (بحوث في تاريخ العلوم عند العرب)
يكتب ماركس بخصوص قوة انتاج البشر هذه: "إن هذا التثبيت لنشاطنا الاجتماعي؛ هذا التحجّر لمنتجنا الخاص في قوة موضوعية تعلو وتفلت من رقابتنا، تخالف توقعاتنا وتفسد حساباتنا، هو أحد العوامل الرئيسية في عموم التطور التاريخي حتى يومنا الحاضر. وإن القوة الاجتماعية يعني القوة المنتجة المتراكمة (المتضاعفة) التي تنبثق من النشاط المختلف لأفراد مختلفين والذي يشترط تقسيم العمل، وتبدو هذه القوة الاجتماعية بالنسبة لهؤلاء الافراد، بحكم أن النشاط المشترك ذاته ينبثق عفوياً وليس بصورة طوعية أو اختيارية، لا كقوة موحدة خاصة بهم بل كسلطة مغتربة قائمة خارجاً عنهم، هم جاهلون بأصلها وهدفها، بالتالي فهم عاجزون عن التحكم فيها. بل هي على النقيض من ذلك تجتاز سلسلة خاصة من أطوار التطور ومراحله المستقلة جداً عن إرادة الإنسانية ومسيرتها، بحيث تتحكم في هذه المسيرة وتلك الإرادة. وكيف يمكن لولا ذلك أن يكون للملكية –على سبيل المثال-تاريخ في أي حال من الأحوال، وأن تكون اتخذت أشكالاً مختلفة؟" (الأيديولوجية الألمانية)
وأحدثكم كيف كانت الكتب تتحدث فيما بينها، والمكتبة مكان لتهامس طويل وسحيق، لحوار لا يدرك بين رقٍّ ورقّ، هي شيء حي ومأوى لقوى متراكمة من القدم لا يقدر الفكر الإنساني السيطرة عليها. كنز من أسرار أبدعتها عقول كثيرة وبقيت حيّة بعد موت مبدعها ورسولها. أحيانا لا تكون المكتبة والكتاب أداة لنشر الحقيقة بل برزخاً لتأجيل ظهورها" (اسم الوردة)
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [إبراهيم: 24، 25]
"لا يصبح تقسيم العمل فعلياً إلا من اللحظة التي يحدث فيها تقسيم للعمل المادي والفكري. وابتداء من تلك اللحظة يستطيع الوعي أن يتباهى فعلاً بانه شيء يختلف عن وعي الممارسة القائمة، وأنه يمثل فعلاً شيئاً ما من دون أن يمثل شيئاً فعلياً؛ إن الوعي هو من الآن فصاعداً في مركز يستطيع فيه أن يتحرر من العالم، وأن ينصرف إلى تكوين النظرية "الصرفة"؛ اللاهوت والفلسفة والأخلاق (تكوين صورة مفارقة للعالم القائم). لكن حتى إذا دخلت هذه النظرية من لاهوت وفلسفة واخلاق في تناقض مع العلاقات القائمة، فإن هذا لا يمكن أن يحدث إلا لأن العلاقات الاجتماعية القائمة قد دخلت في تناقض مع القوى المنتجة القائمة، وإن هذا ليمكن أن يحدث فضلاً عن ذلك، في مجال وطني معين من العلاقات لأن التناقض في هذه الحال يحدث ليس ضمن هذا المجال الوطني، بل بين هذا الوعي الوطني وممارسة الأمم الأخرى" (الأيديولوجية الألمانية)
يتم تسلّم القوة المنتجة للعقل من جيل الى جيل بطرق مختلفة عبر المُسارّة (التناسف ومكاشفة الاسرار) والتلقين الشفاهي بين مُعلِّم ومريد تارة أو بواسطة التعليم الديني او التعليم الحديث او بالمذاكرة والدرس الذاتي للمخطوطات تارة أخرى. وكما قال عليّ: "العلم وراثة كريمة" كل فرد يأخذ من هذا الورثة (العقل الفعّال) على قدر استطاعته، وكلما أخذ أكثر أنتج به علما أكثر. هذا "العقل الفعال" شرط للعقول الفردية كي تنتج علماً، كما هو ضوء الشمس شرط لرؤية الموجودات. "فنحن نبصر ما هو أكثر عينية في ضوء ما هو أكثر تجريداً" كما قال ماك انتاير (ماركوز)
"الطريقة أو المنهج هي وعي شكل حركة محتواها الداخلية" بكلام آخر: إن حركة المحتوى العلمي الداخلي للمعرفة لها شكل ما أن يتم وعيه حتى نحصل على المنهج، وهذا الجهد جهد بشري تراكمي؛ إنه "ثروة تمثيل العالم. ليس فقط الكلي المجرد، بل الكلي الذي يتضمن في ذاته ثروة الخاص" إنه العقل الفعّال، "ليس مجردا، ميتاً، ساكناً، بل عياني" هذا هو روح وجوهر الديالكتيك" (دفاتر عن الديالكتيك)
"إن نتيجة هذا التحول الديالكتيكي، (الذي هو وحدة وصراع المتناقضات، التي هي حركة وفاعلية في توسّط مع الذات)، إلى حد ثالث، إلى تركيب، هي مقدمة جديدة (وحدة جديدة) تأكيد جديد، يصير من جديد منبع تحليل لاحق. ولكن في هذه الدرجة "الثالثة" يدخل "محتوى" المعرفة العلمي بفعل فاعلية الذات. إن محتوى المعرفة بوصفه كذلك يدخل في ميدان التحليل" بحيث تتحول منتوجات العلم إلى منهج للتحليل اللاحق. هذا المحتوى العلمي التاريخي المتراكم في المنهج هو العقل الفعّال. وهذا ما يؤكد أيضاً الطابع التاريخي والتراكمي للديالكتيك.
