أصل كلمة الإسراء
سامي المنصوري
الحوار المتمدن
-
العدد: 4408 - 2014 / 3 / 29 - 23:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يقول بعض المؤرخين أن أصل كلمة الإسراء هى كلمة إسرائيل ثم عدلت بعد ذلك عند كتابة القرآن وتجميعه ولم يذكر المؤرخين من هو الذى عدلها فى التعديلات الثلاثة التى أجريت على القرآن ؟ ومتى عدلت ؟ ) فسر الجلالين الإسراء فقال "سبحان ( = تنزيه) الذى أسرى بعبده ( = محمد) ليلا ( = سير الليل ) من المسجد الحرام ( = مكة ) إلى المسجد الأقصى (= بيت المقدس ) ..." ( سورة الإسراء / 1 راجع تفسير الجلالين ص218) والإسراء هو السير بالرجل ليلا والسؤال الذى طرحة المستشرقين : من قائل هذه الآية ؟ كيف يقول الله : سبحان الذى أسرى بعبده ؟ ولماذا ليلاً ؟ حتى لا يراه أحداً ولماذا شك فيه أهل قريش ؟ وكيف كان يصدقة أبو بكر ؟ وهناك أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع ..
*من المعروف تاريخياً أنه لا يوجد مسجد أو جامع* كان موجوداً على أرض الواقع أسمه قبة الصخرة ( وقد كان هناك خرائب لأن هيكل اليهود دمره الرومان ) وذلك فى المكان الذى حدده محمد فى إسراءه المزعوم وذكرت كتب التاريخ أنه في عام 72هـ بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة بالقدس والجامع الأقصى فكيف كان موجوداً فى عصر محمد والمضحك أن أبو بكر كان يقول صدقت يا رسول الله عندما كان يحكى قصة إسراءه للمسلمين أى أن أبى بكر رأى هذا المسجد الأقصى رؤية العين فاطلق عليه محمد أبو بكر الصديق , وقد إعتبر العرب أنه أما محمد يستخف بعقولهم أو أن محمد كان يهذى عندما حكى لهم قصة إسراءه وقد كان العرب يعتبرون محمد مجنوناً وكانت تعتريه حالات عصبية يشخصها أطباء اليوم , وقد ذكر القرآن هذا , والأمر الذى أكد أن قصه أسراءه من صنع الخيال أنها حدثت بدون رؤية شاهد واحد ويمكنك أن تقرأ أى موقع إسلامى أو أى كتاب إسلامى لتجد أن الخليفة عبد الملك بن مروان بنى المسجد الأقصى فى سنة 72 هـ وهذ دليل على عدم وجوده فى عصر محمد
المعراج وهى قصه فارسيه قديمه إسمها " أرتا ويراث " وصف الفردوس أنيه حور وولدان* هذا الكتاب مؤلف قبل الهجرة بحوالى 400 سنة
*معراج أرتيوراف
جاءت قصة فارسية قديمة في كتاب باللغة الفارسية اسمه أرتيوراف نامك كُتب سنة 400 قبل الهجرة. وموضوع القصة
: " أن المجوس أرسلوا روح أرتيوراف ) أرتل ويراث *(إلى السماء. ووقع على جسده سبات. وكان الغرض من رحلته هو الاطلاع على كل شيء في السماء والإتيان بأنبائها. فعرج إلى السماء وأرشده أحد رؤساء الملائكة فجال من طبقة إلى طبقة وترقى بالتدريج إلى أعلى فأعلى. ولما اطلع على كل شيء أمره أورمزد الإله الصالح أن يرجع إلى الأرض ويخبر الزردشتيه بما شاهد. فأخذ محمد قصة معراج أرتيوراف وجعل نفسه بطلها وقال: سُبْحَانَ الذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (سورة الإسراء 17: 1).
وقال محمد في الحديث عن ليلة الأسراء: أُوتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار، أبيض يقال له البُراق يضع خطوة عند أقصى طرف. فجلست عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح ورأى آدم. ثم صعد بي إلى السماء الثانية فرأيت عيسى ويحيى، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فرأيت يوسف ثم صعد بي إلى السماء الرابعة فرأيت إدريس. ثم صعد بي إلى السماء الخامسة فرأيت هرون. ثم صعد بي إلى السماء السادسة فرأيت موسى. ثم صعد بي إلى السماء السابعة فرأيت إبراهيم. ثم رجعت إلى سدرة المنتهى فرأيت أربعة أنهارٍ فيها النيل والفرات. ثم أوتيتُ بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن. فقال هي الفطرة أنت عليها وأمتك (مشكاة المصابيح صفحة 518-520).
وقصة محمد مع الإسراء هو أنه فى ذات يوم دعا أهل قريش وقال لهم : " بينما أنا نائم فى الحجر , إذ جائنى جبرائيل , فهمزنى بقدمه !! فجلست ولم أرى شيئا فعدت إلى مضجعى , فهمزنى ثانية فجلست , فلم أرى شيئا فعدت إلى مضجعى , فهمزنى ثالثة فجلست , فأخذ بعضدى , فقمت معه فخرج إلى باب المسجد حيث البراق ( البراق هو:* دابة بيضاء بين الحمار والبغل تستعمل لحمل الإنبياء " هكذا ورد " يضع حافرة عند منتهى طرفه 00 إمتلأت قصص الشعوب الشعبية فى الأزمنة القديمة قبل الإسلام بالحيوانات الطائرة فمثلا فى قصص الغرب تجد الينوكورن أو الحصان الطائر وهو حصان له أجنحه وقرن واحد ولم تشذ رحلات سندباد وقصص علاء الدين وألف ليلة وليلة عن هذه القاعدة فوصفت هذه الحيوانات الطائرة بالتفصيل – ويرجع أصل هذه الحيوانات إلى عصر الديناصورات والحيوانات الضخمه التى كان لها أجنحة تطير بها مسافات بسرعه البرق – وإستخدمها خيال الإنسان فى حبك الحوادث فى القصص الشعبية الخيالية** )* فحملنى عليه ثم خرج معى لا يفوتنى ولا أفوته , حتى إنتهينا إلى بيت المقدس فربطت الدابه بالحلقه بالحلقة التى تربط فيها الأنبياء , فوجدت فيه إبراهيم وموسى وعيسى ونفر من الأنبياء فصليت فيهم إماما , ثم حملت ثانية إلى مكة قبل الفجر ( راجع تفسير الجلالين عن الإسراء وكذلك ابن هشام 2/ 34- 35 )
ولما سمعوا أهل قريش هذه القصه ضحكوا وتغامزوا , ثم إنطلقوا يتسامرون بها ويتندرون حتى أتوا أبا بكر وقد إرتد منهم الكثير, وفوجئ أبو بكر بالقصة وظن " أنهم يكذبون " **فأصروا وقالوا " ها هو فى المسجد يحدث به الناس " ولكن ماذا سيقول فى خبر كهذا لم يصدقه أحد ففكر قليلا ثم قال " والله لئن كان قاله لقد صدق فوالله إنه ليخبرنى أن الخبر ليأتيه من السماء الى الأرض من ليل أو نهار فأصدقه "
