أهل الكهف حقيقة قصّة
سامي المنصوري
الحوار المتمدن
-
العدد: 4408 - 2014 / 3 / 29 - 23:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المخطوطات المتوفّرة (1) و التي تتحدّث عن قصّة أهل الكهف تنقسم كالتالي:(كلّها مكتوبة بين القرن التاسع و الثالث عشر ميلادي)
-104 مخطوطة باللاتينيّة.
-40 مخطوطة يونانيّة (منها عشر روايات مختلفة)
-33 مخطوطة عربيّة (منها 8 مسيحيّة في 6 روايات مختلفة)
-17 مخطوطة سريانيّة(8 روايات مختلفة)
-6 مخطوطات أثيوبيّة/حبشيّة (3 روايات مختلفة)
-5 مخطوطات قبطيّة.
-مخطوطتان أرمنيّتان.
-مخطوطة إيرلنديّة.
بيد أنّ أهمّ المؤرّخين الذين كتبوا القصّة هم كالتالي:(وصلتنا عن غيرهم و الباحثون يقرّون بأنّهما الكاتبان)
-الأسقف GREGOIRE DE TOURS كتبها باللاتينيّة(2)
-الأسقف يعقوب السروجي (3) كتبها بالسريانيّة.
أصل القصّة:
-الباحث HUBER يرى أنّها كتبت باليونانيّة ثمّ نقلت إلى اليونانيّة ثمّ السريانيّة.(4)
-الباحثون DE GOJE و RYSSEL و GUIDI و PEETERS و HONIGMANN يرون أنّ الأصل يونانيّ (5)
-الباحثون NOLBEKE و HELLER و ALLGEIER يرون أنّ الأصل سرياني (6)
وجهة النظر التي يتبنّاها العلماء الآن هي أنّ القصّة كتبت في البداية باليونانيّة ثمّ نقلت إلى اللغات الأخرى و ينسبونها إلى القدّيس إتيان في القرن الخامس ميلادي.(7)
الأبحاث الأثريّة:
اكتشف العالمان FRANZ MILTNER و J.KEIL بين سنوات 1923 و 1937 موقع القبور السبعة قرب إفسوس و وجدوا بقايا معبد في المكان استطاعوا أن يحدّدوا تاريخ بنائه تقريبا سنة 450 ميلادي.
و اعتمادا على أهمّ مصدرين و أكملهما لهذه القصّة و هما قرقوار دي تور 587 ميلادي باللاتينيّة و يعقوب السروجي 520 ميلادي بالسريانيّة فإنّنا سنترجمهما و من ثمّة نقابلهما بالنصّ القرآني لنتبيّن حقيقة الأمر.
لم تصلنا قصّة قرقوار دي تور و لكن نقلها لنا حرفيّا JACQUES DE VORAIGNE سنة 1275.
سأبدأ بالنصّ اللاتيني، ثمّ أمرّ إلى النصّ السرياني.
النصّ اللاتيني:
كان الرقود السبعة من مدينة أفسوس، و قد قام الإمبراطور دوسيوس الذي كان يضطهد المسيحيّين ببناء معبد في المدينة حتى يتسنّى لكلّ السكّان تقديم قرابين للآلهة.
و كان قد طلب بالقبض على كلّ مسيحيّ و تخييره بين تقديم قرابين أو قتله فحدث خوف كبير و صار الصديق ينكر صديقه و الأب ابنَه و الإبن أباه.
و يوجد في تلك المدينة سبعة مسيحيّين أحسّوا بالألم الشديد لما يحدث، و اسمهم ماكسيميان و مالخوس و مارسيان و دنيس و يوحنا و سارابيون و قنسطنتين. كان هؤلاء السبعة يعملون في القصر الملكي و إذ كانوا متأثّرين بما يحدث على يد الملك الظالم فقد اختبؤوا في منزلهم. يصلّون و يصومون.
وصل الخبر للإمبراطور فأعطاهم مهلة للتفكير و العودة عن ترهاتهم لحين رجوعه من السفر الذي كان يتهيّأ له.
لكنّهم، و ما أن سافر، حتّى راحوا يوزّعون ممتلكاتهم على الفقراء ثمّ قرّروا الذهاب إلى جبل "سليون" [ربّما انخليوس] حيث اختبؤوا، و كانوا طوال هذه الفترة يرسلون أحدهم إلى المدينة متخفّيا ليأتيهم بالطعام.
و حين عاد الإمبراطور دسيوس طالب بالبحث عنهم و إرغامهم على تقديم القرابين، سمع مالخوس بالخبر فعاد إليهم مسرعا و أخبرهم فأصيبوا جميعهم بالخوف فأخذوا الخبز الذي حمله لهم و تقاسموه عشاء حتى يكونوا أكثر قوّة على المقاومة إن هوجموا، ثمّ جلسوا يبكون بحزن، و في تلك اللحظة و بقدرة الربّ دخلوا في سبات عميق.
و في الصباح راحت الجند تبحث عنهم دون جدوى و شعر الإمبراطور بالندم لأنّه خسر شبابا مثلهم فاستدعى آباءهم و هدّدهم بالموت إن لم يخبروه بقصّة هؤلاء، فأعلموه أنّهم فرّقوا كامل ثروتهم و أنّهم ذهبوا إلى جبل قريب.
فكّر الإمبراطور في أخلاق هؤلاء الفتية و بإلهام من الربّ أمر بإغلاق الكهف عليهم بالحجارة حتى يموتوا بالجوع و العطش.
و من ضمن الجند المنفذّين للأمر كان هناك مسيحيّان اسمهما تيودور و ريفان كتبا قصّة الفتية و خبّآها في غفلة بين صخور الكهف.
انقضت فترة حكم ديسيوس و مرّت 370 سنة ، و في السنة الثلاثين من حكم الإمبراطور تيودوس انتشر مذهب مسيحيّ ينكر البعث فحزن الإمبراطور كثيرا لأنّه كان مؤمنا به فأخذ يبكي ليل نهار و يدعو الربّ أن يتدخّل و يهدي هؤلاء القوم، فكانت رحمة الربّ أن بعثت الشهداء السبعة كما يلي.
ألهم أحد السكّان ببناء زريبة لخرافه قرب الكهف و حين أزال الحجارة استيقظ القدّيسون و سلّموا عليه معتقدين أنّهم ناموا ليلة واحدة، و طلبوا من مالخوس أن يذهب إلى المدينة ليشتري لهم خبزا أكثر من البارحة و يخبرهم بما حكم عليهم الإمبراطور قائلين الربّ يعلم أنّنا لن نضحّي بقرابين لغيره.
