الوضع الاقتصادي بفارس والبروليتاريا الفارسيّة


إبراهيم العثماني
الحوار المتمدن - العدد: 7402 - 2022 / 10 / 15 - 10:28
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

إبراهيم العثماني (تعريب)
تتعرّض فارس لأزمة اقتصاديّة عميقة تكمن أسبابها في البنية الحاليّة لهذا البلد.
فماذا كانت فارس قبل حركة رضا خان؟ كانت بلدا شبه إقطاعي يفتقر حتّى إلى سلطة سيّاسيّة موحّدة. والشّاه الّذي كان يسوس طهران لم يكن في الواقع إلاّ أحد السّادة الإقطاعيّين غزيري العدد شبه المستقلّين و يمارسون سلطة مطلقة كلّ في مجاله . وكانت الأغلبيّة المطلقة من السكّان تتكوّن من مزارعين عبيد هؤلاء السّادة. وكان المزارعون يسلّمونهم الجزء الأكبر من محصول عملهم في شكل ضرائب و أعمال سَخَرَة وإيجار. ولم يكن البلد ينعم بالسّلم والأمان، وكان المزارعون يقبلون مضطرّين وضع العبيد شريطة أن يحمي السّادة حياتهم وحياة عائلاتهم. وكانت المدن آهلة بالتّجار والحرفيّين والموظّفين.
ولم تكن هناك تقريبا مصانع ولا سكك حديديّة. وكانت القيصريّة الرّوسيّة والإمبرياليّة الأنقليزيّة تعرقلان بعث صناعة معمليّة وتغرقان البلاد ببضائعهما (شمال فارس هي السّوق الرّوسيّة وجنوب فارس هي السّوق الأنقليزيّة)، وتفرضان عليها اعتماد سياسة قمرقيّة تجعل من المستحيل تطوير صناعة وطنيّة. وباءت بالفشل كلّ محاولات الفرس بعث صناعة مّا . فالمعامل لم تكن قادرة على الصّمود في وجه المنافسة الأجنبيّة، وكانت تندثر[ بسرعة].
وما إن سمحت تجارة البضائع الأجنبيّة للتّجّار الفرس بالثّراء حتّى تكوّنت تدريجيّا شريحة من البورجوازيّة التّجاريّة الأهليّة دخلت مصالحها الاقتصاديّة الجديدة تدريجيّا في صراع مع النّظام شبه الإقطاعي القائم. وكان وجود مناطق نفوذ منفصلة عن بعضها البعض بحواجز قمرقية معرقلة للتّبادل التّجاري (ضرائب غير مشروعة وحتّى نهب) يثير الغضب الشّديد للرأسمال التّجاري.
أعطت الحرب الكونيّة وبالخصوص ثورة أكتوبر دفعا قويّا لانفجار غضب هذه الأوساط. وتجلّى هذا الشّعور أوّلا في النّضال الوطني الثّوري ضد الإمبرياليّة الأنقليزيّة ( تهديد الإمبرياليّة الرّوسيّة زال بعد تركيز سلطة السّوفيات في روسيا). وطالبت البورجوازيّة التّجاريّة بفارس بسحب الجيوش الأنقليزية وإلغاء المعاهدات غير المتكافئة وامتيازات الأجانب. وفي آن واحد تمّ الشّروع في التّصدّي للقوانين الإقطاعيّة الّتي تكبّل التّجارة. وسعت البورجوازيّة التّجاريّة إلى بعث دولة ممركزة وموحّدة تمثّل، من وجهة نظر اقتصاديّة، سوقا وطنيّة موحّدة.
وتوحّد الإمبرياليّون الأنقليز والسّادة الإقطاعيّون الفرس ضد الجبهة الوطنيّة الثّوريّة الّتي كانت تضمّ البورجوازيّة التّجارية الكبيرة، والبورجوازيّة الصّغيرة الحضريّة والبورجوازيّة الحرفيّة والعدد القليل من البروليتاريا. واستمرّ النّضال الوطني الثّوري الّذي قاده رضا خان حتّى ربيع 1925 لمّا حدث تحوّل فجئي.
