أهلا ب-جبهتنا-، الجبهة الاجتماعية المغربية
أحمد بيان
الحوار المتمدن
-
العدد: 7884 - 2024 / 2 / 11 - 21:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد جهد جهيد، نفسر الماء بالماء.
"جبهتنا"، الجبهة الاجتماعية المغربية، تستفيق من سباتها وتدعو إلى تخليد الذكرى 13 لانطلاق حركة 20 فبراير "المجيدة"!
بداية، الجبهة لا تدعو إلى تخليد ذكرى انتفاضة 20 فبراير 2011 المجيدة، انها تدعو إلى تخليد ذكرى انطلاق حركة 20 فبراير، وتضيف اليها "المجيدة".
إن يوم انتفاضة 20 فبراير 2011 سقط شهداء، وعلى عاتقنا الوفاء لتضحياتهم. اما حركة 20 فبراير، فقد تخللها الغث والسمين، بمن في ذلك القوى الظلامية الرجعية. فمن ينسى ما سمي بمجلس الدعم الذي ضم في صفوفه حوالي مئة (100) إطار سياسي ونقابي وجمعوي؟!
إن المطلوب حقا هو محاسبتها وتحديد مسؤوليتها في قتل الدينامية النضالية التي انطلقت بعد قمع انتفاضة 20 فبراير. ومحاسبة هذه الحركة تتمثل في محاسبة مكوناتها. ندعو برأس مرفوعة إلى محاسبة المتورطين في الجرائم السياسية، وكذلك ندعو إلى محاسبة القوى السياسي المتورطة في إجهاض معارك بنات وابناء شعبنا، ومن بينها القوى الظلامية وحتى القوى التي تعتبر نفسها قوى إصلاحية، اي قوى وطنية وديمقراطية او حتى تقدمية.
إن كل من يكيل ولو بمكيالين، لأن الكيل صار بمكاييل، يتحمل المسؤولية ويضع نفسه رهن المحاسبة. فذاكرة شعبنا أقوى مما يتصور النظام القائم ودماه الكارطونية.
ولأن الإسهال في الكتابة والتحليل بات مملا وآلية للالتفاف على الافكار والمواقف وإخفائها، وخاصة عندما يكون بخلفية الانتقام والتضليل، يكفي أن نطرح سؤالا مختصرا ودقيقا على الجبهة، ونقصد مكونات الجبهة.
ما هو مبرر الغياب عن الدينامية النضالية للشغيلة التعليمية؟
نقرأ في بلاغ الجبهة "... ثالثا، بانتزاع الشغيلة وعلى رأسها الشغيلة التعليمية لمكتسبات جزئية بفضل استماتتها في النضال".
اي نضالية هذه؟!!
واي مصداقية هذه؟!!
نقرأ ايضا "... رابعا، باستمرار مقاومة الجماهير الشعبية في المناطق المهمشة كما هو الحال في فكيك".
هل حضرت الجبهة باي شكل من الاشكال إلى جانب الجماهير الشعبية؟
للتاريخ ومن اجل الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، نريد جبهة مناضلة ومنسجمة بمكوناتها واهدافها وشعاراتها وبرنامجها، غير ذلك ذر للرماد في اعين الجماهير الشعبية وتكريس للتردي الاقتصادي والاجتماعي، واخطر من ذلك تواطؤ امام تمرير المخططات الطبقية للنظام القائم اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي...
ما موقع ضحايا الزلزال في بلاغ "جبهتنا" الاجتماعية، وخاصة بالنسبة للوعود المقدمة لهم امام الكاميرات ووسائل الاعلام؟! فما بالك على ارض الواقع، خاصة وتفاقم الاوضاع الآن في ظل الظروف الطبيعية الصعبة؟
اين موقع معركة العاملات والعمال بمكناس وسلا...؟
تحدث بلاغ الجبهة عن شهداء حركة 20 فبراير، من هم شهداء هذه الحركة؟
نعرف فقط شهداء انتفاضة 20 فبراير، وشتان بين الانتفاضة والحركة المذكورة.
إنه تزييف للتاريخ وطمس للحقيقة.
إنه بمعنى آخر عجز عن مواجهة الواقع المر كما هو، اي الهروب من متطلبات الانخراط النضالي في معمعة الصراع الطبقي إلى جانب المكتوين بنار الاستغلال والاضطهاد الطبقيين.
كيف يمكن إرساء نظام ديمقراطي من طرف قوى سياسية غير ديمقراطية او حتى من طرف قوى سياسية تدعي الديمقراطية ومتحالفة مع قوى سياسية غير ديمقراطية؟ فلا ديمقراطية بدون ديمقراطيين حقا.
كيف لحركة ميتة وصارت "عظامها رميما"، وبعد غياب لحوالي 13 سنة ان تكون "تعبيرا سياسيا مجتمعيا عن طموحات الشعب المغربي قاطبة من اجل القضاء على الاستبداد والفساد وإرساء نظام ديمقراطي"؟
وكيف التأكيد على استمرارية نضالاتها من خلال الفقرة التالية:
"إن السكرتارية الوطنية إذ تؤكد على استمرارية نضالات حركة 20 فبراير..."؟
هل تتحدث الجبهة عن "اهل الكهف" ام عن مرحلة ما قبل انسحاب جماعة العدل والاحسان ام ما بعدها؟ انها "استفاقة" غير موفقة، وأقل ما يقال عنها "استفاقة" مرتبكة وغير ملمة بالمستجدات، وبالتالي لا يرجى منها جديدا يخدم قضية شعبنا.
