القيامة دفعات تأتي - يا للعار 9-
لمى محمد
الحوار المتمدن
-
العدد: 8299 - 2025 / 4 / 1 - 21:11
المحور:
الادب والفن
خيط أسود للذكرى..
في زمن قيامة!
زمن القتل المجاني..
زمن منع الأديان..
زمن العار المخزي..
والقيامة دفعات تأتي
يابني
أتعلمون لقد أسقطنا الأبد.. فمن قال لكم: تقوم القيامة دفعة واحدة؟
هي كالموت تحدث على دفعات..
قامت القيامة -دفعة النظام المستحدث الأولى - في سوريا من لحظة نوديّ " الله أكبر" فوق رقبة أبناء الثقافة العلوية من الأطباء والصيادلة، من الشيوخ والأطفال، من الفلاحين و البسطاء…
وقام التكفيريون بذبحهم فوق أحلام أطفالهم، بينما صمت المتثاقفون وكذّب الثورجيّة ما حدث في سيناريوهات شبيهة بسيناريوهات نظام الأسد الأخرس.
وضع الأسد كرسيه على جثث مدنيين كثر اختبأ بينهم مسلحون، صورُ أقفاصِ الأطفال بين المدنيين لا تزال موجودة..
إن تضخيم قصة "فلول النظام" بعد سقوطه، ليست إلا تكرار لسيناريو يجعل الجميع يفكر بدقة ماذا حدث في السابق، وهل قمنا حقاً بواجب العزاء؟
البلاد التي يتم فيها تقسيم الناس حسب ثقافاتهم، لتسهيل خطفهم، قتلهم، نهبهم أو تحريك صورهم بما يتناسب واتجاه الصحافة العالمية لن تستطيع النهوض بشعبها ولا بناء وطن.. هي بلاد جهنم إلى الأبد.. القيامة إلى الأبد.
أصحاب الثقافة السنية الحقيقة وقفوا كالجبال في وجه القتل الممنهج لأبناء الثقافة العلويّة.. بينما ورث الشبيحة الجدد مفهوم الأبد عن سابقيهم من شبيحة الأسد.
اعتقد فيثاغورس أن الأرواح الطيبة ترتقي إلى عوالم السماء الجميلة بعد الوفاة، في حين تبقى الأرواح الشريرة على الأرض مسجونة إلى الأبد.
وهذا أجمل مفهوم لأبد الديكتاتوريين والطائفيين الذين لا يمثلوّن أي مكوّن ثقافي، ديني، عرقي أو قومي في سوريا.
***********
خيط أسود للذكرى..
في زمن قيامة!
زمن شهد التزوير والتكذيب باسم الدين
زمن قتل الود بأرض الساحل
زمن قاحل…
والقيامة دفعات تأتي
يابني
اشهدْ دفعتها الأولى
قلتُ لكم إننا في زمن القيامة.
من قال لكم: تقوم القيامة دفعة واحدة؟
هي كالموت تحدث على دفعات.. السماء تحاكم سكان الأرض على دفعات…
تقولون للعلويين أن يصمتوا؟ و سيتحسن الوضع..
اسمعوا إذاً:
في صباح اليوم الأول للعيد 31/3/2025 دخل الهمج قرى جديدة في الساحل السوري وقتلوا كل من صادفهم من أبناء الثقافة العلويّة.
كان من بين الأطفال الشهداء، ابراهيم سومر شاهين وهو طفل نَحُلَ جسمه بسبب الفقر والجوع، فاستخدم شريطاً أسود حزاماً، كي يثبت البنطال في مكانه.
ثبتَ البنطال، اِستُشهِدَ الطفل، قُتِلَ شرف متثاقفي سوريا و لبست دمشق الشريط الأسود إلى "يوم القيامة".
لقد أفجعنا قتل الطفل مرة وأفجعنا تكذيب الشبيحة الجدد للخبر مرات.. ثم عندما زوّروا تاريخ الصورة قامت الدفعة الثانية من قيامة سوريا الثكلى.
يا أعزائي: الموتى لا يحتاجون البلاد ولا أوضاعها في شيء.
لا أمن اليوم، لا أمان، لا يستطيع العلويون حتى السفر بين المحافظات، ليفروا من لعنة المتزمتين..
العلويون اليوم يحضنون فقرهم وقلة حيلتهم ويبكون في صمتٍ جاهليةً قبلتموها باسم الدين.
انطقوا حقاً أو قيامتكم مستمرة.. قيامتكم وبال عليكم ولو بعد سنين.
***********
خيط أسود للذكرى..
في زمن قيامة!
والمغدور هو ابراهيم
شهد إبادة أمة..
أمة موت لا تصلح لحكم سلام..
أمة تعتيم…
والقيامة دفعات تأتي
يابني
اشهدْ دفعتها الأولى
لا قيامة في عالم الطب، إلا قيامة العلم في بلاد نخرها الفقر والجوع..بعد كبوة سنوات.
في مقابلات اختيارات طلاب الطب أو المقيمين.. لا تعنينا أبداً معتقداتهم الدينية ولا نسأل عنها.
يعنينا أولاً قدرتهم على التعاطف مع البشر جميعاً دون استثناء.. قدرتهم على إنجاز العمل المتقن من أجل البشر جميعاً دون أي استثناء.
الثقافات موضوع آخر، نحترمه أيّاً كان ويفيد تنوعه المجتمع قبل النظام الطبي، لكن طمأنينة وتعاطف الإنسانية شرط بيّن أول للاختيار قبل إضافة "بهارات" الثقافة.
عندما تتحول الطوائف إلى ثقافات، يفقد المستفيدون أجندةَ تمثيل أي ثقافة.
هل نقول فلان الفلاني ممثلاً لطبق "البرغل بحمص"؟ ممثلاً للون الشعر البني، ممثلاً لقرّاء دوستوفيسكي؟
بعد سقوط النظام كان الشيء الوحيد الجيد في سوريا هو الأمل.. والأمل كائن أسطوري قادر على فتح الجنان..
عرف جميع السوريين أن أملهم مبالغ فيه في ظل النهب، القتل، والخطف.. لكننا عشنا به، كان الأمل ترياق الاستمرار..
مثالي كان بسيطاً.. كان أملي كبيراً بفتح مراكز طب نفسي لمعالجة تبعات الحرب ورضوضها.. رأيتُ نفسي أعلّم طلاب الطب وطلاب علم الاجتماع كيف ينهضون بالبلد ويحولون عش الهجرة إلى وطن.
اليوم ومع القيامة، رُميَتْ أحلامنا مع آمالنا في محرقة الموت المجانيّ.. فيما الطائفيون من جميع الأماكن يرمونا بحقدهم.
من وظيفة الكاتب الحق اليوم أن يقف في وجه التعتيم ، الدم والظلم، ضد من وضعوا كراسيهم في وسط الدماء السوريّة.. وآثروا التجاهل بدلاً من الحلول، الاحتفالات بدلاً عن الحداد، فاستمر “ النظام” المستحدث معزّزاً للكراهية والقتل بين أبناء البلد الواحد.
ملاحظة لمتثاقفي القرن الحادي والعشرين وللذباب الإلكتروني والمجتمعي:
وثقّتُ ما حدث من ظلم منذ 2011 في سلسلة مقالات خارج سياق.. وفي أجزاء رواية علي السوريّ.. فهل منكم من يملك اليوم شجاعة التوثيق؟
يتبع..
#لمى_محمد
#StopAlawiteGenocide
#علي_السوري
#ياللعار