فمــاذا حـــــدث؟
أدركت أنقلترا أنّ المساعدة الّتي كانت تقدّمها إلى السّادة الإقطاعيّين ظلّت عقيمة. وكان رضا خان قد نجح في بعث جيش ممركز لمقاومتهم ، وأسّس آليّة دَوْلية ممركزة أجبرتهم على الخضوع لها. ورأى الأنقليز أنّه يستحيل معاكسة الحركة التّاريخيّة الّتى لا يمكن تجنّبها والّتي ستقود إلى زوال الإقطاع في فارس. وكان رهان الأنقليز على الإقطاع رهانا خاسرا.
ومن ناحية أخرى، فقد تكوّنت في البلاد تجمّعات اقتصاديّة، فالبورجوازيّة التّجاريّة الكبيرة لم تعد توظّف أموالها في الصّناعة كما كان يحدث في أغلب بلدان الشّرق الأوسط ، وفي السّنوات الأخيرة كانت توظّفها في الميدان العقّاري ومن ثمّ فإنّ المنافسة الأنقليزيّة تمادت في الهيمنة على الصّناعة الأهليّة. وفارس لم تكن قادرة على إلغاء امتيازات أنقلترا القمرقية. وقد حقّقت البورجوازيّة التّجاريّة فوائد أكثر من اقتناء الأرض الّتي تستطيع أن تدرّ عليها عائدات جمّة وذلك باستغلال المزارعين. ولئن سعى الرأسمال التّجاري المحلّي إلى الانسحاب من المشاركة في الشّؤون التّجارية فإنّ ذلك المسعى يُفسَّرُ كذلك بكون الأنقليز الّذين ألفوا السوق الفارسيّة لم يعودوا في حاجة إلى وسطاء محلّيين. فالتّجار الصّغار يفلسون والرّأسمال الكبير يتّجه إلى الملكيّة العقّاريّة.
وهكذا انصهر الرّأسمال التّجاري في الرّأسمال العقّاري. وممّا لاشكّ فيه فإنّ الملاّكين العقّاريين الجدد لم يعودوا سّادة إقطاعيّين، ولم تعد لهم سلطة سيّاسيّة على المزارعين – العبيد. ولأنّهم ينحدرون من البورجوازيّة التّجاريّة أو من عالم الموظّفين فهم يرون بالخصوص في أراضيهم مصدر أرباح رأسماليّة.
عدّل توجّه الرّأسمال التّجاري نحو الأرض والتّقارب الكبير بين البورجوازيّة التّجاريّة والملاّكين العقّاريين طبيعة النّضال الوطني الثّوري الّذي يقوده رضا خان. وقد صمم الأنقليز على التّوافق مع البورجوازيّة التّجاريّة الّتي ما إن ربطت مصالحها بمصالح الملاّكين العقّاريين حتّى كانت مستعدّة للتّفاوض معهم. وكان تحوّل موقف البورجوازيّة التّجاريّة قد أدّى، من وجهة نظر السّياسة الخارجيّة، إلى تصفية النّضال الوطني الثّوري والمصالحة مع أنقلترا، وعلى المستوى الدّاخلي، إلى الانقلاب الملكي . فرضا خان الّذي أصبح رضا شاه قائد النّضال الوطني الثّوري ضد الإمبرياليّة الأنقليزيّة والسّادة الإقطاعيين كان ممثّل البورجوازيّة التّجاريّة الّتي عقدت، في ذلك الوقت، حلفا مع البروليتاريا ومع البورجوازيّة الحرفيّة للمدن .
وقد صادف أنّ الرّأسمال التّجاري قد قصّر في مقاومة هيمنة الأنقليز القمرقية في فارس ممّا قد يكون سمح له ببعث صناعة محلّية والتّحوّل إلى رأسمال صناعي. واتّجه الرّأسمال التّجاري نحو الفلاحة وأصبح شبه زراعي. وهكذا أخّر نموّ البلاد الاقتصادي . وعلى المستوى السّياسي فقد قايض دورَه الثّوري منذ عهد قريب بعمل رجعي.