مالخوس هبط المدينة و حين رأى المساكن تعجّب و لكنّه لم يكترث للأمر بسبب تفكيره في شيء آخر، و لكنّ عجبه ازداد حين رأى الصليب معلّقا فوق الأبواب و ظنّ أنّه يحلم و في الأخير دخل إلى متجر الخبّاز فازدادت دهشته حين سمع الناس حوله تتحدّث قائلا في قرارة نفسه:"ماذا يحدث؟ البارحة لا أحد يجرؤ على ذكر اسم يسوع المسيح و اليوم أصبح كلّ الناس مسيحيين؟ أعتقد أنّي لست في إفسوس، حتى المباني فهي متغيّرة"
سأل بعض الناس عن اسم المدينة فأخبروه أنّها إفسوس، و من ارتباكه، قرّر العودة إلى أصحابه بعد أن يشتري الخبز ، و أعطى قطعة نقديّة للبائع الذي أمسك بالقطعة متعجّبا و قال له:
-من أين أنت؟ أين وجدت هذا الكنز الذي فيه نقوش الممالك السابقة، أخبرني لنقتسم معا و إلاّ لن أدعك تذهب بسلام.
مالخوس شعر بالخوف و لم يعرف كيف يردّ، فقام البائع بإلقاء حبل في عنقه و جرّه إلى ساحة المدينة فانتشر الخبر بسرعة عن أنّ فتى وجد كنزا، فاجتمع الناس حوله، و هو يحاول إفهامهم أنّه لم يجد أيّ شيء، و راح مالوخ ينظر إلى وجوه الناس لعلّه يعرف أحدا فلم يعرف منهم أيّ شخص و صار كغريب في بلدته.
وصل الخبر إلى مسامع الأسقف مارتين و القنصل أنتيباتار الذين جاءا حديثا للبلدة فطلبا أن يأتياهما بالشاب بعناية و معه القطعة النقديّة.
و ظنّ مالخوس و هم يحملونه إلى الكنيسة بأنّهم يذهبون به إلى الإمبراطور دسيوس لمعاقبته، و حين وصل تعجّب الأسقف و القنصل من رؤية هذه القطعة النقديّة و سألوه عن مصدر الكنز.
أجاب مالخوس:
-لم أجد كنزا و لقد أخذتها من أبويّ
قالوا:
-من أيّ مدينة أنت؟
أجاب:
-أنا من هذه المدينة، أليست إفسوس؟
قال القنصل:
-أحضر أبويك ليتحدّثوا مكانك
و حين ذكر لهم مالخوس أسماء أبويه لم يعرفهما أحد و اتّهموه بالكذب حتى يستطيع الهروب
قال القنصل:
-كيف نصدّقك؟ تقول أنّ العملة هي لأبويك بينما النقش عليها يعود إلى بداية حكم الإمبراطور ديسيوس منذ 377 سنة، فكيف تريد أن تخدع علماء و شيوخ إفسوس ؟ سأقدّمك للمحاكمة حتى تعترف أين وجدت الكنز.
فارتمى مالخوس تحت قدميّ القنصل باكيا و قال:
-من أجل الرب، سيّدي، أخبرني عمّا سأسألك عنه و سأقول لك ما في قلبي. أين الإمبراطور دسيوس الآن؟
أجاب الأسقف:
-يا بنيّ، لا يوجد شخص بهذا الإسم الآن فقد ترك هذا العالم الأرضيّ منذ زمن بعيد.
فقال مالخوس:
-لهذا يا سيّدي تعجّبتُ من عدم تصديقكم لي، إذن اتبعوني سأقودكم إلى أصحابي في جبل "ساليون" ، ما أعرفه هو أننا هربنا البارحة من دسيوس هناك.
فكّر الأسقف و قال للقنصل:
-إنّها رؤيا يريد الربّ أن يرينها عبر هذا الفتى.
و حين وصلوا إلى الكهف و وجدوا قدّيسي الربّ جالسين راح الأسقف يمجّد الربّ و يقبّلهم و يبكي قائلا إنّي أراكم كما أرى الربّ يبعث إليعازر.
فقال مكسيماليون:
-صدّقونا، فمن أجلكم بعثنا الربّ قبل يوم البعث الأعظم حتى تؤمنوا يقينا بالبعث، ألا ترون أنّنا أحياء؟
حين أتمّ كلامه وضع الفتية رؤوسهم على الأرض و أسلموا الروح حسب أمر الربّ، فنهض الإمبراطور و قبّلهم و أمر بصناعة أكفان ذهبيّة لهم و لكنّهم ظهروا له في تلك الليلة و أخبروه أنّهم بعثوا فوق الأرض و يجب إبقاءهم فوق الأرض دون دفنهم حتى يوم يبعثهم الرب مرة أخرى
فأمر الإمبراطور بتكريم المكان بأحجار ذهبيّة و قام بقطع كلّ الأساقفة الذين ينكرون البعث.
[تعليق ناقل القصّة jacques de voraigne]أن يناموا 377 سنة كما قرأنا فالأمر يدعو للشكّ حيث بعثوا سنة 418 و دسوس حكم فقط سنة و ثلاثة أشهر سنة 252 و هكذا نستنتج أنّهم لم يناموا إلاّ 196 عاما.