الطريقة الديالكتيكية تتوسع [فتتحول] إلى نسق أو منظومة (نسق العلم). (دفاتر عن الديالكتيك) وهذا ما نسميه ديالكتيك العام والخاص، بقول آخر: هو العقل الفعّال في علاقته مع العقول الفردية التاريخية الخاصة، العقل الفعّال الذي ينير الطريق للعقول الفردية في سبيل إنتاج علم تاريخي جديد.
لقد لاحظ أرسطوقليس وهو محق، أن مذهب أرسطو يفضي إلى أن عقلنا لا يعقل إلا لأن المحسوسات معقولات بالقوة من جهة، ومن جهة أخرى لا يمكن أن تصبح هذه المعقولات بالقوة معقولات بالفعل إلا بواسطة العقل الفعّال. فوجود العقل الفعّال مطلوب بالضرورة لتجريد الصور المحسوسة من عناصرها، ثم يضعها في صورة عقلية محضة. بذلك يصبح وجود العقل الفَعّال وهو فعل خالص، ضرورياً لتفسير كيف يخرج العقل الهيولاني من القوة إلى الفعل." (تلخيص كتاب النفس).
التعقُّل، تعقل المحسوسات وادراكها منفعل بطبيعته، وما أن يفيض عليه العقل الفعّال بالتلقين والتعلُّم حتى يغدو فاعلا لجهة إعادة ترتيب عناصر الظاهرة المدركة، وهو ما يسميه هيغل فاعلية المفهوم المتخذ غاية أو هدفا. إعادة الترتيب هذه تجعله يعرف الظاهرة في حقيقتها بالتالي يغدو مُستفاداً. إن العلاقة بين العقل الفعّال وعقول الافراد الواقعيين هو ضرب من الفيض يدعوه أرسطوقليس تعاون بينه وبين عقل التلميذ المنفعل، تماما كتعاون المعلم مع التلميذ كي يصل التلميذ إلى المعرفة الحاقة. العقل الفعّال وحي وسيط عبره يرتقي عقل الفرد ويغدو عالماً بعد جهل. العقل الفعّال داعية أو رسول مهمته التلقين للتلاميذ والمريدين والدعاة. أما الجسم جسم الفرد فهو نتيجة امتزاج العناصر فهو يصلح أن يكون آلة للعقل الفعّال، وقد سمي هذا الامتزاج بالعقل الهيولاني الذي هو قوة النفس الناطقة. العقل الهيولاني ليس جسم بل قوة في الجسم. النفس الناطقة آلة للعقل الفعّال. يقول الاسكندر الافروديسي عن العقل الهيولاني: ولست أسميه هيولانياً لأنه شيء كالمادة (المحسوسة) ولكن لأن الشيء الهيولاني يمكن أن يكون بالقوة جميع الأشياء، فالمقصود بالعقل الهيولاني هنا هو العقل بالقوة، في حالة القوة المحضة" (تلخيص النفس)
العقل الهيولاني قوة أو استعداد في الجسم البشري، وهو فاسد بفساد هذا الجسم، وميّت بموته. (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) [لقمان: 34]
يحصل الاتصال مع العقل الفعال حسب ابن رشد على مذهبين. الطريق الاول وهو على مذهب ابن الصايغ (ابن باجة): الجمهور والسعداء. الجمهور يسلكون في المعرفة الطريق الطبيعي الذي يعتمد على انتزاع الصورة من المحسوسات. وهذا هو كمال الانسان الطبيعي. أما السعداء فإذا اتصلوا بالعقل الفعّال، تبين أن هذا الاتصال ليس بكمال طبيعي، وإذا تُؤمّل كيف حال الانسان في هذا الاتصال ظهر أنه من أعاجيب الطبيعة (معجزة) وهي بالجملة موهبة إلهية (تألّه) هذه الحالة من الاتحاد هي التي ترومها الصوفية" (تلخيص النفس)
وقد عدل ابن رشد عن المذهب الذي يسلك طريق الصوفية ويخرج الانسان عن دائرة العلم الطبيعي" (تلخيص النفس) وفي هذا تنكُّر من ابن رشد للمعجزة والفعل المعجِز.
