تعيين لطيفة أحرار عضوا في المجلس الإداري للوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي بين مؤيد ومعارض
أحمد رباص
الحوار المتمدن
-
العدد: 8209 - 2025 / 1 / 1 - 05:42
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
عين وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار السيد عز الدين الميداوي مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي السيدة لطيفة احرار عضوا بمجلس ادارة الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي بناء على اقتراح من مجلس التنسيق بتاريخ 19 مارس 2024 مدته ثلاثة سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.
جاء هذا التعيين تنفيذا لقانون 67.16 لاسيما المادة 8 التي تنص على تعيين ممثل عن المؤسسات غير التابعة للجامعات من لدن السلطات الحكومية المكلفة بالتعليم العالي.
للسيدة لطيفة أحرار مسار حافل بالتحديات والنجاحات، تتمتع بخبرة في مجال الفن المسرحي وحصلت على أدوار البطولة بالأفلام التلفزيونيه والسينمائية المغربية والعربية. تدرجت بين أسلاك التدريس في مجال الفن المسرحي والتنشيط الثقافي إلى المجال الإداري، واحتلت بعد ذلك عن جدارة واستحقاق منصب مديرة بالمعهد العالي للفن المسرحي في مجال الفن والتنشيط الثقافي. كما عززت نهج سيرتها بمشاركتها في لجنة تحكيم مهرجانات وبرامج فكاهية على القناة الأولى.
تخرجت لطيفة من المعهد العالي للفن المسرحي بالرباط عام 1995، بعد ذلك اشتغلت أستاذة في المركز النموذجي للتكوين المسرحي بمدينة الرباط. ثم استأنفت دراستها في ماستر السينما الوثائقية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، ليتم تعيينها مديرة للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط.
لكن تعيننها أخيرا عضوا بمجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي ألهب في أوج الصقيع شبكة فيسبوك للتواصل الاجتماعي، بموجة من الجدل بين فريقين: الأول مؤيد والأخر معارض.
لا شك لدى الفريق الأول في أن المنصب الجديد سيشكل حافزا قويا لتقييم جودة التعليم العالي والبحث العلمي في مجال الفن المسرحي والتنشيط الثقافي.. أو كما جاء على لسان لطيفة أحرار: تعييني في وكالة التعليم يدعم مسيرة البحث الفني بالمغرب.
في إطار الدفاع عن الذات الشخصية االمعينة حديثا، شوهد شاب يتحدث عنها بشكل إيجابي صوتا وصورة، حيث قال: هناك من يقول إنها لا تستحق ذاك المنصب في وكالة تتبع وتقييم التعليم العالي. أولا، لطيفة أحرار مديرة المعهد العالي والتنشيط الثقافي. ثانيا، حاصلة على شهادة ماستر من كلية الآاب التابعة لجامعة عبد المالك السعدي في شعبة السينما. السيدة بيداغوجيا وعالميا مؤهلة لأن تكون المرأة المناسبة في المكان المناسب. ولا يجب مقارنتها بالشيخة "طراكس"، مثلا. هناك فرق بين الفنان المكوَّن والفنان غير المكوَّن. هناك من الفنانين من هو حاصل على شهادة الدكتوراه، وليس كل من يمارس فنا من الفنون غير ذي تكوين أكاديمي.
وحكم الشاب الوسيم على أصحاب التعليقات المضادة بأنهم خاطئون، معلنا في نفس الآن عن تضامنه مع الأستاذة لطيفة أحرار التي تتعرض لهجوم، ومناهضته للتعيينات التي أعطتنا وزراء لا يعرفون حتى كيف يتكلمون باللغة العربية، بينما الأستاذة لطيفة تتقن ثلاث أو أربع لغات. وذهب صاحب اللايف إلى أبعد من ذلك عندما اعتقد أن تعيين فنانين وزراء أفيد وأحسن من تعيين رجال أعمال. لهذا، ظهر له هذا التعيين منطقيا، ولا مانع عنده من تعيينها كرئيسة الوكالة بأكملها. واعتبر هذا الهجوم الذي تتعرض له لطيفة أحرار صادرا من بعض المواطنين الذين لا يعرفونها. وفي محاولة لإقناعهم بتغيير وجهة نظرهم، تكلم معهم بصيغة المخاطب المفرد قائلا: قبل أن تشك في مدى أهليتها واستحقاقها لهذا المنصب، حاول أن تعرف من هي وتبحث في غوغل عن بصماتها لتقف على كفاياتها ومؤهلاتها.
وهناك من المؤيدين من رأى في تعيينها عضوا بمجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي فرصة سنحت للعديد من المغاربة ليعرفوا وكالة بهذا الاسم، معتبرا الفن والثقافة مجالين من مجالات التعليم العالي والبحث العلمي الذي لا يقتصر على الفيزياء والكمياء، حتى الفن والآدب لهما نصيب مهم منه. كفانا تبخيسا لطاقاتنا التي هي منبع حياة.