النص السرياني
ابن الله، يا من تفتح بابك للطارقين
تقبّلني عندك، حتى أنشد صفاء أبناء النور [أهل الكهف]
الراعي[المسيح] اختار خرفانا من بين القطيع
جمّعهم في الحظيرة السماويّة ليكونوا معه
مبارك هو الفلاح[المسيح]، الذي يختار القمح من بين الهشيم
و يزرعه في حقل السماوات الحيّ
أقصّ عليكم قصّة أبناء نبلاء إفسوس
استمعوا لي أيّها العاملون و سبّحوا من أجل أبناء القيامة[أهل الكهف]
الملك دسوس يجوب المناطق و القرى
يزور ممالك امبراطوريّته العظيمة
و إذ يدخل إفسوس، تنتشر الفتنة
راح يحتفل بزيوس و أبولون و أيضا أرتميس
و يسنّ شريعته:كلّ الناس تأتي تضع عطورها [إحراق البخور] أمام الآلهة
جمّع النبلاء و الشيوخ و الأطفال
يضعون العطور لأصنام صمّاء من عمل الإنسان
و كان هناك فتية محبوبون نبلاء
رفضوا شريعته و اعتزلوا في بيت يسوع
كي لا تدنّسهم رائحة عطور الشرك
وشى بهم أصحابهم إلى الملك:
هناك أبناء يرفضون شريعتك
غضب الملك و أمر بجلب هؤلاء الأطهار ليراهم
راحت الذئاب تركض و قبضت على الخرفان من وسيط القطيع
و بسرعة و عجلة حملوهم إلى الملك
كانوا خائفين فقال الملك ليسحرهم:
لماذا عصيتم أمري؟ اقتربوا، قدّموا عطوركم و سأجعلكم من النبلاء
قال ابن الوالي [العدد معه يصبح ثمانية] و معه أصحابه السبعة:
نحن لا نعبد أصناما صمّاء من صنع الإنسان
معنا ربّ السماء الذي سيعيننا
إنّه من نعبد، و من نقدّم له عطور قلوبنا
آلهتك هم أبولون و زيوس و أرتميس
آلهتنا هم الأب و الإبن و الروح القدس
أمر الملك بضربهم بعصا، ثمّ من جديد أمر بتركهم لحين عودته
الملك كان متشوّقا لزيارة باقي مملكته
فخرج من إفسوس على أن يعود
تحدّث الأبناء الأطهار فيما بينهم:
لنخرج، لنهرب من مكان الأفسوسيين
قبل أن يعود الملك الملعون ليحاكمنا
حملوا معهم أموال آبائهم و اختفوا في كهف في قمّة الجبل
ليصيروا محلّ شكّ و فخر لآبائهم
لم يحملوا معهم ثيابا ذات قيمة
في الليل، في قمّة الجبل ،في عمق الكهف، قالوا:
نصلّي لك أيّها الراعي الطيّب
احمنا من ظلم هذا الذئب المتعطّش لدمنا
و كي يجازيهم الربّ على إيمانهم
أخذ أرواحهم و صعد بها حتى السماء
و ظلّ هناك ملاك يحرس [يحرّك] أطرافهم
عاد الملك إلى إفسوس و سأل:
أين الأبناء الذين كانوا خارجين عن القانون؟
قيل:إنّهم هناك في قمّة جبل، في كهف مختبئون
قرّر الملك اللعين قتلهم
أمر بقطع الأحجار و وضعها أمام الكهف لإغلاقه
لكن كان هناك حكيمان [فيلسوفان] إبنا نبيلين
مقتنعين بأنّ الربّ سيبعثهم مرّة أخرى
صنعا ألواحا من الرصاص و جعلاها بجانبهم
كتبا عليها أسماء أبناء النور و أسباب اختفائهم و زمنه.
مرّ عصر الملوك المشركين و فنت ممالكهم
أراد الربّ أن يوقظ أبناء النور
فأعثر عليهم أحد الأغنياء الذي أراد بناء حظيرة في ذلك المكان
دخل النور إلى الكهف فاستيقظوا
جلسوا على الأرض يتساءلون بينهم:
من يذهب إلى المدينة ليخبرنا بقرار الملك؟
قال إيامبليكوس: أنا آتيكم بالخبر اليقين
قالوا:خذ بعض المال و ائتنا ببعض الخبز في طريقك
ذهب الإبن راكضا إلى المدينة و هو يصلّي من الخوف
و حين رأى الصليب معلّقا على الأبواب تعجّب
سأل أحد المارة و حين أجابه بأنّها إفسوس ازداد عجبه
دخل إلى متجر ليشتري الخبز و أعطى قطعة نقديّة
التاجر راح يفحص العملة و أعطاها لزميله الذي بدوره فحصها و أعطاها لآخر
مرّت القطعة بين أيدي خمسة أشخاص
أخذوا يتحدّثون في شأنه، فقال الإبن:
أعطوني خبزا إن أردتم [إن كنتم مانحين] و إلاّ سأذهب.
قبض عليه البائع و انتشر الخبر في المدينة عن وجود كنز
وصل الأمر للأسقف فأخذ القطعة و سأل إيامبليكوس:
من أين أنت؟ من أبواك؟ و كيف وجدت الكنز و أين؟
قال الإبن:أنا من إفسوس و ابن رفينيسوس من النبلاء
نظر الإبن إلى وجوه الحاضرين علّه يعرف أحدا و لكنّهم كانوا كلّهم غرباء فشعر بالحزن و راح يبكي
سأله أحد الحكماء الحاضرين قل الحقيقة يا بنيّ و لا تخش شيئا
فقال الإبن، أجبني أوّلا أين الملك ديسوس؟
فقال الحكيم، أتسخر من فقير قريب من الموت مثلي و عمرك لا يتجاوز اثني عشرة سنة بينما الملك الذي تتحدّث عنه مات منذ زمن بعيد
و بالحساب و حسب طريقة اليونانيين في حسابهم فعمر الملك الآن 377 سنة.
قال الإبن:تعالوا أدلّكم أين اختفيت البارحة من الملك ديسوس مع أصحابي
اجتمع كلّ أهل افسوس ليروا الكنز الحيّ
الكنز الذي أرسله الرب كآية لهم
كان الفتية في الكهف خائفين و يصلون:
إنّ الربّ معنا و يهدينا حسب إرادته
دخل الأسقف و النبلاء إلى الكهف فرأوا الأبناء جالسين على الأرض
سلّموا عليهم قائلين:السلام عليكم [أو السلام معكم]
وصل الملك تيودوس بعد أن سمع الخبر و سلّم عليهم ثمّ قرأ قصّتهم من اللوح الرصاص
ترجّاهم أن يأتوا معه إلى إفسوس ليبني لهم مسجدا [معبدا]
أجابوه أنّهم يريدون البقاء في مكانهم، فالراعي[المسيح] الذي حملنا إلى هنا هو أعلم بنا
لأجلكم بعثنا المسيح ربّنا لتعلموا أنّ البعث حقّ
نزع الملك (......)[الكلمة ناقصة و يراها المحقّقون :رداءه] و غطّاهم به ليتمّوا نومهم المؤقّت
مبارك هو الراعي الذي اختار خرفانه من بين القطيع
مبارك إذ أورثهم الجنّة، و الحديقة و ملكوت السماء.
