![]() |
غلق |
![]() |
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: عباس علي العلي |
في معنى متاع الغرور
معنى المتاع في اللغة هو ما يستمتع بع الإنسان ليسد حاجته الملحة وأحيانا تمتد المتوعية والإمتاع إلى أبعد من الحاجة إلى ما هو بمنزلة الترف (استمتعَ بـ يستمتع، استمتاعًا، فهو مُستمتِع، والمفعول مُستمتَعٌ به، المَتَاعُ هو جمع أَمْتِعَةٌ وجذرها [م ت ع] بمعنى كلُّ ما يُنْتفع به ويُرغب في اقتنائه، كالطَّعام، وأَثاث البيت، والسِّلعة، والأداة، والمال، وفي الذكر أيضا ورد متاع في سورة يوسف {وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا}، وأصل كلمة الاسم (مَتَاعٌ) في صورة مفرد مذكر وجذرها (متع) وجذعها (متاع))، فالمتاع هو ما يريده ويحتاجه الإنسان من لوازم يسد بها حاجته فتستهلك بها ولا يبقى منها شيء، لذا فهي مؤقتة ترتبط بما يستجد من حاجات أو تلبيها، فتذهب معها فهي دوما زائلة فانية، كذلك الحياة هي عبارة عن متاع الإنسان ليقضي بها مدة بقاءه في الأرض ثم يتركها عندما تنتهي مهلته فلم تعد باقية له ولا يحتاجها بعد الرحيل، هذه الحياة فيها عمل ولهو ولعب وزينة وتفاخر بالأموال والأنفس، هذه لها أجل تنتهي وتزول ويبقى إثمها وجريرتها إن كانت تمنع الإنسان من ذكر الله، ولكن أيضا في هذه المتعة عمل صالح والإيمان وذكر وتقوى وخشية، هذه لا تزول ولا تنتهي لأنها تبقى عند الله لأنها كانت أصر من أجل الله {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ}، فمتاع الحياة الدنيا تشبيها بالزرع فكله يخضع لنفس قواعد الإنبات والنمو والحصاد، فمنه لا ينفع فيذهب هباء بعد أن نبت وعاش وأستوى، ومنه ما ينفع الناس ليشكل لهم نفعا ويشكل لهم دورة حياة قادمة ستنفعهم في الموسم القادم {ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞ وَزِينَةٞ وَتَفَاخُرُۢ بَيۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرٞ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِۖ كَمَثَلِ غَيۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰمٗاۖ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٞ شَدِيدٞ وَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٞۚ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ (20)}، فهذا المتاع الذي يسميه الله بمتاع الغرور ليقول أن هذا المتاع هو نعيم وقتي يغر الإنسان وقد يسحبه إلى مالا يريد الله منه في الحياة الدنيا أصلا {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، فمعنى غُرُور هو(أي انخداع المرء بنفسه وإعجابه بها ورضاه عنها، أباطيل، تكبّر واختيال، وكلّ ما يمنِّيهم الشيطان من أماني وأحلام ووساوس إنَّما هو خداع وباطل غير دائم ولا ينفع)، ولينقذ الله الإنسان من حالة الغرور هذه فهو يدعوه للمسارعة قبل أنتهاء متاعه في الحياة الدنيا إلى المغفرة التي تقوده لجنة عرضها السموات والأرض أعدها الله لمن يتقيه ويبعد عن طريق الشيطان {سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أُعِدَّتۡ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ (21)}، وللتأكيد على ما قلنا في موضوع الزمكان عند الله، فهو قد أحصى كل شيء حصل خيرا أو شرا في كتاب الوجود عنده، ليس من باب أنه قدرها عليهم فيظلمهم بها، بل لأنه أبصرها وشاهدها تحصل منا في زمنه قبل أن يبرأها أي قبل أن يطلقها تتحرك لا في زمننا، فهو عالم بما نحن فيه ويعلم من أهتدى ومن ضل، هذا الخبر من الله بعلمه السابق يظهره لنا لكي لا نأسى على ما فاتنا ولا نفرح بما أتنال لأننا لا يمكن أننفعل بالحقيقة إلا ما فعلناه عندما شاهدنا الله في زمكانه الخاص {مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ (22) لِّكَيۡلَا تَأۡسَوۡاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا تَفۡرَحُواْ بِمَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٍ (23) ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ وَيَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِۗ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ (24)}، فمن بخل فقد بخل على نفسه ومن منع الناس ان تجود ودها الناس للبخل فقد نال الإثمين معا دون أن ينقص من أثم البخلاء ولن يضر الله شيئا والله الرزاق ذو القوة المتين.
|
|
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
|||
|
نسخة قابلة للطباعة
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |