علمانية بالتقسيط -متعدد الثقافات 5-


لمى محمد
الحوار المتمدن - العدد: 8085 - 2024 / 8 / 30 - 00:13
المحور: الادب والفن     

أحزن على شبابنا الجميل الذي يحاول المستحيل ليحيا و في بعض البلدان ليعيش..
يصطدم بالمدعيّن والمنافقين..
كيف للطب النفسي ألا ينتعش في تلك البلدان ونحن للقلق طعام وللاكتئاب قربان؟
وإذا ما سألتم يا رفاق عن مفاتيح الجنان..
فالملوك أجّروها لتجار النفط والنسوان..

تمهلوا لا تكفروني من جديد..
فبعد عشرة أعوام أخرى سيكون كلامي كلامُ الملك السعيد ..
وستنتشي البلاد ب “ انفتاح” حضاري -عندها-

خطوة خطوة يبتعد الدين عن محاكم التفتيش..
ويصادر تاريخ مزوّر قتلنَا كل يوم لسنين..
فرقنا..
طيّفنا..
أكل أقدام الأطفال
وجعلنا عبرة الحروب الأهلية في القرن الحادي والعشرين

ثم يسأل سافلٌ عن طائفة هذي و دين ذاك..
والجياع يملؤون البلاد
إن لم يكن طعاماً فكرامة.. (محتاجين)


-لقد بدأت تلك البلاد بمحاولات إتباع العلمانية التي سبّتها لعقود، لقد كفرونا جميعاً منذ سنوات و نعتونا بأسوأ الألقاب.. واليوم يحاولون التمسّح بفصل الدين عن الدولة!
-هم لا يعرفون الدين ولن يُعرّفوا الدولة…
لا يعوّل على ملوك أرضٍ يموت سكانها بسرعة من الجوع، الهم.. أو ببطء من قلة الطموح وانعدام الأحلام..
-ما تقصدين؟
-التحضر العمراني الذي لا يبدأ من قلوب الحالمين مجرد خرسانات خرساء..
التقدم التكنولوجي المصنوع بأيد أجنبية يخبرك حكايات العلم المستباح في البلاد..
التطور الفني لا يعني أن يقصد البلاد الفنان العدنان و الفنانة"الصغرورة"، بل أن ينهض الفن في الأفكار، فأقلها نرى الشباب يحمل كتاب!
لا أبشع من أوطان يحكمها التزمت من فوق الطاولات باسم التعصب الديني أو من تحتها باسم "دين الدولة".
ليس للدول أديان، بل أولاد..
"الدول" التي تعرف الله هي من تحافظ على كرامات وأحلام أولادها…
الدول التي تستحق أن تضع ثقتك فيها هي الدول التي رفعت نساءها درجات…
غير ذلك أنت ستضيع عمرك، وستقام بأمانك قبل نجاحك.
*************

لا يمكن للعلمانية أن تشوّه، إما أن تكون الدولة علمانية أو لا.. و العلمانية لا تعني بأي شكل من الأشكال نبذ الأديان أو تشويهها، بل بالعكس تماماً هي فصل الدين عن الدولة، احترام جميع المعتقدات والأديان و إحكام العقل في صنع الحضارة.

قرأتُ عن سجن أحد الأطباء في إحدى الدول العربية، وسجن يوتيوبر في بلد آخر، وسجن كاتبة في بلد ثالث..
سجن بتهم فضفاضة خبيثة يمكن أن تلبس أي شخص في أي زمن، تهم من السهل أن تُلصقَ بأي كان من الأنبياء إلى اليوتيوبرز:
تضليل الرأي العام، إخلال بالنظام العام، التعدي على هيبة الدولة، نية قلب نظام الحكم، إخلال بأمن الدولة!

هذا ما يحدث عندما نستورد الحضارة العمرانية والاقتصادية، وسخافات القشور والمظاهر و ننسى استيراد العقول، الأقلام، حرية التعبير، المساواة والقانون العادل الذي يطبق على الجميع بذات الطريقة..
القانون الذي لا يسمى قانوناً إن احتوى تهماً فضفاضة خبيثة، اِستُخدِمتْ تاريخياً لإخراس الأولياء وقتل الأنبياء…

عندما تحدثتُ في الماضي عن وجوب تغيير القوانين في كثير من الدول العربية، قابلني المتأسلمون بالتكفير والقذف.. واليوم بعد أن تحقق جزء مما كتبته وهلل له “ الوطنيون” ، هل يمكن لنا أن نقول ببساطة:
الدولة التي تهتز هيبتها بسبب قلم كاتب ليست دولة..
الأمن الذي يختل بسبب فكرة معارض ليس أمناً..
الرأي العام الذي يضلل بسبب تداعيات أفكار ليس رأي..
النظام الذي يقلبه كاتب و يتلاعب به فيلسوف ليس نظام..

والعلمانية التي تستوردونها لايمكن قصها ولا التلاعب بأطرافها.. العلمانية العرجاء لن تخلّف سوى الخراب، و الحضارات التي لا تبدأ من العقول لتنتهي في العمران والاقتصاد، حضارات فانية قد تخبرنا ما حدث في بابل ولمَ تعج بلداننا بالآثار!
*************

وأحزن على شبابنا الجميل الذي يحاول المستحيل ليحيا وفي بعض البلدان ليعيش
فيصطدم بالمدعيّن والمنافقين..
كيف للطب النفسي ألا ينتعش في تلك البلدان ونحن للقلق طعام وللاكتئاب قربان؟
وإذا ما سألتم يا رفاق عن مفاتيح الجنان..
فالملوك أجروها لتجار النفط والنسوان..

تمهلوا لا تكفروني من جديد..
فبعد عشرة أعوام أخرى سيكون كلامي كلامُ الملك السعيد ..
وستنتشي البلاد ب “ انفتاح” حضاري -عندها-

خطوة خطوة يبتعد الدين عن محاكم التفتيش..
ويصادر تاريخ مزوّر قتلنا كل يوم لسنين..
فرقنا..
طيّفنا..
أكل أقدام الأطفال..
وجعلنا عبرة الحروب الأهلية في القرن الحادي والعشرين!

ثم يسأل سافل عن طائفة هذا و دين ذاك..
والجياع يملؤون البلاد
إن لم يكن طعاماً فكرامة.. (محتاجين)…

والحل:
علمانية حقة لا تقبل القص، اللصق ولا التقسيط.


يتبع…