الكولسة تقتل التنظيم


أحمد بيان
الحوار المتمدن - العدد: 7818 - 2023 / 12 / 7 - 23:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

من يلجأ إلى الكولسة؟
الوضوح سيد الموقف دائما، أقصد الوضوح السياسي والإيديولوجي وكذلك التنظيمي. الأمر لا يتعلق بالسرية أو العلنية؛ ففي ظل السرية، لابد من الوضوح مع الرفاق، احتراما لهم والتزاما بالأخلاق الثورية. ولا يتم اللجوء الى الكولسة إلا من قبل الجبناء، وكثيرا ما تكون الكولسة تعبيرا عن الضعف والسعي إلى الإطاحة بالآخر، حتى لا أقول النقيض.
لماذا تكون الكولسة تعبيرا عن الضعف؟
ببساطة، لأن من يلجأ إليها عاجز عن الدفاع عن موقفه، ويختار المرور عبر الأنفاق المظلمة. وإلى جانب الكولسة، يتم تهريب الأسئلة الجوهرية إلى الهامش وبالتالي تسليط الضوء على الأسئلة الهامشية.
قد تكون الكولسة سلاحا من أجل تحييد "المعارضين" أو هزم "الخصوم"، وهو ما يعتبره البعض "قوة المناورة" أو ما كان يعرف في زمن غابر ب"الدهاء"، إلا أن خطورة الكولسة حقيقة تتجلى في قتل التنظيم. وبدون شك، لا أفق لأي تنظيم عندما تنعدم الثقة في صفوفه.
ما جدوى الكولسة؟
اعتماد الكولسة دائما يكون بهدف الإقصاء والتشويه و"الانتصار" على "المعارضين" أو "الأعداء". وهي معركة صغيرة خاسرة دائما، فبدل توجيه البندقية إلى صدر النظام، توجه إلى صدور قد تكون عدوة للنظام. ولا يمكن تصنيف الكولسة إلا في خانة الطعن من الخلف.
وعندما نقول الوضوح بدل الكولسة، فلأن الدفاع عن النفس حق مشروع للجميع.
وإن أسوأ ما في الكولسة إخفاء الحقيقة وتمرير المغالطات بعد اختيار "الحلفاء"، وكذلك التهرب من المحاسبة ومن النقد الذاتي.
باختصار من "يكولس" بوعي أو بدونه يسعى إلى قتل التنظيم.
والمسؤولية تبقى أيضا على عاتق من ساير الكولسة أو انتصر لها من خلال الصمت وإخفاء عناصرها المدمرة.
المطلوب مجابهة النظام، أولا وأخيرا.