توفيق بكّار وتأطير البحوث الجامعيّة


إبراهيم العثماني
الحوار المتمدن - العدد: 7585 - 2023 / 4 / 18 - 14:50
المحور: الادب والفن     

[مع حلول 24 أفريل 2023 تكون قد مرّت ستّ سنوات على رحيل الأستاذ توفيق بكّار(1927-2017)، وبمناسبة هذه الذّكرى أهدي إلى روحه هذا المقال.]

مقدّمـــــــة:

لن نضيف جديدا إن أكّدنا الدّور المحوري الّذي اضطلع به الأستاذ توفيق بكّارفي الجامعة التّونسيّة، ولن"نُحرز قصَبَ السّبق" إن جزمنا بأنّه رأس مدرسة نقديّة قوامها الحداثة والقطع مع الانطباعيّة والذّاتيّة، ولن نستفيض في الحديث عن مآثره وهي لا تعدّ ولا تُحصى. نريد فقط أن نتوقّف عند جانب من نشاطه في الجامعة يتمثّل في الإشراف على البحوث الجامعيّة ومحاورها والخلفيّة الثّقافيّة/ الفكريّة الّتي حكمتها ( نشير إلى أنّ الأستاذ جمعة شيخة ساهم، في "ندوة النّصّ والقراءة: مناهج وقضايا- تكريما للأستاذ توفيق بكّار/ أيّام 26-27-28 أفريل 2001 بكلية الآداب بمنّوبة"، بمداخلة عنوانها"توفيق بكّار والبحث العلمي بالجامعة التّونسيّة"، ولكنّنا لم نطّلع عليها ويبدو أنّه لم ينشرها).

I. الخلـــــــــــفيّة الثّقافـــــيّة- الفكريّة :

إنّ المطّلع على بحوث طلبة الأستاذ توفيق بكار المنشور منها والمخطوط يتبيّن، من أوّل وهلة، غياب الخيط الرّابط بينها ويتساءل عن الرّؤية الّتي قادت الأستاذ/المؤطّر في تبنّي هذا الاختيار، وعمّا يقف وراء تشتيت اهتماماته. فهي أطروحات تتراوح من النّثرإلى الشّعر، ومن القديم إلى الحديث، ومن التّونسي إلى العربي، ومن أعلام الأدب التّونسي إلى رموز الأدب العربي.
إلاّ أنّ المتمعّن في هذا المتن الثريّ يدرك أنّ هذا الاختيار ليس عفويّا، وأنّ ما يبدو شتاتا لا رابط بين أجزائه يخفي بين ثناياه نسقا متجانسا، وأنّ هناك خيطا ناظما يشدّ هذه الأعمال إلى بعضها بعضا، وأنّ تملّك مقوّمات ذلك الخيط يتّضح بعد الاطّلاع على الرّسالة الّتي أنيطت بعهدة كلية الآداب وموقع الأستاذ توفيق بكّار منها. يقول:"كانت كلّيتنا منذ نشأتها ولا تزال إلى اليوم مع اعتنائها الشّديد بدراسة الأدب العربي القديم منفتحة على واقع الأدب العربي المعاصر ومع بالغ اهتمامها بكبارالمؤلّفين التّونسيّين حريصة على التّعريف بكبار الأدباء العرب على اختلاف أوطانهم. وهكذا شأنها مع الطلاّب تجذّرهم في تراثهم وفي الوقت نفسه تهيّئهم لاستيعاب الحداثة وتؤصّلهم في شخصيّتهم التّونسيّة وتذكي فيهم روح الانتساب إلى الأمّة العربيّة" ( حداثة مندور تقديم الأستاذ توفيق بكار لكتاب تطوّر النّظريّة النّقديّة عند محمّد مندور- تأليف فاروق العمراني/ الدّار العربيّة للكتاب/ تونس 1988 ص7).
