محامو العدل والإحسان يتحركون


أحمد بيان
الحوار المتمدن - العدد: 7932 - 2024 / 3 / 30 - 04:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

"في الحركة بركة"، كما "القومة" مقولات خرافية، ربما يستبشر بها محامو جماعة العدل والإحسان بالدار البيضاء. لذلك فقد تحركوا نحو زملائهم في المهنة ونظموا لقاء تواصليا موضوعه الوثيقة السياسية الصادرة عن الجماعة مؤخرا، وهو لقاء مسكوت عنه ولا اثر له بإعلام الجماعة (الموقع الالكتروني، الفايسبوك...).
ويبدو من خلال التحركات الأولية للجماعة الظلامية، فطور جماعي بالرباط وآخر بالبيضاء بالإضافة إلى مناسبات التكريم وزيارات المجاملة، انها عازمة على خوض معركة الالتحاق بالحياة السياسية (الشرعية القانونية) على غرار "ضرتها" العدالة والتنمية.
وليس غريبا أن يحضر إلى جانب محاميي الجماعة في لقاء الدار البيضاء احد الاعضاء القياديين بالدائرة السياسية ودون أن يكون محاميا. لكن الغريب هو جلوس المحامين المدعوين لهذا اللقاء إلى جانب عضو الدائرة السياسية!!
والأغرب ان تنشغل الجماعة بالتوسع التنظيمي والسياسي وتتواطأ بشأن القضايا الملحة لشعبنا، سواء تعلق الأمر بالتردي الاقتصادي والاجتماعي او بالتغلغل الصهيوني وتعميق التطبيع مع الكيان الصهيوني...
حتى هنا، الامر غير مفاجئ كثيرا، ويمكن توقع الشيء ونقيضه في ظل البؤس السياسي ببلادنا. لكن هل يتابع المناضلون هذه المستجدات بما يؤهلهم لتسجيل الحضور النضالي الوازن والمؤثر من موقعهم الطبقي بالساحة السياسية، وطبعا إلى جانب الجماهير الشعبية والطبقة العاملة خاصة التي تعاني إجرام النظام والقوى الرجعية. ان من بين عيوب المناضلين الانغماس في الأحداث البارزة والانسياق وراءها، وذلك في الوقت الذي تطبخ فيه الصفقات وتجري فيه السيول تحت الجسر. ويكون المناضلون آخر من يعلم. ويحصل ذلك على المستوى السياسي كما على المستوى الاقتصادي.
ان واجب المناضلين مواكبة المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لاستيعاب تطورات الصراع الطبقي والتصدي للمخططات الطبقية والمؤامرات السياسية التي تحبك في الظلام.
وبدون شك، فلن يستطيع المناضل الفرد القيام بكل المهام المطروحة، خاصة والامكانيات المحدودة لجل المناضلين والتضييق عليهم. انها مسؤولية التنظيم الثوري، وهذا الاخير وحده قادر على انجاز المسؤوليات المنوطة به على قاعدة المحاسبة والتقييم والتكوين والنقد والنقد الذاتي...