و حقّق جمهور الفلاّحين قليلا من المرابيح بسبب تغيّر السّادة. فقد سعى الملاّكون الجدد إلى الحفاظ على جزء من الامتيازات الإقطاعيّة، ومن جهة أخرى تمادوا في استغلال المزارعين الّذين يشتكون من عبء الضّرائب والإيجار المشطّ استغلالا قاسيا. وأفلس المزارعون وتقلّصت قدرتهم الشّرائيّة . وازداد سكّان الحضر هم أيضا عوزا. وتسبّبت المنافسة الأنقليزيّة في استمرار إفلاس الحرفيّين، وطُرد التّجار الصّغار من عملهم كوسطاء. وضيّقت خصاصة السكّان الخناق على السّوق الدّاخليّة وترتّبت على ذلك أزمة اقتصاديّة أصبحت مزمنة.
ومادامت البورجوازيّة التّجاريّة تسند النّضال الوطني الثّوري فقد كان ذلك الوضع يذكّرنا بالحركة المماثلة الّتي عرفتها تركيا. لكن تركيا الكماليّة نجحت في إيصال النّضال المعادي للامبرياليّة إلى مستوى جعل من البورجوازيّة التّركية تشرع في بناء صناعة وطنية، وتصنيع البلاد لتجعلها تدريجيّا مستقلّة عن الرّأسمال الأجنبي. إن فارس بقيادة رضا شاه لم تستطع أن تفعل أكثر ممّا فعلت، وقد عقدت شبه مصالحة مع الامبرياليّة الأنقليزيّة وذلك بقبول تفوّقها الاقتصادي.
لكن أي بلد لا يستطيع أن يعيش حالة أزمة دائمة. لذا على جماهير فارس الكادحة أن تبذل جهدا بطوليا للتّخلّص من هذا الوضع إن عاجلا وإن آجلا. والشّرط الأوّل للانتصار هو القطع وبدون رجعة مع امتيازات الإمبرياليين الأنقليز التي تعرقل بعث صناعة وطنيّة وتدعّم الرّجعيّة السّياسيّة الدّاخليّة. والشّرط الثّاني يتمثّل في بعث سوق داخليّة، توطئة ضروريّة لتطوّر الصّناعة المحليّة. ولن يكون ذلك ممكنا إلاّ إذا تخلّص المزارعون الفرس من عبء الضّرائب والإيجار المرتفع أي عندما يصبحون سادة الأرض الّتي يفلحونها.
***
وعلى هذه الخلفيّة الاقتصادية المزرية من المهمّ أن نتفحّص واقع الطّبقة العاملة الفارسيّة، ومنظّماتها، وظروف عيشها وظروف عمل العمّال.
لم يحقّق التّطوّر الصّناعي بفارس، إلى حدّ الآن، تقدّما مهمّا رغم أنّ هذا البلد يزخر بثروات طبيعيّة. وأثناء الحرب الكونيّة ولمّا عجزت روسيا وأنقلترا عن تزويد السّوق الفارسيّة بالمواد الكافية تدعّمت الصّناعة الوطنيّة قليلا بل بُعثت مؤسّسات جديدة عدّة. لكن نظرا إلى الأسباب الّتي سبق ذكرها فإنّ الصّناعة الفارسيّة بدت عاجزة عن مزيد التّقدّم.
• وفي فارس وإلى يوم النّاس هذا تهيمن الصّناعة الحرفيّة والصّناعة المنزليّة. ونحن نعرف أنّ صناعة الزّرابي هي، بالخصوص، صناعة ذائعة الصّيت هناك. والمصانع قليلة جدّا ومن جهة أخرى، ماهو موجود قليل الأهميّة ( مصانع حلاجة القطن، والصّابون، معمل الكبريت في تبريز*، مصنع النّسيج بإصفهان، تكرير السكر بمازندران، صناعة الأسلحة بطهران والبلّور بشيراز ومصانع أخرى).
ويجدر بنا أن نتفحّص بشكل منفصل امتياز النّفط الّذي تحظى به الشّركة الأنقليزيّة- الفارسيّة للنّفط. فهذه الاستثمارات تقع وسط فارس، وتشغّل ما يقارب36.000 عامل.
