المركزية الديمقراطية تستلزم صدق الانتماء، وصدق النضال في صفوف اليسار، من أجل الجماهير الشعبية الكادحة...
محمد الحنفي
الحوار المتمدن
-
العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 02:54
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
إن الديمقراطية المركزية، لا تعني إلا إفساح المجال، أمام مساهمة أعضاء التنظيم، في التقرير، وفي التنفيذ، حتى يشعروا بانتمائهم إلى تنظيم معين، وإلا، فإن المركزية، لا تعرف فيها، ومن خلالها، إلا الممارسة البيروقراطية، التي تتناقض مع الديمقراطية، فلا وجود للديمقراطية، التي لا يمكن أن تقبل في التنظيم الجماهيري الحزبي، كما لا يمكن أن تقبل في التنظيم الجماهيري التابع، لأن البيروقراطية، وحزبية التنظيم الجماهيري، وتبعيته لجهة معينة، أوجه، لا تعني في نهاية المطاف، إلا انعدام الديمقراطية، والحزب، الذي يتحكم في التنظيم الجماهيري، هو حزب غير ديمقراطي، لأنه يحول دون تحول التنظيم الجماهيري، إلى تنظيم ديمقراطي.
والتنظيم الديمقراطي، هو الذي تكون فيه الكلمة لقواعد التنظيم، من خلال مساهمتهم في التقرير، والتنفيذ، من خلال استحضارهم، في كل المراحل، للتعبير عن رأيهم، والمساهمة في بلورة المواقف، والقرارات، التي تدفع بالتنظيم إلى الأمام، وترفع شأنه، قبل أن توضع القرارات بين أيدي الجهاز المحلي، أو الإقليمي، أو الجهوي، أو الوطني، ليعمل على تنفيذ تلك القرارات: الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الثقافية، أو السياسية، التي تخدم مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ومصالح الشعب المغربي الكادح.
وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كان في بدايته، من بعد 08 ماي، مباشرة، وبعد المؤتمر الوطني الرابع مباشرة، وخاصة، بعد وصول العديد من التحريفيين، إلى قيادة الحزب، بدأوا يشيعون الممارسة التحريفية، في الحزب، وشرعوا يعطلون التنظيمات المختلفة: المحلية، والإقليمية، والجهوية، مما يجعل القرارات الحزبية، تبقى سجينة الأوراق، ولا تعرف طريقها إلى التنفيذ، مما يجعل عمل الحزب، يعرف تعطيلا مقصودا، من قبل التحريفيين، الذين أبوا على أنفسهم، إلا أن يكونوا في مستوى ما يقتضيه التحريف، الأمر الذي يترتب عنه:
1) أن التحريف، عرف طريقه إلى تاريخ الحزب، الذي أصبح يعتبره التحريف، حزبا مؤسسا، وليس امتدادا للحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية، كما كان يقول الفقيد أحمد بنجلون، منذ حركة 08 مايو 1983 وفي اللقاءات الحزبية: الوطنية، والإقليمية، وعلى صفحات جريتي المسار، والطريق، اللتين لعبتا دورا رائدا في صفوف المناضلات، والمناضلين، قبل تمكن القيادة التحريفية من السيطرة على جريدة الطريق، من فكر، ومن ممارسة الطريق، التي أصبحت سائدة في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي أصبح محرفا، جملة، وتفصيلا، ولا علاقة له بحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، في عهد القائد: الفقيد أحمد بنجلون، ولا حتى في عهد القائد: الأستاذ عبد الرحمن بنعمرو، الذي أصبح يحيط به التحريفيون، من كل جانب، حتى صار يصدق، ويقتنع بما يحكم قناعة التحريفيين.