والمذهب الثاني أن العقل النظري كما ينتزع الصور الملازمة للهيولى من الموضوعات (عقل طبيعي) فأحرى به أن ينتزع الصور المفارقة من المعقولات (عقل إلهي)، وليس هذه الصور المفارقة إلا كمال العقل الهيولاني أو الطبيعي. "جملة القول: للاتصال طريقان، صعود وهبوط "، الأول عبر العلم الطبيعي والاستدلال المنطقي والبرهان والثاني "إلهي" عبر الوحي والتلقين. الطريق الصاعد يبدأ من المحسوسات وينتهي بالمعقولات، والهابط يبدأ من الصور المفارقة (التخيُليّة). "وقد رأينا كيف ينكر ابن رشد هذا الطريق الثاني، ويؤثر بعد الفحص والتأمل الطريق الأول" (تلخيص النفس)
العقل الفعّال يفعل بطريقين، الأول عبر عقولنا الفردية نحن الافراد الاحياء والثانية يفعل كشرط كونه قوة انتاج متراكمة وشروط وعلاقات تفعل فعلها فوق إرادة الافراد. "العقل الفعّال يؤثر في الإنسان ويوجد خارجه"
وكون العقل الفعّال شرطاً فهو مفارق للأفراد، وكونه شخصاً إلهياً فهو غير منحل في الفرد (مسيح أو خريستوس) يأتيه من خارج إلى عقله الفردي الهيولاني الموجود بالقوّة والمَلَكة. وعند أفلوطين أن "النفس الواحدة الكُليّة المفارقة للبدن هي العقل الفعّال" (تلخيص النفس)
مثل العقل الفعال بالنسبة للعقول الفردية "المستعدة للاستكمال " كمثل الحرارة بالنسبة للماء فهي شرط يحدد شكل حركة الماء، فإذا ارتفعت الحرارة ارتفع الماء إلى الأعلى متشبهاً بالهواء، وإذا نزلت وتدنّت نزل الماء من أعلى إلى أسفل بشرط الجاذبية الأرضية، بشرط الثقل متشبهاً بالتراب.
قلنا في "آحاديث اليوم الآخر" وبسطنا
كيف يكون استعداد الماء
للحركة إلى فوق
إذا أفرطنا عليه بالتسخين
وكيف ينزل
إذا أفرطنا عليه بالبرودة
وكيف يكون ذلك الاستعداد
هو عين صورته
وأن الأفعال الصادرة
عن الصورة المرئية
ليست في الحقيقة لها
وإنما قابلية صورة الماء
هي لفاعل يفعل بها
وهو فعل الشرط
" وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ" [الانفال: 17]
والفيض فيضان: واحد هو فيض الشرط الذي يجده الفرد وقت ولادته فيفيض عليه بالأوليات فيخرج عقله من حد القوة إلى حد الفعل، والثاني التعلُّم وهو فيض لتمام المعرفة والاتصال بالعقل الفعال ومراكمة له. قلنا ولا تحصل القوة الفكرية إلا إذا حصلت المعقولات، فكيف تحصل المعقولات؟ تحصل حسب ابن باجة بثلاث طرق: طريق الجمهور وطريق النظار وطريق السعداء" (تلخيص النفس)، أي طريق العامة وطريق علماء الطبيعة والفلاسفة وطريق المتصوفة. أما ابن رشد فيجعلها طريقين: طريق الجمهور وطريق النظار.
وبسطنا لكم أيضاً:
كيف يفيض نور "العقل الفعّال"
كما يفيض ضوء الشمس
على الموجودات
فيجعلها مرئية فعلاً
بعد أن كانت مرئية
بالقوّة والإمكان
وبسطنا لكم في "آحاديث اليوم الآخر"
كيف يحصل في نسغ النبات الناقص
أن الماء الذي ينزل بطبعه من السماء
يصعد باعتبار
من أسفل إلى أعلى الأشجار
ولم نجد شيئاً يتحرك بطبعه
إلى أعلى إلا النار
فنسلّم ان نارا قد رفعت الماء.
