هل يمكن انتحار البورجوازية الصغرى، حتى تلتحم بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟


محمد الحنفي
الحوار المتمدن - العدد: 8216 - 2025 / 1 / 8 - 11:51
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية     

إن البورجوازية الصغرى، في حالة الشدة، تجد نفسها منتحرة طبقيا، أو تدعي الانتحار الطبقي، لتصعد إلى الأسفل، حيث العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وحيث الجماهير الشعبية الكادحة، وحيث الشعب المغربي الكادح، وحيث لا يمارس إلا الصعود إلى الأسفل: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، نظرا لكون الصعود إلى الأسفل، يخلص الصاعد من مختلف الأمراض، التي لها علاقة بالتطلعات الطبقية، التي تدفع صاحبها إلى السقوط إلى الأعلى: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، مما يجعل الساقط إلى الأعلى، يبتعد عن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

فالسقوط إلى الأعلى، عندما تمارسه البورجوازية الصغرى، تبتعد عن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. أما عندما تمارس الصعود إلى الأسفل، فإنها ترتبط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وتتخلص من أمراضها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، الأمر الذي يقتضي من البورجوازية الصغرى، أن تعيد صياغة نفسها، على المستوى الاقتصادي، وعلى المستوى الاجتماعي، وعلى المستوى الثقافي، وعلى المستوى السياسي، حتى يتناسب وضعها مع وضع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وحتى تستطيع أن تدرك معنى الصعود إلى الأسفل، مما يقتضي منها: أن نعيد النظر في ممارستها: جملة، وتفصيلا، حتى تتحول إلى ممارسة منسجمة مع ممارسة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ومعلوم: أن الانسجام مع الطبقات، التي تم الصعود عندها، يقود إلى زوال الشعور بكل الفوارق: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ليصير المتحررون، والمتحررات طبقيا: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، كجزء لا يتجزأ من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ويصير العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، جزءا لا يتجزأ من المتحررين، والمتحررات طبقيا، ليصير الجميع وحدة متراصة، مناضلة، تستطيع أن تتمكن طبقيا، من انتزاع المزيد من المكاسب: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، الأمر الذي يقتضي منا: أن نتمسك بضرورة الانتحار الطبقي، قبل الصعود إلى الأسفل، من أجل الارتباط بالكادحين، كما سماهم الشهيد عمر بنجلون، الذي يقتضي منا: الاهتمام بفكره، وبممارسته، وعلى جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وخاصة عندما يلتحم المنتحرون، والمنتحرات طبقيا: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، مع العمال، والعاملات، وباقي الأجراء، وباقي الأجيرات، وسائر الكادحين، وسائر الكادحات، مما يجعل مسألة الالتحام وحدة متراصة، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومعهم المنتحرات، والمنتحرون طبقيا؛ لأنه كلما تقوت الوحدة بين الكادحين، ومن انحاز إليهم، من المنتحرات، والمنتحرين، يستطيع الوصول إلى انتزاع المزيد من المكاسب: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تشعر الكادحين بقوتهم، وبإمكانياتهم الذاتية، والموضوعية، التي تمكنهم من الجلوس إلى جانب بعضهم البعض، في مواجهة الأعداء الألداء، الذين يمارسون الاستغلال الهمجي على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعلى جميع أفراد الشعب المغربي، مهما كانوا، وكيفما كانوا، ما داموا يستهلكون البضائع، التي ينتجها العمال، في مصانع المستغلين: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، الأمر الذي يقتضي العمل على:

1) تنظيم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، في إطارات جماهيرية، وسياسية، بعد أن تدرك، وأن تعي أهمية التنظيم الجماهيري: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، ودور التنظيم الجماهيري في الوعي بالذات، وبأهمية الدور، الذي يقوم به الوعي بالذات، في امتلاك الوعي الطبقي، وفي إدراك مكونات علاقات الإنتاج:

ومن ينتج؟

وماذا يستفيد من الإنتاج؟

ومن يستغل؟

وماذا يستفيد من الاستغلال؟

وما هو الشيء الذي يمكنه من الاستغلال المادي، والمعنوي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

وما العمل من أجل أن يصير ذلك في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

2) توعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالأوضاع: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وبالذات، وبعلاقات الإنتاج، وبالفوارق الطبقية القائمة في المجتمع، وبأيديولوجية الكادحين، وبأهمية انتظام العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في حزب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذي يقتنع بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية الكادحين، حتى يصير حزب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، طليعة المجتمع فعلا.

والحزب الذي لا يمكن أن يسمى إلا: حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي. والحزب عندما يصير طليعيا، لا يكون إلا حزبا ثوريا، والحزب الثوري، لا يعرف إلا قيادة الصراع الطبقي، المتناسب مع معادلة الشهيد عمر بنجلون:

تحرير ــ ديمقراطية ــ اشتراكية.

فالنضال من أجل التحرير، يسعى إلى التمييز بين ثلاث مستويات من التحرير:

تحرير الإنسان.

تحرير الأرض، أو ما تبقى منها.

تحرير الاقتصاد.