2) أن الحزب، بعد المؤتمر الوطني الثامن، تغيب فيه الديمقراطية، جملة، وتفصيلا، وأصبح يروج في الحزب، ما يسعى إليه التحريفيون، الذين أصبح تحريفهم سائدا في الحزب، وكل من فضح تحريفهم، يواجه بالطرد، كما حصل مع فرع قصبة تادلة، ومع الرفيق عبد السلام الشاوي، ومع الرفيقة فاطمة الصمراوي، ومع الرفيقة حكيمة الشاوي، نائبة الكاتب العام، ومع الرفيقة فطومة توفيق، عضوة الكتابة الوطنية، ومع العديد من الرفيقات، والرفاق، الذين تم تهميشهم، في الوقت الذي يتم فيه النفخ في التحريفيين، أو الذين ينتجون عملية التحريف، مهما كانوا، وكيفما كانوا، وما داموا يعملون على تسييد التحريف في الحزب، من أجل أن يفقد حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي قيمته، كحزب ثوري، استعدادا لما يسمونه ب (الاندماج)، مع المخزن، الذي لم يسلمهم وصل الإيداع، على أساس الاندماج، بل سلمهم وصل الإيداع، على أساس حزب مؤسس.
وهذا الحزب المؤسس، لا وجود في تقاريره، المنشورة في مجلة الطريق المقرصنة، أي فكرة، من أفكار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي. إن الحزب لم يندمج على مستوى التقارير، فاعتبرنا التحريفيين غير مندمجين، ووصفناهم بالمنسحبين، أو بالمنقلبين عن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الملتحقين بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي.
3) ومن تحريفاتهم، أن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ليس حزبا للطبقة العاملة، الذي عنينا به، منذ 08 ماي 1983، على أنه حزب الطبقة العاملة، وأيديولوجيته هي أيديولوجية الطبقة العاملة، ونفس الأشخاص الذين كانوا يؤكدون على أن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، هو حزب الطبقة العاملة، وحزب الطبقة العاملة، هو حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، لأن مفهوم الطليعة، طليعة المجتمع. وطليعة المجتمع، هي الطبقة العاملة، والطبقة العاملة، ستبقى قائمة، شئنا، أم أبينا، لأنه إذا صار المستغلون يعتمدون الإنسان الآلي، فإن الإنسان الآلي، يبقى إنسانا آليا، والذي يشغله، عامل مؤهل، وهو مجرد كائن آلي، لا عقل له، لا يفكر أبدا، ولا يطور، ولا يتطور، ولا يبدع في عمله، لأنه يقوم بحركة متكررة،، حسب التوجيه الذي يتلقونه، من العامل المؤهل، الذي يشرف عليه، ليقوم بالعمل البسيط المتكرر، والموجه من قبل العامل المؤهل، الذي يشرف على توجيه مجموعة معينة، من العمال الآليين، الذين لا يفكرون، وينتجون فائض القيمة الكبير، الذي يذهب إلى جيوب مالكي وسائل الإنتاج، ومالكي العمال الآليين. وكل ما يقومون به، هو رفع أجر العمال المؤهلين، للإشراف على العمال الآليين، وتوجيههم إلى ما يقومون به، عن طريق الجهاز الإليكتروني، الذي ير تبط بالعمال الآليين، إلى مستوى خيالي، يجعل العامل المؤهل، يشعر، وكأنه بمثابة رب العمل، ويعيش عيشة البورجوازيين، والإقطاعيين، ولا يعتبر نفسه مجرد عامل أجير، يتم إرشاؤه من قبل رب العمل، بالأجر المرتفع، إلى درجة الخيال، بينما العامل المؤهل، الذي يشتغل في المعمل، الذي به عمال مؤهلون، لا يتقاضون، لا أجورا بسيطة، على العمل الذي يقومون به، سواء كان بسيطا، أو مركبا، لا لشيء، إلا لأن العمال المؤهلين، الذين ينجزون أشغالا معينة، سيطالبون بالمساواة في الأجور، فيما بينهم، وبين المشرف على عملهم، لآنه لا يفضلهم بأي شيء، إلا بارتفاع الأجر، ولا شيء آخر.