________________________________________
المراجع:
1-لويس ماسينيون، مجلّة مينورا 1951 ،بحث في مخطوطات قصّة الرقود السبعة
-2-(539-594) ميلادي -أسقف و مؤرخ كنسي لاتيني
-3-(451-521) ميلادي -أسقف سرياني معروف بأشعاره و أناشيده
4-فرنسوا جوردون، قصة الرقود السبعة/طبعة 2001
اعتمادا على ما تقدّم و لتأطير النصّ تاريخيّا نرى ما يلي:
راوي القصّة إتيان الإفسوسي سنة 448
تمّ تدوينها باليونانيّة تقريبا سنة 449
نقلها يعقوب السروجي إلى السريانيّة سنة 490 تقريبا
نقلها يوحنا الإفسوسي إلى السريانية سنة 570 تقريبا
نقلها عنه قرقوار دي تور إلى اللاتينية سنة 580 تقريبا
يختلف الرواة في عددهم (المخطوطات الأثيوبيّة و السريانية تختلف عددا عن اللاتينيّة)
اختلاف في مدّة مكثهم في الكهف بين 190 سنة إلى 377 سنة
كلهم يتّفقون على أنّ أحداث هروبهم حدثت مع الملك دسيوس و هنا سنتوقّف قليلا لنقرأ ما يكتبه المؤرّخون و نحاول معرفة هل أنّ هذه القصّة حدثت قبله أو في حكمه أو بعده.
النصّ القرآني:
الآيات من سورة الكهف معروفة و لكنّنا سنبيّن فقط نقاط الاختلاف و الائتلاف بينها و بين النصّ السرياني:
..................القرآن.......................... ........................يعقوب السروجي
عددهم:خمسة أو ستّة أو سبعة....................................ثمانية
المدّة:309 سنة............................................... ..........377 سنة
معهم كلبهم............................................. ...................بلا كلب
دينهم:التوحيد..................................... .........................التثليث
خرجوا هاربين............................................ ...........خرجوا هاربين
نلاحظ أنّ النصّين يتوافقان في كيفيّة سرد القصّة حيث يسردان تعريفا شاملا في البداية ثمّ يعودان و يدخلان في التفاصيل على اختلافها:
المقدّمة:
القرآن:
أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا -9
إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا -10
فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا -11
ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا -12
ثمّ يعيد القصّ مرّة أخرى بالتفاصيل.
يعقوب السروجي:
ابن الله، يا من تفتح بابك للطارقين
تقبّلني عندك، حتى أنشد صفاء أبناء النور [أهل الكهف]
الراعي[المسيح] اختار خرفانا من بين القطيع
جمّعهم في الحظيرة السماويّة ليكونوا معه
مبارك هو الفلاح[المسيح]، الذي يختار القمح من بين الهشيم
و يزرعه في حقل السماوات الحيّ
ثمّ يدخل في التفاصيل.
اعتمادا على النصّ القرآني فإنّنا لو طرحنا 309 سنة من عام استيقاظهم 449 ميلادي لوجدنا سنة 140 ميلادي و هي توافق حكم الامبراطور أنطونيوس التقيّ (138-161 ميلادي) و هو من الحكام المصلحين في روما و تميّز عهده بالاستقرار نسبيّا.و هو ما ينفي احتمال وجودهم في عصره.
و نلاحظ في النصّ اللاتيني أنّ العمليّة تكاد تكون مفبركة بين الحاكم تيودوس و الأسقف إتيان إذ نقرأ هنا:
"و في السنة الثلاثين من حكم الإمبراطور تيودوس انتشر مذهب مسيحيّ ينكر البعث فحزن الإمبراطور كثيرا لأنّه كان مؤمنا به فأخذ يبكي ليل نهار و يدعو الربّ أن يتدخّل و يهدي هؤلاء القوم، "
فما الذي يمنع أن يتّفقا (الحاكم و الأسقف) و ربّما الأسقف وحده مع سبعة أشخاص على الذهاب إلى كهف ما و يعطونهم قطعة نقديّة من أرشيف الخزانة تعود إلى الحاكم دسيوس و يحملان معهم لوحا فيه قصّتهم ثمّ يأتي أحدهم كما لو أنّه استيقظ بعد مئات السنين؟
و هكذا يتأتّى للأسقف ما يريد و هو إيمان الناس بالبعث.
و هو ما نراه في :
"فكّر الأسقف و قال للقنصل:
-إنّها رؤيا يريد الربّ أن يرينها عبر هذا الفتى.
و حين وصلوا إلى الكهف و وجدوا قدّيسي الربّ جالسين راح الأسقف يمجّد الربّ و يقبّلهم و يبكي قائلا إنّي أراكم كما أرى الربّ يبعث إليعازر.
فقال مكسيماليون:
-صدّقونا، فمن أجلكم بعثنا الربّ قبل يوم البعث الأعظم حتى تؤمنوا يقينا بالبعث، ألا ترون أنّنا أحياء؟"
و هكذا يؤمن الناس و تنتشر القصّة.
نلاحظ فيما سبق أنّ القرآن يتحدّث عن أصحاب كهف آخرين غير قصّة الرقود السبعة السريانيّة.
بل يزيد القرآن في إعطاء تفاصيل لا نجدها في النص السابق الذي كما قلت هناك إمكانيّة أن تكون القصّة ملفّقة من طرف الحاكم تيودوس لكي يؤمن الناس بالبعث.
و قد لفت انتباهي أصالة النصّ القرآني-authenticité- من حيث حمله لبصمة أو طابع إلهيّ و ذلك بأن ذكر "الشيخ بسام جرار" أنّ عدد الكلمات في قصّة أهل الكهف هو 309 كلمة!
و قد حسبت الكلمات بنفسي بدءا من :أم حسبت أنّ أصحاب الكهف....إلخ حتى قوله تعالى: و لبثوا في كهفهم
الكلمة التي تأتي بعد "كهفهم" هي الكلمة رقم 309!
هذا الحساب يعتمد فيه واو العطف كحرف تابع للكلمة و ليس كلمة بذاتها.
يقول القرآن في البداية :أصحاب الكهف و الرقيم و الرقيمُ لغة هو اللوح الذي نضع الأرقام فيه أو نكتب فيه و هو ما يحيلنا إلى أنّ هناك من كان يرقّم مدّة نوم أهل الكهف و يدعّم رأينا هذا قوله تعالى في مقدّمة القصّة أو تلخيصها في البداية"لنعلم أيّ الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا" و كذلك قوله "سنين عددا" أي هناك من يعدّ سنة فسنة.