ولكى يمحو الشك من أفكارهم , قام معهم فقصد المسجد حيث محمد لا يزال يروى مغامرته وسأله : " يا نبى الله , أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟ " – قال : " نعم " – قال : " يا نبى الله , فصفه لى (أى بيت المقدس) فإنى قد جئته , فجعل محمد يصفه لأبى بكر , وكان كلما وصف منه شيئا , يصرخ أبو بكر ويقول : " صدقت , صدقت . أشهد أنك رسول الله " حتى إذا إنتهى , قال أبو بكر : " صدقت , صدقت " – فقال محمد : " وأنت أبو بكر ... الصديق .. لذلك دعى بالصديق ( ابن هشام 2/ 33) ولما كان الخوف هو أساس إيمانهم فلم يهتموا بتأكيد صحه القصه من كذبها فلما كذب من لجأوا إليه أبى بكر إستنتاجهم فماذا ينفع تمردهم العقلى إذاء القوة المدمرة* وهل سيفقدون ملذات الحياه وأطيابها ؟ 0
وكان المفروض أن تنتهى القصه عند هذا الحد , حتى صرحت إمرأه تدعى هند ( أم هانئ) بنت أبى طالب ( هى إبنه عم محمد , وكان قد طلبها للزواج فإعتذرت منه " فعذرها رسول الله لأنها لم تهاجر " وأنزل لها آيه فى سورة الأحزاب ) فقالت : إن محمدا كان نائما عندى تلك الليلة , فى بيتى , فصلى العشاء الآخرة ثم نام ونمنا , فلما كان قبيل الفجر , أهبنا ( أيقظنا رسول الله – صلعم- فلما صلى الصبح وصلينا معه قال : " يا أم هانئ لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادى , ثم جئت إلى بيت المقدس فصليت فيه* ثم صليت الغداه معكم الآن كما ترين ... ثم قام ليخرج , فأخذت بطرف ردائه فتكشف عن بطنه كأنه قبطيه ( القبطية : هى قماش من الكتان المصرى كان ينسج بمصر وتستعمل كثياب داخلية راجع ابن هشام 2/ 36 حاشية ) مطوية !! فقلت له : " يا نبى الل , لا تحدث الناس بهذا فيكذبوك ويؤذوك " – فقال : " والله لأحدثنهموه , ثم خرج وأخبر الناس وكان ما كان " ( راجع ابن هشام 2/ 36) ولما كان الإسراء هو السير بالجسد ليلا وأم هانئ تؤكد أنه أمضى الليل فى بيتها ولما كان قد قص قصة البراق على المسلمين فى الجامع وكانت فتنة بين الناس فأنزلت آية جديدة تحسم الرأى وتزيل عقبة عدم التصديق هى " وما جعلنا الرؤيا التى اريناك إلا فتنه للناس " ( الإسراء / 59 ) وتلقف المفسرين القصه بالشرح والتأويل ولم تصبح رؤيا أى حدث رآه وهو نائم فقالت عائشه " ما فقد جسد رسول الله – صلعم – ولكن الله أسرى بروحه ليلا " !! ويسند معاوية روايتها فيقول : " إنما كانت رؤيا من الله تعالى صادقة " وهكذا سانده أقاربه وأصدقاؤه وأنسابه فى وجه القريشين الذين لم يصدقوه 0 فإذا كان هؤلاء الناس يصدق من أن ما قال صحيحا ,* فقد قال أبى بكر " أنى جئته فصفه لى " أى أننى ذهبت إلى المسجد أقصى الذى رآه أبو بكر وأسرى إليه محمد إنه لم يكن قد بنى بعد , أن مكانه هو خرائب هيكل سليمان وظل حتى وقت إسراء محمد ومعراجه خرابا ومما ذكرة التاريخ أن القائد القائد الرومانى تيطس هدمه سنة 70م أى قبل ميلاد محمد بأكثر من 550 سنة****** ( راجع تاريخ أقباط مصر ج1 سنة 2001م* ص 24- 25 ) **
7- المعراج*
( لم يفسر الرواه وكتبه السيره والأحاديث ما هو المعراج ؟* ونقل ابن هشام بالإسناد عن محمد : " هو الذى يمد إليه الميت عينه إذا حضر ) ( ابن هشام 2 / 36 ) إختلف الرواه كما هى عادتهم لعدم وجود مصادر أكيدة وموثوق بها – فقال البعض :" أن الإسراء تم فى نفس يوم المعراج " – وقال آخرون : " بل فى يوم آخر
وقد قال المؤرخين أن محمد نقل قصص أنبياء اليهود وقديسى النصارى ووضع إسمه بدلا منهما مع تغيير بسيط فى سير القصص التى سردها- ولا شك أن فكرة مقابله الله كانت هدفا لكل نبى بل وللبشريه كلها فموسى أراد أن يرى الله فقال له الله : " لا يرانى إنسان إلا ويموت " – ولكن الرب الإله سمح له برؤيه أذياله بعد أن حماه بقوته* والعالم كله فى وقت من الأوقات أراد أن يصل إلى الله ةصنع برجا فنزل الله وبلبل ألسنتهم - أما فى المسيحيه فقد اختطف يوحنا اللاهوتى إلى السماء ورأى وشهد ماذا سيتم فى السماء ومستقبل الأيام* وبولس رسول المسيح الذى يكرهه المسلمين قال : " إنى أعرف إنسانا فى المسيح (يقول عن نفسه ) قد اختطف منذ اربعة عشر سنةأفى الجسد ؟ لست أعلم أم خارج الجسد الله أعلم إختطف هذا إلى السماء الثالثة وأعرف هذا الإنسان أفى الجسد أن خارج الجسد لست اعلم الله يعلم أنه أختطف إلى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لأنسان أن يتكلم لها ( 2 كونثوس 12: 2- 6)* وحكى محمد هذه القصة على نفسه فذهب إلى السماء ولكنه ذهب إلى أبعد من الثالثة وحكى لنا عن السماء السابعة مصنفا الأنبياء على درجات ليصل من درجة ( سماء ) إلى درجة أعلى حتى وصل إلى أعلى الدرجات ( السماء السابعة التىبها موسى النبى وتفوق عليه ودخل إلى الله بدون برقع وبدون أن يموت وهذا هو المعراج وعند المقارنة بين ما قالة بولس ومحمد يتضح صدق بولس لأنه قال لا يسوغ لإنسان أن يتكلم عما رأى , وهو يتحاشى الإفتخار حتى لا يكون غبيا حتى لا يظن أحدا أنه أعلى من مستوى البشر لأنه رأى هذه الإعلانات , لأن من الواضح أن هذه الإعلانات ليست إعلان شهادة أنه رسول كما قال بالحرف الواحد أن علامته كرسول انه صنع آيات وعجائب وقوات " علامات الرسول صنعت بينكم فى كل صبر بآيات وعجائب وقوات " 2 كونثوس 12: 12)* ومما سبق نستنتج أن هذه إن صح لا يمكن أن تعتبر أنها علامه للرسولية أو شهادة لها لأنها لم يراها إلا صاحبها كما أن إعلانها بطريقة الإفتخار والعظمة دلاله على عدم حدوثها
ونختصر قصة المعراج عما جاء فى تفسير الجلالين وكذلك بالأسناد عن أبى اسحق عن أبى الخدرى عن رسول الله قال : "* لما فرغت مما كان فى بيت المقدس ( ما ورد فى قصة الإسراء ) عرج صاحبى ( = جبريل ) بى إلى السماء حتى إنتهى بى إلى باب الحفظة فتلقتنى الملائكه , وكل ضاحكا مستبشرا إلا واحد فقلت لجبرائيل : " من هذا الملك ولم لا يضحك ؟ - فقال : " هذا مالك صاحب النار " – فقلت : " ألا تأمرة فاراها ؟ " فأمرة فكشف عنها غطاءها , ففارت وارتفعت حتى ظننت لتأخذن ما أرى – فقلت :" مره فليردها " فأمرة
