الملائكة المقاتلون في حروب الإسلام
سامي المنصوري
الحوار المتمدن
-
العدد: 4411 - 2014 / 4 / 1 - 14:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الملائكة المقاتلون في حروب الإسلام
لطالما استغربت عند سماع مشاركات الملائكة في حروب النبي محمد ضد من يسميهم ب"الكفار". و وجه استغرابي هذا هو الأعداد الكبيرة لهذه الجيوش من الملائكة و النتائج المحصل عليها. ففي معركة بدر شارك ألف ملاك بجانب جيش محمد: "حدثني محمد بن عبيد المحاربي قال ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن عكرمة بن عمار قال ، حدثني سماك الحنفي قال ، سمعت ابن عباس يقول : حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لما كان يوم بدر ، ونظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وعدتهم ، ونظر إلى أصحابه نيفا على ثلاثمائة ، فاستقبل القبلة ، فجعل يدعو يقول : " اللهم أنجز لي ما وعدتني ! اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض ! " ، فلم يزل كذلك حتى سقط رداؤه ، وأخذه أبو بكر الصديق رضي الله عنه فوضع رداءه عليه ، ثم التزمه من ورائه ، ثم قال : كفاك يا نبي الله ، بأبي وأمي ، مناشدتك ربك ، فإنه سينجز لك ما وعدك ! فأنزل الله : ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ) " و النتيجة كانت موت خمسين من الكفار و على يد المسلمين!! و هنا لا أدري ماذا كان دور ألف من الملائكة مدججين بالسلاح ممتطين الخيول في هذه المعركة!! بل لم أدري ماذا كانت حاجة الملائكة في السلاح أو الخيول! ألم يكن ملاك واحد قادر على أخذ أرواحهم في لمح البصر كما فعل جبريل مع قوم لوط: وفي رواية عن قتادة وغيره : بلغنا أن جبريل عليه السلام ، لما أصبح نشر جناحه ، فانتسف به أرضهم بما فيها من قصورها ودوابها وحجارتها وشجرها ، وجميع ما فيها ، فضمها في جناحه ، فحواها وطواها في جوف جناحه ، ثم صعد بها إلى السماء الدنيا ، حتى سمع سكان السماء أصوات الناس والكلاب ، وكانوا أربعة آلاف ألف ، ثم قلبها ، فأرسلها إلى الأرض منكوسة ، ودمدم بعضها على بعض ، فجعل عاليها سافلها ، ثم أتبعها حجارة من سجيل .
و يفسر بعض شيوخ الإسلام أن وجود الملائكة "اللامرئي!!" كان بغرض تقديم دعم معنوي للمسلمين في الحرب و رفع روحهم القتالية، بالإضافة إلى استعدادهم للتدخل في حال كانت الغلبة لجيش "المشركين" . و هذا الطرح يتنافى مع النصوص التي تؤكد إرسال الملائكة لقتال المشركين. لكن ماذا حدث في معركة أحد؟
بعث إله محمد بثلاث آلاف من الملائكة مدججين بالخيل و السلاح (كالعادة) كما جاء في الحديث و الآية القرآنية: حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اللهم ربنا أنزلت علي الكتاب ، وأمرتني بالقتال ، ووعدتني بالنصر ، ولا تخلف الميعاد ! فأتاه جبريل عليه السلام ، فأنزل الله : ( ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ) ، [ سورة آل عمران :124-125 ]
و ماذا كانت النتيجة؟ هزيمة نكراء و كاد محمد أن يفقد حياته في هاته المعركة لولا خطأ بن قمئة في ظنه بعد قتله لمصعب بن عمير أنه قتل محمد. استنادا إلى الطبري فإنه عند الهجوم على الرسول تفرق عنه أصحابه وأصبح وحده ينادي "إليّ يا فلان، إليّ يا فلان، أنا رسول الله" واستطاع عتبة بن أبي وقاص من جيش أبي سفيان أن يصل إلى الرسول وتمكن من كسر خوذة الرسول فوق رأسه الشريف وتمكن مقاتل آخر باسم عبد الله بن شهاب من أن يحدث قطعا في جبهة الرسول وتمكن ابن قمئة الحارثي من كسر أنفه وفي هذه الأثناء لاحظ سماك بن خرشة المكنى بأبي دجانة حال الرسول فانطلق إليه وارتمى فوقه ليحميه فكانت النبل تقع في ظهره وبدأ مقاتلون آخرون يهبون لنجدة الرسول منهم مصعب بن عمير وزياد بن السكن وخمسة من الأنصار فدافعوا عن الرسول ولكنهم قتلوا جميعا وعندما قتل ابن قميئة الليثي، مصعب بن عمير ظن إنه قتل الرسول فصاح مهللا "قتلت محمدا" ولكن الرسول في هذه الأثناء كان يتابع صعوده في شعب الجبل متحاملا على طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام واستنادا إلى رواية عن الزبير بن العوام فإن الصرخة التي ادعت قتل الرسول كانت عاملا مهما في هزيمة المسلمين حيث قال ابن العوام "وصرخ صارخ : ألا إن محمدا قد قتل، فانكفأنا وانكفأ القوم علينا. (مقتبس من ويكيبيديا).
كثير من شيوخ الإسلام حاولوا الخروج من مأزق هذه الهزيمة في موقعة أحد رغم مشاركة الملائكة فيها! فهداهم ربهم إلى اختلاق قصة نجاة الرسول رغم هجوم ثلاثة آلاف مشرك عليه كمعجزة ربانية لعلنا نعقل!! (لاحظوا هنا عدد مقاتلي المشركين لم ينقص و لا واحدا طوال المعركة و بعدها حسب الرواية!) حتي لو سلم كل ذي لب أن الملائكة لم يكن دورهم القتال رغم تناقض هذ الطرح مع النصوص، كيف عجزوا عن إخراج محمد من أيدي الكفار دون أن يصاب بجراح؟ و كيف لم يؤمن جيش الكفار عندما رأى هذه المعجزة بأم و أب عينه و نطالب نحن بعد ١-;-٤-;-٠-;-٠-;- سنة أن نؤمن بها؟
اقتباس و تلخيص وتجميع المواضيع من بطون الكتب والابحاث والمدونات بحياديه لا تنتمي لدين او مذهب لكوني ليست يهودياً ولا مسيحياً ولا مسلماً ولا ديني - كاتب و باحث و محلل في تاريخ ألاديان