فالطبقة العاملة، تبقى طبقة عاملة، سواء كانت مركزية، أو كانت مشرفة على العمال الآليين. ونظرا لأننا نهتم بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ونرفع قيمة المشغلين، الذين صاروا يمتلكون ثروة هائلة، تعد بالملايير، على حساب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والذين يتلقون فتات الأجور، التي لا تسمن، ولا تغني من جوع، مع الحرمان، في معظم الأحيان، من الحقوق الإنسانية، والشغلية، التي تصبح جزءا لا يتجزأ من الرأسمال المالي، الذي يصير في حيازة رب العمل.
4) ومن هذه التحريفات، التي صار يروج لها المحرفون، أن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أصبح عاجزا عن النمو، والتطور، لا على المستوى الأيديولوجي، ولا على المستوى السياسي، ولا على مستوى الفكر، ولا على مستوى الممارسة، ولا مستوى الاستقطاب، الذي وصل إلى الباب المسدود، وخاصة في صفوف الشباب، الذي لم يعد يرتبط بالحزب؛ لأن الخطاب الذي وصل إلى الباب المسدود؛ لأن الخطاب الدي يجذبه إلى الحزب، اختفى من الحزب، على يد التحريفيين، جملة، وتفصيلا. وطريقة الاستقطاب صارت مختلفة، جملة، وتفصيلا، عن النظام الديمقراطي، وعن الاشتراكية العلمية، وعن الرغبة في بناء الحزب الاشتراكي، على أسس علمية دقيقة، وحزب ديمقراطي، وحزب تقدمي، وحزب يساري بامتياز، وصولا إلى أن يصير الحزب ثوريا.
فالتحريفيون، صاروا يعتمدون تسييد المصالح بينهم، وبين الراغبين في الارتباط بالحزب، على أساس الارتباط الذي يخدم مصالح المرتبطين الجدد بالحزب: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا. وهؤلاء المرتبطون الجدد بالحزب، يحرصون على أن يصيروا مستفيدين من مختلف الامتيازات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تؤهلهم بالاستعداد إلى الانتخابات، كمرشحين، وإلى احتلال الصدارة في الجماعات الترابية، وفي البرلمان، من أجل أن يصير للمحرفين فريق برلماني، يبرز فيه التحريفيون، وخاصة أولئك الذين يتقربون من المسؤولية الأولى، للسلطة المخزنية، ويتمتعون، في نفس الوقت، بامتيازات الريع المخزني، الذي أصبح العديد من المحرفين، يتمتعون به: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.
5) حرص المحرفين، على أن يتحول حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، من حزب عمالي، يقتنع بالاشتراكية العلمية، إلى حزب لا تنتظم فيه إلا البورجوازية الصغرى، أو المتشبعين بعقلية البورجوازية الصغرى، حتى يسهل عليهم إعداد الحزبيين، إلى ما سموه ب (الاندماج). وهو، في الواقع، ليس إلا انسحابا من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أو انقلابا على حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والتحاقا بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي. والمحرفون، يصرون على ذلك، الذي يسمى: (اندماجا)، وأن هذا (الاندماج)، تم معه حل الأحزاب (المندمجة)، بما فيها: حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بينما نجد أن الوصل الذي تسلموه من وزارة الداخلية، تسلموه على أساس، أن حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، هو حزب مؤسس، وليس حزبا ل: (الاندماج)، من الأحزاب، والتوجهات (المندمجة)، والتي ساهم أعضاؤها، وقياداتها في تأسيس الحزب، الجديد: حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، والتأسيس، لا يعني حل الأحزاب الأخرى، بل إن من لم يلتحق بالحزب الجديد، المؤسس من تلك الأحزاب، يستمر في حزبه، شاء، من شاء، وكره، من كره، وخاصة، إذا كان هذا الحزب، من طينة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بهويته الاشتراكية العلمية، والمركزية الديمقراطية، وأيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على اختلاف التسميات. والمضمون واحد.
