“المصري اليوم-… جريدةُ -الضمير-


فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن - العدد: 8010 - 2024 / 6 / 16 - 10:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

Facebook: @NaootOfficial

كلُّ صحافةٍ إنسانيةٌ، حرّةٌ، راقيةٌ، تتقصّى الحقيقةَ، تدقّقُ في الحرف قبل الكلمة، وتضعُ صالحَ الوطنِ وصالحَ المواطن نُصبَ عينيها، هي بالضرورة صحافةٌ تستحقُّ أن نطلق عليها "ضمير الوطن". وفي تلك المعادلة الصعبة العصيّة على التحقيق، تأتي جريدة "المصري اليوم" في المقدمة. حلَّ عيدُ الميلاد العشرين للجريدة الجميلة التي وُلدَت بدرًا منذ أشرقت في العاشر من يونيو عام ٢٠٠٤. ولأن الميلادَ عنوانُ الحياة، علينا أن نعرفَ كيف وُلِدت "المصري اليوم"، ولماذا؛ لكي ينفضَّ سرُّ جمالها واكتمالها. وُلِدت "المصري اليوم" من رحِم "الضمير". فوراء ميلادها حكايةٌ نبيلةٌ قصَّها مؤسسُها المهندسُ "صلاح دياب"، أدعو القارئ العزيز للبحث عنها لكي يقف على مفتاح السرّ النبيل؛ حين يعرف أن "المصري اليوم" جاءت للوجود فقط لكي تنتصر "للضمير"، ولرد الحقّ لصحافي محترم فُصِل من العمل؛ لأنه عبّر عن رأيه الحرّ في قضية وطنية في إحدى الصحف. فما كان من رجل الأعمال المثقف المهندس "صلاح دياب" إلا أن قرر استئناف رسالة جده "توفيق دياب" المناضل الثوري ورائد الصحافة المستقلة في جريدة "الجهاد" العريقة عام ١٩٣١، وأصدر جريدة "المصري اليوم" عام ٢٠٠٤، ليترأس تحريرَها هذا الصحفي المحترم، وهو الراحل "أنور الهواري"، تكريمًا له وتعويضًا عمّا خسره لقاءَ قول الحق. وتوالى علي الجريدة رؤساءُ تحرير أكفاءٌ، ليستمر إشراقُها وعطاؤها على مدى عقدين، وإلى مدى الأعوام بإذن الله.
ولأن ميلادَها كان "ميلادُ ضمير"، فأنا أفخرُ كلَّ الفخر بأنني واحدةٌ من أقدم كتّاب هذه الجريدة المحترمة. في عيد ميلادها العشرين، كتبتُ على صفحتي هذه الكلمات: “النهارده عيد ميلاد جورنالي الحبيب "المصري اليوم"، الجريدة الأجمل والأصدق والأرقى والأكثر وطنية واستنارةً"، وهالني كمُّ الحبّ والاحترام الذي تحظى به الجريدةُ في قلوب قراءها من جميع أرجاء الوطن العربي، ورد في تعليقات رواد صفحتي. أقتطفُ بعضَها، لأن البعضَ يشي بالكلّ:
“أدهم منصور”: ("المصري اليوم" الغرّاء تحمل اليوم لواءَ الصحافة الموضوعية التنويرية الحرة؛ قاطرة الخطاب الوطني، السياسي، الاجتماعي، الثقافي، الديني. تشبه في أصالتها تمثال "نهضة مصر".) “أمير نسيم": (هي الجريدة التي أسأل عنها بالاسم. جريدة احترمت وجودها فاحترمناها. يكفيها كتّابُها الأفاضل.) "عبده نصيف": (الجريدة الغراء تعبر عن حال كل مصري، تتمتعُ بالمصداقية وتعدّد الآراء.) -”عمرو العراقي": (تحية من العراق للشوكة في عيون دواعش المجتمع المصري وأعداء الفكر الحر. ) ”جميل شاهين": (هنيئًا للجريدة أن تتزين صفحاتُها بأقلام قامات ثقافية ووطنية بمقامكم. دمتم صامدين في وجه كل العواصف التي تريد النَّيل من مصر الحضارة ومصر الماضي والحاضر والمستقبل.) ”علي رديف": (خزينٌ معرفي عميق. تحية من "بغداد" لجريدة "المصري اليوم"، أرقى الصحف المصرية.) “أشرف الطويل": (جريدة محترمة تعبر عن حال كل المصريين. ) “د. مجدي حسن": “أ. فاطمة، ما ذكرتِه عن الجريدة صحيح ١٠٠٪، وأنا من عشّاقها.) “وجدي صادق": ("المصري اليوم" نالت ثقتنا واستحقت وسام الشرف المهني، فهي لا تجامل حاكمًا ولا تنحاز إلى فصيل دون آخر. كان سبب اهتمامي بها البحث عن مقالات الكاتبة "فاطمة ناعوت" ثم استمر عشقي لها.. كل عام وهي هرمُ الصحافة صاحبة الجلالة.) "محمد يحيى": (نبارك للصحيفة وكوادرها المتميزة، ومساهماتها الفاعلة على مدار العشرين عامًا ومزيدًا من النجاح إن شاء الله.) “غادة خالد": (خالص الشكر والتقدير لجريدة "المصري اليوم" على جهودها المستمرة في تقديم محتوى صحفي متميز يعكس الواقع بموضوعية ومصداقية. شكرًا لالتزامكم الدائم بنقل الأخبار وتحليل الأحداث بدقة، ولإسهاماتكم القيمة في إثراء المشهد الإعلامي والثقافي في مصر. دمتم مصدرًا موثوقًا للإعلام وأمنياتنا لكم بمزيد من النجاح والتقدم.) وليت المقال من مليون كلمة لأقتطف المزيد من الكلمات الجميلة في حق جريدة جميلة نعتزُّ بها.
في الحفل البهيّ الذي أُقيم في "دار الأوبرا المصرية" احتفالا بعيد ميلاد الجريدة العشرين، والذي اختُتم بنغم المايسترو العظيم "عمر خيرت"، قُدمت جوائزُ "المصري اليوم" لنوابغ الصحفيين. وأما دُرّة الجوائز فكانت من نصيب الصحافي الأمريكي الشريف "كريس هيدجيز" الذي عارض سياسة دولته الاستعمارية ورفض "غزو العراق"، وفضح ما تفعله إسرائيلُ في فلسطين من إجرام، وكتب في ذلك شهادة نارية ضد المحتل الصهيوني تُعرّي وجهَه الدميم؛ عنوانها: "إسرائيل وضيوف نيرون"، تستحقُّ أن يقرأها العالمُ بأسره. لهذا استحق "جائزة توفيق دياب"، وهي جائزة "المصري اليوم" الكبرى، وقيمتها نصف مليون جنيه. ألم أقل لكم إنها جريدة "الضمير"!


***