ولا نبالغ إن قلنا إنّ الأستاذ توفيق بكّار يتحدّث عن نفسه بقدرما يتحدّث عن كليته ، ويؤكّد قناعته بقدر ما يؤكّد قناعة القائمين على شؤونها، ويشيرإلى ريادته بقدر ما يشيرإلى ريادة جمع من الجامعيين يقاسمونه نفس الهموم والمشاغل والقناعات والقيم من قبيل الانفتاح والتّجذّر، والأصالة والمعاصرة، والأخذ بمناهج النّقد الأدبي الحديث الغربيّة وتطبيقها التّطبيق الخلاّق على الأدب العربي .ألم يتّخذ من هذا المبدإ شعارا لسلسلة"عيون المعاصرة" الّتي قدّم لها بقوله:"أن نتجذّر في العصر ذلك ما يأمرنا به واقعنا العسير. وأنّنا ما لم نستجب لهذا الأمر فنتشبّع بروح الحاضر لمشلولون سياسيّا وحضاريّا عُجّز أمام التّحدّيات القاتلة... فلابدّ أنّ نعدّل حياتنا على ساعة العصر حتّى نخرج من سلبيّة المفعول به تاريخيّا- إلى إيجابيّة الفاعل ونثبت حضورنا دوليّا وعلى حدّ السّواء في مراكز النّفوذ ومواطن الخلق، خلق الأشياء والقيم والعلوم والفنون. فالحداثة أن نستوعب أسباب التّقدّم في كافة المجالات حتّى ننمّي مجتمعاتنا تنمية شاملة ونفجّر فيها طاقات الخلق المدفونة تحت ركام الفقروالظّلم والعدوان" ( محمد المصمودي – توفيق بكّار:تقديم السّلسلة - حدّث أبو هريرة قال...دار الجنوب للنّشر- تونس 1979 – ص7).فهل نتجذّرفي العصربالانصهار في حضارة الغرب أم نستوعب نقاط قوّته لنتجاوز نقاط ضعفنا؟
لقد قاده اطّلاعه على حداثة الفكر الغربي إلى التّشبّث بالشخصّية التّونسيّة ومزيد تعميق دراستها والاعتزاز بما أنتجته ودراسة ما قدّمته لتبيّن خصائصه وفهم آليات اشتغاله. يقول:"في خصوص حداثة الفكر، أسجّل أنّني خلال جميع مراحل تعليمي درست اللّغة الفرنسيّة وتعمّقت فيها كما ينبغي، واللّغة أفضت بي للتّعمّق في المجتمع الفرنسي، وهوتعمّق لم يُفقدني شخصيّتي التّونسيّة، فمنذ البدء، وعند جيلي أيضا كان إحساسنا بشخصيّتنا التّونسيّة الأصيلة عتيدا، مكينا ولا يتزحزح، وإلى الآن وكلّما تعمّقت أكثر في الثّقافة الغربيّة كانت تلك الثّقافة تردّني إلى نفسي وإلى شخصيّتي، وتزيدني بها معرفة، وهي الّتي وسّعت من تعمّقي في ذاتي الثّقافيّة الأصليّة.."(مع توفيق بكّارفي الموجود والمنشود- إنجاز حسن بن عثمان/ دار سراس للنّشر1990 ص ص43/44).
وقد ظلّ يعمّق النّظر في هذه المسألة ويفصّل القول فيها حتّى يحيط بها من كلّ جوانبها ويقدّم الرّأي فيها حتّى لا يكون كلامه مجرّد شعارات "لاتغني ولاتسمن من جوع". يقول:" لا أعني التّجذّر الذّهني فقط بل كذلك تجذّر الأبنية الاجتماعيّة. فهناك مستويان مترابطان: الفرد والمجتمع...فالتّجذّر يقتضي تغيير الأبنية الاجتماعيّة المتخلّفة وهذا يندرج في نطاق اختياري التّقدّمي للغد.. ففيما يتعلّق بالذّهنيّة هناك قيم هي عندي أساسيّة وهي دعائم ما أدعوه بالمعاصرة:
1) العقلانيّة أي استيعاب قوانين التّفكير ومناهجه.
2) الرّوح العلميّة: إذ لابدّ كذلك من استيعاب العلوم الّتي تمكّن العقل من السّيطرة على الواقع.
3) الدّيمقراطيّة السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة.( توفيق بكّار يتحدّث عن جدليّة الثّقافة والواقع- أجرى الحوار مصطفى التّواتي، جريدة الطّريق الجديد عدد82- 30أفريل 1983 ص13).
