جماعة العدل والإحسان تتهيأ/تتجمل للمراحل القادمة


أحمد بيان
الحوار المتمدن - العدد: 7884 - 2024 / 2 / 11 - 00:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

لم تتوقف جماعة العدل والإحسان عن تقديم الإشارات تلو الأخرى ليس للنظام القائم فقط، بل حتى لغيره، وخاصة أمريكا (الولايات المتحدة). كان ذلك عبر فتح قنوات الحوار مع هذه الأخيرة والانسحاب بالتالي من الأشكال النضالية التي عرفتها الساحة السياسية بعد انتفاضة 20 فبراير 2011، وذلك من قبل الانتفاضة أيضا ومن بعدها. ومن بين الإشارات القوية المسترسلة التحكم في "جيوشها" وضبط إيقاع تحركاتها/خرجاتها والقيام باستعراض عضلاتها من مناسبة الى أخرى، ومنها بالخصوص مسيرات التضامن مع القضية الفلسطينية. أما "الرأي العام المغربي ونخبه وقواه السياسية والمدنية" فآخر ما تفكر فيه الجماعة، لأنها مقتنعة بكونها "الأقوى" عددا وأن باستطاعتها اختيار/انتقاء "حلفائها". وليس غريبا أن تكون مكونا من بين مكونات هذه الجبهة وهذا الائتلاف وغيرهما، علما أن يديها ملطخة بدماء الشهداء، شهداء شعبنا. وهنا يطرح السؤال التالي نفسه: هل "المشكل" في الجماعة كجزء لا يتجزأ من مجموع القوى الظلامية أم فيمن يقبل مجالستها ومجاورتها والمشاركة في أنشطتها، أو بمعنى آخر التحالف معها...؟
إن آخر الإشارات التي عملت الجماعة على تقديمها الى "الرأي العام المغربي ونخبه وقواه السياسية والمدنية" (حسب تعبيرها) هو "وثيقتها السياسية" التي أصدرتها في لقاء صحافي يوم الثلاثاء 6 فبراير 2024. ورغم ادعاءاتها السياسية الماكرة وكما دائما، فإن الوثيقة/الرسالة موجهة بالدرجة الأولى الى النظام القائم تعبيرا عن الاستعداد للانخراط في اللعبة السياسية وفق شروطه، من دستور ممنوح وقوانين رجعية...
إنها محاولة (رؤية) استباقية على خطى حزب العدالة والتنمية الظلامي الرجعي. فمن خلال قراءة الوثيقة يتضح أنها تلتقي، بل تخدم المشروع الطبقي للنظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي حليف الرجعية والصهيونية والامبريالية.
فيما يلي كلمة تقديمية للوثيقة المعنية المنشورة بالموقع الإلكتروني للجماعة (https://www.aljamaa.net/):
"أصدرت جماعة العدل والإحسان، اليوم الثلاثاء 25 رجب 1445 هـ /6 فبراير 2024 في لقاء صحفي، وثيقتها السياسية إلى الرأي العام المغربي ونخبه وقواه السياسية والمدنية.
الوثيقة التي تمتد إلى 196 صفحة، تحمل رؤية الجماعة للعديد من القضايا الراهنة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمجتمعية ومقترحاتها في كل هذه المجالات.
وتتوزع إلى مقدمة وأربعة محاور كبرى هي:
- المنطلقات والأفق
- المحور السياسي: حرية وعدل وحكم المؤسسات
- المحور الاقتصادي والاجتماعي: عدالة وتكافل وتنمية مستدامة
- المحور المجتمعي: كرامة وتضامن وتربية متوازنة".
وكخلاصة عن أي دعم للقضية الفلسطينية وعن أي مناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني تتحدث الجماعة و"رفاقها"، سواء من داخل الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع أو من خارجها؟