عيد النصر: الحرب لم تنته بعد!


مشعل يسار
الحوار المتمدن - العدد: 7609 - 2023 / 5 / 12 - 00:48
المحور: مقابلات و حوارات     

عشية عيد النصر على الفاشية الموافق التاسع من شهر مايو/أيار، طرح موقع حزب العمال الشيوعي الروسي بعض الأسئلة على الأمين السابق للحزب، زعيم "الجبهة العمالية الحمراء" ("روت فرونت") فيكتور تولكين، بصفته كان نائبًا في مجلس الدوما في قوامه الرابع وقدم آنذاك الصيغة الشيوعية لـ"قانون راية النصر".
وقد أجاب تولكين عشية العيد عن السؤال حول ما إذا كان يشعر بالرضا أو الفخر بمشاهدة انتصار رموز الشعب المنتصر، إذ تم تزيين جميع شوارع المدن بأعلام النصر الحمراء مع شعار المنجل والمطرقة - رمز الدولة الأولى في العالم للعمال والفلاحين التي هزمت الفاشية. ويعود الفضل في هذا إلى حد بعيد لعمل تولكين كنائب، عندما تمكن من صد محاولة حزب روسيا المتحدة التخلي عن المطرقة والمنجل واستخدام بعض الرموز غير المبدئية كالنجمة فقط على الأعلام الحمراء، فقال إن المرء إذ يعتز برؤية مشهد العلم الوطني لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية الذي تم رفعه فوق وكر النازيين، لا يمكنه أن يشعر بأي ارتياح من كون علم النصر يرفرف بجانب العلم الروسي البرجوازي المثلث الألوان - وهو الراية التي قاتل في ظلها خونة الجنرال فلاسوف إلى جانب العدو .

وأضاف تولكين: علاوة على ذلك، أعتقد أن هذا تذكير دائم بأن الحرب لم تنته بعد، فهي مستمرة اليوم كمكون طبقي رئيسي. وليس فقط في أوكرانيا. انتصار عام 1945، بالطبع، قضية وطنية عامة. لكننا لا ننسى أن هناك جزءا معينا من الناس قاتل في الجانب الآخر من الجبهة وتحت رايات مختلفة عن رايتنا. ولأهداف وقيم مختلفة تمامًا. واليوم، كما اتضح، هذا الجزء من الشعب حقق أهدافه ويحتفل بانتصاره ويحاول أن يوحد الجميع تحت قيادته. هذا، بالطبع، خداع وإهانة لذكرى أولئك الذين حاربوا ودافعوا عن الوطن الأم، الوطن السوفياتي. أتذكر دائمًا والدتي التي قضت فترة الحصار بأكملها في لينينغراد، ودفنت والدها هناك، وحصلت وهي بعد فتاة يافعة على ميدالية "الدفاع عن لينينغراد". في عام 1993، رفضت هي والمحاربون القدامى، ردًا على نصب الأعلام المثلثة الألوان على الصواري، دخول عمدة لينينغراد سوبتشاك إلى مقبرة بيسكارفسكويه حيث يرقد شهداء المدينة، ورفعوا العلم الأحمر على سارية العلم. لذلك ظلت تتساءل وهي تحتضر لاحقاً: "كيف أمكنهم ذلك؟ إعادة تسمية المدينة (من لينيغراد إلى بطرسبورغ)، تغيير العلم؟ هل سألوا أولئك الذين يرقدون في مقبرة بيسكارفسكويه؟ ". لذلك نحن لا نتحدث عن الرضى، بل عن استمرار النضال.

واعترف تولكين بأن ما يجري ليس فقط لخلق مزاج احتفالي، ولكن أيضًا لغسل الأدمغة.
فقد بدأ يلتسين هجوما مباشرا ووقحا حين قدم بموجب مرسومه رمزًا معينًا للنصر هو العلم الأحمر وبه نجمة. وبناءً على طلب قدامى المحاربين في حفل استقبال في الكرملين استعادة صورة علم النصر – العلم الأحمر مع المنجل والمطرقة، رد ضامن الدستور الثمل آنذاك أنه لن يكون هناك لا منجل ولا مطرقة على علم روسيا ما دام هو على قيد الحياة. لكن وارثي عهده الحاليين كانوا أكثر حيلة وتفنناً. فهم لم يقتصروا على ختان علم النصر الذي جعلوه أقصر من المثلث الألوان. فليس مهما الختان الهندسي بقدر ما هو مهم الختان السياسي. إنهم يحاولون إخصاء انتصارنا بتطهيره من الروح الثورية الحية. لننظر أيضا إلى مسيرات "الفوج الخالد". المرء يعرف من خلاله أن هناك أناسا أبطالاً كانوا، لكن ما الذي قاتلوا من أجله، وتحت أي رايات وشعارات، وأي قائد أعلى وأي حزب كان على رأس ذاك النصر، هذا ليس مهمًا على الإطلاق. في هذه الحالة، يضحي مناسبا تماما إقامة العروض والمسيرات لتمرّ من أمام ضريح لينين المغطى بالشراشف، ورفع علم فلاسوف على أنغام نشيد الاتحاد السوفيتي. أوليس هذا كله تشويها للوعي؟!
هذا ما لا يمكننا كشيوعيين نسيانه ويجب أن نشرحه للأجيال الشابة. ألا وهو أن الحرب لم تنته بعد وهي بعيدة كل البعد عن أن تنتهي. ولا أحد غيرنا سيفعل لإيصالها إلى نهايتها. ولن ننصرف أبداً عن المسار الذي اخترناه!
كل عيد وأنتم بخير، أيها الرفاق!

أجريت المقابلة في لينينغراد - 7 مايو/أيار 2023 – ترجمة م.ي.