إنّ اطّلاع الأستاذ توفيق بكّار على الحضارة الغربيّة وإدراك نقاط قوّتها لم يزيداه إلاّ تشبّثا بانتمائه إلى تونس واعتزازا بانتسابه إلى هذا الشّعب وإسهاماته في جميع المجالات ومن بينها الإنتاج الأدبي الّذي ظلّ الكثير من المثقّفين التّونسيّين يقلّل من شأنه ويزدريه رغم وجود قامات شامخة من نحو الحدّاد والشّابي والدّوعاجي والمسعدي. وليس تقديم كتاب جون فونتاين إلاّ تفنيدا لادّعاءات هؤلاء السُّخَرَة ودحضا لأحكامهم المتهافتة من ناحية، وإشادة بإضافات هذه الرّموز المبدعة لإفحام أصحاب الأقلام المناوئة لكلّ إنتاج تونسيّ صميمJean fontaine 20ans de littérature tunienne-préface de taoufik baccar MTE 1977
من ناحية أخرى.
تسلّح الأستاذ توفيق بكار إذن بهذه القناعات منذ أن عاد من فرنسا وأسّس مع لفبف من الأساتذة الجامعيين في بداية الستينات مجلّة "التّجديد "(1961-1962) ثمّ رسّخها في نفوس طلبته أثناء الدّرس وخلال البحث، وزوّدهم بالمناهج النّقديّة الحديثة وساعدهم على تطبيقها تطبيقا يجنّبهم الإسقاط والتّعسّف، ودعاهم إلى الانفتاح على الأدب العربي قديمه وحديثه والانكباب عليه لسبر أغواره وتقديم الإضافة.لذا كانت هذه البحوث متنوعّة وكانت المقاربات ثريّة بعيدة عن النّمطيّة والتّكرار. والمطّلع على عناوين البحوث ومضامينها يدرك هذا السّبق الّذي حقّقته الجامعة التّونسيّة مع طلبة الأستاذ توفيق بكّار موضوع حديثنا ومع طلبة أساتذة آخرين..

II. البحــــــوث الجامعــــــــيّة:

كان يمكننا أن نتّبع خطّا زمنيّا تصاعديّا منطلقه أوّل بحث أشرف عليه الأستاذ توفيق بكّارومنتهاه آخر بحث ختم به صلته بالجامعة التّونسيّة. ولكنّنا ارتأينا تقسيما آخر يخضع لنسق منطقي نسبي قوامه الانتماء الجغرافي تارة (تونس- فلسطين)، والبعد الزّمني طورا (أدب قديم/ أدب حديث)،أو الغرض أحيانا (نقد) . وقد وجدنا المدوّنة المعتمدة غيرقادرة على تمثيل التّنوّع الأدبي في الأقطار العربيّة الأخرى مثل العراق وسوريا ومصر والسّودان والجزائر. فكاتب واحد أو كاتبان لا يعكسان الثّراء الّذي ميّز هذه الأقطار.لذا اكتفينا بذكر أسماء بقيّة الأدباء، دون الدّخول في التّفاصيل، وهي معروفة لدى القاصي والدّاني من البحّاثة والنقّاد.
أ‌- فـــــــــــي الأدب التّونــــــــــسي:
1-عبد الحميد سلامة: محمّد البشروش:حياته/ آثاره-1971-1649T/ الدّار التّونسيّة للنّشر1978/ شهادة الكفاءة في البحث (ش.ك.ب)
2-يوسف بن ساسي: الأقصوصة التّونسيّة من خلال مجلّة"قصص" من عدد1 إلى عدد9-1971-1634T/ ش.ك.ب.
3- فاطمة لخضر:خصائص الأسلوب في أدب المسعدي- 1971-1649T/حنبعل للطّباعة والنّشر-ط1- 2002.ش.ك.ب.
4- سالم ونيّس: دراسة شكليّة للأقصوصة التّونسيّة (سهرت منه اللّيالي-مشموم الفلّ- ليالي المطر- القنطرة هي الحياة)1972-1674T/ش.ك.ب.
5- عبد الحفيظ الفضلاوي: اللّغة الشّعريّة عند الشّابّي-1972-1742T/ش.ك.ب.
6- مختار المصعبي: قضيّة الجنس في قصص البشير خريف 1980- 2598.T/ش.ك.ب.
7- عبد المجيد النّفزي: البنية القصصيّة ومداليلها في رواية البشير خريف"الدّقلة في عراجينها"- 1981-2584T/ش.ك.ب.
8- فوزي الزمرلي: الكتابة القصصيّة عند البشيرخريف (نوقشت الأطروحة يوم 7جويلية 1983)- الدّار العربيّة للكتاب 1988-ش.ت.ب.