ثم أدخلنى السماء الدنيا ( السماء الأولى) فرأيت رجلا جالسا تعرض عليه الأرواح فيقول لبعضها : " روح طيبة , ولأخرى روح خبيثة " فقلت لجبرائيل : " من هذا ؟ " – قال : " هذا أبوك آدم " ثم رأيت رجالا لهم مشافر كمشافر الإبل , فى أيديهم قطع من نار يقذفونها فى أفوههم , فتخرج من أدبارهم " فقلت : " من هؤلاء ؟ " قال : "* هؤلاء أكلة أموال اليتامى ظلما " ثم وصف عذاب آل فرعون فى النار وعذاب الرجال الذين تركوا حلالهم إلى ( ما حرم الله عليهم ) – والنساء المعلقات بأثدائهن ( لأنهن أدخلن على رجالهن من ليس بأولادهم )*
ويتابع سياحته فى السماء الثانية فإذا فيها ابنا خالتة عيسى بن مريم ويحيا بن ذكريا
وفى السماء الثانية رجل صورتة كالبدر هو يوسف بن يعقوب
ويصعده جبرائيل إلى السماء الرابعة ويعرفه على إدريس
وعندما يصل إلى السماء الخامسة يقول : " لم أرى فيها كهلا أجمل منه " فسألت جبرائيل عنه فقال : " هو هارون بن عمران "
ثم اصعده إلى السماء السادسة فإذا فيها رجل آدم ( أسود ) طويل أقنى ( المرتفع قصبة الأنف كنايه على أنه يهودى ) فقلت لجبرائيل : " من هذا ؟ - قال : " هذا أخوك موسى بن عمران " ( ملاحظة موسى وهرون أخوين هرون جميل وموسى أسود وقبيح والمعروف أن إبنه إبن فرعون لما رأت الطفل موسى أحبته وإتخذته إبناٌ )*
ووصل أخيرا إلى السماء السابعة فإذا فيها كهلا لم أرى رجلا أشبه به – فقلت : " ومن هذا ؟ " قال هذا أبيك إبراهيم " وهو مستند إلى البيت المعمور ( قد يكون المقصود باب الجنة )** يدخله كل يوم سبعين ألف ملك ثم لا يعودون ثم ذهب بى إلى سدرة المنتهى , وبعد وصفها قال ثم رأيت فيها جارية لعساء اللعساء : هى من كانت حمرة شفتيها تضرب إلى السواد ) فسألتها : " لمن أنت ؟ " – وقد أعجبتنى حين رأيتها !!!! فقالت لزيد بن حارثة* فبشر بها رسول الله , زيداٌ حين عاد من السماء للأرض
ثم ذهب إلى سدرة المنتهى ( سدرة المنتهى : هى شجرة يقال أنها من نوع النبق لا يتجاوزها أحد من الملائكة أو غيرهم ) فإذا أوراقها كآذان الفيل وإذا ثمرها كالقلال ولا يستطيع أحد أن يصف حسنها فتراجع جبرائيل ودخلت ( فكان قاب قوسين أو أدنى ) ( سورة النجم / 9-10 ) فسجدت وسلمت , وفرض الله على وعلى أمتى خمسين صلاه كل اليوم , فأقبلت راجعا , فمررت بموسى بن عمران فسألنى : " كم فرض عليك من الصلاة : قلت : " خمسين صلاة كل يوم , فقال : " إن الصلاة ثقيله وأمتك ضعيفة , فإرجع لربك وإسأله أن يخفف عنك وعن أمتك " – فرجعت فسألته , فوضع عنى عشر ( ذكر الجلالين أن موسى قال لمحمد " أنى بلوت بنى إسرائيل وخبرتهم (= أخبرت بكثرة الصوات التى طلبها منى الله ) *أنه فى كل مرة كان يقلل خمسة وليست عشرة كما ذكرت بعض كتل الأحاديث ) فعدت فقال لى مثل ذلك .. وهكذا حتى إنتهيت إلى خمس صلوات فى اليوم , فرجعت إلى موسى , فقال أن إرجع ( من الغريبأن يقول موسى هذا الكلام لمحمد – الصلاه صله فإذا خفت ونقصت خفت الصلة بين الناس والله )** فقلت : " قد راجعت ربى وسألته كثيرا حتى إستحييت منه , فما أنا بفاعل ... ( إبن هشام 2/ 36- 39 , إن محمد لم يرى الله لأن موسى رأى فقط أذيال الله فلم يستطع الناس أن ينظروا وجه موسى , ومحمد يقول أنه رأى الله ولم يحدث شئ فقد روى الحاكم فى المستدرك عن ابن عباس قال رسول الله – صلعم - : " رأيت ربى عز وجل " ) وزيادة فى إطمئنان الناس لقصته حدثهم عن تفاصيل شكل الأنبياء بلباسهم وشكلهم بشعرهم* ولون بشرتهم , لم يترك صغيرة وكبيرة إلا رسمها فإطمأن الجميع بما فيهم أبو بكر ( وقال فى وصف عيسى المسيح : رجل أحمر , بين القصير والطويل , سيط الشعر , كثير خيلان ( الشامات السوداء ) الوجه , كأنه خرج من ديماس ( الحمام ) تخال رأسه يقطر ماء و
ليس به ماء , أشبه رجالكم به : عروة بن مسعود الثقفى – ابن هشام 2/ 35* ملاحظة : وأصبح بينهم من شكا المسيح وىخر شكل ابراهيم ... ألخ ) ولكن من أين لمحمد بهذه الفكره وهل لها جذور ومصادر فى الديانات السابقه ؟ ذكرت التوراه أن إيليا النبى " مار إلياس " بعد أن قتل كهنه الأوثان أرسل الله له مركبه نارية تجرها خيل من نار يقودها ملائكة , أخذته إلى السماء , لهذا عرف عن النبى إلياس بإسم ( مار إلياس الحى ) لأنه لم يمت وأخذه الله ( راجع ملوك الثانى 2: 10-11) ورأى معظم أنبياء اليهود العرش الإلهى والسيرافيم والكاروبيم وطغمات الملائكه وكانت معظمها رؤى
مقال اخر
هل حادثة الاسراء والمعراج حقيقة ام خيال
الواضح ان هذا الموضوع قد تم البحث فيه سابقا من قبل عدد من الباحثين والمفكرين , وتبقى المواضيع الغيبية والمتعلقة بالعقائد مواضيع لاتحتمل البحث العقلاني وخارج نطاق الاليات والادوات البحثية المتعارف عليها فلاداعي للخوض فيها طالما تظل امورا لاتقبل التشكيك والمقدسات دائما تحتمي بدروع واقية تمنع العقل من الولوج لجوهرها للنقد وللبحث,وهي بديهيات التصديق بها دون إعمال العقل فرض على كل مؤمن, وعليه فالمؤمن غالبا ماعليه ترك عقله الذي فضله الله به على سائر المخلوقات وميزه به اقول عليه ان يترك هذه الميزة ليتساوى بذلك مع بقية المخلوقات عندما يتعلق الامر بالمقدس , على اعتبار ان المقدس يرتبط بطريقة ما بالذات الالهية فأي مساس بها هي مساس بالذات الالهية , لكننا دائما ماننسى ان اهم مقدسات الله على الارض هو الانسان نفسه , وليست الافكارالتي هي مجرد نتاج البيئة والظرف الزماني والتي قد تتغير في اي لحظة , ان المساس الحقيقي بالمقدس هو ان نقبل ان نولد ونحيا ونموت اسرى جهلنا.
ولكن موضوع الاسراء والمعراج في تصوري هو خارج عن تلك المواضيع الغير قابلة للتمحيص والتدقيق لامور كثيرة ساتناولها في هذا البحث المتواضع.