وفي الجملة يعدّ في فارس أكثر من 100.000 عامل وبروليتاري حرفي (هذا العدد لا يشمل عمّال النّفط موضوع حديثنا) . فأكثر من نصف هذا العدد متمركز في طهران وتبريز. ويذكّرنا وضع العامل الفارسي بوضع العمّال الأروبيين زمن التّراكم البدائي [للرّأسمال]. فقد عمّقت منافسة السّلع الأجنبيّة [ للسّلع المحليّة] استغلال العمّال. ويدوم يوم العمل بين 12 و16ساعة، وتكون الأجور ضعيفة جدّا مقارنة بما كانت عليه في أروبا. ويكثر تشغيل النّساء والأطفال ولايزال استغلال العمّال الكهول أشدّ قسوة من استغلال الآخرين. وعلى سبيل المثال فإنّ%75 من اليد العاملة في مصنع الزّرابي تتكوّن من الأطفال الّذين يفتك بهم مرض السّلّ فتكا وسرعان ما يصابون بالعمى.
يشتغل عمّال الشّركة الأنقليزيّة الفارسيّة 12 ساعة [ في اليوم الواحد] ويتقاضون بين 2و3 كرن (الكرن يساوي تقريبا 2فرنك). وهناك أطفال تتراوح أعمارهم من 12 إلى 14 سنة يتعاطون أعمالا شاقّة. وبوسعنا أن نقيّم وضع عمّال الشركة البريطانية صاحبة الامتيازات من خلال تّقريرسلّمته ، في بداية هذه السّنة إلى البرلمان ، "جمعيّة العمّال الفرس لاستثمارات النّفط الجنوبيّة" حيث نقرأ، من بين ما نقرأ، في هذه الوثيقة: " من سيأتي ليرى أكواخنا البائسة المثقوبة من كلّ جانب والّتي تقوم مقام بيوت لنا؟ من سيرى كيف أنّ عمل الصّيف يُعمي عيوننا، وكيف أنّنا خاضعون لحرارة ملتهبة؟ من سيعرف أنّنا نموت مسمّمين بغازات خانقة؟ ومن سيولي أهمّية لأطفالنا العراة الّذين يموتون جوعا؟".
إنّ عمّال الشّركة مضطرّون إلى قبول دفع جزء كبير من أجورهم لفائدة الأكواخ والخيام الّتي يقطنونها في مدينة عبدان. والعاطلون عن العمل كُثُر والإدارة الأنقليزيّة تستغلّ ذلك الوضع لتخفيض أجور العمّال. وبصفة عامّة، فإنّ العمل الّذي ينجز في الاستثمارات البتروليّة يذكّرنا بالخدمة العسكريّة الإجباريّة أكثر ممّا يذكّرنا بعمل النّاس الأحرار. فالعمّال تسلّط عليهم غرامة ماليّة كلّما ارتكبوا أبسط خطإ. وتُخضع الإدارة الأنقليزيّة العمّال لعمل لا إنساني وقاس جدّا.
الضّعف العددي للبروليتاريا الفارسيّة ينعكس على منظّماتها:
توجد الحركة النّقابيّة الفارسيّة منذ عديد السّنوات. وأوّل نقابة فارسيّة تكوّنت بطهران سنة 1906 هي نقابة الطّباعة، ولكن في سنة 1918 فقط وإثر إضراب ناجح سُمح لها بتحقيق يوم عمل ب8ساعات وعقد جماعي، أصبحت تضطلع بدور كبير في الحركة العمّاليّة، وقدّمت للعمّال المثال في التّنظّم الضّروري للنّضال ضد أرباب العمل.