يقول الشيخ بسام جرار:
"نقول: ما نراه في قصة أهل الكهف أن نقتصر فيها على ما ورد في القرآن الكريم، وما يمكن أن يستفاد من دلالات الآيات الكريمة. ويجدر بنا أن نتذكر دائماً أن الله تعالى نهانا عن أن نأخذ عن أهل الكتاب أو غيرهم شيئاً من أخبار أصحاب أهل الكهف:"…ولا تستفت فيهم منهم أحداً " . مما يدل على أنه لا مستند لأحد من الإخباريين فيما يخبر من قصة أهل الكهف، وقد يدل هذا على أن القصة مُغرقة في القدم، بل أقدم بكثير مما ذكرهُ أكثر أهل التفسير. جاء في كتاب قصص القرآن :"رجّح ابن كثير أن قصص أهل الكهف كان قبل مجيء النصرانية لا بعدها، كما رواه كثير من المفسرين متبعين ما أثر عن العرب، والدليل على ذلك أنّ أحبار اليهود كانوا يحفظون أخبارهم ويعنون بها"
ثمّ بعد هذه المقدّمة يدخل القرآن في التفاصيل:
-هناك حزبان يحصيان المدّة
-يذكر الكهف بالتعريف و ليس "كهفا"
-يقولون: هؤلاء قومنا اتّخذوا من دونه آلهة، و كأنّهم فرّوا من مجتمع كامل وثنيّ
-وصف الشمس:حسب وصف القرآن لحركة الشمس فإنّنا نلاحظ أنّ فتحة الكهف متوجّهة نحو الشمال المائل قليلا نحو الغرب بينما الفتحة في كهف افسوس في النصّ السرياني متوجّهة نحو الجنوب.
-الكهف مفتوح بدلالة قوله "لو اطّلعت عليهم، أو و تحسبهم أيقاظا" و ليس مغلقا بالحجارة كالنصّ السرياني
-عقاب الرجم "في قوله: "إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملّتهم" و هو مخالف لعقاب الرومان ممّا يجعلنا نتأكّد أنّ القرآن لا يتحدّث عن الحادثة نفسها
-بناء معبد عليهم:" قال الذين غلبوا على أمرهم لنتّخذنّ عليهم مسجدا" و هو ما نفهم منه أنّه كان هناك نقاش و خصومة بين حزبين في خصوص أهل الكهف.
و على كلّ ما تقدّم فإنّنا نرى أنّ قصّة أهل الكهف أقدم بكثير من النصّ السريانيّ من حيث زمن وقوعها و قد ذهب الشيخ بسام جرار إلى أنّ التقويم العبري الحالي يعود في أصله إلى احصاء مدّة لبث أهل الكهف ثمّ تحرّفت الحكاية و نسيت فيما بعد و صارت سنة خلق آدم في التوراة و الموافقة لعام 3760 قبل الميلاد.
فإنّ القصّة القرآنيّة تختلف عن القصّة السريانيّة في الكثير من التفاصيل و حيث أنّنا لا نعرف قصّة (أسطورة) غيرها منذ ميلاد المسيح فإنّنا نرى أنّ القرآن يقصد قصّة (أسطورة) أقدم منها.
و كي تكون مقاربتنا صحيحة للنصّ القرآني فإنّه علينا أن نجد قصّة (في أيّ مكان من العالم) تتوفّر فيها الشروط التالية:
-اختلاف الروايات في عددهم من ثلاثة إلى سبعة.
-حركة الشمس حول الكهف
-عقاب الرجم في ذلك المجتمع
رمز "الكلب" في حراسة النائمين
و بعد أن نجد هذه القصّة نبحث في جذورها الأسطوريّة و نناقش هل بالإمكان وصولها إلى محمّد إن كان هو كاتب القرآن و ليس الله.
نلاحظ أنّ هذه القصّة كانت متداولة في التراث الشفويّ -لا ندري قبل أو بعد حادثة إفسوس و إن كان أغلبها كما يبدو تمّ استنباطها منها- بل و نجد قبور أهل الكهف و فوق كهفهم أو حذوه مكان عبادة، في أكثر من أربعين بلدا:(1)
-بلجيكيا- سويسرا –ألمانيا -تركيا-السودان-إسبانيا-النمسا-أوكرانيا-فرنسا-إيطاليا-روسيا-الجزائر-تونس-مصر-جزر القمور-سوريا-أفغانستان-المغرب-الأردن إلخ...!
و أغلب هذه القصص الشفاهيّة مستمدّة من القصّة الأصليّة مع اختلاف طفيف في التفاصيل ،و هو ما بيّن لنا مدى نجاحها و انتشارها قديما.
باعتمادنا على النصّ القرآني لا نستطيع الرجوع في التاريخ "لتحديد زمنها"إلاّ إلى حدود القرن السابع قبل الميلاد لسبب بسيط و هو قوله تعالى:
"فابعثوا أحدكم بورقكم هذه"
و الورق كما جاء في لسان العرب يعني الدراهم المضروبة و قيل العملة من الفضّة، و كما تؤكّد الآثار فقد بدأ ضرب العملة المعدنيّة قرابة سنة 650 قبل الميلاد في آسيا الصغرى من طرف اليونانيين.(2)
و هكذا فإنّنا سنركّز بحثنا في هذه الفترة التاريخيّة أي بين القرن السابع قبل الميلاد و القرن السابع بعد الميلاد عند بعثة النبيّ محمّد.
....................
1-فرنسوا جوردون/الرقود السبعة/ طبعة 1983
2-برينو كولان/تاريخ العملة/ طبعة 2004
________________________________________
تعدّدت الأقوال و تضاربت حول موقع أو قبور أهل الكهف:
يرى المستشرق "كلارمون جانو" أنّ كهف الرجيب بالأردن هو كهف أهل الكهف.
-أخذها عنه الباحث "محمّد تيسير ظبيان" و أضاف لها بعض الأدلّة (1) حيث وجد عملة نحاسيّة تعود إلى عصر الامبراطور تراجان و وجد سبع جماجم و بقايا عظام حيوانات.
-ترى الأحمديّة أنّه في روما في سراديب الكتاكومب
-يرى الدكتور عبد المنعم عبد الحليم سيّد بكلّية الاسكندريّة أنّ المكان هو مدينة البتراء حيث وجد كلمة "رقمو" بالنبطيّة محفورة على الصخر بمدخل المدينة و في الكهف نقش باليونانيّة على الجدار يعود إلى سنة 446 ميلاديّة.
و هكذا فإنّ الكهف يطير شمالا و جنوبا و كلّ كهف فيه ستّة أو سبعة قبور! و هناك من يرى أنّه في اسكندنافيا و آخرون في نينوى و آخرون في دمشق و آخرون وصلوا حتّى إلى بريطانيا!
مقالات اضافيه
فتية الكهف ، أم فتية دانيال
تحدثنا في الاجزاء السابقة من هذا البحث عن كل ما دار بين اهل مكة ومحمد من حوارات ونقاشات بعد ادعاء محمد للنبوة وفشله في أن يأتي بأية كما طلب منه أهل مكة وانتهى الحوار بينهما الى أن ارسل أهل مكة وفدا الى يهود يثرب يستشيرونهم في أمر محمد فعاد الوفد القريشي من يثرب بأختبار رائع من احبار اليهود يختبرون به محمدا ، فنتج عن ذلك ما يسمى في القرأن بسورة الكهف فسورة الكهف هي نتاج لهذا الاختبار .
وفي هذا الجزء سنبحث السؤال الاول في الاختبار اليهودي وكان عن ( فتية ذهبو في الدهر الاول ) وسنرى كيف كانت اجابة محمد عن هذا السؤال ، وكيف سقط فيه سقوطا مريعا وفشل فيه فشلا ذريعا ، فأرجو التركيز وقرأءة هذا البحث بعناية ، لأن الامر في غاية الخطورة ، فبعد هذا البحث سيكتشف كل باحث عن الحق ، حقيقة محمد وكيف خدع الناس جيلا من بعد جيل ، وستنجلي الحقيقة وتظهر لكل من ارادها بصدق ، وبحث عنها بجد ، بعيدا عن التعنت والتزمت والعناد الذي لن يجلب لصاحبه سوى مزيدا من القيود المحمدية الوهمية التي استمرت تسيطر على العقول لمدة زادت عن 1400 سنة فخربتها وجعلت منها عقول بليدة ومتخلفة وخربة .
والملاحظة الاهم في هذا الامر والتي لا يجب أن نتناساها ولا أن نتجاهلها هي أن السؤال كان يهوديا وبناء على ذلك يجب أن تكون الاجابة يهودية ايضا بغض النظر عن كون القصة اليهودية صحيحة ام لا لأني أعتقد ان كل التراث اليهودي من توراة وتلمود وغيرها ما هي الا اساطير بابلية وسومرية ولم تكن وحيا الهيا كما يزعم اليهود ويزعم محمد والمسلمون من بعدهم .
ولكن بما أن السؤال كان من جعبة احبار اليهود فلابد أن الاجابة ستكون وفقا لما يراه اولئك الاحبار ، وبمعنى اخر ، بما أن الاسئلة كانت من التراث اليهودي فلزاما ستكون الاجابة ايضا من التراث اليهودي .
أما الخطأ الكبير الذي وقع فيه محمد هو أنه اختار قصة مسيحية اسطورية لتكون ردا على ذلك السؤال اليهودي ، فسقط سقطة لا تغتفر ، ووقع في فخ الاختبار اليهودي ، ولذلك عرف اليهود انه لا يمكن ان يكون صادقا ولا يمكن ان يكون نبيا ، لأن اليهود لا يؤمنون بالمسيح ولا يتبنون المعتقدات والافكار المسيحية الاساسية ، فما بالك بالاساطير المسيحية المتروكة حتى من المسيحيين انفسهم ، ولا يمكن أن تحتوي كتب اليهود واسفارهم المقدسة على اساطير مسيحية حدثت بعد عصر المسيح .
وبما أن هذه القصة حدثت في مكة قبل أن يهاجر محمد الى يثرب فمعنى ذلك أن محمد كان قليل الخبرة باليهودية والمسيحية فلم يستطع التفريق بين ما هو يهودي وما هو مسيحي وخلط بينهما خلطا غريبا ويتسم بالطرافة ويتناسب مع امكانياته الفكرية المتواضعة واميته المعروفة .
ولفك الاشتباك بين السؤال اليهودي والجواب المحمدي المسيحي الاسطوري ، يجب علينا اولا التعرف على الجواب الحقيقي عن السؤال اليهودي ثم نتعرف بعد ذلك على الجواب المحمدي .
فالسؤال اليهودي كما ورد في المصادر الاسلامية يقول : سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم ؟
الاجابة عن السؤال اليهودي
لا شك عندي اطلاقا في أن الذي وضع هذا السؤال كان مطلعا جيدا على سفر دانيال الذي سنجد فيه ايضا الاجابة عن السؤال الثاني عن ذي القرنين التي سنتحدث عنها لاحقا ، علما بأن سفر دانيال من اهم الاسفار المقدسة عند اليهود ودانيال من اهم انبياءهم .
والقصة تتحدث عن 3 فتية هم ( شدرخ ، ميشخ ، عبدنغو) رفضو السجود لتمثال من الذهب صنعه الملك الشهير ( نبوخذ ناصر ) وأصدر أمرا للجميع بأن يسجدو للتمثال بعد سماعهم لاصوات الالات الموسيقية وكل من يرفض السجود سيلقى في فرن النار ، فسجد الجميع الا هولاء الفتية فوشى البعض بالفتية لدى الملك فامر بأحضارهم ثم امرهم بالسجود للتمثال فرفضو قائلين بأنهم لا يسجدون الا لله ، فأمر بالقاءهم في فرن النار ولينظر أن كان الله قادرا على حمايتهم ، ففوجئ الجميع بأن الفتية لم يحترقو ولم تحترق ملابسهم ولم يتغير شعرهم ، فأمر نبوخذ ناصر بعد ذلك الجميع باحترام اله شدرخ وميشخ وعبدنغو .
هذه هي القصة باختصار من سفر دانيال 3 ، وهولاء هم الفتية الذين سأل عنهم احبار اليهود ، ولا علاقة لهم اطلاقا بالاجابة التي اجابها محمد الذي ظن ان الفتية الذين سأل عنهم اليهود هم اهل الكهف ، ومن المستحيل أن يسأل اليهود عن فتية الكهف لأن قصة اهل الكهف و ببساطة شديدة غير موجودة عند اليهود ولا يوجد احد من اليهود في العالم قديما ولا حديثا يؤمن بقصة اصحاب الكهف التي ذكرها محمد .
فهل من المعقول أن يسأل احبار اليهود عن قصة غير موجودة في كتبهم ولا يعرفونها ولا يؤمنون بها ؟ وهل من المعقول أن تكون اجابة محمد عن السؤال اليهودي بقصة مسيحية اسطورية متأخرة ؟ اليست هذه سقطة محمدية كبرى تدل دلالة واضحة وقاطعة وحاسمة على انه اخترع هذا الدين اختراعا ، وليس لذلك علاقة لا بالله ولا بجبريل كما يزعم محمد .
