الصخيرات: متى يوضع حد لتهرب أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة من خدمة ساكنة المدينة؟
أحمد رباص
الحوار المتمدن
-
العدد: 8243 - 2025 / 2 / 4 - 00:47
المحور:
حقوق الانسان
قبل أربعة ايام، نشر أحد سكان الصخيرات تدوينة على الفيسبوك يقول فيها إنه عاين على الساعة السابعة صباحا سيارات الأجرة الكبيرة واقفة وقد اختارت كلها محطة القامرة بالرباط وجهة وحيدة. وعندما سأل السائقين عن “الطاكسيات” المتجهة إلى تمارة أشاروا عليه بأن يقف على قارعة الطريق عساه يجد وسيلة نقل. في الأخير، تأكد من عدم وقوف أي سيارة أجرة من الصخيرات، ولم يتسن له السفر إلى وجهته إلا عندما توقف “طاكسي” من الرباط. ثم تساءل المدون: “واش ماكاينش شي واحد يقدر يوقف قدام هاد العصابة؟” وأردف قائلا: “خاص شي حل.. إلى اتحدنا واتفقنا كاملين نقدرو نديرو الحل.. وقفة إحتجاحية كبيرة إما أمام العمالة ولا الباشوية، ولكن خاص كلشي يشارك. متحدين نقف متفرقين نسقط..”
وفي نفس الموضوع، تساءل مدون آخر: “كيف يعقل أن يبقى المواطنون، بمن فيهم الطلبة والعمال، واقفين على جنبات الطرق لساعات ينتظرون وسيلة نقل تُوصلهم إلى أماكن عملهم أو دراستهم، بينما “الطاكسيات” (الكبيرة) متوقفة دون مبالاة، تنتظر “الكورسة” الأكثر ربحا والأقل تكلفة؟” وأكد أن سائق “الطاكسي” ليس مجرد باحث عن الربح، بل هو جزء من منظومة نقل عمومي تحمل رسالة إنسانية واجتماعية، مشيرا إلى أن مهمته ليست فقط في اختيار الزبائن حسب أهوائه، بل في نقل المواطنين إلى وجهاتهم، بغض النظر عن المسافة أو العائد المالي.
وقال المدون: “ما نراه اليوم من ممارسات بعض السائقين يعكس استهتارا واضحا بالواجب المهني والقيم الإنسانية”. ورأى أن “الطاكسيات” ليست ملكية خاصة لتحديد من يستحق الخدمة ومن لا يستحقها، بل هي خدمة عمومية وُجدت لتلبية حاجيات الجميع. ولاحظ أن الطلبة الذين يقفون على الطريق، العمال الذين يتأخرون عن عملهم، المرضى الذين يبحثون عن وسيلة نقل عاجلة، كل هؤلاء ضحايا سلوكيات غير مسؤولة تجعل الأولوية للربح المادي بدلًا من القيام بالواجب. ويتوجه المدون أيضا إلى المسؤولين عن تنظيم هذا القطاع متسائلا: “أين دوركم في ضبط الأمور؟”
ويقترح المدون وضع حد لهذه الفوضى من خلال فرض قوانين صارمة تُلزم السائقين بالقيام بواجبهم. كما يدعو الجهات المختصة إلى التدخل بقوة لضمان انضباط هذا القطاع، وحماية المواطن من الاستغلال غير المقبول. ويطالب المسؤولين باتخاذ إجراءات عاجلة، مثل فرض عقوبات واضحة وصارمة على السائقين المخالفين، وتنظيم حملات توعية بأهمية الدور الاجتماعي لهذه المهنة، وتوفير آليات للمراقبة والتبليغ عن المخالفات.
ويهيب بالمجلس الجماعي لمدينة الصخيرات أن يُدرج في جدول أعماله مناقشة موضوع الزيادة في عدد الحافلات المخصصة للمدينة، وذلك في إطار تعاقده مع مجموعة الجماعات المكلفة بتدبير قطاع النقل، مع مراعاة الزيادة الملحوظة في الكثافة السكانية بالمدينة، نتيجة ترحيل قاطني دور الصفيح بمدينة تمارة، حيث أصبح من الضروري مراجعة دفتر التحملات الخاص بالتدبير المفوض لقطاع النقل. فالمدينة اليوم بحاجة إلى حلول عملية ومستدامة تسهم في تحسين منظومة النقل وتلبية حاجيات السكان المتزايدة، كما يرى المدون.
سائق “الطاكسي” والحافلة يحملان رسالة إنسانية قبل أن تكون مهنة ربحية، والربح الحقيقي يكمن في كسب ثقة المواطن واحترامه. حان الوقت لوضع حد لهذه التجاوزات وإعادة الأمور إلى نصابها بما يخدم مصلحة الجميع، يختم صاحب التدوينة.