بعد الاقتراب من التعادل في الجولة الأولى.. هل تصبح مرشحة اليسار رئيسة الأكوادور القادمة؟
رشيد غويلب
الحوار المتمدن
-
العدد: 8252 - 2025 / 2 / 13 - 22:12
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
شهدت الأكوادور، الأحد الفائت، انتخابات رئاسة الجمهورية والانتخابات البرلمانية العامة. وكما كان متوقعا، سيذهب المتنافسان الرئيسيان، الرئيس اليميني المنتهية ولايته دانييل نوبوا، ومنافسته مرشحة اليسار لويزا غونزاليس من حزب "ثورة المواطنين"، حزب الرئيس اليساري الاسبق رافائيل كوريا (2007-2017) إلى جولة ثانية حاسمة. لقد حصل نوبوا على 44,17 في المائة، بينما حصلت غونزاليس على 43,93 في المائة من الأصوات.
وفي المركز الثالث جاء ليونيداس إيزا من حزب "باشاكوتيك" للسكان الأصليين بحصوله على 5,3 في المائة، فيما حصلت المرشحة اليمينية أندريا جونزاليس على 2,69 قي المائة. وحصل المرشحون الاثني عشر الآخرون على أقل من واحد في المائة من الأصوات.
ووفق قانون الانتخابات في الأكوادور، تجرى جولة إعادة حاسمة، إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 بالمائة من الأصوات في الجولة الأولى، او على 40 في المائة من الاصوات ويكون متقدما على أقرب منافسيه بنسبة 10 في المائة على الأقل. وبما أن نوبوا وغونزاليس متساويان تقريبًا في الجولة الأولى، فسيكون من المهم للغاية بالنسبة لانتخابات الإعادة المقبلة في 13 نيسان معرفة موقف المرشحين الذين خرجوا من السباق في الجولة الأولى.
والتصويت في الأكوادور إلزامي للمواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عامًا، واختياري للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عامًا والبالغين فوق 65 عامًا.
أفضلية يسارية
ومن الواضح أن الفائز الثالث سيكون صانع الملك في الجولة الثانية، وتقول المحللة السياسية كاتالينا باريرو: "سوف يكون حاسماً في الجولة الثانية، لأن هؤلاء الخمسة في المائة يمكن أن يرجحوا كفة أحد المعسكرين ". وبما أن باتشاكوتيك أقرب أيديولوجياً إلى تحالف اليسار، فإن العديد من الخبراء يفترضون أن إيزا سوف يصوت لصالح غونزاليس.
خلال فترة حكمه التي استمرت 14 شهرًا، اتخذ الرئيس المنتهية ولايته، والمعجب جدا بالرئيس الأمريكي ترامب، قرارات محفوفة بالمخاطر، وغير قانونية في بعض الأحيان. وكان قد فاز، قبل عام ونصف، بفارق ضئيل في الانتخابات المبكرة ضد منافسته الحالية لويزا غونزاليس بعد فشل سلفه غييرمو لاسو في تصويت حجب الثقة، على خلفية صفقات عقارية سرية تورط فيها مع شقيقه دانيلو كاريرا، وقاما بإخفاء ملايين الدولارات في جنوب فلوريدا واستثمرا في عقارات هائلة. وأصبح "نوبوا"، ابن ملياردير الموز البالغ من العمر 35 عامًا آنذاك أصغر رئيس في تاريخ الأكوادور بشكل مفاجئ.
الحملة الانتخابية
كانت القضية المركزية للحملة الانتخابية هي الأمن. وتعاني الأكوادور من العنف، منذ خروج اليسار من السلطة، وخصوصا في الأربع سنوات الاخيرة، حيث يتم تهريب الكوكايين إلى الولايات المتحدة وآسيا وأوروبا. وتتقاتل العصابات الإجرامية من المكسيك وكولومبيا على المخدرات والتعدين غير القانوني والإتاوات. وهذه المشاكل تؤثر على الجميع، بدءاً من الباعة المتجولين وحتى رجال الأعمال. لقد انتشرت العصابات في مؤسسات الدولة كالسرطان وتسللت إلى السياسة والقضاء.
ولأول مرة، أعلن نوبوا قبل عام عن "صراع داخلي وليس دوليا"، وهو مفهوم قانوني يشبه حالة الطوارئ. وأعلن الحرب على تجار المخدرات وصنفهم كمنظمات إرهابية. لكنهم يضربون بقوة أكبر. وكان نوبوا يرتدي دائمًا سترة واقية من الرصاص أثناء الحملة الانتخابية، وحراسه الشخصيون يأتون من إسرائيل، بسبب عدم الثقة في قوات أمن الدولة. وقد صور نفسه على أنه متشدد على غرار رئيس السلفادور المستبد نجيب بوكيلي، بسجون كبيرة وحملات هائلة على وسائل التواصل الاجتماعي.
بالمقابل تعتمد غونزاليس على مفهوم "ثورة المواطنين" الذي أعلنه الرئيس الاسبق كوريا، والذي شمل إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية للقضاء على الفقر، فضلاً عن برامج التعليم والصحة. ونتيجة لذلك، انخفض معدل الفقر بنسبة 38 في المائة وانخفض معدل الفقر المدقع بنسبة 47 في المائة في سنوات 2007 -2014. واستفاد العاملون من زيادة الحد الأدنى للأجور وتم توفير التأمين الاجتماعي لهم على نفقة الشركات لأول مرة. ولأول مرة، وأصبح أطفالهم قادرين على الذهاب إلى المدرسة والروضة مجانًا، وهو أمر لم يكن حتى ذلك الحين ممكنًا إلا للقادرين على تغطية التكاليف. وكذلك، كانت الرعاية الصحية مجانية. في ذلك الوقت، كانت الأكوادور واحدة من البلدان الأكثر سلماً وأماناً في أمريكا اللاتينية. وبعد ثماني سنوات من التحول الليبرالي الجديد الذي نفذه خلفاء كوريا، تغرق البلاد الآن في مستنقع من الفقر والفساد والعنف، وأصبحت واحدة من أكثر المناطق خطورة في الأمريكيتين.
وصوت الأكوادوريون أيضا على اختيار 151 عضوًا في البرلمان. وحتى إعداد هذا التقرير، تم فرز قرابة 90 في المئة من أصوات الناخبين. لقد حصل الحزب الحاكم، حاليا على 68 مقعدا، في حين حصل حزب ثورة المواطنين على 65 مقعدا. وهذا يعني أن كلا الحزبين لا يمتلكان الأغلبية المطلقة (77 مقعدا). وبالتالي سيكون الحلفاء الصغار، حزب باتشاكوتيك، الذي من المتوقع أن يحصل على 8 مقاعد، والحزب المسيحي الاجتماعي، الذي سيحصل على 6 مقاعد، عاملا مقررا في التحالف الحكومي المقبل