فشرتوا -ثقافتنا ثقافة حياة لا موت- ياللعار 2-


لمى محمد
الحوار المتمدن - العدد: 8279 - 2025 / 3 / 12 - 22:35
المحور: الادب والفن     

يقال الآن أنه تتم رشوى الناس المكلومين ليوافقوا شهاداتهم مع ما يريده “ النظام” الجديد..
الجوع، الفقر، البرد، الاضطهاد، التهديد، التنكيل وفوق هذا الخوف من القتل على الهوية، سيجبر الكثيرين على قبول ما يسميه الناس رشوى ويسميه الطب النفسي السياسي “ راية مستمرة لجهنم”.

47 مجزرة موثقة إلى الآن..1383شخصاً إلى الآن تطهير عرقي بالمعنى الحرفي، ويقول البطل رامي عبد الرحمن من المرصد السوري: “بأنهم يقومون بإلباس المدنيين لباس الأمن العام و دفنهم في مقابر جماعيّة ليحضروا الإعلام الممول إليها لاحقاً ويقولوا: “ فلول النظام فعلت هذا”…”.

هذا ناهيكم عن حرق قرى العلويّة بالكامل..
وفيما يمتلئ الفضاء الافتراضي بفيديوهات حديثة وصور للشهداء العلويين - موجود بعضها على صفحتي الشخصية- يقوم الذباب الإلكتروني بمحاولة محو للدم وتنزيل صور مزورة وفيديوهات قديمة، ليكذبوا ويكذبوا ويكذبوا، فيصدقوا أن المظلومين لم يظلموا!

يعني عدنا إلى مستنقع الديكتاتورية والإعلام الأسدي.

وبينما تطل علينا فيديوهات يندى لها الجبين عن تطهير عرقي ومجازر لسبب طائفي بحت.. ويحكي شهود العيان ما تخجل منه الإنسانية، يوجد هناك الموالون الشبيحة الجدد، الذين يريدون أن يعيدون إلى ذاكرتنا ما حدث منذ أربعة عشر عاماً، من إنكار للدم لكن بطرق أفضع وأحقر وأكثر توغلاً في المقامرة بأي حلم بوطن.

هل تأكدتم أن ليس للكرسي من طائفة؟ وأنكم اليوم فعلتم تماماً مثل ما فعل الموالون السابقون، بل وأفظع..
اليوم وبما أنكم قبلتم على أن تجعلوا المدنيين العزل طرفاً في الحرب:
-ما العدد الذي تريدونه ليحصل التعادل؟ ..

-هل تعلمون لماذا التطهير العرقي أكبر جريمة على وجه الأرض؟
لأنه لا ينتهي.

ما يحصل الآن في سوريا هو جرائم تطهير عرقي لا تسمى حالات فردية… هي مجازر إبادة جماعية لا حرب مع فلول النظام.
ليس ما يحصل بالحرب.. لأن دخول بيوت المدنيين العزل ورشهم مع أطفالهم ليس حرباً -“فشرتوا”- بل إبادة جماعية.. ومايحصل ليس قتالاً بين السنة والعلويين -“ فشرتوا” ، بل قتل المتطرفين التكفيريين لأبناء الطائفة العلوية. البطلة المظلومة زرقة سباهية ستحكي للأجيال ما حدث.

التكفيريون الجهاديون.. القاعدة في سوريا لا ولن تمثل السنة ولا ولن تحكم العلويين ولا باقي الموزاييك السوري المسالم.. ثقافتنا ثقافة حياة لا موت.

يجب أن تحكم البلاد من قبل رجل علم وسياسة وبحكومة تعددية ضامنة لتحقق السلم الأهلي قبل أي شيء.

يا لعار المثقفين السوريين والعرب إن صمتوا.
يبدو أنها ليست فقط لعنة كرسي، بل لعنة شعب.

***********

يبدو أن صفحتي من الصفحات القلائل التي تحوي جميع الألون السوريّة، رأيت طرفاً من سكانها يكذّبون المظلومية السنيّة في 2011، أو يتجاهلونها.. وأرى الطرف الآخر اليوم يكذّب المظلوميّة العلويّة أو يتجاهلها..
لا يمكن تغطية الحرب الأهليّة بغربال، كما لا يمكن تغطية التطهير عرقياً بنشر أخبار زائفة ثم تكذيبها، في محاولات قميئة لتشويه الحقائق.. للدماء حرمة ولوجع المظلومين كارما ستطالكم جميعاً وأحبتكم.. ولو مضى أربعة عشر عاماً أخرى.
مجرد فكرة تكفير طائفة ما في سوريا، يجب أن ترعبكم.. فكيف إذا استبيحت سوريانا؟
ماذا ستقولون لأحفادكم؟ سمحنا بتطهير عرقي- لأخوتنا- في الوطن؟

في الطب النفسي تكون مهزوماً إن لم ترَ مأساة الطرف الآخر في أي نزاع..
تكون ضعيفاً إن رأيتها ولم تنطق بالحقيقة..
تكون قوياً إن إنت امتلكت الجرأة على أن تقولها و شجاعاً إن حاولت تحسينها…

أتفهمُ أن يكون كثير من الناس ضعفاء.. وبعضهم مهزوم.. لكن المثقف: آية الثورات وصانع الحضارات؟

ألف رحمة على من استشهدوا وهم في بيوتهم آمنين، لأنهم في قاموس الهمج التكفيريين “ مستباحون”..

وليذّكرنا الفضاء الأزرق إلى الأبد:
كما استباح المغول والوحوش القرى عبر التاريخ، حدث في الساحل السوري في آذار الأسود عام 2025؟
أما آنتم فقولوا: ثرنا من أجل حرية التكفير، التطهير العرقي وتحويل البلاد من ربع علمانية إلى تكفيرية.

يبدو أنها ليست فقط لعنة كرسي، بل لعنة شعب.
يا للعار.. ياللعار.
***********


مثقفوا سوريا عودوا لرشدكم، الدم حرام، و الدين الذي يسمح بالقتل ليس سوى إيديولوجيا موت..
هل ثرتم من أجل نظام القاعدة؟

ملاحظة للسفلة فقط:
كتبي موجودة، مقالاتي موجودة على موقع الحوار المتمدن، صفحتي على الفيسبوك مفتوحة تستطيع العودة إلى الماضي، دون سؤالي: هل وهل..
لم يكن يوماً دم أي إنسان إلا حرام حرام حرام.


ما يحصل الآن في سوريا هو جرائم تطهير عرقي لا تسمى حالات فردية… هي مجازر إبادة جماعية لا حرب مع فلول النظام.
ليس ما يحصل بالحرب.. لأن دخول بيوت المدنيين العزل ورشهم مع أطفالهم ليس حرباً -“فشرتوا”- بل إبادة جماعية.. ومايحصل ليس قتالاً بين السنة والعلويين -“ فشرتوا” ، بل قتل المتطرفين التكفيريين لأبناء الطائفة العلوية. البطلة المظلومة زرقة سباهية ستحكي للأجيال ما حدث.

التكفيريون الجهاديون.. القاعدة في سوريا لا ولن تمثل السنة ولا ولن تحكم العلويين ولا باقي الموزاييك السوري المسالم.. ثقافتنا ثقافة حياة لا موت.

يا للعار.. ياللعار.

يتبع…