المرض مزمن، والخوف من تصعيد نووي!


مشعل يسار
الحوار المتمدن - العدد: 7621 - 2023 / 5 / 24 - 16:49
المحور: السياسة والعلاقات الدولية     

إذا نظرنا إلى الأحداث الحالية بمنظور تاريخي نرى أن أوروبا مصابة بمرض الفاشية المزمن. وفي كل مرة تستعمل هذا المرض العضال "الدولة العميقة" المغرقة في رجعيتها والمؤلفة من العائلة الملكية البريطانية وعائلات روكفلر وروتشيلد ومورغان وكل رأس المال اليهودي ومجمع الصناعة العسكرية الأميركي لتدمير أوروبا وشعوبها التي هي مستعمرة أميركية كانت ولا تزال اليوم في أبشع صورها والإثراء على حساب شعوبها من بيع السلاح وإعادة الإعمار.
الدولة العميقة تعمل إذن في كل مرة تريد أن تحل أزماتها وأن تحصد المليارات الكثيرة الكثيرة على تسعير المرض الفاشي في أوروبا واستثارة حرب عالمية طاحنة على أراضيها. هكذا فعل رأس المال هذا المتمترس خصوصا في أميركا وفي كبرى دول أوروبا البحرية والبرية في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية. وهي تفعل هذا اليوم في اوكرانيا على أيدي فاشيي هذه الأخيرة لاستثارة حرب عالمية جديدة على المسرح الأوروبي.
لذلك أي محادثات مع القادة الأوروبيين الذين ليسوا سوى دمى لتنفيذ مآرب "الدولة العميقة" هي عبث بعبث. ومعالجة المرض من خلال تطويق أعراضه سوف تبقي عليه وعلى أصوله الممتدة من أميركا إلى بريطانيا وفرنسا.
وتسعى الصين اليوم لتطويق هذا السرطان بإضعاف دولاره المتسلط على العالم منذ عام 1944 تداركا لحرب عالمية ثالثة. وتسعى روسيا من جهتها لعدم توسيع رقعة الحرب الفعلية مع الناتو في أوكرانيا وحصرها فيها كيلا تشمل أوروبا كلها وتجهد لتضييق رقعة المرض واستئصال الورم السرطاني الفاشي بتصفية الفاشية البانديرية الجديدة في أهم مناطق أوكرانيا.
وتتطلع بولندا المعادية لروسيا تاريخيا رغم أنها حصلت على دولتها المدمرة سابقا بفضل الروس السوفييت للحصول على ما يتبقى من أوكرانيا غربا وتحل محل ألمانيا النازية في تمثيل الدولة العميقة ومصالحها أوروبيا في حال توفر الظروف من خلال محاولة إضعاف روسيا، وهو حلم أميركي زائف تتمنى "الدولة العميقة" من خلاله فرض تقسيم على روسيا مشابه لتقسيم العالم العربي بموجب معاهدة سايكس بيكو ونهب ثرواتها كما تنهب الآن ثروات العرب.
وتحاول هذه "الدولة العميقة" توريط أميركا وأوروبا في حرب عالمية ضد روسيا والصين. وتستهين إزاء ذلك بقدرات روسيا النووية معتبرة إياها دعائية وغير واقعية لتبرر التصعيد حتى شن حرب نووية بزعم إمكانية انتصارها فيها.
فما الذي سيسبق ويغلب يا تعرى: حرص الصين وروسيا على تجنيب العالم كارثة نووية بقطع رؤوس هذا التنين المختلفة: اقتصاديا وماليا وعسكريا وإنتاجيا عبر فرض الهزيمة عليها هنا وهناك قبل أن تستطيع التصعيد إلى حرب عالمية، أم اضطرارهما للرد على خطوات هذا التنين المجنون بسبب تطلع الشعوب والدول شتى إلى حرمانه من الهيمنة العالمية التي حققتها الهمجية الأميركية إثر استطاعتها تدمير الاتحاد السوفياتي بكل الحيل الممكنة؟