هو الحجاج


سامي المنصوري
الحوار المتمدن - العدد: 4411 - 2014 / 4 / 1 - 00:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

الحجاج

يدور الموضوع عن مدى صدق الاية "و إنا له لحافظون"، حيث يصبح تعهد الله بشكل خاص لهذا الكتاب بعد تجربتين فاشلتين بلا معنى!! فالتاريخ الاسلامي لا ينكر بوجود آيات أكلها الداجن و آيات حذفت مثل سورة الحفد و اية الرجم و اية التراب و هذا على لسان ام المؤمنين عائشة شخصيا التي امرنا الرسول ان نأخذ نصف ديننا منها.
الا ان هذا الموضوع يركز على نوع آخر من التحريف و هو التغيير لكلمات القرآن جهارا نهارا وبإجماع فقهاء الامة و الفاهمون الحصريون لكلمات الله و مقاصده!! و هي عبارة عن آيات قام الحجاج بتغييرات بسيطة فيها مع الاخذ بعين الاعتبار أمرين بغاية الاهمية الاول بأن التنقيط والتشكيل بدءا في عهد الحجاج هو ما يجعل امر احتمال وجود اخطاء بعد تنقيطها اكبر فما علم منها (مصيبة) قاموا بتعديلها و ما لم يعلم منها (فالمصيبة اكبر) بقيت الى الان، و الامر الاخر هو ما يورده صاحب كتاب الفرقان من تبرير لهذه العملية التي قام بها الحجاج و بأنها لا تتناقض مع الاية (و إنا له لحافظون) "لان المراد بالحفظ مفهوم الالفاظ (اي معنى الالفاظ) لا منطوقها، لان الالفاظ ما صيغت الا ليستدل بها على المعنى"، و ما قام الحجاج بذلك الا بعد "اجتهاده و بحثه مع القراء و الفقهاء المعاصرين له و اجماعهم على ان جميع ما حدث قد حدث من تحريف الكتاب و الناسخين لجهلهم بقواعد اللغة و الاملاء او لخطأ الكاتب في سماع ما يملى عليه و التباسه فيما يتلى عليه" و بالعربي الفصيح قام الحجاج بهذه التعديلات بسب اخطاء غير مقصودة من نساخ عثمان عندما قرر جمعه !! عذر اقبح من ذنب

بكل الاحوال التغيرات التي قام بها الحجاج حسب كتاب الفرقان في اثنا عشر موضع سأورد جزء منها :

1- الاية 45 من سورة يوسف كانت (أنا آتيكم بتأويله) فغيرها إلى (أنا أنبئكم بتأويله) لا اعرف ما الذي ازعج الحجاج في آتيكم؟؟ و كيف عرفت الامة بكاملها مع الحجاج بأن الله يريدها بهذا الشكل؟؟ فتبرير صاحب كتاب الفرقان غير صحيح لانه لم يغير ألفاظ بل قام الحجاج بتغيير معنى و شتان بين آتيكم و آنبئكم ؟؟

2- آية 22 من سورة يونس كانت (هو الذي ينشركم) فغيرها لتصبح (هو الذي يسيركم) ؟؟
إن كان خطأ لغوي كما يبررون لماذا لم يقف عليها النساخ و هم اهل لغة و بيان!! فهذا خطأ لا يمكن الوقوع به من اصحاب البلاغة ؟؟ ناهيك انه يكون خطأ املائي او التباس فيما يتلى على النساخ؟؟ بل كيف الامة بكاملها لم تكتشف هذه الاخطاء و اكتشفها الحجاج ببديهته ؟؟

3- آية 259 من سورة البقرة كانت (لم يتسن) فغيرها لتصبح (لم يتسنه) ؟؟
صدق الحجاج العظيم!!

4- آية 87 و 89 من سورة المؤمنون كانت (سيقولون الله) فغيرها في الموضعين الى ( سيقولون لله )، الاية اصبحت هكذا
قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ 86 سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ 87 قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون 88 سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ 89
لا اعلم ما سببب هذا التغيير مع ان الاصح و الاكثر بلاغة هو الله و ليس لله ؟؟

5- وفي سورة الحديد الاية 7 ( فالذين آمنوا منكم و اتقوا ) لتصبح ( فالذين آمنوا منكم و انفقوا )، و الاية بالكامل اصبحت بهذا الشكل فهل هذا من خطأ النساخ و التباس الامر عليهم ؟؟
آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7)

صحيح ان الامة متمثلة بالفقهاء قد اعطوا الضوء الاخضر للحجاج ليقوم بهذه التغييرات و لكنهم لم يدركوا بأن تلك التغييرات سوف تفتح ابواب من الاسئلة لا اعلم ان اخذوها بعين الاعتبار؟؟

الان كيف نزلت هذه الايات على محمد ؟؟ هل حسب ما قام به عثمان من جمع ام حسب ما قام به الحجاج من تغيرات ؟؟

كيف كانت هذه الايات تتلى في زمن محمد وصولا الى الامويين، هل حسب تجميع عثمان ام حسب ما قام به الحجاج من تغييرات ؟؟

اذا كان الرسول صلة الوصل الوحيدة بين كلمات الله و معانيه لم يضع المعنى الذي يعجب الحجاج و فقهاءه كيف علم الحجاج بالمعنى الذي اراده الله في الفاظه ؟؟

ان كان القرآن حسب تبرير صاحب كتاب الفرقان هو الفاظ تدل على المعاني ليبرر ما قام به الحجاج، مادور اللوح المحفوظ و بأي شكل تحفظ الايات عليه ؟؟