9- بنعلي قريش: الطّبيعة في شعر الشابي- 1983-2937T/ش.ك.ب.
10- صالح نبّاوي: جدليّة الثّبات والتّحوّل في قصّة عبد المجيد عطيّة"المنبتّ"-1984-3206.T/ش.ك.ب.
11- صلاح الدّين بوجاه:دراسة علاميّة لنظام الأشياء في" الدّقلة في عراجينها"-1984- 3119T/ش.ك.ب.
12- صلاح الدّين بن عمّو: العلاقة بين القرية والعاصمة في رواية" ونصيبي من الأفق" عبد القادر بن الشيخ- 1985-3260T/ش.ك.ب.
13- إبراهيم بن صالح:"دهاليز اللّيل" لحسن نصّر-1985-3771-T/ش.ك.ب.
14-أحمد الجوّة: تحوّل المجتمع التّونسي من خلال رواية"ليلة السّنوات العشر" لمحمد صالح الجابري -1986- ش.ك.ب.
15-زهرة الجلاصي: المكان في رواية"البحرينشرألواحه" لمحمد صالح الجابري 1988-3795Tش.ك.ب
16- خالد الغريبي: جدليّة الأصالة والمعاصرة في أدب المسعدي- 1988-3938T/ دارصامد للنّشر والتّوزيع- تونس 1994/ شهادة التّعمّق في البحث (ش.ت.ب)
17- علي العزيزي: دراسة جدليّة الجدّ والهزل في "سهرت منه اللّيالي" لعلي الدّوعاجي- 1988-3987.T/ش.ك.ب.
18- علي العزيزي: جدليّة الموت والحياة في أدب محمود المسعدي- 1993-5234.T/ش.ت.ب.
- المنعرج لمصطفى الفارسي ضمن "شخص المثقّف في الرّواية العربيّة المعاصرة" لمحمد رجب الباردي/ الدّار التّونسيّة للنّشر- 1993.
"جولة بين حانات البحر المتوسّط" لعلي الدّوعاجي ضمن "الأشياء في الرّواية الواقعيّة العربيّة المعاصرة" لصلاح الدين بوجاه-1987-3811.T
ب- فــــــــــي الأدب القــــــديم:
1- حسين الواد: البنية القصصيّة في رسالة الغفران- 1972-دار الجنوب للنّشرتونس 1993/ش.ك.ب.
2- أحمد حيزم:قراءة جديدة للشّعر العربي- 1973-1630T/ش.ك.ب.
3- الطيب بن عمّار:جدليّة الرّاوي والبطل في مقامات الهمذاني- 1987-3755.T/ش.ك.ب.
ج-في النّـــــــــقد الأدبـــــي:
1- يوسف الحنّاشي: اتّجاهات النّقد الأدبي التّونسي المعاصر(1956-1970)- 1970 -1742T/ش.ك.ب.
2- محي الدّين حمدي: مذهب "نعيّمة" في النّقد من خلال الغربال- 1975-1739T/ش.ك.ب.
3- حسين الواد: في تأريخ الأدب- مفاهيم ومناهج -1979—دارالمعرفة للنّشر تونس- 1980./ش.ت.ب.
4- فاروق العمراني: تطوّر النّظريّة النّقديّة عند محمّد مندور-1980 -1703T-الدّار العربيّة للكتاب- تونس/1988.ش.ك.ب.
5- فاروق العمراني: النّقد والإيديولوجيا- بحث في تأثيرالواقعيّة الاشتراكيّة في النّقد العربي الحديث-1990/ نشركلية العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة بتونس 1995.ش.ت.ب.
د- في الأدب الفلســـــــطيني:
1- محمد كمال جردق: صورة المجتمع اليمني في رواية"نجران تحت الصّفر" ليحي يخلف- 1970-3212T/ش.ك.ب.
2- محمد الخبو: المداليل السياسيّة والاجتماعيّة من خلال القصص القصيرة لغسّان كنفاني- 1979-2107T/ش.ك.ب.
3- نعمان إبراهيم الشهراوي: الصّورة الشّعريّة ودلالاتها لدى محمود درويش-1984-3089T/ش.ك.ب.