اولا لنتجاوز الانطباع السائد ان الحادثة فيها من التناقض الصارخ ماهو اشد وضوحا من عين الشمس مع علوم الفيزياء الكونية و قوانين الحركة والسرعات الهائلة الكونية المطلوبة للوصول الى اطراف الكون والرجوع بفترة زمنية تعد بالدقائق والتغير الهائل في الكتلة عندما تصل لسرعة الضوء وان ابعد مجرة اكتشفها الانسان تبعد عن الارض حوالي13.2 مليار سنة ضوئية بمعنى ان الضوء يحتاج لان يصلها 13.2 مليار سنة وبالتأكيد ان سدرة المنتهى هي ابعد بكثير من هذه النقطة التي رصدها احدث تلسكوب على الارض وحتى يصل اي جسم الى ابعد من هذه المسافة خلال دقائق (حيث عرج بالنبي ورجع من ليلته وفراشه لازال دافئا) سيحتاج بها الى سرعة تعادل الاف المرات اضعاف سرعة الضوء هو ضرب من المستحيل الذي يشوه حتى القوانين التي تحكم الكون نفسه ويخل بنظامه ولاجل حادثة لم يرها احد ولم يشهدها المخالفون ولم تكن ذا بال في مسيرة احداث السيرة النبوية, نقول لنتجاوز هذا كله ونقول انها حكمة الله الذي بمقدرته مخالفة نواميس الطبيعة وهو الذي بيده ملكوت كل شيء وهو الذي يقول للشيء كن فيكون ولكن يبقى السؤال الفلسفي لماذا يقوم بعملية هائلة تخالف كل النواميس التي وضعها هو بنفسه لتحكم نظام الكون دون الوصول الى نتائج ملموسة ودون هدف بل دون ادنى أثر , انه لعمري العبث بعينه؟ ربما يقول قائل لان الله اراد ان يريه من اياته العظمى , وسنرد لاحقا على هكذا ادعاء, وربما يقول متخرص ليبلغه فرض الصلاة, والله انه لسبب لايقبله عاقل, لان كل احكام الشريعة نزلت بواسطة الوحي فما الذي يجعل من أمر تبليغ الصلاة شيئا مخالفا وهو حسب العقيدة الاسلامية ليس بأهم من الشهادتين!واذا كان الامرمهما لهذه الدرجة التي تستدعي الضرب الصارخ لكل القوانين الكونية عرض الحائط لماذا تأخر للسنة العاشرة بعد البعثة؟
بعد هذه المقدمة سيكون البحث على فصول .
الفصل الاول
اكذوبة ان حادثة الاسراء والمعراج اول حادثة في التأريخ الانساني كرم الله بها عبده محمد.
ان فقهاء المسلمين والوضًاعون يسوقون الحادثة على انها فريدة من نوعها اما لجهلم بالتاريخ المعرفي لمسيرة البشرية واساطير الامم السابقة او لتشويه الحقائق وغسل ادمغة التابعين لهم وطمس كل انجازات الانسانية ونسبتها الى النبي محمد وهذا تزوير مابعده تزوير وهو ادعاء على الله ونبيه وسيتبوؤن مقاعدهم من النارعلى ماتفتريه اقلامهم والسنتهم.
لقد دون التاريخ الانساني لمثل حادثة المعراج عدة مرات قد تتجاوز الخمسة, ولكن مايهمنا هو اصل الاسطورة وبدايتها من ارض سومر بلاد الرافدين , فكل شيء بدأ من سومر.
اولا- اسطورة ادابا
وهي اسطورة مغرقة في القدم رغم انها وصلتنا من العصر البابلي , كان الانسان ادابا يعيش في مدينة اريدو مقر الاله (انكي)المعبود الاول لتلك الحضارة العظيمة والرائدة في التأريخ الرافديني , كان ادابا قيما على هيكل الاله في المدينة وفي احدى المرات وكعادته ذهب ليصيد السمك فأذا ريح الجنوب تهب بقوة وتقلب الزورق انزعج ادابا كثيرا ولعن الريح , لكنه لم يكن يدري ان لعنته ستكسر جناح الريح وهذا الذي حصل, انتبه الاله (انو) اله السماء لغياب الريح لمدة اسبوع وعندما سأل عن السبب اخبروه ان ادابا قد كسر جناحها غضب الاله (انو )وطلب احضار ادابا بين يديه في السماء , عندها نصح الاله (ايا) ادابا بأن يلبس لباس الحداد ولايأكل اي طعام اوشراب قد يقدمه له الاله (انو) لانه طعام الموت, فصعد ادابا الى السماء برفقة الحرس وعند باب السماء سأله الحارسان تموز وجيزيدا عن سبب لباسه لباس الحداد فقال حزين لان الهين اختفيا من الارض مما اسعد تموز وجيزيدا اللذين ساعداه بحضرة الاله (انو) الذي طلب منه عند ملاقاته ان يأكل ويشرب فأمتنع ادابا عملا بنصيحة الاله(ايا) ولم يكن يعلم ان هذا الطعام هو طعام الخلود عكس ما توقع (ايا) وبعدها استجوبه (انو) وصفح عنه واعادوه الى الارض وهكذا كان اول معراج الى السماء تخطه الالواح الطينية السومرية.
ثانيا- اسطورة ايتانا
تعود الاسطورة للعصر البابلي (1600-2000) قبل الميلاد, كان ايتانا ملك مدينة كيش عاقرا وقد شارف على الشيخوخة وكان على علم ان هناك نبتة تنمو في اعالي السماء لها القدرة على شفاءه, فصلى وابتهل وقدم القرابين للاله (شمش)فاستجاب لدعاءه ودله على مكان النسر الذي ينقله الى السماء وهكذا كان, فطار به النسر وسأله مذا ترى تحتك؟ فاجاب ايتانا تبدو الارض وكانها بستان صغير ويبدو البحر كأنه قدر ماء( نلاحظ هذا الوصف الدقيق للارض من الجو) ,ثم ارتفع النسر الى الاعلى كثيراالى ان وصل الى مبتغاه وحصل ايتانا على نبتة الشفاء.
ثالثا – صعود زرادشت الى السماء
رابعا – صعود ماني الى السماء
خامسا- صعود أخنوخ الى السماء , وهو ادريس بالعربية,ويمكن الرجوع بسهولة الى سفر اخنوخ لنرى مدى التطابق المذهل بين عروجه الى السموات السبع وبين عروج النبي محمد .
حيث أخذاه اثنين من الملائكة وصعدا به الى السماء السابعة مرورا بكل سماء ليرياه ما بها من احداث.
سادسا- سفر رؤية يوحنا
الاصحاح الرابع-1:4 بعد هذا نظرت واذا باب مفتوح في السماء والصوت الاول الذي سمعته كبوق يتكلم معي قائلا اصعد الى هنا فأريك مالابد ان يصير بعد هذا.
الفصل الثاني
ابراهيم وموسى ومحمد عليهم السلام
ان تكريم الله لابراهيم وموسى من حيث طريقة لقائه بهم لهو اعظم واكبر من تكريمه للنبي محمد حين التقى به.
ان القران يصرح بأن الله ينزل الى الارض مخاطبا نبيه ابراهيم (وإذ قال إبراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى قال اولم تؤمن ..)الى اخر الاية 260 في سورة البقرة , نلاحظ الحوار المباشر بين الخالق وعبده من غير وساطات وهو بلاشك اعلى مستويات التكريم , كما نقرأ عن تكريم الله لعبده موسى حيث نزل الخالق من علياءه الى الارض ليخاطب موسى ويبلغه ماشاء الله ان يبلغه,( فلما أتها نودي ياموسى , إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى,وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى, إنني أنا الله لااله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري)من الاية 11-14 سورة طه. نحن ندرك الفرق بين ان يخرج رئيس دولة من قصره للقاء واحد من رعيته وبين ان يرسل له حرسه للمجيء به الى قصره, فكيف الحال بملك الملوك وخالق الاكوان ان ينزل من عرشه, لعمري انه الفضل العظيم والتكريم الذي ما بعده تكريم , بينما نلاحظ ان الله ارسل احد رسله للمجيء بالنبي الى سدرة المنتهى وهي مسافة بالتأكيد اكبر بكثير من المسافة بين الله وموسى حين اللقاء بالواد المقدس .قد يتقول احدهم بأن الله اراد ان يكرم النبي ليريه من اياته العظمى وهذا قول ساذج لان التكريم الاكبر ان ينزل الله كما نزل لموسى ويصطحب النبي محمد دون ان يراه وبرفقة جبريل ويصعدوا الى السماء ,هذا تكريم لامجال لان يعلو عليه تكريم, اما الايات الكبرى فلنا حديث عنها فيما سيأتي.
الفصل الثالث
هل اكد القران معجزة الاسراء والمعراج
معجزات الانبياء تأتي لاثبات نبوتهم امام اقوامهم وإظهار بعض قدرات الله الخارقة على ايديهم وهي بالتالي تحتاج الى شهود لاثبات الواقعة وروايتها على من لم يرها وبالتالي تكون حجة لله وانبياءه على عباده , ولكن هذا لم يحصل فيما يخص معجزة الاسراء والمعراج فلم يكن هناك شاهد واحد على الاقل ليروي لنا الواقعة فهي حدثت في الليل بين النبي وجبريل الذي هو اصلا لم يره احد وتمت بسرية تامة ومن غير اثر ولاعلامات دالة على وجودها, وعند الصباح اخبر النبي الاهل والاصحاب بالمعجزة , الحقيقة ان السرية التامة تفقد المعجزة قيمتها وتقلل من اهميتها اضافة الى عجزها عن تحقيق اي هدف وقد فطن الفقهاء لهذه المشكلة وحاولوا تمييعها وايجاد المخارج التفسيرية عن طريق اعطاء الاحداث معاني غير التي جاءت من اجلها لها كعادتهم دائما في التشويه, فقالوا ان هذه المعجزة جاءت لتأييد الرسول والشد من عضده بعد عام الحزن وليس من أجل تأييد الرسالة , نلاحظ التدليس والتزوير. عموما هكذا حجج واهية لم تكن لتمر على كفار قريش وطالبوا الرسول بمعجزات ملموسة حتى بعد حادثة الاسراء بل حتى القران نفسه صرح وبعدة ايات اتت بعد الاسراء والمعراج تثبت عدم حدوثها وان الكفار لازالوا يطالبون الرسول بمعجزات , نحن نعلم ان حادثة الاسراء وقعت تقريبا في السنة العاشرة بعد البعثة وسورة الاسراء التي تروي الحادثة تسلسلها هو 50 حسب ترتيب النزول , اما حادثة المعراج فقد جاءت في سورة النجم وترتيب نزولها هو 24 ونزلت في السنة الخامسة بعد البعثة واللبيب يفهم مباشرة المشكلة في التوقيت , فسورة النجم تروي واقعة المعراج قبل حدوثها تقريبا بخمس سنوات , ولكن مرة اخرى الفقهاء وجدوا مخرجا لهذه الاحجية, فالقران قد يروي حوادث مستقبلية مثل ( واخرون يقاتلون في سبيل الله) من سورة المزمل التي هي مكية والقتال لم يصرح به الا بالمدينة وهكذا انقذوا الفقهاء انفسهم من المأزق وهناك مخرج اخر وهو ان بعض الايات من سورة معينة تأتي بعد زمن ويأمر الرسول بوضعها في السورة المعينة , المهم ان الكفار واصلوا مطالبتهم الرسول باظهارأي معجزة او قدرة باهرة حتى بعد حادثة الاسراء والمعراج المزعومة, المفاجئة انه حتى في سورة الاسراء نفسها في الاية (59)(ومامنعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون) الم تعلن اول ايه من السورة بحدوث اية عظيمة وهي الاسراء!بالحقيقة هذا التصريح هو الغاء لحدوث اية الاسراء, ثم يقول القران في نفس السورة الايات(90-93)(وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا ,او تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا, او تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا او تأتي الله والملائكة قبيلا, اويكون لك بيت من زخرف او ترقى الى السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه,قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا) وهذا تصريح كامل واعلان لايقبل الشك من القران ان اي معجزة ملموسة لم تحدث وخاصة (اوترقى الى السماء) وهذه السورة ترتيب نزولها 50 في حين ترتيب نزول سورة النجم التي تروي حادثة المعراج هو 24, اي ما بين السورتين نزلت 26 سورة , اين الفقهاء من حل هذه الازمة؟ثم نلاحظ الاعلان ( هل كنت الابشرا رسولا). ويستمرون كفار قريش بمطالبة الرسول بمعجزة حتى بعد ادعاء الاسراء والمعراج بسنوات, يقول القران في سورة يونس وترتيب نزولها 51 في الاية20( ويقولون لولا انزل عليه اية فقل انما الغيب لله فأنتظروا اني معكم من المنتظرين) وهذه الاية نزلت بعد الاسراء والمعراج ولو كانت حقيقة حدثت لما قال اني معكم من المنتظرين وانما سيحاربهم بمعجزة الاسراء ويقول الم تكن معجزة ولم تصدقوها ,لماذا لم يتطرق اليها وهي المعجزة التي تأخذ بالالباب! السبب لأنها لم تحدث اصلا!
وكذلك في الكثير من السور التي نزلت بعد حادثتي الاسراء والمعراج المزعومتين والتي تدل على عدم نزول اي معجزة للرسول ليواجه بها الكفار, في سورة هود ترتيب تنزيلها 52 يقول في الاية 12(فلعلك تارك بعض مايوحى اليك وضائق به صدرك ان يقولوا لولا انزل عليه كنز او جاء معه ملك إنما انت نذير والله على كل شيء وكيل) انما انت نذير اي لايوجد معجزة حسية, وفي سورة الانعام ترتيب نزولها 55 في الاية 8(وقالوا لولا انزل عليه ملك ولو انزلنا ملكا لقضي الامر ثم لاينظرون) مرة اخرى يطالبونه بمعجزة ويقول القران لو جاءت معجزة حسية لقضي الامر وبما ان الامر لم يقض معناه لم تنزل اي معجزة وفي الانعام 35(فإن استطعت ان تبتغي نفقا في الارض اوسلما في السماء فتاتيهم بايه) وواضح ان الايه تدل على عدم وجود سلم الى السماء,وتستمر المطالبة بمعجزة ففي العنكبوت وترتيب نزولها 85 في الايات 50-51(وقالولا لولا انزل عليه ايات من ربه قل الايات عند الله وانما انت نذير مبين, اولم يكفيهم انا انزلنا عليك الكتب يتلى عليهم)ولايوجد اكثر من هذا الوضوح الصريح فالمعجزة الحسية الوحيدة هو القران ولوكان غيره لذكره القران في كل هذه المناسبات ولتحدى الكفار بالمعجزة ابلغ مايكون التحدي وبقوة الواثق ولكن لم يحصل شيء من هذا لماذا؟ لان ببساطة المعجزة لم تحدث!!
الفصل الرابع
احاديث تناولت ذكر الاسراء والمعراج
ليس هناك حديث واحد جامع لكل ماورد من احداث في رحلتي الاسراء والمعراج , بل هناك مجموعة من الاحاديث التي تكمل بعضها البعض في سلسلة واحدة منتشرة في كتب السيرة والاحاديث وقد عد الامام القسطلاني ستة وعشرون صحابيا وصحابية رووا الحديث.