لكن السؤال الذي يفرض نفسه الان من هم اصحاب الكهف الذين ذكرهم محمد ؟ هذا ما سنجيب عليه في الجزء القادم ،،، فانتظرونا ، وتابعونا .
والان مع قصة الفتية الذين سأل عنهم اليهود كاملة من سفر دانيال 3 ( مع الاخذ في الاعتبار انها قد تكون قصة غير حقيقية )
سفر دانيال 3 منسوخ كاملا :
1 وَصَنَعَ نَبُوخَذْناصَّرُ تِمثالاً مِنَ الذَّهَبِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِراعاً، [a] وَعَرضُهُ سِتُّ أذرُعٍ. وَنَصَبَهُ فِي وادِي دُورا فِي مُقاطَعَةِ بابِلَ. 2 وَأصدَرَ نَبُوخَذْناصَّرُ أمراً بِأنْ يَأتِيَ جَميعُ الوُلاةِ وَكِبارِ المَسؤُولِينَ وَالحُكّامِ وَالمُستَشارِينَ وَأُمَناءِ الخَزنَةِ وَالقُضاةِ وَضُبّاطِ الشُرطَةِ وَجَمِيعُ مُوَظَفِي المُقاطَعَةِ لِتَدشِينِ تِمثالِ الذَّهَبِ الَّذِي كانَ المَلِكُ قَد أمَرَ بِإقامَتِهِ.
3 فَاجتَمَعَ كُلُّ الوُلاةِ وَكِبارِ المَسؤُولِينَ وَالحُكّامِ وَالمُستَشارِينَ وَأُمَناءِ الخَزنَةِ وَالقُضاةِ وَضُبّاطِ الشُرطَةِ وَكُلُّ مُوَظَفِيِّ المُقاطَعَةِ الآخَرِينَ لأجلِ تَدشِينِ التِّمثالِ الَّذِي أمَرَ المَلِكُ نَبُوخَذْناصَّرُ بِإقامَتِهِ، وَوَقَفُوا أمامَ التِّمثالِ. 4 ثُمَّ أعلَنَ مُنادٍ بِصَوتٍ مُرتَفِعٍ وَقالَ: «أيَّتُها الشُّعُوبُ وَالأُمَمُ مِنْ جَميعِ اللُّغاتِ، 5 حِينَ تَسمَعُونَ أصْواتَ البُوقِ وَالنّايِ وَالقِيثارَةِ وَالرَّبابَةِ وَالقانُونِ وَالقِرْبَةِ وَغَيرِها مِنَ الآلاتِ، تَسجُدُونَ لِتِمثالِ الذَّهَبِ الَّذِي نَصَبَهُ نَبُوخَذْناصَّرُ. 6 وَمَن لا يَسجُدُ لَهُ، سَيُقبَضُ عَلَيهِ فَوراً وَيُطرَحُ فِي فُرنٍ مُشتَعِلٍ.»
7 وَكانَ هُناكَ أُناسٌ مِنْ كُلِّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَاللُّغاتِ، فَلَمّا سَمِعُوا صَوتَ البُوقِ وَالنّايِ وَالقانُونِ وَالقِيثاراتِ الكَبِيرَةِ وَالصَّغِيرَةِ وَالمِزمارِ وَأصواتِ الآلاتِ المُوسِيقِيَّةِ الأُخرَى، سَجَدُوا أمامَ تِمثالِ الذَّهَبِ الَّذِي نَصَبَهُ نَبُوخَذْناصَّرُ.
8 فَذَهَبَ رِجالٌ كَلْدانِيُّونَ إلَى المَلِكِ وَاشتَكُوا عَلَى اليَهُودِ. 9 وَقالُوا لِنَبُوخَذْناصَّرَ المَلِكِ: «أيُّها المَلِكُ، فَلتَعِشْ إلَى الأبَدِ! 10 أيُّها المَلِكُ، أنتَ أصدَرتَ أمراً بِأنَّ كُلَّ مَنْ يَسمَعُ صَوتَ البُوقِ وَالنّايِ وَالقانُونِ وَالقِيثاراتِ الكَبِيرَةِ وَالصَّغِيرَةِ وَالمِزمارِ وَالآلاتِ المُوسِيقِيَّةِ الأُخرَى، يَنبَغِي أنْ يَسجُدَ أمامَ تِمثالِ الذَّهَبِ. 11 وَأنَّ كُلَّ مَنْ لا يَسجُدُ سَيُلقَى بِهِ إلَى فُرنٍ مُشتَعِلٍ. 12 لَكِنْ هُناكَ رِجالٌ يَهُودٌ عَيَّنْتَهُمْ فِي مَراكِزَ عُلْيا فِي مُقاطَعَةِ بابِلَ، هُمْ شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدُنَغُو، وَهُمْ يَتَجاهَلُونَ أمرَكَ وَلا يَعبُدُونَ إلَهَكَ، إذْ لَمْ يَسجُدُوا لِتِمثالِ الذَّهَبِ الَّذِي أمَرْتُ بِإقامَتِهِ.»
13 فَاغتاظَ نَبُوخَذْناصَّرُ عِندَما سَمِعَ ذَلِكَ وَقالَ غاضِباً: «أحضِرُوا شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ إلَيَّ.» فَأحضَرُوا هَؤلاءِ الرِّجالَ أمامَ المَلِكِ. 14 فَقالَ نَبُوخَذْناصَّرُ: «يا شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُو، هَلْ صَحِيحٌ أنَّكُمْ لَمْ تُشارِكُوا فِي العِبادَةِ وَالسُّجُودِ لِتِمثالِ الذَّهَبِ الَّذِي نَصَبتُهُ؟ 15 اسْتَعِدُّوا للِسُّجُودِ لِذَلِكَ التِّمثالِ فَورَ سَماعِ أصْواتِ البُوقِ وَالنّايِ وَالقِيثارَةِ وَالرَّبابَةِ وَالقانُونِ وَالقِرْبَةِ وَغَيرِها مِنَ الآلاتِ. فَإنْ لَمْ تَسجُدُوا، سَتُلقَوْنَ إلَى الفُرنِ المُشتَعِلِ! وَمَن هُوَ الإلَهُ الَّذِي يَستَطِيعُ أنْ يُنقِذَكُمْ مِنْ يَدَيَّ؟»16 فَأجابَ شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُو المَلِكَ وَقالُوا: «يا نَبُوخَذْناصَّرُ، لا نَحتاجُ أنْ نُجِيبَكَ عَنْ هَذا الأمرِ، 17 لأنَّ الإلَهَ الَّذِي نَعْبُدُهُ يَستَطِيعُ أنْ يُنقِذَنا مِنكَ أيُّها المَلِكُ وَمِنَ الفُرنِ المُشتَعِلِ. 18 لَكِنْ حَتَّى إنْ لَمْ يُنقِذْنا، فَليَكُنْ مَعلُوماً لَدَيكَ أيُّها المَلِكُ بِأنَّنا لَنْ نَعْبُدَ آلِهَتَكَ ساجِدِينَ لِتِمثالِ الذَّهَبَ الَّذِي نَصَبتَهُ.»