لا يقف عمل العقل الفعّال عند حد القاء الضوء على المعقولات فينقلها من القوة إلى الفعل، بل هو الذي يجرد المعقولات من هيولاها ويجعلها معقولة. ولكي يقوى على التجريد يجب أن يكون هو نفسه معقولا" [أي مجرداً] (تيري)
يتحول "العقل الهيولاني" (العقل بالقوّة) بواسطة "العقل الفعّال" إلى "عقل بالفعل" ويمرّ العقل الهيولاني بمرحلة انتقالية أو "بَرْزخيّة" هي "العقل بالمَلَكة" حسب قول الشيخ الرئيس ابن سينا، والحديث يدور هنا عن الجدل الصاعد. والعقل إلى الان "عقل منفعل بموضوعه" لم يصل بعد إلى الاستفادة التامة، أي لم يصل بعد إلى العلم بموضوعه وعقله تماماً. وما أن يعقل موضوعه تمام العقل حتى يغدو عقلاً بالفعل ً مستفاداً علمياً. وهذا "العقل المستفاد" هو أرقى درجة من درجات العقل الإنساني، حيث يغدو قابلاً للاتصال "بالعقل الفعّال"، أي قابلاً للمراكمة التاريخية. هنا في هذا الإقبال أو الاتصال نتفهم مسألة تألّه الانسان، حيث يًقبل العقل المستفاد إلى العقل الفعّال مضيفاً انتاجه العلمي إلى ما تم تسلّمه من قبل، فيقبله العقل الفعّال ويكون "العقل المستفاد" في طور لاحق عقلاً فعالاً وقوة انتاج عقلية جديدة (تاريخ الفلسفة، مثالا). أي تتحول نتائج العلم إلى أداة للتحليل العلمي اللاحق. بقول آخر؛ تتحول نتائج العلم إلى منهج تحليل علمي لاحق. فمفهوم الامبريالية الذي تم انتاجه بداية القرن العشرين كنتيجة علمية لأبحاث ج. هوبسون وهلفردينغ وبوخارين ولينين تم استخدامه كأداة للتحليل اللاحق بعد الحرب العالمية الثانية من قبل بول باران وبول سويزي وهاري ماجدوف ويوجين فارغا وجندر فرانك وسمير أمين وغيرهم كثير. إن ما كان نتاجاً علمياً للتحليل أضحى أداة تحليل علمي لاحق، حيث جرى دمجه بالمنهج الديالكتيكي كقوة انتاج عقلية تراكمية. لا يستطيع الباحث المعاصر عن حقيقة الاقتصاد العالمي أن يستخدم مفهوم الرأسمالية من دون استخدام مفهوم الامبريالية ورأس المال الاحتكاري. هكذا نشير إلى الطابع التاريخي للديالكتيك وإلى سمته التراكمية ابتداء بهيراقليطس الغامض من إفيسس (إفيزيا) مروراً بأفلاطون وفيلون الإسكندري وأفلوطين وتتويجاً بهيغل وماركس ولينين وهلُمَّا جَرّا. يكتب لينين: "إن المعرفة المصورة بحلقات قد حددها كل من هيغل (راجع المنطق وبول فولكمان "الغنوصي" العصري في العلوم الطبيعية الاختياري، خصم الهيغلية التي لم يفهمها) " والحلقات في الفلسفة ليست بالضرورة تسلسل تاريخ الأشخاص: في الفلسفة القديمة من ديموقريطس إلى أفلاطون وإلى ديالكتيك هيراقليطس. في فلسفة عصر النهضة من ديكارت ضد غاسيندي وسبينوزا(؟). في الفلسفة العصرية من هولباخ إلى هيغل عبر بيركلي، هيوم، كانط. من ثم هيغل ، فيورباخ، ماركس." (حول الديالكتيك)
نجد لدى أرسطو ولدى الكندي حالة برزخية أو عقل بالمَلَكة (التملك) بين العقل الفعّال والحدس المباشر (الممارسة العملية)، بين نهاية النظرية وبدو الممارسة، حيث الحديث يدور هنا عن الجدل الهابط.