وهناك من المستعملين من تساءل: ما المشكل في تعيين امرأة حاصلة على شهادات عليا، ومسؤولة في مؤسسة جامعية عمومية، وعضو بالمجلس التنفيذي للمعهد الدولي للمسرح باليونسكو، كعضوة بمجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم والبحث العلمي بالمغرب؟
كما تساءل للمرة الثانية: وما المُعيب في أن تنتمي امرأة، فنانة، ومديرة لأكبر وأعرق مؤسسة أكاديمية في التعليم الفني العالي بالمغرب، إلى هذا المجلس كباقي الأعضاء الآخرين، الذين يمثلون مؤسسات جامعية اخرى بتخصصات مختلفة؟؟
وقال مستعمل آخر: في سياق ثقافي مختلف، وفي مجتمعات مؤمنة بقيم الفن والإبداع، ومتصالحة مع قيم المساواة بين الجنسين فكراً وفعلاًً، كان سيكون تعيين فنانة واستاذة باحثة ومديرة لمعهد عالي للتعليم الفني بمجلس إدارة أي هيئة استشارية أو تنفيذية لتقييم جودة التعليم العالي، حدثاً عادياً، وتحصيل حاصل، يستجيب لمبادئ التعددية والتنوع، ولأهمية المقاربة الفنية في تقييم جودة التعليم وفي اقتراح برامج بيداغوجية مفيدة في تقوية مهارات التواصل والإبداع لخريجي الجامعات. ثم تساءل: لماذا علاقتنا بالفنون والفنانين هشة وملتبسة ومثقلة بالأحكام المسبقة؟ ولماذا تمثلاتنا عن النساء المشتغلات في الفن موسومة دائما بسوء الظن، والوصاية الأخلاقية، وازدراء قدراتهن الفكرية والقيادية في صناعة القرار؟
والخلاصة، كما كتب أحد التشطاء، أن ردود الفعل العنيفة والساخرة من تعيين الفنانة لطيفة أحرار عضوا بمجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي؛ تبعث على القلق والخوف، خصوصا حين تصدر عن النخبة المثقفة والمتعلمة والمؤثرة في الرأي العام.
لنكتف بهذا القدر من الشهادات المؤيدة لتعيين أحرار عضوا في المجلس الوزاري الوكالة عينها، ولنلتفت الآن إلى نماذج من شهادات ناقدة لا تنظر إلى الأمر بعين الرضا.
جاء في إحدى هذه التعليقات: إلى الله المشتكى، مناصب عليا حساسة تسند إلى غير أهلها من الملـحدين والعلمانييين أعداء الإسلام والمسلمين. ماذا ننتظر إلا الخراب؟ ظاهر أن هذا الناشط ينطلق من مرجعيته الدينية التي لا غبار عليها.
كتب أحد المعارضين بأسلوب لا يخلو من سخرية: نبارك للأستاذة لطيفة أحرار المتحررة منصبها الجديد في مجلس إدارة الوكالة الوطنية ل"تقييم" التعليم العالي... و مادمت المدونة لم تتطرق لحق زواج الشواذ مع ضرورة شاهدتين امرأتين، و ما دمنا لم نر مثل إلياس المالكي وزيرا للثقافة، وهو حق مشروع... فالبلد مازال بخير او بالأحرى مازال لم يتقدم كما يريدون، دمتم بألف خير...
من مشاهد الحملة ضد تعيين لطيفة أحرار عضوا بالمجلس الإداري للوكالة، بعيدا عن التعاليق الإنشائية، انجذبت أنظارنا إلى أربع صور نشرها عزيز هناوي، الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، على حسابه الرسمي. باختصار شديد، تشهد الصور بأن لطيفة أحرار ذات علاقة بالضابط الصهيوني سيمون سكيرا، رئيس ما يسمى جمعية الصداقة الإسرائيلية المغربية. كما يستفاد من ذات الصور التي تم استخراجها خصيصا من أرشيف المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أن العضو الجديد في المجلس الإداري للوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي تقيم علاقتها تلك تحت مظلة حزب "الحمامة" الزرقاء.
على سبيل الختم، لا أرى بديلا أحسن للخلوص من هذا الجدل عن عرض ما كتبه لي رفيقي عبد الواحد حمزة، العضو في المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد، عندما استطلعت رأيه في الموضوع: لن أتفاجأ، ولا أبخس ما يمكن للمرأة أن تضطلع به، في بلادنا، من مهام ومسئوليات....، لكن هي فنانة جريئة، نذرت حياتها للعمل.. الآن، بهذا التعيين، من عضو في مجلس ادارة لهيئة حكامة، قد تكون الاستشارة الفنية لفريق متكامل مهمة في إحدى جوانب تقييم وضبط الجودة، عموما، وإن كان الموضوع صعبا في مجال التعليم العالي، خصوصا. إذ الأمر يتطلب ممارسة خاصة ورفيعة، تكون قد اكتسبت بعضا منها منذ تعيينها كمديرة للمعهد، ولو أنه يتطلب مستوى أكاديميا وعلميا عاليا، لا أظن أو أعرف هل تتمكن منه. ثم إن قربها من رئيس الحكومة، قد يفسر الكثير...!! ولا أعرف ان كانت عضوا في حزبه..!!؟ لا عليك، انظر إلى من عينه رئيس الحكومة في التربية والتعليم، تجده قريبه في الأعمال و رجل تجارة وبزنسمان....! وقس على ذلك...! قد تكتمل الرداءة....هادي البداية...أو النهاية...!؟ المية تكذب الغطاس..