4- فاعورأحمد: الثّورة في شعرمحمود درويش من خلال مجموعته الشّعريّة"أوراق الزّيتون"-1985-3390T/ دارالمعارف- سوسة 1989.ش.ك.ب.
5- شبلاق رئيفة: المرأة، صورها ومواقفها في روايات "سحرخليفة"-1986- 3581.T/ش.ك.ب.
6- فاعور أحمد: السّخرية في أدب إميل حبيبي- 1990- 4109T/ دار المعارف –سوسة 1993.ش.ك.ب.
7- مصطفى المدائني: الفنّ الرّوائيّ عند جبرا- 1993- 4783T/ش.ت.ب.
8- أحمد الجوّة: شعر معين بسيسو بين الفنّ والموقف- 1994- 5228T/ش.ت.ب.
حبيبتي ميليشيا لتوفيق فيّاض ضمن "شخص المثقف في الرّواية العربيّة المعاصرة "لمحمد رجب الباردي.
ه- بحـــــــوث متفــرّقة:
1-محمد بشوش: البيئة الرّيفيّة ومشاكل الفلاّح المصري في آثار عبد الرحمان الشرقاوي الرّوائيّة- 1974- 1620T/ش.ك.ب.
2-عبد اللّه الكحلاوي: البنية الاجتماعيّة والفنيّة في أدب نجيب محفوظ- 1977-1760T/ش.ك.ب.
4- عبدالرزاق الهمّامي: الكتابة القصصيّة عند نجيب محفوظ بعد هزيمة 1967- 1977- 1731T/ش.ك.ب.
5- خالد الغريبي: التّناقض والوحدة في رواية"المستنقع" لحنّا مينه- 1980-2588 T/ دمشق 1995./ش.ك.ب.
6- عبد الفتّاح إبراهم: البنية والدّلالة في مجموعة حيدر حيدرالقصصيّة "الوعول"- 1981/ الدّار التّونسيّة للنّشر 1986.ش.ك.ب.
7- علياء التّابعي: مفهوم الثّورة في أدب غادة السمان- 1984- 3204T/ش.ك.ب.
8- عبد الصمد زايد:مفهوم الزّمن ودلالاته في الرّواية العربيّة المعاصرة- 1984-3084T/ش.ت.ب./ الدّار العربيّة للكتاب 1988(المدوّنة المعتمدة: "حديث عيسى بن هشام" للمويلحي، "عودة الرّوح" لتوفيق الحكيم، "حدّث أبوهريرة قال..." لمحمود المسعدي، "اللّصّ والكلاب" لنجيب محفوظ، "عرس الزّين" للطيب صالح، "الوشم" لعبد الرحمان مجيد الربيعي.)
9- فضيلة الشابي:الحواس في شعرنازك الملائكة من خلال ديوانها الثّالث"قرارة الموجة"- 1985- T3376/ش.ك.ب.
10- المنصف الوهايبي: التّجربة الصّوفيّة في"مفرد في صيغة الجمع" لأدونيس- 1985- 3396T/ش.ك.ب.
11- عبد الغني بوعبد اللّه:الأسطورة في شعر عبد الوهّاب البيّاتي- 1986- 3731T/ش.ك.ب.
12- المنصف الوهايبي: الجسد المرئي والجسد المتخيّل في شعرأدونيس- 1987-3870T/ش.ت.ب.
13- الصّادق قسومة: أزمة الشّخصيّة الرّوائيّة في أدب نجيب محفوظ- 1987-3812T/ش.ت.ب.
14- نوار المعلمي:البنية والدّلالة في رواية"اللاّز"للطّاهر وطّار-1989- 4095.T/ش.ك.ب.
15- محمد الغزّي:الأقنعة في الشّعر العربي المعاصر- 1990-4120T ش.ت.ب.( المدوّنة الشّعريّة المعتمدة: الأعمال الكاملة لأدونيس والبيّاتي والخال وأمل دنقل وصلاح عبد الصّبور و"انتظريني عند تخوم البحر" ليوسف الصّائغ).