في كتب السير والسنن ان جبريل جاء النبي ليلا ولكن مكان اللقاء مختلف عليه و طريقة ايقاضه للنبي مختلف فيها وهذه مشكلة حقيقية فكيف لايكون اتفاق واضح على احداث معجزة هائلة كالاسراء, فاحدى الروايات تقول ان جبريل رفع سقف البيت وفتح صدر النبي وغسله بماء زمزم وصب به الحكمة والايمان دون ان نعلم لماذا لم يصبه في الدماغ فهو الجهاز المسؤول عن خزن المعلومات ويحتوي على مركز الذاكرة والعاطفة ومركز الاحساس ,ولكن و اضح ان واضع الحديث لايفقه شيئا عن وظائف اعضاء الجسم البشري طالما ان شق الصدر هو شق حسي ملموس وليس مجازي, وفي رواية اخرى ان جبريل همز الرسول بقدمه ثلاثة مرات,اي جبريل ركل النبي بقدمه لايقاضه ومن الهمز اشتق المهماز وهي الاداة التي تضرب بها الدابة لحثها على الاسراع, هل يعقل هذا الحديث؟
وفي الصحيحين ان جبريل اتى النبي ومعه دابة اصغر من البغل واكبر من الحمار لتأخذه الى المسجد الاقصى ,ولم تبين الروايات لماذا لم يحمله معه جبريل مباشرة الى المسجد الاقصى لماذا هذه الوسيلة البدائية رغم سرعتها الفائقة ورغم تقليدها للثور المجنح الرافديني, اليس الاكرم ان يحمله سيد الملائكة ( لماذا تستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير).وهناك من المفسرين من يعتقد ان المعراج قد سبق الاسراء بسنوات وهذه مشكلة اخرى تضاف للكم الهائل من المشاكل المصاحبة لهذه المعجزة المزعومة.
ثم وصلوا الى المسجد الاقصى وصلى النبي محمد بباقي النبيين بعد اعادة بعثهم مرة اخرى لاجل حادثة لم يرها احد! بعدها انطلق جبريل حاملا محمدا الى السماء ,ما الحكمة من تبديل وسائط النقل ,لماذا لم يقم بحمله جبريل منذ البداية ويوفر مشقة الدابة المسكينةّ ! لماذا لم يرفعه الله مباشرة اليه كما رفع عيسى قبله؟
في البخاري روايتين عن انس بن مالك, يروي في احداها ان جبريل انطلق بالنبي حتى اتى السماء الدنيا قاستفتح, فقيل :من هذا ؟قال : جبريل , قيل ومن معك؟ قال:محمد ,قيل: وقد أرسل اليه؟ قال:نعم ,قيل: مرحبا به,لنعم المجيء جاء, ففتح,فلما خلصت, فاذا فيها ادم,فقال : هذا ابوك ادم, فسلم عليه,فسلمت عليه,وتتكرر هذه الحوارات في كل سماء يصلانها , ولكن هذه الحوارات حبلى باللاعقلانية والتناقضات الصارخة .
اولا- يطلب جبريل الاذن من خازن السماء لفتح الباب ويسأل الخازن من هذا ؟ بمعنى انه لايرى احد فجبريل خلف الباب , لانه لو كان يراه لعرفه فجبريل سيد الملائكة وطرق السماء قد سلكها منذ بدأ الخليقة بنقل الرسائل الالهية وتنفيذ الاوامر, فالارجح انه لم يره اذن كيف يسأل من معك؟هذا دليل انه يرى القادمين ورأى ان جبريل بصحبته شخص, وفي اللغة هذا سؤال تثبيت , لانه لو لم يكن الخازن يرى شيئا لكانت صيغة السؤال, هل معك أحد؟
ثانيا- عندما عرف الخازن ان النبي مصاحب لجبريل سأل: وقد أرسل اليه؟وهذا سؤال يأتي بعد مبعث النبي بعشرة سنوات (او خمسة سنوات في بعض الروايات اذا كان المعراج قد حدث قبل الاسراء), وهو سؤال مخالف لصريح القران و لايستقيم مع ايات القران التي تكشف عن التغييرات الهائلة في السماء التي صاحبت بعثة الرسول, و كيف ان السماء قد ملئت حرسا شديدا ومنعت الشياطين من دخول السماء وضربت بالشهب , كل هذه الاحداث العظيمة التي حدثت في السماء وحراس ابواب السماء ليس لديهم علم بما يجري والحراسة كما نعرف تتطلب اليقظة والانتباه ,اي نوع من الحرس هؤلاء! ,و أي عقل ساذج يرضى بهذا؟ واضح ان واضعي الحديث نسوا مايقوله القران في سورة الصافات(وحفظا من كل شيطان مارد , لايسمعون الى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب , دحورا ولهم عذاب واصب , إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب)عن ابن عباس :كانت للشياطين مقاعد في السماء فكانوا يسمعون الوحي, فلما بُعِث الرسول جعل الشياطين اذا قعد مقعده جاء شهاب فلم يخطه حتى يحترق, وحراس ابواب السماوات في غفلة عما يجري ويسألون: أًرسل اليه؟ بعد مرور عشرة سنوات من البعثة!!وفي سورة الجن( وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا , وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا , وانا لاندري أشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا)بمعنى انا اردنا السماء فوجدناها ملئت حرسا وقالوا ان السماء لم تحرس قط الا على احد امرين: اما لعذاب واما نبي مرشد (اي بعثة نبي),و كل هذه الاحداث الهائلة والشياطين يبحثون عن تفسير لها, وملائكة السماء وحراسها ليس لهم علم!
ثالثا- بعض الوضاعين للاحاديث يروي حادثة المعراج بنفس الليلة التي حدثت فيها الاسراء فبعد ان صلى محمد بالانبياء في المسجد الاقصى صعد الى السماوات ليفاجأ بالنبيين قبله قد وصلوا الى تلك السماوات كيف؟ هل هناك واسطة نقل اسرع من القوي الامين المطاع المكين ذو الستمائة جناح جبريل!والمفاجئة الاكبر انه تبين انه لايعرفهم فهذا جبريل يعرفه عليهم باسمائهم وهو الذي صلى بهم قبل اجزاء من الفيمتو من الثانية , فهل اصاب القوم نوع من فقدان الذاكرة وهذا ماتوحي به هذه الروايات الملفقة !
الفصل الخامس
الايات الكبرى في الرحلة
في سورة الاسراء(سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير), وفي سورة النجم الاية 18(لقد رأى من ايات ربه الكبرى).
ان اول شيء يتبادر الى ذهن الانسان عند سماعه بأن رجلا ذهب في رحلة فضائية الى نهايات الكون هو هذا الكم الهائل من المعلومات التي سيأتي بها و التي ستوضح نواميس هذا الكون الفسيح ونظامه المحكم والذي لم يترك به الخالق صغيرة ولاكبيرة الا أحصاها, وعظم الاجرام السماوية وحجم المجرات والنجوم التي حجومها اكبر من ارضنا بالاف المرات , الكم الهائل من الشموس التي شمسنا امامها تبدو كقزم تافه , المدارات الهائلة ,السدم ,الثقوب السوداء, بل اكثر من ذلك مما لم تسطره اقلام البشر ولم تصل اليه المعرفة الانسانية لحد هذه اللحظة ولا يصل اليه خيال مبدع يقف خلف احدث تليسكوب متطور, كل هذا لم يحصل بل لم يحصل ما هو اصغر من هذا بكثير, لم يصف لنا الارض التي نحن نعيش عليها وهو خارج الغلاف الجوي , لم يفطن الى كروية الارض , لم ينتبه الى ان القمر يدور حول الارض وان الارض تدور حول الشمس هذه المعلومات البسيطة التي يدرسها اليوم طلاب المرحلة الثالثة الابتدائية.