هذه المرتبة الوسطى (البرزخية) يسميها أرسطو حال أو اكسيس(εξισ)، حال المُلْك أو الامتلاك (امتلاك العلم الكامل)، وهي حال بالفعل غير أنّه ينقصه أن يظهر بآثاره او أن يُستعمل بمباشرة النظر أو العمل؛ وعند ذلك يحقق الشخص أو الفاعل كمال صورته"(رسائل الكندي-2). أما العقل بالمَلَكة عند ابن سينا كما ورد أعلاه فهو برزخ أو حالة انتقال بين العقل الهيولاني (بالقوة) والعقل بالفعل في الجدل الصاعد، وهو عقل منفعل بموضوعه، وهو ملكة عقلية لإدراك المحسوسات، قوة العقل على إدراك ما هو ملقى أمامنا حتى قبل أن نفهم ماهيته ونعرفه. يذهب "تيري" في كتابه عن الاسكندر الافروديسي "إلى أن العقل بالملكة حالة خاصة (مرحلة) من العقل الهيولاني قبل أن ينفعل بالعقل الفعال" (تلخيص النفس). يتحدث ابن سينا هنا عن العقل بالملكة في الجدل الصاعد، بينما يتحدث الكندي عن العقل بالملكة في الجدل الهابط أو النازل. (رسالة في نظرية اللوغوس عند فيلون). "العقل الفعّال اصطلاح وضعه الاسكندر الأفروديسي حين شرح أرسطو، لم يعرفه الكندي وهو من أوائل المترجمين، ويبدو أنه من وضع الفارابي. لم يعرف الكندي اصطلاح الفعّال، وإنما سماه العقل الأول، وجعله خارجاً عنا، وجعل العقول الثلاثة الأخرى للنفس أو في النفس " (تلخيص كتاب النفس) أما ترتيب العقول الأربعة عند الفارابي فهو: عقل بالقوة، عقل بالفعل، عقل مستفاد، عقل فعّال"
الفارابي يجعل العقول كلها من جنس واحد، والتفاضل بينها في درجة المفارقة. حتى إذا انتهى إلى العقل المستفاد انتهى إلى شيء شبيه بالتخوم والحد الذي إليه تنتهي الأشياء التي تنسب إلى الهيولى والمادة (مُنقطع وادي الهيولى) وإذا ارتقى منه فإنما يرتقي إلى أول رتبة الموجودات المفارقة، وأول رتبة، رتبة العقل الفعّال. والعقل الفعّال هو صورة مفارقة لم تكن في مادة ولا تكون أصلا، وهو بنوع ما عقل بالفعل قريب الشبه من العقل المستفاد" (تلخيص النفس)
"نشير هنا إلى إيثار الفارابي للدليل الانطولوجي (الكوني) على دليل الحدوث، أي إيثار الجدل الهابط من منبع النور لإضاءة الوجود، على الجدل الصاعد من الحادث إلى الضروري" (التصور الإسلامي للطبيعة) يقول أبو نصر الفارابي: "لك أن تلحظ عالم الخلق فترى فيه إمارات الصنعة ولك أن تعرض عنه وتلحظ عالم الوجود المحض وتعلم أنه لا بد من وجود بالذات (بالشخص)، وتعلم كيف ينبغي أن يكون عليه الموجود بالذات. فإن اعتبرت عالم الخلق (عالم الحدوث) فأنت صاعد وإن اعتبرت عالم الوجود المحض فأنت نازل، تعرف بالنزول أن ليس هذا ذاك وتعرف بالصعود أن هذا هذا: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فُصّلت: 53]" (الفارابي: فصوص الحِكم)
من شراح أرسطو المعروفين الاسكندر الافروديسي (القرن 2-3 الميلادي) الذي يقول بمفارقة "العقل الفعّال" وعدم مفارقة "العقل المنفعل"، ومن أشياعه ومتابعيه في الرأي الشيخ الرئيس ابن سينا، ومن الشراح أيضاً ثامسطيوس (القرن الرابع الميلادي) وله رأي معروف في مسألة "العقل الفعّال"، "فقد ذهب إلى أن الحجج التي تضطر إلى اعتبار العقل الفعال مفارقاً، تضطر إلى اعتبار "العقل المنفعل" مفارقاً أيضاً".