بلغت الحركة النّقابيّة الفارسيّة أوجها أثناء السّنوات الأولى للنّضال الوطني الثّوري. ففي سنة 1921 بلغ عدد العمّال النّقابيّين 20.000 .إلاّ أنّ النّقابات لم تكن بعد قويّة على المستوى التّنظيمي، وفي سنة 1922-23 لم يبق أكثرمن10 أو 12.000 منخرط في النّقابة أكثر من 8.000 منهم في طهران يجمعهم المجلس النّقابي لهذه المدينة. وفي سنة 1923 فكّكت السّلط (رضا خان) النّقابات العمّاليّة أثناء انتخابات المجلس لأنّ العمّال أبدوا روحا ثوريّة. وفي سنة 1924 لم تبق إلاّ 6 نقابات ب 1300 عضو في طهران. وفي سنة1925 وأثناء صراع الجمهوريين مع الملكيّين، في انتخابات الجمعيّة التّأسيسيّة وبعد انقلاب رضا شاه، تمّ تفكيك النّقابات من جديد. ومنذ ذلك الوقت وهي في حالة سبات .
يقدّم الجدول التّالي فكرة عن تركيبة النّقابات وعدد منخرطيها قبل تفكيكها:

المهن...........1921..............1922..............1923..............1924
الطّباعة.........180...............200................200................250
عمّال مغازات النسيج
..............350...............80....................- ..................-
عمّال المخابز..3.000..........2.000..............1.800..............-
عمّال التجارة..250..............200................ - ..................-
عمّال البريد....90...............100................120..............-
موظّفو البرق....180...........564................564.............. -
صنّاع الحلويات.300.........400................400.............. -
إسكافيّون...1.800 ............1.800............1.800...........150
خيّاطون....2.000.............1.000............2.000...........150
صنّاع الشرائط..150........150.................150 ..............-
مدرّسون.........150.........480...............400 ..............-
خبّازون..........-..............-................... 720 ..............-
عملة الصيدلة..-..............-.................... 130..............100
عملة البلديات..-..............-.....................500 ..............-
التّبغ..............-..............-...................2.500..............-
النّسيج...........-..............-.................... -....................200
البناء............-..............-....................-.....................400
سبّاحون.......-...............-....................-.....................200

وحسب مصادرنا فإنّ النّقابييّن في طهران حاليّا هم : 150عمّال الطّباعة (عملة مطبعة المجلس العسكريّة لا يسمح لهم بالانخراط النّقابي)، 40عامل بناء (هناك في طهران 800 عامل في هذه الصّناعة) وبين 50 و60 عامل نسيج ( من بين 500 يوجدون في طهران). وتوجد كذلك تجمّعات قليلة العدد من عمّال:خبّازين وإسكافيين وخيّاطين وعمّال آخرين. وتبذل السّلط كلّ ما في وسعها لإفساد هذه النّقابات وذلك بحمل القادة على قبول فكرة التّعاون الطّبقي. والبروليتاريا الّتي تشتغل في الشّركة الأنقليزيّة – الفارسيّة للنّفط لايحقّ لها الانتساب إلاّ إلى النّقابات الّتي تؤسّسها الإدارة.
إنّ ضعف المنظّمات النقابيّة وقمع الحكومة يفشلان الإضرابات. وقبل تفكيك الحركة النّقابيّة كانت تُشنّ الإضرابات بما فيه الكفاية وتنتهي عادة بانتصار العمّال. وما إن أُخمدت الحركة النّقابيّة الفارسيّة حتّى أصاب الحركةَ الإضرابيّةَ كثير من الوهن. لكن تُشنّ من حين لآخر إضرابات. وهكذا في ماي 1927 شنّ الموظّفون العموميّون إضرابا فخُصمت مرتّباتهم، وتظاهر700 موظّف فرّقتهم الشّرطة مستعملة الخيّالة.
يُفسّر ضعف الحركة العمّاليّة كذلك بضعف الحزب الشّيوعي الفارسي الّذي يطارده بوليس رضا شاه. إنّ توحيد القوى الشّيوعيّة المشتّتة والتّدعيم التّنظيمي للحزب الشيوعي الفارسي هما الشّرط الضّروري لاستفاقة جديدة للحركة العمالية الفارسيّة.

المصدر:
Eydous, H., « La situation économique en Perse et le prolétariat persan», In : Revue Internationale Syndicale Rouge, n° 79-80, Aout-Septembre 1927.
• فضّلنا أن نستعمل كلمة تبريز اسم إحدى المدن الإيرانية عوض كلمة توريز الّتي استعملها الكاتب أيدوس لأنّها بدت لنا غير دقيقة– المعرّب.