اولا- حجم الارض بالنسبة للكون
لم ينتبه الى حجم الارض التي تبدو مثل هبابة بل ذرة حقيرة تافهة وهي تسبح في هذا الفضاء العملاق الهائل الذي لاتحده حدود , حيث يقدر العلماء ان هناك حوالي 100 مليار مجرة في الكون وفي كل مجرة من المتوسط 200 مليار نجم , وعليه فأن الارض ولصغرها وحجمها الغير محسوس فهي لاتستحق لخلقها اكثر من ثواني مقارنة بحجم الكون وليس ان يستغرق خلقها اربعة ايام وفي المقابل يومين لهذا الكون العملاق المترامي الاطراف بكل مايزخر به من خبايا وعوالم معقدة البناء والتشكيل ( مهما كان طول اليوم المفترض المسألة تبقى نسبة وتناسب), فنجم سماوي واحد مثل رجل الجوزاء(رجل الجبار) اكبر حجما من الارض ب400 مليار مرة,وقطره يعادل 60 مرة قطر شمسنا, وضياءه يعدال تقريبا 40000 مرة ضياء شمسنا وهو ليس من اكبر النجوم في الكون, فهل لنا ان نتخيل المقياس الذي يجعل الارض تحتاج لخلقها اربعة ايام وهذا الكون المعجز يومين فقط !.
في سورة فصلت الايات 9-11( قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين,وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين , ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين).
وفي سورة الاعراف الاية 54(إن ربكم الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى غلى العرش).
عن ابن عباس أن اليهود سألوا الرسول عن خلق السموات والارض,فقال(خلق الله الارض يوم الاحد والاثنين , وخلق الجبال يوم الثلاثاء ومافيهن من منافع , وخلق يوم الاربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب, فهذه اربعة , الى ان قال : وخلق يوم الخميس السماء وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة الى ثلاث ساعات بقيت منه ) الى اخر الحديث, نلاحظ انه حتى لم يكتمل يومين لخلق بقية الكون (الى ثلاث ساعات بقيت منه ) اي من يوم الجمعة, لا يوجد منطق في هذا التوزيع والسبب واضح تماما اذ لو انه عرج في السماء(كما يدعي الوضاعون) لشاهد وعرف تماما حجم المشكلة في الفترات الزمنية في هذا الحديث, المشكلة ان واضعوا الحديث لايمكنهم رؤية ابعد ماتراه أعينهم المجردة , فالمقياس ومبدأ المقارنة غير موجود.
ثانيا – كروية الارض
رجل يخرج خارج نطاق الجاذبية الارضية ويسبح في الفضاء , ان اول ما يسلب الالباب هو مشهد الارض من السماء, فتبدوا له روعة كروية الارض , شكل هندسي بديع لايمكن ان يخطئه ناظر اليها ,وليست مسطحة ممتدة او بساطا ومهادا كما يخيل للانسان وهو على سطحها , نقرأ في القران بعض الايات المتعلقة بوصف الارض:
سورة الحجر19( والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل شيء موزون).
سورة ق7( والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل زوج بهيج) .
سورة النازعات 30( والارض بعد ذلك دحاها ).
سورة الغاشية 20 ( والى الارض كيف سطحت).
سورة البقرة 22( الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناءا).
سورة النبأ 6( الم نجعل الارض مهادا).
سورة نوح 19( والله جعل لكم الارض بساطا).
سورة الشمس6( والارض وما طحاها) .
يستطيع اللبيب ان يرى ان كل الاوصاف لم تقترب من حقيقة شكل الارض فتظل الاوصاف تصر اصرارا بأن الارض مسطحة ومنبسطة ولا يوجد اي مؤشر ولو من بعيد لشكل اخر مهما حاول المدلسون في الوقت الراهن لأعطاء معاني مخالفة لصريح الايات للخروج من هذا المأزق ولكن في اليد الاخرى نرى وصف القران للشمس وصف واضح وصريح لايقبل التأويل والبحث عن معاني, ففي سورة التكوير ( واذا الشمس كورت) انتهينا من وصف الشكل لاداعي لنصرف اطنان من الكتب للخروج بوصف يقارب لحقيقة الشكل ,نلاحظ ان حتى السورة اسمها التكوير, هذا التصريح بوصف الشمس الذي يدل على الثقة الكاملة والذي لانراه مع كوكب الارض , لماذا؟ لان الشمس ترى بالعين المجردة وحتى الانسان الحجري يعرف ان الشمس كرة , لكن فيما يخص الارض فأن شكل الارض غير مرئي بالكامل وهنا المشكلة , يقول الفيلسوف الالماني شوبنهاور( المهارة ان تصيب هدفا لايمكن لاحد ان يصيبه لكن العبقرية ان تصيب هدفا لايمكن لاحد ان يراه) فهل اصابت الايات القرانية هدف وصف الارض مباشرة, بالتاكيد لا , وظل المفسرون المدلسون الحاليون يلفون ويدورون حول المعنى وان الاية الفلانية فيها تنبيه والاخرى فيها التفاتة والاخرى تحتاج الى ربط المعنى مع معنى لاية اخرى في سورة اخرى ليقترب المعنى من مفهوم الكروية ماهذا الدجل والمراوغة والالتفاف حول المعاني لماذا لم يوجد تصريح واضح مثل وصف الشمس؟ لان النبي محمد لم يعرج الى السماء ليرى الصورة كاملة بجلاء ووضوح !
ومايهمنا الان هو فهم التجربة من خلال شروطها الخاصة وفهم السلف الصالح والصحابى الذي عايشوا نزول القران وكذلك فهم المفسرون الاوئل لهذه الايات بعيدا عن اسقاطات الخبرة الفردية للباحث او الخبرة المعلوماتية الحديثة التي ينتمي اليها اليوم لان هذا بالتاكيد سيقود الى تحريف بالمعنى الحقيقي.
عن ابن عباس عن ابن مسعود قال الرسول( الذي جعل لكم الارض فراشا) فهي فراش يمشي عليها وهي المهاد والقرار- وعن قتادة المهاد هو البساط.
والطبري يفسر طحاها(تفسير يدل على فهم المسلمين الاوائل لشكل الارض):طحاها بمنعى بسطها يمينا وشمالا ومن كل جانب.
ومن فهم المسلمين لحقيقة انبساط الارض وليس كرويتها ما نجده في سورة الكهف الاية86(حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة) اولا لايوجد في الجغرافيا شيء اسمه بلغ مغرب الشمس, فمغرب الشمس ليس مكانا ثابتا ولا يوجد نهاية للغروب حيث يمكن التوقف عنده, فالغروب ازلي ومستمر استمرار دوران الارض حول نفسها ولو اراد ذو القرنين ان يبلغ مغرب الشمس لاستمر يدور حول الارض الى ان يرث الله الارض وماعليها, وفي عين حمئة اي تغرب الشمس في عين حارة او طين اسود حسب اختلاف القراءة ,السؤال كيف تصل الشمس الى الطين الاسود ؟بعض المدلسين المحدثين قد يقول عند غروب الشمس تتلون السماء ومياه البحر باللون الاحمر الداكن الذي يشبه الطين !وهذا تفسير لايستقيم مع فهم وتفسير المسلمين الاوائل للآية , ولايستقيم مع نص الاية ومفهومها , فعلينا ان لانأخذ برأي من يحاول تحريف الكلم عن مواضعه وتحريف الوثائق الاصلية.
وفي الاية 90 من نفس السورة( حتى اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا)مطلع الشمس يحمل نفس التعليق لمغربها, يقول ابن كثير والطبري ان الشمس تطلع على قوم ليس بارضهم شجر او جبل يحميهم من حر الشمس فيضطرون لنزول البحر حين طلوعها او يدخلوا اسرابا لهم ويخرجون بعد زوالها ليرعوا كما ترعى البهائم , نفهم من هذا ان مطلع الشمس ارض قريبة من الشمس بحيث تحرق كل من يتعرض لاشعتها ولو كان في بال المفسرين ان الارض كروية لما ذهبوا الى هذا التفسير.