ان كانت الكلمات في القرآن هي الفاظ تدل على المعاني كيف نفهم هذه الاية "انا انزلنا الذكر و انا له لحافظون" بالمعنى ام باللفظ ؟؟ لان كلا المعنى و اللفظ سوف يناقضان هذه الاية!! وهي مفارقة فإذا كانت الاية تأخذ بالمعنى فما هو الحفظ الذي تعهده الله اذن ان لم يحفظ اللفظ الذي يجب ان تتقيد به الامة حصريا ؟؟ و ان كانت تاخذ الاية باللفظ فماذا نسمي ما قام به الحجاج ؟؟

ان كان القرآن بالمعنى لا باللفظ لماذا كل هذه القدسية لهذا الكتاب ؟؟ ففي النهاية هي ليست عبارات الله وليست كلماته ؟؟

طالما ان القرآن ياخذ بالمعنى لا بالالفاظ هل يمكن في المستقبل او في زماننا تغيير الفاظ كلمات تدل على المعنى المراد ؟؟ و من سيقرر ما هو المعنى؟؟ و من هو المرخص له لوضع المعنى؟؟

بكل تأكيد لا احد يقول بأن الكلمات في القرآن هي معاني الله بألفاظ محمد والا لاصبح القرآن بلا ادنى قدسية و هذا ما لا يريدونه حراس الدين، و هذا بالفعل ما يقومون به من نسج قصص و اساطير حول هذا الكتاب ليكونوا هم المرجع الوحيد له وليحافظوا على مكانتهم الاحتكارية للكلمة و المعنى، فهم من يعرف رغبة الله في كلماته و هم من يدرك مقاصده في آياته، و هم من يعرف ما هي الجمل المحذوفة التي اضمرها الله و لماذا حزفها، و هم من يعرف ماذا اراد الله في توسعه و تكراره، بيدهم العلم كله و المسلمون اليهم يرجعون!! لذلك القول بأن القرآن هو بالمعنى لا بالالفاظ سوف يهدم كل هذه المنظومة الدينية من اساسها و بالتالي تسقط هذه المكانة التي احاطوا نفسهم بها!!

في النهاية كل ما ذكر الان فيما يخص القرآن ليس له اية اهمية مقارنة بنادي المعجبين لهذا الكتاب الغريب العجيب حيث ان 99.99 بالمئة منهم لا يملكون أية معلومات عنه ولا يعرفون ما شابه من تغيرات و تحويرات عبر الزمن، و جميع ما يعرفونه هو ما يقرر فقهائهم ان يعرفونه و ما يكررونه امام مسامعهم لتترسخ هذه المعرفة المنقوصة في عقولهم بالذات، فحاجة المؤمن الى مشايخه لا تقتصر في تلقيمه دينه او تفسير القرآن له و توضيح ماذا يريد الله منه!! بل هناك ما هو اشد فجميع المسلمون على اختلاف مشاربهم لا يعلمون إن كانوا يقرؤون القرآن بشكل صحيح ام لا!! لذلك لا يوجد سبب مفهوم لدفاعهم عن دينهم مع جهلهم به سوى بإننا عندما نقوم بنقد الدين و كشف الثغرات التي يحجبها مشايخهم عنهم فإننا فعليا نلمس معتقدات زرعت في عقولهم كيّـفوا انفسهم بها و خططوا حياتهم على اساسها، و نقد هذه المعتقدات يعني اننا نحاول التأثير على حياتهم و مستقبلهم!! و اظن بأنه ليس بالشيء السيء

الحجاج هو من هدم الكعبة وبوقت الحج والناس يطوفون عليها!!!..ولم يكن هناك ضرورة تستدعي هدمها ...ولو كان الحجاج فعلا مؤمن ومصدق بما يدعيه محمد ومكانة الكعبة وعلاقتها بخالق الكون لتجنب فعل ذلك الأمر العظيم وبحث عن وسائل أخرى عديدة ليصل لهدفه السياسي....والدليل الذي يؤكد عدم حاجة الحجاج لهدم الكعبة هو أنه كان يرجمها بالمنجنيق والناس تطوف حولها بالحج وكان يستطيع بسهولة أن ينتظر لنهاية الحج ويبدأ الهجوم ولكنه لم يتوقف عن رجمها بالحج إلا بعد أن توسلوا له المسلمين أن يؤجل الرجم حتى نهاية طواف الحجاج...وليس هذا فقط ...بل الحجاج كان مجرد قائد وولي لعبد الملك بن مروان ويعمل بشكل مباشر تحت أمره ...ولنتذكر أن عبد الملك بن مروان قد منع المسلمين من الحج للكعبة وقام ببناء قبة الصخرة بالقدس كبديل للكعبة وليطوفوا حولها...فكيف يعقل أن يكون الحجاج صادق بإيمانه بما يدعيه محمد وقدسية الكعبة وبالوقت ذاته يقبل بأن يكون قائد ووالي تابع عبد الملك بن مروان الذي حول الحج من الكعبة لقبة الصخرة ؟!!!

هل من المنطق أن يستأمن الحجاج على القرآن
فالذي وضع علم النحو هو ابو الاسود الدؤلي وهو الذي وضع التنقيط
ثم قام الخليل بن أحمد الفراهيدي بوضع الحركات

اقتباس و تلخيص وتجميع المواضيع من بطون الكتب والابحاث والمدونات بحياديه لا تنتمي لدين او مذهب لكوني ليست يهودياً ولا مسيحياً ولا مسلماً ولا ديني - كاتب و باحث و محلل في تاريخ ألاديان