19 فَغَضِبَ نَبُوخَذْناصَّرُ غَضَباً شَدِيداً، وَعَبَسَ وَجهُهُ أمامَ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ، وَأمَرَ بِأنْ يُحَمَّى الفُرْنُ سَبعَةَ أضعافٍ. 20 وَأمَرَ بَعضَ الجُنُودِ فِي جَيشِهِ بِأنْ يَربِطُوا شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ وَيُلقُوهُمْ إلَى الفُرنِ المُشتَعِلِ. 21 فَرَبَطُوهُمْ وَهُمْ مُرتَدُونَ قُمصانَهُمْ وَسَراوِيلَهُمْ وَعَمائِمَهُمْ وَثِيابَهُمْ كامِلَةً، وَألقَوْا بِهِمْ إلَى الفُرنِ المُشتَعِلِ. 22 وَلِضَرورَةِ الإسراعِ بِتَنفِيذِ أمرِ المَلِكِ وَلأنَّ الفُرنَ حُمِّيَ سَبعَةَ أضعافٍ عَنِ المُعتادِ، فَإنَّ الجُنُودَ الَّذيِنَ ألقَوْا شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ إلَى الفُرنِ احتَرَقُوا حَتَّى المَوتِ مِنْ لَهَبِ النّارِ. 23 وَسَقَطَ الرِّجالُ الثَّلاثَةُ – شَدرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُو – مُوثَقِينَ فِي الفُرنِ.
24 حِينَئِذٍ، اندَهَشَ نَبُوخَذْناصَّرُ وَقَفَزَ مُسرِعاً وَقالَ لِمُرافِقِيهِ: «ألَمْ نُلقِ ثَلاثَةَ رِجالٍ مُوثَقِينَ إلَى الفُرنِ؟» فَأجابُوا: «نَعَمْ، هُوَ كَذَلِكَ أيُّها المَلِكُ.»25 فَقالَ المَلِكُ: «فَلِماذا أرَى أربَعَةَ رِجالٍ مَحلُولِينَ يَتَمَشُّونَ فِي النّارِ دُونَ أنْ يُصِيبَهُمْ أذَىً؟ وَكَذَلِكَ يَظهَرُ الرّابِعُ شَبِيهاً بِابنِ الآلِهَةِ.» [b]
26 ثُمَّ تَقَدَّمَ نَبُوخَذْناصَّرُ إلَى بَوّابَةِ الفُرنِ المُشتَعِلِ وَقالَ: «يا شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُو، يا عَبِيدَ اللهِ العَلِيِّ، اخرُجُوا.» فَخَرَجَ شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُو مِنَ النّارِ.
27 حِينَئِذٍ، اجتَمَعَ كُلُّ الوُلاةِ وَكِبارِ المَسؤُولِينَ وَالحُكّامِ وَمُرافِقِي المَلِكِ حَولَهُمْ، وَرَأَوْا أنَّهُ لَمْ يَكُنْ للِنّارِ أثَرٌ عَلَى أجسادِهِمْ، حَتَّى إنَّ شَعرَ رُؤوسِهِمْ لَمْ يَحتَرِقْ، وَثِيابَهُمْ لَمْ تَتَأثَّرْ، بَلْ إنَّ رائِحَةَ النّارِ لَمْ تَعلَقْ بِثِيابِهِمْ.
28 حِينَئِذٍ، قالَ نَبُوخَذْناصَّرُ: «مُبارَكٌ إلَهُ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ الَّذِي أرسَلَ مَلاكَهُ لِيُنقِذَ خُدّامَهُ الَّذِينَ يَثِقُونَ بِهِ، وَالَّذِينَ هَزِئُوا بِمَرسُومِ المَلِكِ مُخاطِرِينَ بِحَياتِهِمْ لِئَلّا يَعبُدُوا أوْ يَسجُدُوا لِأيِّ إلَهٍ آخَرَ غَيرِ إلَهِهِمْ. 29 وَالآنَ أنا آمُرُ بِأنَّ أيَّ إنْسانٍ مِنْ أيِّ شَعْبٍ أوْ أُمَّةٍ أوْ لُغَةٍ يَتَكَلَّمُ بِسُوءٍ عَنْ إلَهِ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ، سَيُمَزَّقُ تَمزِيقاً، وَسَيُصادَرُ بَيتُهُ وَيُحَوَّلُ إلَى مَزبَلَةٍ، لأنَّهُ لا يُوجَدُ إلَهٌ آخَرُ يَستَطِيعُ أنْ يُنقِذَ شَعبَهُ هَكَذا.»
30 وَهَكَذا رَفَعَ المَلِكُ مِنْ مَقامِ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ فِي مُقاطَعَةِ بابِلَ
في الحقيقة كان لي زميل مسيحي، انجيلي متدين، وكنا نتحدث عن الأديان، وكنت أعتبر قصة أهل الكهف من أشد القصص سذاجة، وأعتقد بأنها موجودة في المسيحية، فذكرتها له، كيف تؤمن بتلك القصة الساذجة، فكانت المفاجئة، لا يوجد في المسيحية او اليهودية قصة اهل الكهف، القصة قامت الروم بتأليفها مع اليهود من أجل نشر الديانة المسيحية، وتبرأت منها الدولة الرومانية لسذاجتها، وتخلت عنها، اعترفقت بتأليفها....
اقتباس و تلخيص وتجميع المواضيع من بطون الكتب والابحاث والمدونات بحياديه لا تنتمي لدين او مذهب لكوني ليست يهودياً ولا مسيحياً ولا مسلماً ولا ديني - كاتب و باحث و محلل في تاريخ ألاديان