16- محمد رجب الباردي: شخص المثقّف في الرّواية العربيّة المعاصرة- الدّار التّونسيّة للنّشر/1993 ش.ت.ب.(المدوّنة المعتمدة:"أنا أحيا" ليلى بعلبكي، "الأشجارواغتيال مرزوق" لعبد الرحمان منيف، "بيروت75" لغادة السمان، "الفلاّح "لعبد الرحمان الشرقاوي، "حبيبتي ميليشيا" لتوفيق فيّاض، "الثّلج يأتي من النّافذة" لحنّا مينه، "الوشم" لعبد الرحمان مجيد الربيعي،"موسم الهجرة إلى الشّمال"للطيب صالح، "الطيبون" لمبارك ربيع، "المنعرج" لمصطفى الفارسي، و"اللّصّ والكلاب" لنجيب محفوظ.)
17- محمد رشيد ثابت:روايات عبد الرّحمان منيف-1991- 4394T/ش.ت.ب. مركز النّشر الجامعي- منشورات سعيدان 2006.
18- علي عبيد:نشاط العين في الكتابة القصصيّة من خلال مؤلّفات الطيّب صالح-1994-ش.ت.ب./5229T
سعينا إلى الإلمام بالبحوث الّتي أشرف عليها الأستاذ توفيق بكار معتمدين بيبليوغرافيا كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس ومقال الأستاذ جمعة شيخة"الأدب التّونسي في الدّراسات الجامعيّة" ضمن كتاب"فريد غازي أعمال الملتقى الأوّل –جربة 5-6-7 سبتمبر1987/دارصامد للنّشر والتّوزيع، 1990، ولانعرف هل وفّقنا في هذا المسعى أم شابت عملَنا هَناتٌ. ومهما يكن من أمر فقد اجتهدنا ووفّرنا مادّة ثريّة تكشف الجهد الكبير الّذي بذله الأستاذ توفيق بكّار طيلة عقدين ونيف (1970-1994) في التّأطير والتّوجيه والتّصويب والتّعديل واتّباع الحذر أثناء الشّروع في تطبيق مناهج نقديّة لم تعتدها كليّة الآداب بتونس في سبعينات القرن العشرين. وقد وجدناه يكتب مقدّمات بعض البحوث وكأنّ باله لا يهنأ إلاّ بعد الاستجابة لرغبات الرّواد في هذه المغامرة أو لمن توطّدت علاقته بهم فيكون التّقديم مناسبة لتوضيح بعض المسائل.

III. تقــديم بعــض الكــتب:

قليلة هي الأطروحات الّتي حظيت بتقديم الأستاذ توفيق بكّار. لكن ما كتبه من مقدّمات مختصرة جدير بالتّمعّن والتّفحّص وبالخصوص عندما يكون العمل أشبه بمغامرة تطمح إلى تجاوز الدّراسات السّائدة المحدودة الفائدة ، وتنشد الإضافة وتأسيس البديل، وتروم اختبار مناهج نقديّة غربيّة على آثارأدبيّة عربيّة. وتستوقفنا، في تقديمه كتاب "البنية القصصيّة في رسالة الغفران" ، إشادته بحسين الواد الّذي اقتحم مجالا بكرا وسلك دروبا وعرة. يقول:" هذه مغامرة من مغامرات البحث، أقدم فيها حسين الواد على تجربة عسيرة...بعيدا عن السّبل المأمونة. فقد حاول بجرأة لاتُنكرأن يطبّق على تأليف من أقوى التّآليف الرّوائيّة في الأدب العربي القديم أحد المناهج الّتي استنبطتها الأبحاث الأدبيّة المعاصرة- في أروبا- لمعالجة النّصوص القصصيّة وبغيته من ذلك أن يختبرجدوى بعض النّظريّات الأدبيّة الحديثة فيما نسعى إليه جميعا من تجديد الفهم لتراثنا القصصي وإعادة تقييم ثروته الشّكليّة" ( ص9).وختم تقديمه بما أضافته هذه الدّراسة قائلا:" وخرج من كلّ ذلك بجملة من الإفادات القيّمة تعرّف بالشّكل القصصي في "الرّحلة" وكلّها أمور جديدة طريفة ولا يستغرب...أن تكون غريبة. (ص 13).
وفي تقديم كتاب"خصائص الأسلوب في أدب المسعدي" لفاطمة لخضر أثنى الأستاذ توفيق بكّار على اختيار الباحثة هذا الموضوع وإقبالها عليه" تقتحم أوعاره وتروم مجاهله بهمّة عالية وعدّتها معارفها اللّغويّة الثّابتة" ثم أنهى كلامه بالقول:" فبذلت من الجهد أقصاه، ومن الجدّ وأصابت من موضوعها ما لم يسبقها إليه غيرها من البحّاث. غامرت في بكر من الدّراسات وهذه ثمارها من الفوائد الجمّة" (ص 6).
