غاسبار كونيغ: -ممارسة السياسة تتطلب من الفيلسوف توضيح الأفكار
أحمد رباص
الحوار المتمدن
-
العدد: 8239 - 2025 / 1 / 31 - 16:24
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
"الترجمة
بمبادرة من الحركة السياسية "Simple"، كان الفيلسوف غاسبار كونيغ مرشحا في الانتخابات الرئاسية، قبل أن يضطر إلى الانسحاب لأنه لم يحصل إلا على 107 من التوقيعات الراعية حتى السابع من مارس. سئل عن الدروس التي تعلمها من هذه التجربة وعن معنى المشروع الذي يقوده، مشروع "البساطة".
- ما الذي استفدته من تجربة الحملة الانتخابية الرئاسية هذه، وهو أمر نادر جدا بالنسبة لفيلسوف؟
+ غاسبار كونيغ: لم يكن ترشيحا فولكلوريا، فعلنا الأمور على محمل الجد. بدأنا بالتفكير في هذا الأمر منذ عام، مع فريق. سرعان في تشكيل حزبنا Simple في غضون ماي2021. خلال الصيف، قمنا برحلات ميدانية حول التبسيط، لجمع شكاوى الفرنسيين حول مشاكل التعقيد البيروقراطي. لقد جمعنا آلاف الشهادات، التي أدرجناها في الكتاب الذي نشرناه مع نيكولا جارديير، "لنبسط الحياة! (إصدار المرصد، 2021).
جمعنا الأموال، وأنشأنا فريقا دائما، ونظمنا اجتماعا في باريس. في كل مرة اقتربنا من مرحلة جديدة من هذه العملية، قلنا لأنفسنا: "إذا لم ينجح هذا الأمر، فسوف نتوقف عند هذا الحد". لكن كل شيء سار بسلاسة حتى إعلان الترشح للانتخابات الرئاسية في 11 يناير. كان الأمر يتعلق بتسجيل المشروع الليبرالي الذي أحمله في الفضاء العام. منذ هذا الترشح، أمضينا شهرين في لقاء رؤساء البلديات وجمعنا 107 من التوقيعات، وهو في نفس الوقت قليل جدا ومخيب للآمال بقدر كثير، بالنظر إلى الموارد التي خصصتها الأحزاب السياسية الرئيسية وخاصة الطاقة التي يجب بذلها للحصول على توقيع كل عمدة. لكنني أجد هذا الوضع صحيا، لأنه يسمح لنا بعدم الانتهاء إلى مرشحين خياليين، أو مؤثرين يمكنهم استغلال متابعيهم - فرؤساء البلديات هم مسؤولون منتخبون محليا ولا يمكن خداعهم بسهولة. أنا شخصيا، نادرا ما شعرت بهذا القدر من المكانة، أو حتى بهذا القدر من الشرعية، كفيلسوف.
عندما تدلي بتصريحات عامة حول المجتمع دون أن تكون طرفا في الأمر، فإنك تكون في موقف المراقب الخارجي، وكثيرا ما تتساءل ما هي مكانتك، وكيف يتموقع خطابك، وما هي شرعيته في المناقشة. هنا، فجأة، أصبحت الأفكار أكثر واقعية...
- أكثر ملموسة، ولكن قبضة السياسة على الواقع ليست واضحة...
+ بالتأكيد، ولكن الاضطرار إلى رفض أفكار أو مبادئ ليبرالية ذات طبيعة عامة حول مواضيع محددة للغاية، واستخلاص استراتيجيات للعمل السياسي منها، يعد تمرينا محفزا بشكل لا يصدق. إن الحملة الرئاسية هي بمثابة مُسرِّع للتجارب. إنها رحلة عاطفية مليئة بالأحداث، حيث تتضاعف التبادلات وتتوالى: في الصباح عند الفجر تكون في سوق رونجي، وفي المساء تشارك في جمع التبرعات مع النخبة الباريسية، وفي اليوم التالي يكون الجميع في فالينس لزيارة مصنع للطيران أو حضور اجتماع مع مسؤولين منتخبين... في كل مرة، يجب أن تتمكن من البقاء على طبيعتك، والدفاع عن أفكارك، مع تكييفها مع اشكاليات محاوريك، حتى تصبح ذات معنى بالنسبة إليهم. إذا كانت أفكارك لا تعني لهم شيئا، إذا لم يروا تأثيرها على أفعالهم اليومية، فلن يستمعوا إليك. إن ترجمة الأفكار إلى أفكار قابلة للتنفيذ تتطلب الكثير من العمل، ولكنني أرى ذلك بمثابة اختبار ومتطلب مثير. عندما لا تتمكن من إيصال أفكارك إلى المسؤولين المنتخبين أو الفاعلين الاقتصاديين، حتى لو كنت تدعي أنك تدرس الفلسفة السياسية، فهذا لا يعني أنك غير مؤهل للسياسة. إنك فقط لم تخلق للأفكار، بكلمة واحدة، ما دام أن تفكيرك لا يؤدي إلى أي مكان، وليس له أي تأثير يذكر!
عن موقع philosophie magazine