الحوار الاجتماعي و-الكومبارس-!!


أحمد بيان
الحوار المتمدن - العدد: 7950 - 2024 / 4 / 17 - 00:01
المحور: الحركة العمالية والنقابية     

الحوار الاجتماعي "مشتعل"، ولا نار في سماء المغرب ولا دخان.
انه صمت القبور.
فهل هناك حقا حوار اجتماعي، وعشية عيد العمال الاممي؟!!
في ظل الهيمنة المطلقة للنظام الرجعي القائم الى جانب حواريه من باطرونا مخلصة وقوى سياسية رجعية وقيادات نقابية بيروقراطية، هل يمكن الحديث عن "حوار" بكل معاني الكلمة؟
ان الاعتقاد أو تسويق اننا بصدد حوار كذب على الذات أولا، وعلى شعبنا ثانيا. وبمناسبة فاتح ماي، أي عيد العمال الاممي، يعتبر السكوت عن مجريات ما يسمى بالحوار الاجتماعي جريمة في حق الشغيلة المغربية والطبقة العاملة بالخصوص.
لا نتوقع الشفافية من محترفي الكولسة المخلصين للنظام، بل نفضح من يدعي النضال ومشتقاته وخدمة الطبقة العاملة بدل استخدامها.
لن نتيه في بحر الكلمات الساحرة والنصوص المطولة والاستشهادات المحفوظة عن ظهر قلب، اننا نسائل بخلفية نضالية وفدي الكنفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل.
لماذا هاتين النقابتين بالذات؟
الجواب بسيط، ويكمن في كون جل المناضلين النقابيين منخرطين بهما. وأكثر من ذلك يوجد بعض هؤلاء المناضلين ضمن الوفدين "المحاورين"، ومن واجبهم النضالي كشف كل خطوات العملية المتستر عن مجرياتها.
وفي حالة الامتثال لتعليمات واوامر المشرفين على "المذبحة"، أي التزام الصمت، فان ذلك يؤكد ان "رفاقنا" المناضلين ليسوا سوى "كومبارس" (COMPARSES) بالمعنى القدحي. وكيف يرضى المناضل ان يكون "كومبارس"؟!!
وحتى لا نتهم بالعدمية والتطرف والمزايدة، نذكر اننا "تعلمنا" من الجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي (FNE) ضرورة كشف المستور، أي مجريات "الحوار"، وهو ما كان سببا في استبعادها من جولات لقاءات وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مع النقابات الأربع (CDT وUMT وUGTM وFDT) "ذات التمثيلية" (المسرحية) التي خضعت للامر الواقع ولمدة زمنية ليست بالقصيرة.
ونعلم أن ضمن وفد الاتحاد المغربي للشغل رفاق لرفاق FNE، لماذا يا ترى هذا الصمت، صمت القبور؟!!
هل ما جاز بالأمس لا يجوز اليوم ام هو امتثال واستفادة من دروس النظام التي قد لا تتكرر؟!!
عموما، انها مسؤولية المناضلين النقابيين وكافة المناضلين. لا "افلات من المسؤولية"...
فقط، ومرة أخرى، كيف نقبل تباكي قياداتنا النقابية التي تدعي "خدمة الطبقة العاملة وليس استخدامها" عن "مخرجات" المسرحيات التي تساهم الآن في حبكها أمام الملأ المغيب؟!!
ان المشاركة الصامتة في المهزلة باسم الحوار الاجتماعي تزكية بشعة لها. وبالتالي:
اي زيادة في ظل الارتفاع المهول للأسعار؟
أي "اصلاح" لانظمة التقاعد؟
أي قانون للاضراب؟
أي تخليد لفاتح ماي؟
أي ثورة يا "ثوار" الزمن الرديء؟
والسؤال الذي يهم المناضلين، فهو: أي بديل؟