ولم يفوّت الفرصة لتثمين الجهد الّذي بذله الباحث خالد الغريبي وهو يتقصّى تجلّيات الأصالة والمعاصرة في مؤلّفات المسعدي، ويتتبّع مواطنها بين ثنايا كتاباته، ويبرز العلاقة الجدلية الّتي حكمت هذه الثّنائيّة. وهو عمل ليس بالهيّن ولا يقدم عليه إلاّ من رام المغامرة. وتلك خَصْلة ميّزت صاحب البحث وأكّدها الأستاذ توفيق بكّار بقوله:" وكان يعرف على ما هو مقدم من الصّعاب، عسر النّصوص في ذاتها، وعسر الدّراسة الجامعيّة وما يقيّدها من الضّوابط والشّروط، وعسر الموضوع. فما أحبّ أن يهوّن على نفسه الأمر، وكان يمكنه، فأبى إلاّ أن يخوضها مع نصوص المسعدي مغامرة شاملة فيقتحم بكر أدغالها ويتغلغل في سرّ أسرارها. ومن أين للبحث العلمي أن يفيدنا بجديد ما لم يهجم على مجهول من قارّة الأدب" (ص 9).
واستحال التّقديم كلاما على كلام المسعدي وقدرة الكاتب على التّلاعب باللّغة والإيهام والمراوغة والإيحاء والإيماء بطرف خفي والمراوحة من الماضي إلى الحاضر. وقد جلا الباحث كلّ ذلك وحقّق شوطا مهمّا لم يتأخّر الأستاذ توفيق بكار عن إبراز مزاياه:"فهنيئا لمكتبة النّقد بهذا الكتاب الجادّ. يسدّ في المعرفة خَلّة، ويفتح للذّهن أفقا للفهم رحيبا لأدب كثير ما نعت خطأ، بأنّه"مغلق" مع أنّ مفاتحه عديدة. ومنها هذا الكتاب." (ص 12).
كما أنّه لم يفته أن ينوّه بعمل الباحث فاروق العمراني ويبرز إضافاته وهو يقدم على دراسة علم من أعلام النّقد العربي كان على رأس مدرسة نقديّة مختلفة عن السّائد قائلا:" لا أظنّ محمّد مندور قد حظي من الدّارسين بمثل هذا البحث الوافي. فلقد كتبوا عنه بمناسبة موته وذكريات موته كثيرا من الدّراسات بعضها بالغ الأهميّة كدراستي رجاء النقاش وجابر عصفور، ولكنّهم لم يقصدوا إلى الإحاطة الشّاملة بمذهبه النّقدي على نحو ما حاوله هذا البحث ووفّق فيه بالإضافة إلى ما اتّصف به من روح التّحرّي والتّدقيق حسب التّقاليد الجامعيّة"( م.س . ص 7)
ولا غرو أن يصد رعن الأستاذ توفيق بكار مثل هذا الإطراء والإشادة بما أنجزه طلبة آلوا على أنفسهم " أن يغادروا من متردّم"، وأن يسيحوا في عوالم لم يتعوّدوا ارتيادها لاكتشاف خباياها وقطف ثمارها. وهكذا تظافرت الإرادات وتفاعلت العزائم لتذليل ما عسرمن مناهج تبدو عصيّة التّطبيق في تربة غريبة عن منبتها. فكانت مهمّة الأستاذ المشرف مضاعفة، المرافقة والتّوجيه والتّعديل من ناحية، وضبط المصطلحات وتدقيق الاستعمالات لتجنّب المنزلقات والتّخلّص من الغُلَواء والشّطط في الأحكام من ناحية أخرى. ونجاح الطّلة/ الباحثين هو من نجاح الأستاذ المشرف الّذي قبل التّحدّي وتعهّد هذه المغامرة. وهي مغامرة خطّط لها أساتذة آمنوا بالتّجدّد والتّجديد، وكفروا بالثّبات والتّقليد، ونبذوا الاستكانة للمعاد والتّليد من أمثال توفيق بكّار وصالح القرمادي والمنجي الشّملي وعبد القادرالمهيري فوجدت صدى في نفوس شباب متمرّد على المناهج البالية، متعطّش إلى المغامرة وارتياد المجهول، عازم على رفع التّحدّي شأنه شأن أساتذته. فكان له ما أراد. وانطلقت المسيرة والمسارحتّى أصبحت كليات الآداب بتونس منارة الحداثة وقِبلة الطّلاّب ومضرب الأمثال.