وإذا كان حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، متمسكا بهويته: الاشتراكية العلمية، والمركزية الديمقراطية، وأيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، فإنه لا يمكن أن يكون، ولا يمكن أن يستمر، إلا بهويته المذكورة. فإذا انتفت الهوية، صار شيئا آخر، لا علاقة له بحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وقد كان الفقيد أحمد بنجلون، الكاتب العام السابق، لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، لعدة دورات، إلى أن ألزمه المرض الفراش، ليستمر الحزب، بعد ذلك، تحت رحمة التحريفيين، الذين عاتوا فيه تحريفا، ما شاء لهم التحريف. وعمل التحريفيون، بكامل مجهوداتهم، من أجل تسييد التحريف، استعدادا للانسحاب، أو للانقلاب، منه، أو عليه، في اتجاه الالتحاق بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، الذي كان قيد التأسيس، مع أن التقارير التي خرج بها الحزب، المؤسس، لا علاقة لها بالاندماج، ولا توجد بها، ولو جملة واحدة، من أدبيات حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وحتى كلمة الاشتراكية، عندما وردت في التقرير التنظيمي، وردت مقرونة ب: (الأيكولوجية). ومفهوم (الاشتراكية الأيكولوجية)، مفهوم تحريفي.
وإذا كانت الديمقراطية المركزية، تستلزم صدق النضال، فإن هذا الصدق اختفى، بصفة نهائية، من فكر، ومن ممارسة التحريفيين، الذين عاثوا في الحزب، الذي سيطروا عليه، فسادا، سواء تعلق الأمر بالفكر، أو تعلق بالممارسة. ففكرهم منحرف، وممارستهم منحرفة، وكونهم يطردون هذا الرفيق الصادق، أو هذه الرفيقة الصادقة، فلأنهم كانوا يسعون إلى تسييد التحريف، فكرا، وممارسة، رغما عن الرفاق الصادقين في فكرهم، وفي ممارستهم النضالية، والذين يسعون إلى تكريس الإخلاص، في إنتاج الأفكار الثورية، وفي ممارسة تلك الأفكار، سواء تعلق الأمر بالمجال الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو الثقافي، أو السياسي؛ لأن الفكر الثوري الصادق، هو الذي ينتجه مناضلوا حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي يتخلل المجال الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، كما أن تحريفات التحريفيين، تتخلل كل المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، فكرا، وممارسة، سعيا إلى اختفاء، وتوقف النضال، من أجل التحرير، ومن أجل الديمقراطية، ومن أجل الاشتراكية، كما كان متعارفا عليه، في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بقيادة القائد، والمناضل الأممي، الفقيد أحمد بنجلون، الذي كان يعرف جيدا:
من هم الانتهازيون داخل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي؟
ومن هم المناضلون الصادقون؟
وهذا الإدراك، هو الذي جعله يعرف:
من أين توكل الكتف؟
وكيف تؤكل على المستوى النظري، وعلى مستوى الممارسة؟
إلى أن عجز عن الممارسة، فبقي فكره عنده، وبقيت ممارسته قيد الكتمان، لأن عجزه عن العمل، جعله يمسك عن القول: إلا إذا تعلق الأمر بالتاريخ، ليشرع المحرفون في تحريفاتهم، التي لا حدود لها، وكل من واجهها، يكون مصيره: الطرد من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي كان يقوده التحريفيون.
