الدار البيضاء: وفاة ثلاث نساء حوامل في مصحة خاصة مع تحليل الطيب حمضي
أحمد رباص
الحوار المتمدن
-
العدد: 8226 - 2025 / 1 / 18 - 00:16
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
اهتز الرأي العام المغربي بوفاة ثلاث نساء في ظروف غامضة كن قد توجهن إلى مصحة خاصة بالدار البيضاء من أجل الولادة.
بعد الوفاة الغامضة لثلاث نساء بنفس العيادة الخاصة بالدار البيضاء، اثنتان منهن في نفس اليوم، تعالت دعوات إلى فتح تحقيق. وبحسب تصريحات ذوي الضحايا، فإن سيدتين دخلتا العيادة يوم 8 يناير بصحة جيدة من أجل الولادة، إلا أنهما توفيتا، دون توضيحات كافية من الطاقم الطبي. وحدثت وفاة مماثلة أخرى في نفس المؤسسة قبل أيام.
ودعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وبعض المواطنين السلطات إلى فتح تحقيق لتحديد الأسباب الحقيقية لهذه الوفيات ومحاسبة المقصرين أو المتورطين في هذا الأمر. كما طالبت الجمعية من إدارة العيادة الخاصة بنشر بيان صحفي رسمي لتوضيح ملابسات الفاجعة للرأي العام، وذلك لتعزيز الثقة في النظام الصحي.
كما دعت الجمعية إلى تعزيز الرقابة الطبية على العيادات الخاصة لضمان الالتزام بالمعايير الطبية وسلامة المرضى. في هذا السياق، وصفت الحادثة بالمأساوية وغير المقبولة، وأكدت أنها ستتابع القضية عن كثب حتى معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة لأسر الضحايا.
وجاء رد فعل السلطات سريعا، حيث فتحت المصالح القضائية المختصة، الاثنين الماضي، تحقيقا استهدف بشكل خاص المسؤولين عن مصلحة الولادة وأطباء التخدير.
وأكد الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، في اتصال مع موقع إخباري محلي، أنه تم بذل جهود كبيرة للحد من وفيات الأمهات، سواء أثناء الولادة أو خلال الأسابيع الستة التالية.
وقال بهذا الخصوص: “خلال 20 سنة (من 2000 إلى 2020) في المغرب، انخفضت وفيات الأمهات بنسبة 70%، لكنها لا تزال مرتفعة بأكثر من 600% مقارنة بمعدل البلدان المتقدمة. وانخفض عدد وفيات الأمهات من 244 لكل 100 ألف مولود حي في عام 2000 إلى 72 في عام 2020، مما يعكس تقدما كبيرا بفضل التحسينات في رعاية النساء الحوامل. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به".
وفي ما يتعلق بالوفيات التي حدثت في العيادة الخاصة بالدار البيضاء، يرى خبيرنا أنه “من السابق لأوانه التعليق دون الحصول على المعلومات اللازمة لتكوين رأي مستنير. بشكل عام، غالبا ما تكون الوفيات المرتبطة بالعمليات القيصرية ناجمة عن مضاعفات مرتبطة بالتخدير، أو حالات عدوى، أو أحداث الانصمام الخثاري . ومع ذلك، يمكننا استبعاد أسباب النزيف لأنه، من حيث المبدأ، يتم إجراء العمليات الجراحية للنساء اللاتي يخضعن لعملية قيصرية في منشأة صحية على يد جراح مؤهل، مما يسمح بالسيطرة الفعالة على مخاطر النزيف ".
ويصر الدكتور حمضي أخيرا على حقيقة أنه "على الرغم من أن العملية القيصرية يُنظر إليها أحيانا على أنها حل سهل، لا سيما بسبب طبيعتها الأكثر عملية وأقل تقييدا للولادة، إلا أنها تحمل مخاطر كبيرة على حياة الأمهات والأطفال الرضع. ولذلك، لا ينبغي ممارستها إلا عند التأشير عليها حقا، لأنه في هذه الظروف يمكن أن تنقذ الأرواح حقا.