IV. الاستنــــــتاجات:

1- يكشف هذا المتن أنّ الأدب التّونسي حظي باهتمام كبير لدى الأستاذ توفيق بكار وطلبته، وأنّ الأمر لم يقتصر على الأدباء الّذين ذاع صيتهم من نحو المسعدي والشابّي والدوعاجي وخريف بل إنّ كاتبا مثل عبد المجيد عطيّة، وهومقلّ، وجد موقعا بين المبدعين التّونسيّين الكبار.
2- يشي تعدّد المقاربات بتسلّح الطّلبة/الباحثين بمناهج النّقد الحديث وتجشّمهم مشقّة اختبارها على نصوص قديمة وحديثة واستعدادهم للدّفاع عن ثمرة أعمالهم أمام لجان من الأساتذة كانت قد درّستهم هذه النّظريّات ورغّبتهم فيها وشجّعتهم على التّوسّل بها
3- من البديهي أن تكون المادّة الطّاغية في هذه البيبلوغرافيا نصوصا قصصيّة بما أنّ الأستاذ المشرف متخصّص في الأدب الحديث وبالخصوص القص ومع ذلك فإنّ رموز الشّعر العربي حضرت من قبيل درويش وأدونيس والبياتي وخليل حاوي وأمل دنقل وصلاح عبد الصّبور ويوسف الخال ويوسف الصائغ ونازك الملائكة.
4- يؤكّد حضور الأدب الفلسطيني في هذه المدوّنة ثراءه ورغبة الباحثين في معرفة مقوّمات الأدب الملتزم ومنزلة القضيّة الفلسطينيّة في وجدان الطّالب التّونسي والطّالب العربي. ولا يقلّ توفيق بكّار عن طلبته شغفا بالأدب الفلسطيني وافتتانا بعيون شعره ونثره. وأمارات ولعه لا تخطئها العين. فهذه منتخبات شعريّة تُنتقى من مجاميع محمود درويش، وتُوطّأ بمقدّمة غاصت على أعماق هذه التّجربة واعتصرت أفضل ما فيها، وهذا "متشائل" إميل حبيبي يفتكّ موقعه بين إصدارات "عيون المعاصرة". أمّا عن "اللّحن الغجري" و"فلسطين بين نظم ورسم وخطّ" فحدّث ولا حرج. وكيفما ولّيت وجهك وتوغّلت في كتابات الأستاذ بكار وجدته يهيم بفلسطين. ولعلّه استسلم لغوايتها فاقتفى خطى محمود درويش المتيّم بعشقها.
5- الخلاصة هي أنّ رموز الأدب العربي شعرا ونثرا، مشرقا ومغربا كانت محلّ دراسة وبحث. وهي أعمال تُكمل منشورات "عيون المعاصرة" الّتي عرّفت بأفضل إبداعات الكتّاب العرب.

خاتــــــــــــــــمة:

وهذا رصيد آخر ينضاف إلى أرصدة الأستاذ والنّاقد والكاتب المبدع توفيق بكّار، ويُغني خزينة إبداعه الغنيّة أصلا. وهي خزينة لا تُبليها الأيّام، ولا يُفنيها الاستعمال. و"تلك آثاره تدلّ عليه" وتقف شاهدا على مآثره الّتي تضعه في مصاف الخالدين الّذين نذروا على أنفسهم خدمة مشروع ثقافي حداثي، وأفنوا أعمارهم في الهجوم على معاقل الثّبات والتّحجّر ودكّ حصونها، ومحاربة أوكار الماضويّة ورموزها.
هو أستاذ الأجيال بلا مُنازع. فلولاه لما اغتنت كلّياتنا بخيرة الأساتذة الّذين حملوا المشعل وأكملوا المسيرة وذادوا عن المشروع. فكم من طالب امتلك ناصية البحث على يديه، وتضلّع من النّظريّات النّقديّة الحديثة من دروسه وترجماته، ونهل من مَعينه فتخرّج في مدرسته، وشقّ طريقه بكلّ اعتزاز وثبات مستفيدا من أحدث الإضافات.