البرلمان الأوروبي: حزب فرنسا الأبية يصوت ضد إطلاق سراح بوعلام صنصال


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8233 - 2025 / 1 / 25 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

أثار تصويت عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي من حزب فرنسا الأبية، من بينهم ريما حسن، ضد قرار للبرلمان الأوروبي يطالب بالإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال المسجون في الجزائر، تعسفا، وبرر الحزب اختياره بالتأكيد على عدم الرغبة في إثارة التوترات مع الجزائر.
وقال رفائيل غلوكسمان أحد النواب الاشتراكيين: "يا للعار! بصراحة، إن الامتناع عن التصويت أو التصويت ضد مثل هذا النص الواقعي الذي لا يوجد فيه أي شيء أيديولوجي أو تاريخي يمكن الطعن فيه، هو ببساطة تغاض عن الزج بكاتب عظيم في السجون، وهذا أمر فاضح للغاية".
صوت أعضاء البرلمان الأوروبي، الخميس، بأغلبية ساحقة (533 صوتا مؤيدا، و24 معارضا، وامتناع 48 عن التصويت) على قرار للمطالبة بالإفراج "الفوري وغير المشروط" عن الكاتب الفرنسي الجزائري.
كما أدان القرار “اعتقالات كافة الناشطين والسجناء السياسيين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان” بمن فيهم “الصحفي عبد الوكيل بلام والكاتب محمد تاجديت”.
بوعلام صنصال، البالغ من العمر 75 عاما، مسجون منذ منتصف نونبر في الجزائر ويحاكم بموجب المادة 87 مكرر من القانون الجنائي، التي تعاقب "كل عمل إرهابي أو تخريبي يستهدف أمن الدولة ووحدة أراضيها واستقرارها والسير العادي للمؤسسات".
وبحسب صحيفة لوموند الفرنسية، فإن الحكومة الجزائرية كانت ستتعامل بشكل سيئ مع تصريحات صنصال لوسائل الإعلام الفرنسية فرونتيير، المشهورة بأنها يمينية متطرفة، والتي تتبنى موقف المغرب الذي بموجبه تم اقتطاع أراضي البلاد تحت الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر .
وانقسم وفد فرنسا الأبية بين 4 أصوات معارضة وامتناع صوتين اثنين عن التصويت. وبذلك صوتت ريما حسن ضد، فيما امتنعت مانون أوبري التي كانت على رأس القائمة في الانتخابات الأخيرة عن التصويت.
وقال فرانسوا روفين المناضل السابق في حزب فرنسا الأبية إنه "في خلاف تام" مع تصويت رفاقه السابقين. واستنكر قائلا: "مكان الكاتب ليس في السجن، سواء اتفقنا أو لم نتفق مع ما يكتب. من الواضح أنه يتعين علينا أن نفعل كل شيء من أجل إطلاق سراح الكاتب”.
- "استغلال"
صرخة أيضا على اليمين اطلقها وزير الداخلية برونو ريتيللو حيث قال: "دعا هذا القرار إلى الإفراج الفوري عن الرجل المريض. وقالت السيدة ريما حسن: لا، أنا أرفض، أنا أصوت ضد. إنه أمر غير إنساني، إنه فضيحة سياسية”. ثم وصف السيدة حسن بأنها “من أتباع النظام الجزائري”.
ورغم أن خمس مجموعات في البرلمان الأوروبي، بما فيها الاشتراكيون والخضر، وقعت على هذا النص، إلا أن مانون أوبري، التي "تؤيد إطلاق سراح بوعلام صنصال"، بررت تصويتها لوكالة فرانس برس بـ "إدانة استغلال اليمين المتطرف لهذه القضية لإثارة التوترات مع الجزائر وتأجيج أجندتهم المعادية للأجانب".
نفس الحجة قدمتها ريما حسن التي أوضحت لفرانس برس أنها تريد معارضة “استغلال هذا التصويت لتأجيج تصعيد دبلوماسي، فهذا النص يجمع كل ما يزعجنا في الجزائر”.
وتدعو القضية الفلسطينية المثيرة للجدل "المدافعين عن صنصال إلى بذل أكبر قدر من الطاقة في الدفاع عن حقوق الإنسان للفلسطينيين".
للإشارة، فقد تسببت قضية الكاتب، الذي حصل على الجنسية الفرنسية عام 2024، في تسميم العلاقات بين فرنسا ومستعمرتها السابقة والتي تدهورت منذ الصيف الماضي مع إعلان باريس دعم خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء.
واعترف ريتيللو، الذي أصدر هو نفسه العديد من التصريحات العنيفة ضد الجزائر، بأن بوعلام صنصال كان “بلا شك رهينة هذه العلاقة المتوترة بين البلدين”. وطلب من “النظام الجزائري التفاتة إنسانية”.
بالنسبة إلى جلوكسمان، يعتبر هذا التصويت على أية حال حجة إضافية لتبرير القطيعة في فرنسا بين الاشتراكيين و"الاباة" والتي حدثت بسبب الرقابة التي فرضتها حكومة بايرو. "رؤيتنا للعالم، ومبادؤنا ليست هي نفسها، وعلاقتنا بالنقاش العام ليست هي نفسها. دعونا نتوقف عن النفاق”.
المرجع: H24