القوى الظلامية: رمضان يوحد!!


أحمد بيان
الحوار المتمدن - العدد: 7923 - 2024 / 3 / 21 - 07:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

جريا على عادتها، لم تفوت جماعة العدل والإحسان الرجعية فرصة رمضان وما يرمز له من "تخشع" لتمتين الروابط بينها وباقي القوى الظلامية، ودون أن تنسى "واجبها" نحو الحواري المحسوبة على "اليسار".
حصل ذلك يوم 19 مارس 2024، من خلال إفطارين جماعين، جمع أحدهما قيادات القوى الظلامية فيما بينها، وهي جماعة العدل والإحسان وحركة التوحيد والاصلاح والحركة من اجل الأمة. أما الافطار الآخر، فقد حضرته الجماعة بفريقها "الرديف" وأسماء وأخرى من بينها محسوبين على "اليسار".
وإذ نفهم أهداف القوى الظلامية فيما يتصل بتوحيد صفوفها ومناصرة بعضها البعض، وحتى استدراج أو توظيف تيه بعض المحسوبين على "اليسار"، فإن السؤال الذي يفضح هؤلاء الأخيرين هو كيف يعانقون قوى رجعية متورطة في خدمة النظام القائم وفي اغتيال المناضلين (عمر بنجلون والمعطي بوملي ومحمد أيت الجيد) ويدعون في نفس الوقت الانتماء إلى "اليسار" وتبني مشروع "اليسار"؟
الجواب يدخل في خانة "تفسير الواضحات من المفضحات". إننا أمام مشروع سياسي ظلامي-"يساري" في طور التشكل. وقد نفاجأ في أي وقت بإعلان هذا "الزواج" أو الاندماج. وهناك ما يبشر به في إطار الائتلافات (الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الانسان) والجبهات (الجبهة المغربية من أجل التضامن مع فلسطين وضد التطبيع).
والخطير يتمثل في حشد الأنصار إبان محطات التضامن مع الشعب الفلسطيني والغياب فيما يخص التصدي للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية. والرسالة الموجهة هنا إلى النظام هي دعنا نستعرض عضلاتنا من خلال "التضامن"، وفقط "التضامن" ما دام مسلسل التطبيع مع الكيان الصهيوني متواصلا، ولنصمت عن الإجرام الذي يعمق معاناة الجماهير الشعبية المضطهدة!!
ويجد كل متتبع نبيه نفسه أمام السؤال:
ماذا يمنع الحشود التي تدعي "التضامن" مع فلسطين من مواجهة المخططات الطبقية للنظام؟
باختصار، إن "التضامن" الذي يمارس ببلادنا ليس سوى درا للرماد في العيون.
والثابت هو معانقة القوى الظلامية وتوفير شروط استكمال اندماجها "الشرعي" (القانوني) في الحياة السياسية تثمينا للوثيقة السياسية الصادرة مؤخرا عن الجماعة...