![]() |
غلق |
![]() |
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: عباس علي العلي |
في معنى السياق التأريخي. ح3
يقول علماء اللغة وعلم النفس عن دور العامل النفسي في تكوين المنطق اللغوي عند الفرد والعلاقة الجدلية التي تربط بين اللغة وبين مكنون الشخصية (اللغة تحدد فهمنا للمكان والزمان والسببية وحتى طريقة التفكير)، هذا الرأي تقول به عالمة النفس البلاروسية برودويتسكي، ويضيف البعض (فكرة اللغة نشاط معبر عن محتوى نفسي مميز للفرد والمجموعة تجعلنا نقف لنعيد النظر في مفهومنا عن اللغة، ونسائل المفهوم التقليدي عن كونها مجرد مؤشر للأشياء في الخارج، إلى كونها عاملاً رئيساً في تحديد طبيعة المفاهيم وأنماط التعاملات بين الأفراد)، فعندما نقرأ نصا أدبيا أو قصيدة شعرية كتبت غي عصر ما قبل الإسلام مثلا نلاحظ الفرق في بناءها للمكان وصورتها البيئية ومفرداتها طبقا لمكان الشاعر ومعيشته ودرجة تسلسله الأجتماعي وحتى رؤيته المتصالحة أو المتناقضة مع المجتمع، ليس هذا فحسب بل تعبر عن رؤاه الدينية والفكرية حتى لو كانت قصيدة غزل مثلا، فعندما يذكر مفردات مثل الله والسماء والتمني والدعاء في مفردات القصيدة هذا يدل على نوع إيمانه ودرجته، لذا عندما نجد النص القرآني مثلا يذكر عن القوم الذين جاسوا الديار في إشارة لنهاية بني إسرائيل وصفهم بنص الآية بعبادنا {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا} ﴿٥ الإسراء﴾، هذا الوصف لم يكن خاليا من دلالة أن المبعوث عليهم قوم مؤمنين عابدين وليس كما تصفهم أدبيات بني إسرائيل كفار أو همج أو وصف أخر، المنتهى أن اللغة ومنطقها الفردي يعكس ماهية الشخصية أولا وتحمل أسرارها معا.
|
|
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
|||
|
نسخة قابلة للطباعة
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |