ترامب يريد من الأردن ومصر أن تستقبلا الفلسطينيين من أجل -تطهير- غزة


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8235 - 2025 / 1 / 27 - 02:47
المحور: القضية الكردية     

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يريد أن تستقبل مصر والأردن فلسطينيين من غزة. وأعلن ترامب عن كونه قدم الطلب إلى العاهل الأردني الملك عبد الله ويعتزم أن يطلب نفس الشيء من الرئيس المصري يوم الأحد.

واصفا غزة بأنها "موقع خراب"، قال ترامب: "أنت تتحدث على الأرجح عن مليون ونصف مليون شخص، لا نريد سوى إجلاء هذا الحشد برمته". وأضاف أن هذه الخطوة "قد تكون مؤقتة" أو "قد تكون طويلة الأمد".
في المقابل، أدانت حماس والسلطة الفلسطينية هذا الاقتراح. كما رفضت الأردن ومصر هذه الفكرة.
يتم الالتزام بوقف إطلاق النار في غزة بعد اتفاق بين إسرائيل وحماس لوقف الحرب التي بدأت عندما هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. قُتل حوالي 1200 شخص وأُعيد 251 إلى غزة كرهائن.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 47200 فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين، قتلوا في الهجوم الإسرائيلي.
نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية من الحرب التي سوت معظم البنية التحتية في غزة بالأرض.
وقدرت الأمم المتحدة في وقت سابق أن 60% من المباني في جميع أنحاء غزة قد تضررت أو دمرت، وقد يستغرق الأمر عقودًا لإعادة بنائها.
أدلى ترامب بتصريحاته تلك أثناء حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية. ومن بين ما جاء فيها انه تم هدم كل شيء تقريبا في غزة وأن الناس يموتون هناك. لهذا فضّل الاشتراك مع بعض الدول العربية لبناء مساكن في موقع مختلف حيث ربما يمكن للغزويين العيش بسلام من أجل التغيير.
ولم يقدم ترامب مزيدًا من التفاصيل حول الاقتراح، ولم تتم الإشارة إلى الموضوع في القراءة الرسمية للبيت الأبيض للمكالمة.
كما ليس من الواضح ما إذا كان الرئيس الأمريكي قد قدم الطلب رسميا إلى مصر، لكن وزارة الخارجية المصرية رفضت أي اقتراح من هذا القبيل "سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأراضي، أو من خلال طرد الفلسطينيين من أراضيهم عن طريق التهجير أو تشجيع نقلهم أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواء بشكل مؤقت أو طويل الأمد".
وقال وزير الخارجية الأردني إن المملكة قالت إنها "حازمة وثابتة" في رفضها لتهجير الفلسطينيين.
في غزة نفسها، قال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحماس، في تصريح صحفي: "شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة تحمل الموت والدمار لمدة 15 شهرا... دون أن يترك أرضه. وبالتالي، لن يقبل أي عروض أو حلول، حتى لو بدت نواياها طيبة تحت عنوان إعادة الإعمار، كما أعلن عن ذلك الرئيس الأمريكي ترامب. وأضاف: "شعبنا، كما أحبط كل خطط التهجير والوطن البديل على مر العقود سيحبط مثل هذه المشاريع أيضا".
في الضفة الغربية، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن "رفضه وإدانته الشديدة لأي مشاريع تهدف إلى تهجير شعبنا من قطاع غزة".
وردا على سؤال حول تصريحات ترامب، قال أبو يحيى رشيد، وهو رجل نازح في مدينة خان يونس الجنوبية: "نحن من نقرر مصيرنا وماذا نريد. هذه الأرض لنا وممتلكات أجدادنا عبر التاريخ. لن نتركها إلا جثثا".
التزمت السياسة الخارجية الأميركية على مدى عقود من الزمن بإقامة دولة فلسطينية، تكون غزة جزءاً رئيسياً منها، وذلك ما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
يتمتع دونالد ترامب بتاريخ طويل من الحديث على ما يبدو عن الكفة والأفكار العائمة التي لا تنتهي أبدًا إلى أن تؤتي ثمارها.
للإشارة، فكرة تشجيع سكان غزة على الانتقال إلى البلدان المجاورة كانت مدعومة منذ فترة طويلة من قبل أعضاء يمينيين متشددين في حكومة نتنياهو.