إلى الطائفة العلويّة الكريمة - متعدد الثقافات 12-


لمى محمد
الحوار المتمدن - العدد: 8192 - 2024 / 12 / 15 - 13:32
المحور: الادب والفن     

إلى الطائفة العلويّة الكريمة:

الكثيرون يحملونّكم اليوم مسؤولية الصمت الجماعي الذي تسبب في حكم النظام المستبد لعقود طويلة، مع أن غالبيتكم صمتوا فقراً أو خوفاً على أحبابهم، بينما صمت كثيرون من كل الطوائف منفعة و تزلّفَ آخرون من جميع الأديان والقوميات نفاقاً.

وهناك من يحملّكم مسؤولية بحر دم الحرب الأهلية، بينما كان دم أولادكم، ينفجرون في خدمتهم الإجبارية حزناً غير معلن، بل مبارك من قبل الأسد الأخرس وحاشيته.

قباحتهم تسميكم ب " النصيريين الكفرة" و " المجتمع الإيراني"، بينما يعلم الله أنّكم سوريون مسلمون ومن أكرم، أبسط، أطيب الناس وأحبّهم للعلم.

من متثاقفيكم من يريد منكم الاعتذار عن جرائم لم ترتكبوها وعن استبداد ظلمكم قبل غيركم، فيتم حرمانكم من سوريتكم من جديد، و تنشأ عقد نقص الأقلية في هوية أولادكم.
إن أنت ذاتك لم تخطئ، لا تعتذر.. أما إن أخطأت، فالاعتذار وسام شرف. -لا تزر وازرة وزر أخرى-

في بيت غالبيتكم صورة لشهيد -على الأقل- قضى مقتنعاً بأنه يدافع عن الوطن -الحلم الذي شوهه المستبد-..
أو صورة لمعارض اختفى وأُذيِبَ بالأسيد من قبل النظام البائد ليمحو أثره:
" أنت منا بتعمل فينا هيك"
أو أُحرِقَ في أفران أو طُبِخَ في أواني داعش ومن والاها.

لم أركم يوماً إلا سوريين، وما خاطبتكم اليوم بإطار -لا يجب أن نتبعه- إلا لأخبركم أن كل الشرفاء في سوريا والبلاد العربية يعرفون تماماً ماذا حدث لكم، ويخافون عليكم كما تخافون على أنفسكم.

سوريا لجميع أبنائها، بعلمكم، محبتكم، عملكم ومساعدتكم لكل مكونات المجتمع السوري- كما كنتم سابقاً- ستعلّمون الناس بما فيهم متثاقفيكم حسن الفعل والقول.

انبذوا من أطلقتم أنتم بأنفسكم عليهم اسم شبيحة، محاكمتهم واجب على كل سوري.

شاركوا في بناء الوطن الذي تحلمون به، متجاهلين محاولات إقصائكم، من يزرع الورد لن يحصد الأشواك.

الغد الصعب فيه قرابين نجاتكم من ثقل لا يجب أن تحملوه، فاصبروا واحمدوا الله على كل شيء.

العلم، العلم، ثم العلم ملجأكم وحصنكم المنيع الذي لا يخيب.

انتهى زمن الأخرس.. انتهى زمن الحيوانات..

لن تصمت عقول سوريا أمام أية محاولة إقصاء لأي سوري.

القانون العادل فوق الجميع، لا لزمن أصنام جديد، لا لقرابين جديدة تخدم من يريد الكرسي.

تحيا سوريا لجميع أبنائها.

يتبع...