عالم القطب الواحد ضد رأسمالية السوق والتنافس ومع الإرهاب المافياوي


مشعل يسار
الحوار المتمدن - العدد: 7517 - 2023 / 2 / 9 - 20:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر     

تتفاعل على صعيد العالم كله اليوم فضيحة تفجير أنابيب الدفق الشمالي العائدة لروسيا وشركائها الأوروبيين بعد أن وصف تفاصيلها والقائمين بها الصحافي الأميركي الشهير سيمور هرتش العامل في جريدة :نيويورك تايمز" وحائز جائزة بوليتسر متهما الاستخبارات الأميركية والر ئيس بايدن (الذي سمته نيويورك تايمز بـ "لايدن" من فعل to lie أي كذب - على كذبه وسماه معلق سياسي روسي بـ"بن لايدن" تيمناً بابن لادن) وضلوع كل من وزير الخارجية بلينكين ونائبته نولاند والسفير الأميركي في روسيا بالأمس القريب ساليفان (يهود أميركيون) وكذلك السلطات النروجية في هذا التفجير الإرهابي لممتكات تعود للغير. وكانت هذه العملية الإرهابية مقصودة وسبق التخطيط لها بتسعة أشهر بدء الحرب الروسية الناتوية في أراضي أوكرانيا ذات الحكم النازي المدلل من قبل الأميركيين وأذنابهم الأوروبيين، فيما صرح كل من بلينكن ونولاند قبل شهرين من بدئها بأن الولايات المتحدة ستفجر الأنبوب إذا لم تتراجع روسيا عن تزويد أوروبا بالغاز عبره.
وكتب نائب رئيس تحرير مجلة "The American Thinker" قائلا إن هذه الجريمة الإرهابية يفترض أن تعطي الحق لروسيا بمهاجمة أميركا وللكونغرس الذي تمت العملية من دون مصادقته عليها بإقالة بايدن ومحاكمته وتسليمه لبوتين.
معلوم أن هرتش كان قد كتب في الماضي عن جرائم سونغمي في فيتنام وفضيحة ووترغيت وأعمال التعذيب في معتقل بو غريب في العراق ورُشح لنيل 15 جائزة كصحافي لامع.
النرويج لم تسحب الكستناء الساخنة من النار لوجه الله، بل أطلقت بعد مضي شهر على العملية الإرهابية التي شاركت استخباراتها فيها أنبوب غازها هي نحو بولندا، عميلة الولايات المتحدة الأولى في أوروبا الشرقية حاليا والمرشحة نفسها لتحل محل ألمانيا في طلب الدعم الأنجلوسكسوني للرايخ الرابع الأوروبي.
وهكذا تبدو الولايات المتحدة على حقيقتها كدولة إرهاب بل كعصابة مافياوية تقود ما سمي يوما بالمليار الذهبي مثابة جيش لها ضد انتقال العالم إلى تعدد القطبية كما تريد روسيا والصين والهند ودول البريكس وكل البرجوازيات الناشئة المنتجة للخيرات المادية بمقابل مافيا النهب العالمي و"عرابها" الأميركي (لنتذكر فيلم "العراب" كارليونه رئيس مافيا كوزا نوسترا في صقلية، إيطاليا) وفي محاولة منها لتأبيد هيمنتها المطلقة على العالم باسم الحرية والديمقراطية وحقوق المثليين وما شابه من شعارات فضفاضة.
أليس هذا الفعل الإرهابي وقبله الحروب التي لا نهاية لها على بلدان الشرق الأوسط الرافضة للهيمنة الأميركية، وتدمير مرفإ بيروت من قبل الإسرائيلي وأعوانه الغربيين بصواريخ نووية، وتجويع لبنان وسوريا بفضل الحرب المالية والهجينة، وجائحة الكورونا المفتعلة كحرب بيولوجية أميركية على الشعوب، مبررا ومسوغا للاعتقاد بأن زلزال تركيا الذي طاول بلد أردوغان المشاغب في مسألة قبول دول جديدة في حلف الناتو والرافض لتقليد أعضاء الناتو الأوروبيين في فرض العقوبات الأميركية على روسيا هو من صنع اللاإنسان. هذا التدخل البشري في الاستفادة من عوامل الطبيعة لشن حروب على الشعوب ومن بينها اطلاق الزلازل بواسطة صاعق ما هو ما تشير إليه أوساط استخبارية وعلمية من بينها تنبؤ العالم الهولندي قبل ثلاثة أيام بوقوع الزلزال المذكورة في المنطقة المحددة، وهو ما أعرف كمهندس جيولوجي أنه لا يمكن لأي علم حتى الآن التنبؤ به.
المخاض عسير وولادة عالم جديد تتساوى فيه عدة قوى كبرى وتشكل مراكز قوة تضع أسسا جديدة لعالم أكثر مساواة مقارنة بذاك الذي نشأ على أنقاض الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية حيث الهيمنة مطلقة لأميركا والغرب الأوروبي والدولار واحتكار السلطة والمال. فهل ستكون العملية الروسية في أوكرانيا مثابة الفاتحة لمثل هذا التحول التاريخي؟