|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: محمود يوسف بكير |
الأديان والحداثة والفقر الفكري
1- من أجمل وأدق التعريفات التي قدمها الفلاسفة للدين ما قاله ماركس منذ أكثر من قرنين بإنه تنهيدة المظلوم وإنه أفيون الشعوب بمعنى أن الدين لا يحل المشاكل، ولكنه ببساطة يجعلك تنسى أن هناك مشكلة تماما مثل الأفيون. ونحن في العالم العربي من أشطر الشعوب في حل المشاكل عن طريق تجاهلها أو الهروب من استحقاقاتها حتى تكبر وتستفحل ويصبح من الصعب تجاهلها أو حلها، وعندها نحيل المشكلة إلى السماء ونطلب منها الحل. ومن التطبيقات العلمية التي تدعم أو توضح فكرتي أن أحد الأصدقاء في مصر أرسل لي فيديو كليب يصور المآسي والمعاناة التي يعاني منها الفلسطينيون منذ أكثر من عام والعرب يتجاهلون المشكلة. وعند نهاية الفيديو القصير ظهر أحد الشيوخ وهو يدعو الله أن ينصرنا على إسرائيل وأن يرينا فيها عبره وقوته وقال مخاطبا الله "إنهم لا يعجزونك" وهكذا حل مولنا مشكلة الفلسطينيين وهو جالس على مقعده أو نائم في سريره من خلال إثارة حفيظة الله ضدهم، وهذا بالطبع حل سريع للمشكلة وبالتأكيد أسهل من أن يطالب حكومته بقطع العلاقات مع إسرائيل وتقديم الدعم للفلسطينيين والتحرك بشكل جماعي على المستوى الدولي لوقف العدوان السافر لإسرائيل على المدنيين في فلسطين والآن لبنان. وعندما نفشل في الحصول على ما نريد من السماء نبدأ في زيادة جرعة الأفيون من خلال الحلم بنعيم الحياة القادمة فهناك سنتخلص من الظلم والفقر إلى الأبد، ولا يتعين علينا أن نفعل أي شيئ سوى الدعاء والصبر.
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |