الأمل في تحقيق حياة كريمة أمل في تحقيق الاشتراكية وتوابعها...


محمد الحنفي
الحوار المتمدن - العدد: 8007 - 2024 / 6 / 13 - 20:32
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية     

عندما يحكمنا الأمل، في الوصول إلى ما نحب، نعتقد أن الأمل، لا يكون إلا فرديا. والأمل الفردي، يختلف من فرد، إلى فرد آخر، ويكون محكوما بالشروط الطبقية، أو الذاتية، أو الموضوعية، التي يعيشها ذلك الفرد: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا. وهذا النوع من الأمل، هو الذي يقف وراء كل أشكال الفساد القائمة في المجتمع، وهو الذي يقف وراء شيوع التطلعات الطبقية في المجتمع، التي تتحقق في فكر، وفي ممارسة البورجوازية الصغرى، وفي فكر، وفي ممارسة المرضى بعقلية البورجوازية الصغرى، من الأجراء، وخاصة: القيادات النقابية، التي تنتمي إلى الفلاحين الفقراء، والمعدمين، ويصعب أن يدرك هؤلاء، أن أملهم لا يتجاوز أن يكون أملا، يحمل من السلبية ما يجعل المستفيدين منه، لا يتجاوزون أن يكونوا:

1) إما من الطبقة الحاكمة، الذين يمارسون كافة أشكال الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

2) وإما من البورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، مما يجعل هذه الطبقات، تنطوي على نفسها، وعلى مستقبلها، وعلى مستقبل أبنائها، وبناتها، الذين، واللواتي، يعوضون، ويعوضن البورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، مما يترتب عنه: إنتاج نفس التشكيلات الاقتصادية، والاجتماعية، القائمة، عن طريق تجدد البورجوازيين، والبورجوازيات، والإقطاعيين، والإقطاعيات، وتجدد التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف.

3) البورجوازية الصغرى، التي تتأرجح بين الحرص على تحقيق التطلعات الطبقية، لتصير من كبار الأثرياء، أو لتصير، على الأقل، من الأثرياء، من أجل أن تتحول بعد موتها، إلى عقارات موروثة، من قبل أقاربها، أو من قبل عقبها، الأمر الذي يترتب عنه: أن البورجوازية الصغرى، هي التي تقع، كطبقة وسطى، بين المطرقة، والسندان، أو بين السقوط إلى الأعلى، والصعود إلى الأسفل، لتصير جزءا لا يتجزأ من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين لا يعتمدون إلا على العمل، من عرق جبينهم، ولا يتجاوزون العيش، والاستقرار المادي، والمعنوي، إلى ما سواه.

والأمل في الحياة الكريمة، هو أمل، يسعى إلى جعل الإنسان، يعتقد أن الحياة الغريبة، هو الأساس الذي يتم الانطلاق منه، للسقوط إلى الأعلى، مع أن الأمل في الحياة الكريمة، أن يعيش الإنسان، متمسكا بكرامته، التي تعفيه من قبول الذل، والهوان، الذي يدفعه إلى السعي إلى تحقيق التطلعات الطبقية، مع أن الكرامة، لا تعني ذلك إلا بقدر ما تعني: الحرص على عدم السقوط إلى الأعلى، والصعود إلى الأسفل، ليصير من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

فالسقوط إلى الأعلى، يجعل البورجوازية الصغرى، تصير فاسدة، وتصير مريضة بتحقيق تطلعاتها الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لتصير مستغلة لفسادها: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، لتنتقل عن طريق ممارسة الفساد، إلى صفوف الطبقات الوسطى، ثم إلى صفوف البورجوازية، والإقطاع، المتخلفين، أو إلى صفوف التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، أو الأكثر تخلفا، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

والأمل الجماعي، لا يكون إلا من أجل تحقيق الاشتراكية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وأمل من هذا النوع، لا يمكن أن يقبل بالعمل على تحقيق التطلعات الطبقية، التي لا يمكن أن تتحقق إلا بالفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. وهذه الأشكال من الفساد سرعان ما تنقل ممارسيها إلى تحقيق تطلعاتهم الطبقية، التي يصعب تحقيقها، بدون ممارسة الفساد، بأنواعه المختلفة، خاصة، وأن الفساد يعتبر مدخلا لتحقيق التطلعات الطبقية، التي يحققها الفاسد، أو الممارس للفساد، الذي يرتقي بسرعة، في اتجاه أن يصير بورجوازيا، أو إقطاعيا.

