العلويون قرابين مذبح الوطن الحلم الضائع- الطب النفسي السياسي 3-
لمى محمد
الحوار المتمدن
-
العدد: 8274 - 2025 / 3 / 7 - 22:48
المحور:
الادب والفن
ليلة خائفة حزينة عاشها الساحل السوري تحت صوت الرصاص والقنابل..
لا يريد العلويون إعادة نظام الأسد الأخرس بأي شكل، وأزيدكم من الشعر بيت، لا يريدون حاكماً علوياً أبداً..
لكن الإقصاء والإلغاء.. القتل، الخطف، التنكيل، الجوع، الكذب، التهميش يفجّر البلدان.
قد فعلت الحكومة اليوم ما فعلته حكومة الأمس، فلم نسمع منها خطاب تسامح ولا امتصاص كراهية، انتشرت فيديوهات السحل و العواء.. وصف الأقليات بالخنازير..
تم قتل وخطف المدنيين.. أسمى " النظام" ما حدث حالات فردية..
هدروا دم الطائفة بطريقة غير مباشرة.. عادوها وأفقروها.. تغاضوا عن سرقة مدنها ومظلوميات ناسها.. ثم طالبوهم بالخرس.
استغلت فلول النظام البائد ما سبق وقاموا البارحة باستهداف حواجز للأمن، قام أهالي العلويين بإسعاف عناصر الأمن وتخبئتهم في بيوتهم.
لكن الدعوات لمحاربة النصيريين ملأت الفضاء الأزرق، وجاء الهمج.. هجموا بصواريخهم، قنابلهم ورصاصهم.
قتل الهمج من الفصائل التابعة للجولاني شباباً قالوا عنهم فلول، سحلوا منهم ما سحلوا بالسيارات، رموا بعضهم في أحيائهم وطالبوا السكان بالدفن ليلاً وبعدد لا يزيد عن خمسة مرافقين..
قتلوا عائلات كاملة، صيدلانيات، أطباء، أساتذة، طلاب مدارس، شيوخ وأطفال.
منعوا التصوير تحت طائلة القتل.. منعوا الصحافة واليوم يحاولون منع نشر ما يحدث أيضاً.
لو تمّ نشر أسماء المطلوبين، لتمّ تسليمهم، لكن يدخل " النظام" المستحدث الحارات مع ملثمين مقنعين لا نعرف كونهم سوريون أو لا.. و وابل رصاص وقنابل، يبثون رعباً من نوع جديد.. فالرعب في الماضي كان لمعارضي الحكم، اليوم هو للمختلفين طائفياً ودينياً.
لا قانون في سوريا اليوم، يوجد حكم شريعة ونشوة " نصر" مذلة، هي المسؤولة قبل غيرها عن (عواء) كل الشعب السوري من دون استثناء لسنوات قادمة.
************
لو أردتم سلم أهليّ لما كنتم تضعون حكومة بلون واحد، ولا كنتم تجنسوّن الناس بجنسيّة سوريّة كرمى للسلفيّة الجهادية..
لو أردتم سوريا موّحدة، لما همشتم الأقليات وأخرجتم طائفة كاملة من تحت مظلة الوطن كرمى لمن زرتم قبره قبل زيارة قبور الشهداء…
لو أردتم سوريا قويّة، لما نسفتم الحوار الوطني، ولا أخرجتم النساء من المعادلات الصعبة.
لكنكم تريدون سورياستان، ولا تعلمون أن السوريين بغالبيتهم المطلقة لا يريدون ذلك.
لنسمي الأشياء بمسمياتها، تريدون أن تحكموا بلداً كسوريا بعقلية الجاهلية؟
من أشهر عاديتم المسيحيين.. من أيام المرشديين، في الأمس الدروز، البارحة الكورد .. من أيام الإسماعيليين واليوم العلويين.. وفي ماضيكم مأساة الشعب اليزيدي..
أنتم سبب من أسباب المظلوميّة السنيّة، ولن تستطيعوا إزالتها.
أنتم بطغيانكم واستبدادكم جعلتم فلول النظام ملجأ للبسطاء..
قلنا لكم الشعب السوري “ما بينذل”.. لكنكم تعتقدون أن كلمة السوري حكر على طائفة!
كما كان الحل عند الأسد الأخرس لسنوات تنحيه وفتح المجال لحكومة تعددية وحاكم يفهم في السياسة لا يعشق الحروب.. كذلك الحل عند الجولاني وحكومته.
نريد حاكماً ثقافته ثقافة سلام لا ثقافة موت.
************
بالمنطق يجب على السوريين جميعاً أن يشكروا الطائفة العلوية لأنه لولا وجود شخص علوي رئيساً لما تجمّع كل المتعصبين الجهاديين في العالم لمحاربة نظامه، وبالتالي إسقاطه.
نظام الأسد الأخرس لمّ كل الطوائف والأديان، و” أشاوس” الحكومة الجديدة يعلمون أنه لم يكن علويّاً، لكن شريعتهم ضد العلويين وتستحل دمهم باعتراف الجولاني في إحدى مقابلاته.. لذلك ألصقوا صفة الأسد بالعلويين.
-اليوم يكرر " النظام" المستحدث ما فعله النظام البائد بالحرف، فيقتل ويستبيح، يرعب ويروّع.. مع فرق واحد وهو:
استباح النظام البائد معارضيه أياً كانوا، و يستبيح " النظام" المستحدث الأقليات أياً كانت حتى لو لم يكونوا معارضين!
- يستبيح الهمج أمان السنة.. و الدروز، المسيحيين، الإسماعيليين، اليهود، المرشديين، الشيعة، اليزيديين ، العلويين.. وغيرهم ممن تسميهم السياسات العالميّة أقليات.
كل الأقليات اليوم " خنازير" من وجهة نظر (العصافير الكيوت) الجهاديين المتعصبين الذين لمّتهم راية سوداء من حول العالم.
لا حل في سوريا إلا بإسقاط العلم الأسود ومن والاه.
في السابق حمّلنا النظام البائد مسؤولية تصعيد الوضع الطائفي في سوريا، ومن العدل أن نحمّل “ النظام” الحالي مسؤوليته أيضاً.. عدم فعل ذلك يشير إلى طائفية قابعة في اللاوعي يا متثاقفين.
دم السوري على السوري حرام.. كلنا نعرف هذا، ما يجب أن نعيد قوله اليوم، قلناه في حصار درعا:
حذار من الدوس على كرامات الناس، لن يفلح عندها تحكيم أي عقل.. وستنفجر حرب لا تبقي ولاتذر.
القمع شيء آخر لا طائفة له، وهذا ما سيردده السوريون جميعهم بعد حين.
************
الحل في القانون، في الحكومة التعددية، في خروج وزير الداخلية كل يوم للحديث مع الشارع السوري..بما أن كرسي الحاكم في سوريا تكفل سيارة حديثة وساعة ماركة و صنم جديد.
الحل في سوريا هو بزوال حكم اللون الواحد.
لن يرضى عقلاء العالم بكله على تحويل الطائفة العلوية إلى قربان مرحلة اللاعدالة الانتقامية التي تقودها جبهة النصرة في سوريا، سوريا أكبر من حكم مجموعة تظن أن الطريق إلى الجنة يمر من استباحة الأقليات.
وبمناسبة قانون الطوارىء وقمع حرية الرأي مجدداً، يوجد أسماء مستعارة.. انظروا كم إسماً كان لأعضاء الحكومة الحالية.. لا قمع في زمن العولمة.
لقد بدأ " النظام" المستحدث في نسج كفنه، الموضوع وقت فقط، وكل ما يحدث عندكم مترجم وفي بيوت أصحاب القرار في الغرب..
سيحاكم السوريون الحقيقيون كل الحكومات التي تعاملت مع الحكومة السورية الحالية.. والأيام بيننا.
يتبع…