وابن رشد من أشياع ثامسطيوس في هذا الرأي. وكان ثامسطيوس يمتدح أرسطو لأنه لم يرفع العقل الفعّال إلى مرتبة الآلهة، وأن الأزلية والمفارقة ليست كافية لتسمية العقل الفعّال إلهياً" (تلخيص النفس) إن ما يميز العقل الفعّال أنه خاص بالنوع الإنساني المتـألّه. العقل الفّعال هو نحن جميعاً. ففي قصة الاسراء، حيث يرافق النبي جبريل ومعه البُراق، وعند وصولهم إلى السماء السابعة توقف جبريل ومعه البراق، وصعد محمد إلى ما فوق (ما بعد) السماء السابعة (الثامنة) دون مرافقة جبريل والبراق. بهذا يظهر محمد سيداً على الوحي الذي نزل عليه. وهذا لا ينفي عن جبريل كونه وحياً إلهياً. ونقول: ما كان أولاً أصبح آخراً، ونقول كما قال القرآن: (هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰاهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ) [الحديد: 3]
يظهر ابن رشد ملمحاً "مادياً" بالقول أن عقل الموجود من قبل الافراد لا يكون من الضربة الأولى حيث يميز بين الموجود والمعقول، ويضيف ليس كل موجود معقول. يقول: "المعقولات عادمة للنسبة الفردية، وأنها هي نفس الموجود. ولكن هذه الصفة لاحقة للمعقولات، ولذلك لا يلزم أن تكون فعلاً دائماً، إذ لو كان المعقول هو الموجود، لكانت المعقولات فعلاً محضاً ودائماً" (تلخيص النفس)
ومن الشراح الآخرين: سمبلقيوس (القرن 6 الميلادي) ويوحنا النحوي في النصف الأول من القرن السادس الميلادي.
أقول لكم: إذا أخذنا "العقل المنفعل" على أنه لم يصل بعد إلى طور الاستفادة التامة كان ملازماً غير مفارق، أما إذا حصلت الاستفادة العلمية التامة (التحويل للصورة من ملازمة لمادتها إلى مفارقة وهو ما يقوم ويقول به العقل المستفاد كمحوّل أو برزخ بين المنفعل والفاعل) وبات عقلا ً علمياً مستفادا اتصل لتوّه "بالعقل الفعّال" وأقبل وفق ما أطلقنا عليه "السمة التاريخية للمنهج الديالكتيكي" بحيث تغدو منتجات العلم ومفاهيمه الجديدة أداة منهجية في التحليل العلمي اللاحق. ونكون بيّنا خطأ ثامسطيوس في هذا المقام ومعه ابن رشد. والاتصال هنا تعني إمكانية التراكم واغناء "العقل الفعّال" الذي يتطور تاريخياً كمنهج ديالكتيكي تراكمي وكقوة انتاج اجتماعية –تاريخية، ونكون أمام ما اسميه ديالكتيك العقل الفعّال/العقل المستفاد (ديالكتيك المنهج/العلم الاجتماعي-التاريخي). فالعقل المنفعل بعدما فارق حاله في الملازمة بواسطة العقل المستفاد صار روحانياً غير ميْت. قال ارسطو عن هذا العقل: "ليس الأمر أنه، أحياناً يفكر وأحياناً لا يفكر. وهو متى فارق، لم يكن إلا ما هو عليه في ذاته. وهذا هو وحده اللامائت، الدائم"(رسائل الكندي ج1) وقد وردت العبارة نفسها في كتاب "النفس" لأرسطو مترجمة كالتالي: "ولست أقول مرة يفعل ومرة لا يفعل؛ بل هو بعدما فارقه على حال ما كان، وبذلك صار روحانياً غير ميت"(أرسطو: في النفس).
وعبارة أرسطو: "أحياناً يفكر وأحياناً لا يفكر" تعني أنه أحياناً يكون شخصاً إلهياً، وأحياناً يكون شرطاً للعقل الهيولاني فحسب، فهما لحظتان.