والأمل الجماعي، لا وجود، فيه، لشيء اسمه: تحقيق التطلعات الطبقية، بقدر ما يقتضي التضحية، والمزيد من المال، وبالوقت الخاص، وبالعمل من أجل انتزاع المزيد من المكاسب: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في أفق تحقيق التحرير: تحرير الإنسان، والأرض، والاقتصاد، من العبودية، والاحتلال الأجنبي، ومن التبعية، ومن خدمة الدين الخارجي، وتحقيق الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل، للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الدولة الاشتراكية، التي، بدونها، لا يستقر المجتمع: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، من منطلق: أن الصراع الطبقي، هو الذي يؤدي إلى تحقيق التطور الإيجابي، في اتجاه تحقيق الاشتراكية، التي هي مبتدأ العدالة الاجتماعية، ومنبرها، في أفق الاشتراكية، والعمل على بناء الدولة الاشتراكية، لحماية التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، وباقي المكتسبات الجماهيرية، والحيلولة دون عودة النظام الرأسمالي، الذي يقوم في بلادنا، على أساس الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، ومن منطلق الفساد الانتخابي، والجماعي، وفساد الإدارة الجماعية، وفساد الإدارة المخزنية.

فما العمل، من أجل جعل الأمل الجماعي، هو السائد في المجتمع، يحمله كل فرد في فكره، ويسعى إلى تحقيقه بممارسته، ويعمل على جعله حاضرا في الفكر الحزبي، وفي الممارسة الحزبية: الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية؟

وهل يمكن أن يتسلح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالأمل الجماعي، المتمثل في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية؟

وهل يمكن أن تتشبع الجماهير الشعبية الكادحة، بالأمل الجماعي، والعمل على تحقيقه على أرض الواقع؟

وهل يمكن أن يتشبع الشعب المغربي، بالأمل الجماعي، وينخرط بكل فئاته، في الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، والنضال، بواسطتها، من أجل تحقيق الأمل الجماعي، في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية؟

وهل يمكن للأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، أن تخلص، في فكرها، وفي ممارستها، حتى تحقيق الأمل الجماعي، كما تم تحديده؟

وما هي الغاية من تحقيق الأمل الجماعي؟

وللعمل من أجل جعل الأمل الجماعي، هو السائد في المجتمع، يحمله كل فرد في فكره، ويسعى إلى تحقيقه بممارسته، ويعمل على جعله حاضرا في الفكر الحزبي، وفي الممارسة الحزبية، الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، نرى ضرورة:

1) العمل على توعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعلى توعية الجماهير الشعبية الكادحة، وتوعية الشعب المغربي الكادح، بالأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وبعلاقات الإنتاج، وبدور العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والجماهير الشعبية الكادحة، والشعب المغربي الكادح، في جعل الإنتاج منطلقا للتأثير على الساحة العامة، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وبدورهم جميعا، في التأثير على الحياة العامة، وعلى الحياة الخاصة.

والدور الذي قد يلعبه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والجماهير الشعبية الكادحة، والشعب المغربي الكادح، في تحقيق الأمل الجماعي، المتمثل في تحقيق تحرير الإنسان، والأرض، والاقتصاد، من العبودية، ومن الاحتلال الأجنبي، ومن التبعية، ومن خدمة الدين الخارجي.

2) الانخراط الجماعي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وللجماهير الشعبية الكادحة، وللشعب المغربي الكادح، في الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، من أجل جعل الأحزاب المذكورة، تقول كلمتها الأولى، في النضال من أجل تحقيق الآمال المشتركة، التي يؤدي تحقيقها، إلى تغيير الأوضاع: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ولصالح الشعب المغربي الكادح، وفي إطار تحقيق الأمل الجماعي، الذي يهدف إلى التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

3) العمل على حماية المكتسبات، التي تتحقق لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ولصالح الشعب المغربي الكادح؛ لأن حماية المكتسبات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من المهام القانونية، التي يجب التنصيص عليها، في القوانين الخاصة.

ومن مهام الدولة، عبر أجهزتها المختلفة، التي عليها أن تعمل على تفعيلها، ضد كل من يستغل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ودون تمتيعهم بحقوقهم الإنسانية، والشغلية، وضد من يتطاول على حقوق الجماهير الشعبية الكادحة، وضد من يهضم حقوق الشعب المغربي الكادح، ومن أجل أن يحترموا كافة المكتسبات، التي صارت من صالح كافة الكادحين.

