علمنا للأبد -يا للعار 10-
لمى محمد
الحوار المتمدن
-
العدد: 8309 - 2025 / 4 / 11 - 23:43
المحور:
الادب والفن
خلص الحكي..
الحزن أكل الحكي..
ضل البكي..
وشريطة سودا ع خصر جوعان..
صارت علمنا للأبد..
الحزن أكل الحكي..
طلاب الطب اللي طلعوا ع السما
حاملين قلوب اقتلعها الوحش..
خلصوا الحكي..
واللي رخصوا الدم وداسوا الحزن..
قتلو الحكي..
شريطة سودا ع خصر جوعان..
صارت علمنا للأبد.
لحتى يرجع صوتنا ونبطّل بكي..
ما حدث و يحدث يجب أن يدفع أبناء الثقافة العلوية إلى الالتزام بما يلي:
1- نشر مبادئ الثقافة العلويّة الأساسية ولمن يسأل ما هي، تفضل اقرأ:
- حب الناس جميعاً دون أي إطار أو تفرقة
- نشر السلام من خلال فكرتهم الراسخة أن الدين معاملة
-حب العلم والمعرفة
-المساواة بين المرأة والرجل: وفكرتهم المعروفة: “المرأة العلوية أخت رجال”.
-عدم التدخل بمعتقدات الغير: العلاقة بينك وبين الله تخصك وحدك وستحاسب عليها وحدك، عقلك هو الحكم.
-يستخدمون الكناية، البلاغة، الاستعارات بكثرة، وهذا سبب من أسباب عشقهم للفن والأدب.
-المرونة النفسية عبر التاريخ ورغم كل الرض النفسي التاريخي قام العلويون دوماً من الرماد ولهذا يحبون كناية طائر الفينيق و كناية “التجييل” عندهم أيضاً ما هي إلا مرونة نفسية ورفض للزوال.
2- لقد أصبح لدى أبناء الثقافة العلوية كناية جديدة وهي زنّار القماش.. الحزام القماشي الذي إرتداه الشهيد الطفل ابراهيم شاهين..
أنا أرتدي حزام قماشي اليوم.
3- الطائفة العلويّة هي طائفة صوفيّة"mystical sect" : فيما يعني أن الروحانيّة هي أساس في عقيدتهم.ويحدثنا الطب النفسي كثيراً عن أهمية الروحانية كعامل أساس في الوقاية من الأمراض النفسيّة.
4-توحيد الصف: العلويون لم يقفوا ولا يقفوا ولن يقفوا مع الجلادين، لا الأسد الأخرس ولا غيره. تهمة “علوي موالي” مضحكة، فقد كانت غالبية السوريين بكلهم موالية خوفاً، رعباً و حباً بالحياة، وحب الحياة ليس جريمة.
يا أيها الأحبة ضعوا أحزمة قماشية وأطلقوا شعوركم وشعركم.. ثقافتنا ثقافة حياة.. ثقافتنا ثقافة حياة.
**********
أيها العلويون الأحباب، يا طائر الفينيق الذي لا يموت أبداً..
يا أهل البلاغة، الكنايات، الاستعارات وقانون الجذب..
ولّى زمن الديكتاتور.. وسيبقى علمنا هو منارة الطريق..
نحن الناجون.. أصحاب القصة.. وكناية البعث من الرماد..
نحن أصحاب ثقافة البساطة..
ثقافة السلام، خبز التنور، الحطبات والكبيبات..
جفلة والدلعونا..
ثقافة عيني ربك وتقبر قلبي وياروحي أنت..
ثقافة ادرس، ادرس منشان ماتروح ع الجيش لتعيش..
ثقافة أخت الرجال والسند
ثقافة يامو.. وخيت يا خيت..
عميم.. يا عميم..
ثقافة النيروز والميلاد
رمضان وعيد الشكر
البرغل بحمص من دون لحم.. لأننا فقراء وفقر الجيب تاج الرأس…
ثقافة الحب، لا يهم من أين هو المحبوب، دينه هو معاملته للناس..
ثقافة الغناء حتى في الجنائز..
ثقافة ألا نشمت في ميت، حتى في فضاء الأزرق..
ثقافة حماية الأرض.. التي استغلها فينا الديكتاتور.. ورمى بآلاف شبابنا في محرقة "القضية" ليبقى على الكرسي..
نحن استعارة طائر الفينيق، لطالما حاول الهمج إبادتنا عبر التاريخ، لكننا نحب الحياة ونبعث من جديد..
سوريا من غيرنا ناقصة، كما هي ناقصة من دون أي مكون فيها… هل تتخيلوا سوريا من دوننا؟
لا تجيبوا، فقد قال لي مرضاي جميعهم يوماً: لا ترحلي، فتبكي قلوبنا.
كانوا أهلي.. لم أعرف عن معتقداتهم شيئاً.. كان دينهم معاملة كما ديني.
لقد جاء وقت كتابة ثقافة العلويين دون جلّاد، نحن مميزون بقلتنا وبضعفنا، وسيكون الجميع أصدقاء لنا وأصحاب المظلوميات أحباب.
عندما تتحول الطائفة إلى ثقافة، يصبح الانتماء لها شرف وهوية.. ونحن اليوم لقادرون على نشر ثقافتنا.. ثقافة الحياة.. ثقافة الحياة.
يجب على العقول والعلمانيين منع الإبادة الممنهجة بالمجازر الجماعية وجرائم التطهير العرقي الفردية للطائفة العلوية في سوريا.. يجب علينا جميعاً أن نتحد فلا تموت فكرة طائر الفينيق، إن ماتت عند العلويين ستصبح الأقليات كلها -بما فيها السنة المعتدلون- الضحايا القادمة.
يجب على العلويين الانضمام في مجموعات علمانية لتعريف العالم بالطائفة ودعم فقرائها وبسطائها ممن يقتلون بوحشية في أعتى مجازر إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين، دعم الحزانى ممن يسكنون البلاد الغريبة منذ الأزل هرباً من الجلاد.. هرباً من عش الهجرة.. الذي سيظل عش هجرة!
الطب النفسي يقول لكم: عندما تتحول الطائفة إلى مظلومية، يجب على عقولها أن تسارع وتتبناها، فتحولها إلى ثقافة.. ويبعث طائر الفينيق من جديد.
يتبع…