وحسب علمنا، لم يتم اي تقييم للتجربة او اي تدقيق للمسؤوليات في إطار النقد والنقد الذاتي والمحاسبة. لقد ترك الحبل على الغارب، وكأن الامر لا يعني احدا. وحتى ما سمي ب"مجلس الدعم" قد تبخر بين عشية وضحاها وكأنه لم يكن. وهنا يكمن الكثير من تفاصيل انهزامنا وتخلفنا عن التقاط متطلبات المرحلة على حدة.
فيما يلي بيان الجبهة:
"الجبهة الاجتماعية المغربية
بيان
السكرتارية الوطنية
ستخلد القوى التقدمية المناضلة ببلادنا الذكرى 13 لانطلاق حركة 20 فبراير المجيدة كتعبير سياسي مجتمعي عن طموحات الشعب المغربي قاطبة من أجل القضاء على الإستبداد والفساد وإرساء نظام ديمقراطي وسيتم هذا في ظل أوضاع تتسم:
* اولا،باستمرار العدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني والإبادة الجماعية لسكان غزة على وجه الخصوص بدعم وشراكة من طرف الإمبريالية الأمريكية وحلفاءها وإمعان النظام المغربي في التطبيع والتعاون مع هذا الكيان العنصري المجرم وسكوته إلى جانب باقي الأنظمة العربية الرجعية عن جرائم الإبادة والتطهير العرقي.
ثانيا، باستمرار غلاء المعيشة نتيجة السياسات المتبعة القائمة على التبعية والاحتكار والريع والفساد وتحميل عواقب هذه السياسات للشعب المغربي
عبر الزيادات الكبيرة في عدد من الضرائب وتصفية صندوق المقاصة إلى أبعد الحدود والزيادة في ثمن "البوطا" وارتفاع فاتورة الماء والكهرباء إضافة إلى عوامل التضخم مما سيفرغ فتات المساعدات المالية للأسر الفقيرة في إطار ما يسمى بالحماية الإجتماعية من أي جدوى.
كما ستعمل الدولة ومعها الباطرونا بكل قواها من أجل ضرب الحق في التقاعد وفرض قانون تنظيمي للإضراب يكبل بل يجهز عمليا على هذا الحق ومن أجل قانون للتحكم في النقابات وكذا مراجعة جوانب من مدونة الشغل في إتجاه المزيد من الإجهاز على حقوق الطبقة العاملة.
* ثالثا، بانتزاع الشغيلة وعلى رأسها الشغيلة التعليمية لمكتسبات جزئية بفضل استماتتها في النضال واستمرار نضال العديد من القطاعات العمالية والتي يتم مجابهتها بتجاهل مطالبها ورفض الحوار معها مثل الجماعات المحلية وغيرها.ويستمر تغييب الحوار الاجتماعي المركزي والتملص من تنفيذ الحكومة لالتزاماتها الواردة في الاتفاقات مع النقابات ( الزيادة في الأجور وفق اتفاق 30 أبريل 2022)
* رابعا، باستمرار مقاومة الجماهير الشعبية في المناطق المهمشة كما هو الحال في فكيك.
* خامسا، ومع توالي سنوات الجفاف ستزداد أوضاع الجماهير المفقرة قساوة خصوصا صغار الفلاحين والفلاحين الفقراء الذين سيأدون ضريبة فشل برامج الدعم ومحططات المغرب الأخضر والجيل الأخضر والسياسات المائية والاقصاء المجالي وكل مظاهر التهميش...
وبالنتيجة ستتسع رقعة النضال ومعه أساليب القمع المخزني لسحق الحركة الجماهيرية ولجم نضالاتها .
وإذ نشير إلى لهذه العناصر المميزة للوضع للتأكيد على ضرورة تحملنا جميعا المسؤولية لصيانة الجبهة الإجتماعية المغربية والنهوض بها وتطويرها وتوسيعها ليس فقط للانخراط في مختلف النضالات بل لتاطيرها ومساعدة الفئات المناضلة على إنجاح معاركها وتحقيق مكاسبها.
إن السكرتارية الوطنية إذ تؤكد على استمرارية نضالات حركة 20 فبراير واهدافها وتقدر تضحيات كل من ساهم فيها وتنحني إجلالا لأرواح شهدائها تدعوا إلى التخليد النضالي للذكرى 13 لانطلاقتها وذلك بتنظيم تظاهرات احتجاجية في كل المناطق وذلك يوم الثلاثاء 20 فبراير 2024 مساء وفاء لذكرى هذه الحركة المجيدة وللتنديد بكل السياسات التفقيرية للفئات الكادحة من الشعب المغربي والمطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وفي مقدمتهم معتقلي حراك الريف وغيرهم من مدونين وصحفيين...
السكرتارية الوطنية
8فبراير 2024"