4) العمل على توعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعلى توعية الجماهير الشعبية الكادحة، وعلى توعية الشعب المغربي الكادح، بالحقوق الإنسانية، والشغلية، حتى الحقوق التي يضمنها القانون: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حتى يتخذوا المواقف المناسبة، من الذين يعملون على هضم حقوقهم: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من أجل المحافظة على مكتسباتهم، وفي أفق الضرب، بيد من حديد، على كل من يتجرأ على المس بحقوقهم الإنسانية، والشغلية، والقانونية، غير أن دولتنا المنحازة، بحكم طبيعتها المخزنية، إلى جانب البورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، لا يمكنها ،بسبب ذلك الانحياز، أن تتخذ أي إجراء ضد البورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، مما يجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يعرفون حقوقهم الإنسانية، والشغلية، والقانونية، وعلى يد من يتحكم في الأمور، عن طريق ملكية وسائل الإنتاج: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، الأمر الذي يترتب عنه: جعل الحرمان مؤبدا، وقائما مدى الحياة، ما لم يتغير الواقع: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ولصالح الشعب المغربي الكادح.

وانطلاقا من جعل الأمل الجماعي، هو السائد في المجتمع، فإنه يمكن أن يتشبع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالأمل الجماعي في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، وفي حالة حصول ذلك التشبع، فيما بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، فإننا ننتظر منهم: العمل على المطالبة بتمتيعهم بالحقوق الإنسانية، والشغلية، عن طريق تكوين نقابات مبدئية مبادئية، تقود نضالاتهم المطلبية المختلفة، وتعمل على انتزاع مكاسب معينة، لصالحهم، ولصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ولصالح الشعب المغربي الكادح، لأن كل مكسب ينتزعه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يكون لصالح الجميع، وبدون استثناء، ويمكن، كذلك، أن تتشبع الجماهير الشعبية الكادحة، بالأمل الجماعي، إذا وجد هناك من يرتبط بها، ومن ينشر، فيما بينها، الأمل الجماعي، حتى تعمل على فرض تحقيقه، على أرض الواقع: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، كما يمكن أن يتشبع الشعب المغربي الكادح، بالأمل الجماعي، حتى ينخرط أفراده، في الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، حتى يعمل أفراد الشعب المغربي، على جعل الأحزاب المذكورة، تقود نضالاتهم، في أفق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، حتى يتبين الجميع، الدور الذي يمكن أن يقوم به الشعب المغربي، في أفق انتزاع الأمل الجماعي المشترك، الذي يستفيد منه جميع أفراد الشعب، مهما كانوا، وكيفما كانوا، على المستوى الاقتصادي، وعلى المستوى الاجتماعي، وعلى المستوى الثقافي، وعلى المستوى السياسي، كما يمكن للأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية والعمالية، أن تخلص للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وللجماهير الشعبية الكادحة، وللشعب المغربي الكادح، في فكرها، وفي ممارستها، وأن تقود نضالاتهم، جميعا، حتى تحقيق الأمل الجماعي، المتمثل في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كما صاغها الشهيد عمر بنجلون.

والحرص على تحقيق الأمل الجماعي، كما تم تحديده، من قبل المرحوم: الشهيد عمر بنجلون، في تقديمه للتقرير الأيديولوجي، أمام الم المؤتمر الاستثنائي، المنعقد في يناير 1975، أت من كون الطبقات المستغلة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وللجماهير الشعبية الكادحة، وللشعب المغربي الكادح، بالغت كثيرا في استغلالها، وأتت على الأخضر، واليابس، مما يجعل العمل على تحقيق الملكية الجماعية للشعب المغربي، لوسائل الإنتاج الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، يسود بين أفراد الشعب المغربي، حتى يصير التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، هو السائد، في إطار تحقيق الأمل الجماعي، المشار إليه أعلاه.

والغاية من تحقيق الأمل الجماعي، هي تحرير الإنسان، والأرض، والاقتصاد، من العبودية، ومن الاحتلال الأجنبي، ومن التبعية، ومن خدمة الدين الخارجي، وتحقيق الديمقراطية بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والعمل على نفي الديمقراطية المخزنية، أو ديمقراطية الواجهة، كما سماها الفقيد: أحمد بن جلون، قائد حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي خانه، من خانه، بالانسحاب منه، وتحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الاشتراكية، خاصة، وأن العبودية، لا زالت سائدة في مجتمعنا، وأن الديمقراطية بمضامينها المذكورة، مغيبة، وأن العدالة الاجتماعية، بالمضمون المذكور، مغيبة من الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، ونفيها هو الذي يكرس حرمان العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وحرمان الجماهير الشعبية الكادحة، وحرمان الشعب المغربي الكادح. وقد آن الأوان، لوضع حد لهذا الحرمان، الذي يزداد تعمقا، بازدياد ثراء الأثرياء، من البورجوازيين، والإقطاعيين، والمتمتعين بامتيازات الريع المخزني، وتجار الممنوعات، والمهربين، من، وإلى المغرب، والناهبين لثروات الشعب المغربي، والمرتشين.