إنصاف فلسطين لا يتم عبر الأذرع الامبريالية


أحمد بيان
الحوار المتمدن - العدد: 7869 - 2024 / 1 / 27 - 04:47
المحور: القضية الفلسطينية     

ماذا نتوقع من محكمة العدل الدولية بلاهاي، "الجهاز القضائي للأمم المتحدة"؟
ماذا نتوقع من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؟
وماذا نتوقع حتى من الأمم المتحدة؟
إنه من باب تسويق الوهم انتظار إنصاف فلسطين من طرف محكمة العدل الدولية أو على الأقل ردع الكيان الصهيوني ووضع حد لإجرامه. فمحكمة العدل الدولية لا تملك مصير نفسها أمام الهيمنة الامبريالية والصهيونية والرجعية، كما باقي المؤسسات المسماة دولية أو إقليمية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة.
إننا لا نرى في مبادرة جنوب افريقيا لدى محكمة العدل الدولية "اجتهادا" تضامنيا مميزا، إن الأجدى للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني هو قرار جنوب افريقيا (بعد تصويت البرلمان) قطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني وتوقيف جميع أشكال التعامل معه، سياسيا واقتصاديا؛ وبالتالي فضح الإجرام الصهيوني وكافة أشكال التطبيع وتقديم مختلف وسائل الدعم للنضال الفلسطيني...
فماذا قدمت الأمم المتحدة لفلسطين منذ زمان؟
وماذا قدم مجلس حقوق الإنسان لفلسطين منذ زمان؟
أما اللجوء اليوم إلى محكمة العدل الدولية فيعطي لهذه الأخيرة من المشروعية أكثر مما يعطي للقضية الفلسطينية. كما أن مبادرة جنوب افريقيا تنطلق من الاعتراف بكيان صهيوني عنصري وغاصب ودموي وتوسعي...
فلو كانت لمحكمة العدل الدولية مصداقية لما انتظرت مبادرة جنوب افريقيا أو غيرها.
فهل الإجرام الصهيوني المتواصل لعقود يحتاج إلى إثبات أو حجة أو دليل؟
ثم هل "موجات وجبال" التضامن مع الشعب الفلسطيني عبر العالم تحتاج الى الإقناع بعدالة القضية الفلسطينية؟
ولو كانت لمحكمة العدل الدولية الجرأة الأخلاقية على الأقل لكانت قد أدانت الجرائم والمجازر المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني منذ زمان...
إن التطبيل للأذرع الامبريالية والصهيونية والرجعية تواطؤ مكشوف معها وتضليل متعمد وممنهج للرأي العام وللشعوب المضطهدة كافة...
ونكرر أن أكبر خدمة للقضية الفلسطينية هو إسقاط نظام رجعي، ومناهضة الرجعية والصهيونية والامبريالية...
النصر للشعب الفلسطيني ولكافة الشعوب المضطهدة...