و"العقل الفعال" هو "العقل العاشر" عند الفارابي، وهو "الوحي الإلهي" في الدين التاريخي أو دين الأنبياء، حيث يتم تسلّمه من نبي إلى نبي ومن جيل إلى جيل، هو جبريل الهابط بالوحي على نفس محمد. وهو الوسيط أو البرزخ بين الله والعالم، قال النبي: (سلمان منّا آل(إل) البيت)، والعبد في جبرائيل (جبر-إل) هو (إل) حسب أبو علي الفارسي شيخ ابن جنّي، حيث (إل) تتوسط بين ألف وميم في فاتحة سورة البقرة (آلم). ليس العقل الفعّال هو الله، بل هو رسول بين الله والعالم وبرزخ. يقول جلسون أننا إذا أضفنا إلى نص أرسطو (في النفس) بعض الفقرات من كتاب "ما بعد الطبيعة" ومن كتاب "الأخلاق النيقوماخية" لوصلنا إلى هذه النتيجة: وهي أن العقل الفعّال الذي يتحدث عنه أرسطو طاليس ليس إلا الله نفسه". يرى زللر أن أرسطوقليس زعم أن العقل إلهي، ومنبث في سائر العالم المحسوس ويحركه. وأنه بذلك ينظر إلى الإله كما نظر إليه الرواقيون باعتبار أنه روح العالم (نفس العالم). ولكن تلميذه الاسكندر الأفروديسي لم يشاركه في هذا المذهب الذي يقرب من وحدة الوجود الرواقية" (تلخيص كتاب النفس) إن خطأ مذهب وحدة الوجود يتجلى في إمكانية كون العالم القائم قد أصابه الفساد، بالتالي لم يعد فيه خير أوعقل. وقوله أن العقل هو الله نفسه خطأ أيضاً، لأن العقل الفعّال عبد للسيد الذي يحكمه وهو الله. يقول تيري: أن العقل الفعّال واحد وهو الله، وهذا خطأ ايضاً، والصحيح ما قاله بريهييه: العقل الفعّال إلهي" أي له صفة إلهية. فهو كعقل المتأله كمال علم. إن آراء الاسكندر الافروديسي الخاصة بالعقل الفعّال الأزلي (لم يزل) والواحد والإلهي أثرت في تعاليم افلوطين إلى حد كبير" (تلخيص النفس)
ولقد بسطنا لكم من قبل:
كيف أدار "فيثاغورس" اللجام
في طريق عودته قاصداً "عين شمس"
"عين أُون"
غير عابئ بالعبد الذي رافقه في معراجه
كان يعلم أن الطريق عبد
وأنّ الرب غايةُ الغاية وقصد"
يقول الأهواني: "وقد وقف قراء اليونانية من العرب واللاتين من نصوص أرسطو في حيرة بإزاء مثل هذا الوصف، كما لا نزال نقف اليوم، على الرغم من الجهود العظيمة التي بذلت لتوضيح فلسفته" (تلخيص كتاب النفس)
"العقل الفعّال" هو "الفكرة المطلقة" عند هيغل، هو وسيلة (آلة المنهج أو الديالكتيك) لإنتاج العلم الاجتماعي –التاريخي العيني. طريقة استعملها ماركس في رأس المال، لهذا السبب اندسّ الديالكتيك في رأس المال لماركس بالتضمينً، كما اندس جبريل في الخمسة الإلهيين "أصحاب الكساء". قال الثعالبي: "أحسن من نحت الفلك خمسة رهط وملك " إشارة إلى جبريل وقد اندسّ في الخمسة الالهيين. "العقل الفعّال" شرط لا نتاج العلم الاجتماعي –التاريخي "يفعل في النفس من خارج" حسب شرح الاسكندر الأفروديسي لكتاب النفس لأرسطو. مثل فعل "العقل الفعال" بالنفس كمثل فعل المثقفين العضويين بالطبقة العاملة، حيث يأتيها الوعي الاشتراكي من خارج بيئتها "الداخلية"، يأتيها الوعي الاشتراكي كوحي مثقفين عضويين، حسب رأي لينين في كتابه "ما لعمل؟" بوحي من زعيم الاشتراكية -الديمقراطية الألمانية كارل كاوتسكي.
أما فكرة قلب ماركس لهيغل وإيقافه على قدميه، فيمكن تلخيصها كالتالي: يرى ماركس ان هيغل قد اعتقد خاطئاً أن المنهج الذي طوره بوعي هو عين نتاج العلم التاريخي، مع أن العلم التاريخي بالفعل، أي "العقل المستفاد" بقوة العقل الفعّال الهيغلي أو الطريقة الهيغلية، لم يتم انتاجه إلا مع ماركس في "رأس المال"، حيث "تم الكشف عن القانون الاقتصادي لحركة المجتمع البورجوازي المعاصر". هيغل خلط نتائج العلم الاجتماعي التاريخي بالمنهج، أي اعتبر المنهج هو عين نتائج العلم. ونسي أن انتاج العلم بحاجة إلى جهد آخر يستضيء بمنهج هيغل أو "العقل الفعّال" الذي تم تسلّمه وتحصيله، وهذا الجهد هو ما قام به ماركس في الرأسمال. العقل الفعال وسيلة لإنتاج العلم بالواقعة المعاصرة. هيغل يعتقد أن مجرد قراءة علم الديالكتيك عنده يقود إلى فهم طبيعة المجتمع البورجوازي المعاصر. هيغل بدأ بتجريد عظيم لفهم واقع عيني معاصر، بينما انكب ماركس على دراسة تفصيلية بالوثائق لهذا المجتمع المعاصر. يقول ماك إنتاير: "نحن نبصر ما هو أكثر عينية في ضوء ما هو أكثر تجريدا".