يبقى ان نعرف بعض من نتائج عدم معرفة المسلمين لكروية الارض , ولان الارض كروية ومحورها مائل عن الشمس نرى ان المناطق القريبة من القطبين اما ان يكون نهارها في الصيف اكثر من عشرين ساعة او يكون ليلها في الشتاء اكثر من عشرين ساعة , فكيف لساكن هذه الاراضي ان يصوم 22 ساعة من النهاراو حتى اكثر ويفطر ساعتين او اقل , او ان يصوم ساعتين في الشتاء ويفطر اكثر من 22 ساعة!!! لان المسلمين يعتقدون بانبساط الارض وعليه ساعات النهار والليل ثابتة في كل الاصقاع!
ان مايشاهده المراقب وهو على سطح الارض مختلف تماما عما يشاهده وهو سابح في الفضاء الخارجي, لهذا وردت الايات التالية ,في سورة الفرقان الاية61(تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا) فهو على الارض يرى ان في السماء الهئلة المترامية الاطراف يوجد العديد من الابراج اي النجوم ولكن توجد شمس واحدة وقمر واحد ! وهذا المفهوم تؤكده الايات 15 و16 من سورة نوح(الم تروا كيف خلق الله سبع سماوت طباقا, وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا) بل في هذه الايات ماهو تصوير اكثر ارباكا من سابقاتها فقد شملت كل السماوات السبع وليس السماء الدنيا فقط , نعود الى المراقب مرة اخى فهو على الارض يرى حقيقة الشمس الواحدة والقمر الواحد , ولكن وهو في الفضاء الخارجي سيرى ان الامر ليس كذلك والحقيقة ستكون مختلفة تماما فشمسنا وقمرنا لايعنيان شيئا اما كمية واحجام الشموس والاقمار التي تملأ السماوات , وهذا دليل صارخ على ان المعراج لم يحدث ابدا وان النبي لم يغادر الارض, وقد يقول متخرص انها دلالة رمزية غير محكمة بالعدد فنقول اذن لماذا جائت كلمة بروجا بصيغة الجمع وليست برجا بصيغة المفرد ,فبهت الذي كفر ,فهو لم يعرف ان للمشتري وحده اكثر من 60 قمرا.
ثالثا – الايات التي شاهدها اثناء الرحلة والتي لم يشاهدها الرسول
تصف روايات الوضاعون والمدلسون بعض ما رآه النبي اثناء رحلته الليلية فيذكر احمد في مسنده , عن أنس قال الرسول (لما عرج بي ربي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم) وهؤلاء عذاب الذين يغتابون الناس. ورأى اكلة اموال اليتامى ظلما لهم مشافر وحوافر كحوافر الابل يقذفون في افواههم قطعا من نار تخرج من ادبارهم) ورأى( ملائكة يبنون قصرا لبنة من ذهب ولبنة من فضة وهو لذاكر لله) ورأى( النساء اللواتي يدخلن على الرجال من ليس من اولادهن وهن معلقات من أثدائهن) وسنكتفي بهذا القدر من الامثلة التي تبين مدى الدقة والتفاصيل التي معها يرى اظفار من نحاس , ولكنه لم يرى الايات الكبرى لخلق هذا الكون العظيم من نظم وقوانين محكمة وأشكال لم تخطر على بال والتي لا يمكن ان يخطئها ناظر يسبح خلالها, اليست هذه المعلومات اهم وأكثر فائدة للبشرية لأن يأتي بها النبي من الفضاء الخارجي بدلا من الأثداء المعلقة! اليس الافضل ان يقدم دلالات يهتدي بها البشر لاستكشافات عظيمة مستقبلية اليس من الافضل ان يرى ظاهرة الكسوف ويعطي الانسان تفسيرا علميا لها بدل ان تظل ظاهرة مبهمة تتطلب الدعاء والصلاة,( كسفت الشمس على عهد النبي ففزع فزعا شديدا وخرج مسرعا الى المسجد حتى ان رداءه سقط من عليه ولم يشعربه من شدة فزعه وخوفه , وعندما وصل المصلى بعث من ينادي الصلاة جامعة) , قال الرسول( ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف بها عباده , وانهما لاينكسفان لومت احد من الناس , فاذا رأيتم منها شيئا فصلوا وادعوا الله حتى يكشف لكم ) وفي روايات اخرى طلب من المسلمين الدعاء او الصلاة او العتق او الصدقة ...الم تكن له فرصة اثناء عروجه للنظر الى مدارات الشمس والقمر والارض للتعرف على ان الكسوف ما هي الا ظاهرة كونية طبيعية جدا تحدث عندما تصطف هذه الاجرام السماوية في خط واحد ولا تحتاج الى كل هذا الفزع! واخيرا لاداعي للبحث في الخمسين صلاة وكيف ان موسى يغير شرع الله في كل مرة وكأن موسى اعلم بقدرة تحمل البشر من خالقهم.
الفصل السادس
الخا تمة
ان القران كتاب هداية وليس كتاب علم , وكتاب تشريعي لهداية البشر مثل القران لا يحتاج ان تمتليء اياته برموز علمية تنتظر العلوم و قوانين الفيزياء الحديثة لاثبات مصداقيته فهذا بحد ذاته انتقاصا واستخفافا به والعياذ بالله , فلا يمكن اسقاط مفاهيم العلوم التي هي متغيرة بطبيعتها على كتاب تشريعات الذي هو ثابت بطبيعته والا سنضطر الى تعديل التفسير مع كل متغير يحدث للعلم وهذا فيه الكثير من الاجحاف للقران.
ان اي ظاهرة في الكون يجب ان يكون لها سبب ونتائج ملموسة اي لابد ان تترك اثر ما, ويقول الفيلسوف الاميركي وليام جيمس( ان الحقيقة التي لاتؤثر في الواقع لاقيمة لها) وهذا ينطبق على حادثة الاسراء والمعراج المزعومة فلو تمت حقيقة فهي بدون قيمة لانها لم تترك اي أثر يذكر لا في كفار قريش ولا في المسيرة المعرفية للجنس البشري حيث لم تضف اي معلومة ذا ت نفع فكانت كالعلم الذي لاينفع الذي يستعيذ منه المسلمون في كل دعاء, فهل كانت حادثة عبثية من افعال اللاجدوى , لا اعتقد ذلك ( ربي سبحانك ما خلقت هذا باطلا) الامر يبقى ان الحادثة تظل من نسج خيال الوضاع الذين تقولوا على الرسول ما لم يقل ,واقلام المفسرين المدلسين الذين يحرفون الكلم عن مواضعه واضافوا معاني للقران لم يكن يحملها , فالحادثة ليس لها وجود اصلا ولوكانت قد حدثت لحاجج الرسول بها كفار قريش واطال في شرحها القران , يبقى علينا ان نستعمل العقل في كل مايصلنا عبر تراثنا العربي والاسلامي والذي رسمه الوضاعون والمؤرخون حسب اهوائهم وأمزجتهم بل ان إفتراءاتهم صارت من المقدسات المساس بها خروج عن الامة بل ان التأريخ نفسه بكل احداثه عدا عن شخصياته أحيط بهالة من القداسة أغلقت كل منافذ التنفس لعقل المسلم , علينا أن نضع كل هذا التراث تحت مجهر التدقيق والفحص والمقارنة , ان القران يزخر بآيات مثل (افلا تعلمون )(افلاتتقكرون)( افلا تعقلون) وهي دعوات واضحات على الحرص على التعلم والتفكر واستخدام العقل ولو استعملنا العقل في هذا التراث لأسقطنا الكثير منه اليوم فهو لم يعد يليق بأنسان يحترم عقله ,الانسان الذي فضله الله على جميع مخلوقاته بهذه الجوهرة الثمينة,
منقول بتصرف . بقلم : حسين صالح
اقتباس و تلخيص وتجميع المواضيع من بطون الكتب والابحاث والمدونات بحياديه لا تنتمي لدين او مذهب لكوني ليست يهودياً ولا مسيحياً ولا مسلماً ولا ديني - كاتب و باحث و محلل في تاريخ ألاديان