ونحن في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بقيادة التحريفيين، الذين كانوا يعملون على تسييد التحريف، في صفوف الحزبيين، لا نشعر، أبدا، أننا نناضل في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؛ لأن العاملين في صفوف النقابات، التي يقود نضالاتها المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، المتقاعدون، الذين لم تعد لهم أية علاقة مع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كما لم تعد لهم علاقة مع العاملين، في مختلف القطاعات، مهما كانت، وكيفما كانت. وهؤلاء المتقاعدون، الذين يقودون مختلف النقابات، تكونت لديهم مصالح اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، من خلال تحملهم للمسؤوليات النقابية، التي تربطهم بمسؤولي السلطات المخزنية، وخاصة: إذا كانوا يتحملون المسؤوليات المركزية، التي تجعلهم يستفيدون من الريع المخزني، الذي يدر على المتمتع بامتيازاته، الملايين من الدراهم، التي لا حدود لها، ليسقط، وبالسرعة الفائقة، إلى الأعلى، وليصير من الأثرياء الكبار، الذين يحظون، في كل يوم، بما يفوق المليون درهم، التي يراها قليلة في حقه، نظرا لما يقدمه من خدمات لأسياده الكبار، الذين يضاعفون امتيازاته الريعية، ذات المردود العالي، لتتضاعف عنده ملايين الدراهم، كل يوم.
والتخلص من التحريفيين، ليس عملا سهلا، بالنسبة لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي. إلا أن عملية الانسحاب، أو الانقلاب، من، أو على حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والالتحاق بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، لإرضاء الحكم المخزني، والتخلص من حزب، بهويته الاشتراكية العلمية، والمركزية الديمقراطية، وأيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وهو ما يترتب عنه: أنهم وجدوا أنفسهم جميعا، في حزب بدون هوية، ليستمر حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بهويته، التي تميزه عن الأحزاب، بصفة عامة، وعن الأحزاب اليسارية، بصفة خاصة، الأمر الذي يترتب عنه: أن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أصبح لا يضم في صفوفه، إلا الوفيات، والأوفياء للحزب المبادئي، ولتاريخ النضال الحزبي، منذ تأسيس الحركة الاتحادية الأصيلة، التي صارت بزعامة الشهيد المهدي بنبركة، الذي أصبح معروفا، بعريس الشهداء، إلى أن تم اختطافه في 29 أكتوبر 1965، لتستمر الحركة الاتحادية الأصيلة، التي صارت تعرف تحولات رائدة، بزعامة الشهيد عمر بنجلون، الذي كان من المناضلين، الذين صاروا يعرفون بجماعة الرباط، والذين قادوا عملية التحول، في اتجاه الانتقال، من الاتحاد الوطني، إلى الإعداد، والاستعداد، لاستمرار الحركة الاتحادية الأصيلة، في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي كان من بين قادته: الشهيد عمر بنجلون، الذي كان من المشرفين على عقد المؤتمر الاستثنائي، والذي قدم أمام المؤتمر الاستثنائي، التقرير الأيديولوجي، الذي أعلن: تبني الحركة الاتحادية الأصيلة للاشتراكية العلمية، وللمركزية الديمقراطية، ولأيديولوجية الكادحين، التي هي نفسها: أيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وقد تم ذلك في يناير 1975، والشهيد عمر بنجلون، الذي أدى ضريبة تبني الحركة الاتحادية الأصيلة، للاشتراكية العلمية، ولأيديولوجية الكادحين، وللمركزية الديمقراطية. إذ تم اغتيال الشهيد عمر بنجلون، في 18 دجنبر ،1975 أي في نفس السنة، التي تبنت فيها الحركة الاتحادية الأصيلة، الاشتراكية العلمية، وأيديولوجية الكادحين، بالخصوص. وقد تم الاغتيال على يد الظلاميين، وتحت أعين زعيمهم، حينذاك، إلى جانب الدليمي، غير المأسوف على مقتله، لتستر الحركة الاتحادية الأصيلة، بنفس الهوية، إلى أن تمت محطة 08 مايو ،1983 والتي أصبحت بعدها، تحمل اسم الاتحاد الاشتراكي ــ اللجنة الإدارية الوطنية، تمييزا له عن الاتحاد الاشتراكي ــ المكتب السياسي. ومهمة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الآن، هي المحافظة على هويته، التي تميزه.