ماركس "مادي تاريخيّ" أخذ المعطيات التي أمامه ودرسها وحللها، وهيغل مثالي فتنه التجريد وعظمة المنهج المتراكم الذي تسلّمه واكتشفه. الماركسيون الذين يتعاطون مع نص راس المال على أنه علم بالواقعة المعطاة لهم اليوم، وليس منهج للبحث يقعون في التجريد الهيغلي. يكتب ماركس: إن مسألة ما إذا كان يمكن أن تنسب حقيقة موضوعية إلى الفكر البشري ليست مسألة نظرية بل عملية. فلإنسان يجب أن يثبت في الممارسة حقيقة فكره، يعني واقعية هذا الفكر وقوته في هذا العالم وهذا العصر" يعلق ديريدا على هذه المطارحة في "أطياف ماركس" بالقول: في الخطاب العلمي، وبهذا الخصوص فإن ماركس يكون مكرماً، ومعترفاً به من قبل ممثلي المعرفة الاخرين، وأنه ليكون بذلك رجل علم، فيستجيب لأخلاق العالم، ويقبل أن يخضع لكل مراجعة نقدية، ومع ذلك فإن كتاب "رأس المال" ليعد كتابا مدمرا في جوهره، والسبب أنه لا يقود عبر طرق الموضوعية العلمية إلى النتيجة الضرورية للثورة إلا لأنه يدخل طريقة من طرق التفكير النظري من غير أن يصوغها كثيراً. والتي تقلب فكرة العلم نفسها. وأن هذا ليكون بالمعنى الأكثر قوة، وذلك بمقدار ما يشير العلم إلى نفسه بوصفه تحولاً جذرياً لنفسه، وقطيعة تكون دوماً موضع رهان في الممارسة، كما تكون في هذه الممارسة قطيعة نظرية دائماً" (أطياف ماركس) قال محي الدين بن عربي: "إن لام العمل تقلع عين العلم" (الفتوحات المكبة) فالعمل من جنس العلم.
ففي سياق ديالكتيك العقل الفعّال/العقل المستفاد يكون ماركس عقلاً مستفاداً بالاعتماد على عقل هيغل الفعّال، باعتباره كشف عن القانون الأساسي للتشكيلة (البنية) الرأسمالية في القرن التاسع عشر، ولا حقاً مع تجلي الظاهرة الامبريالية في القرن العشرين يغدو ماركس عقلاً فعالاً لتحليلات لينين عن الامبريالية ويغدو لينين عقلا مستفاداً ، وبعد الحرب العالمية الثانية ومع السمات الجديدة للإمبريالية يغدو دارسو الامبريالية (بول سويزي، بول باران ، هاري ماجدوف ، يوجين فارغا سمير أمين ، جندر فرانك وغيرهم) عقولاً مستفادة ويغدو لينين عقلاً فعالاً وهلُمَّا جَرّا؛ أي تعالوا على راحتكم.
مراجع معتمدة:
1-يوسف كرم: تاريخ الفلسفة اليونانية (طبعة رابعة)
2-نايف سلوم: "أحاديث اليوم الآخر" (ديوان)
3-الثعالبي: ثمار القلوب في المضاف والمنسوب
4-لينين: ما لعمل؟ (المسائل الملحة لحركتنا)
5-ماركس-انجلز: الأيديولوجية الألمانية، ترجمة د. فؤاد أيوب، دار الفارابي
6-رسائل الكندي الفلسفية-الجزء الأول، الجزء الثاني
7-أرسطوطاليس: في النفس، شرحها وحققها وقدم لها د. عبد الرحمن بدوي
8-نايف سلوم: رسالة في الغنوصية 2022 (مقالة، الصورة الملازمة والصورة المفارقة)
9-أُمبرتو إيكو: اسم الوردة، رواية 1991
10-نايف سلوم: رسالة في نظرية اللوغوس عند فيلون الإسكندري
11-نايف سلوم: عرض نقدي للفصل السابع من كتاب هربرت ماركوز "الماركسية السوفياتية"
12-لينين: المختارات المجلد الرابع (مقالة: حول الديالكتيك)
13-نايف سلوم: أوَزُبُر جبرائيل-تفسير رواية عزازيل 2016
14-محمود أمين العالم: ماركوز.
15-تلخيص كتاب النفس لأبي الوليد بن رشد تحقيق الدكتور أحمد فؤاد الأهواني
16-لينين: دفاتر عن الديالكتيك 1 ترجمة الياس مرقص
17-ابن عربي: الفتوحات المكية-السفر الأول، تحقيق د. يحي عثمان