فتحرير الإنسان، لا يكون إلا من العبودية، بأشكالها المختلفة، ومنها ملكية الرقبة، وعبودية العمل، وعبودية العلاج، وعبودية التدريس، وعبودية الريع المخزني، إلى غير ذلك، من كل أشكال العبودية، التي تتخذ طابعا اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا. والإنسان لا يتحرر من العبودية المباشرة، وغير المباشرة، إلا بصيرورته متمتعا بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمدنية، وغيرها من العقوق، التي تقتضيها شروط معينة، تعتبر ضرورية لتحرره: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حتى يستطيع الاختيار، دون إرغام، ودون توجيه. والتوجيه، لا يكون إلا من الجهة المتبوعة. أما الإرغام، فيتمثل في إلزام التنظيم الجماهيري، من قبل القيادة البيروقراطية، ومن الحزب، الذي يعتبر التنظيم الجماهيري جزءا لا يتجزأ منه، تنظيميا، وأيديولوجيا، وسياسيا، بالعمل على الالتزام بقواعد البيروقراطية، أو بالقواعد الحزبية، أو بقواعد الجهة المتبوعة.

وبالنسبة لتحرير الأرض، فإنه لا يتم إلا بإخراج من يحتلها عسكريا، من أجل أن يستفيد منها: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا. وهو الأمر الذي فرض ضرورة تحرير الأرض، أو ما تبقى من الأرض، سواء كان لا زال محتلا، كما هو الشأن بالنسبة لسبتة، وامليلية، والجزر الجعفرية، التي لا زالت محتلة من قبل إسبانيا، إلى يومنا هذا، أو سواء كان في إمكان الدولة المغربية، أن تعمل على تأسيس حركة التحرير الشعبية، التي تكون مهمتها تحرير سبتة، وامليلية، والجزر الجعفرية، من الاحتلال الأجنبي الإسباني، وضمان عودتها إلى السلطة المركزية، وإلى الوطن الأم، الذي تنتظر تحريره الأجيال المتعاقبة، على هذا الوطن.

وعندما يتعلق الأمر بالاقتصاد، فإن تحريره، يقتضي القطع النهائي مع الرأسمال الأمبريالي العالمي، ومع المؤسسات المالية الدولية، كصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والمؤسسات المالية الدولية الأخرى، والتفكير في وضع خطة للتخلص من الديون الخارجية، ومن خدمة الدين الخارجي، ليصير الاقتصاد المغربي، متحررا من التبعية للرأسمال العالمي، ومن خدمة الدين الخارجي.

3) ارتبط العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بحزب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أو حزب الكادحين، قياسا على أيديولوجية الكادحين، كما ذهب إلى ذلك الشهيد عمر بنجلون، أو حزب الطبقة العاملة، كما هو معتمد في أدبيات الاشتراكية العلمية، التي تضع النقاط على الحروف، زيادة في التمييز. وبالتالي:

فهل يمكن أن نعتبر القول بأيديولوجية الكادحين، تحريفا؟

ألا نعتبر القول بحزب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، تحريفا؟

ألا يستهدف التحريف قلب المفاهيم، التي تصير مفيدة في غير ما وضعت من أجله المفاهيم، في أصلها، وفصلها؟

أليس القول بالطبقة العاملة، وبالكادحين، وبالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، هو قول بنفس الدلالة، أو بمثابة المترادفات، التي لها نفس دلالة الطبقة، وحلفائها؟

فالطبقة العاملة، لا بد لها من الحلفاء، حتى تؤدي دورها كاملا، في أفق تحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الاشتراكية، في أي مكون، يجعل الاشتراكية شائعة في جميع الصيغ، التي تناسب بعضها، خاصة، وأن النضال من أجل الديمقراطية، هو نفسه النضال، من أجل التحرير، والاشتراكية. وأن النضال من أجل التحرير، هو نفسه النضال من أجل الديمقراطية، والاشتراكية. وهذه العلاقة الجدلية القائمة بين مكونات معادلة الشهيد عمر بنجلون، الوارد في تقديمه للتقرير الأيديولوجي، أمام المؤتمر الاستثنائي للحركة الاتحادية الأصيلة، في يناير 1975، أي 50 سنة شمسية تقريبا، بتقديم التقرير الأيديولوجي، الذي نال مصادقة المؤتمر الاستثنائي. أما التقرير الأيديولوجي، فبقي معلقا إلى حين. ونحن في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كاستمرار للحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية، نرى ضرورة التقرير الأيديولوجي، لأنه لم يعد صالحا، لا في الزمان، ولا في المكان، مع الأخذ بأيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ومهما كانت التسمية، التي تطلق على الحزب، الذي يعتبر عندنا، هو حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، فإن المهم عندنا، هو أنه يناضل، ويقود الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وحلفاء للطبقة العاملة، من أجل التحرير، ومن أجل الديمقراطية، ومن أجل الاشتراكية، وأن هذا النضال، يكون مصحوبا بتعميق الوعي الطبقي، في مستوياته المختلفة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لأنه كلما تعمق الوعي الطبقي، كلما ازدادت إنتاجية النضال الطبقي: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وازداد عدد المقتنعين بذلك الوعي، وازداد عدد الذين ينتمون إلى حزب الطبقة العاملة، الذي هو حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي يناضل من أجل من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، التي لا تعني إلا الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج المادي، والمعنوي، وتوزيع أراضي الإقطاعيين على الفلاحين الصغار، وتوزيع العقار الخاص بالسكن الزائد، على سكن البورجوازية العقارية، على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين لا سكن لهم، في الوسط الحضري، بعد التدقيق في حصر ممتلكات الإقطاعيين، والبورجوازيين، وممتلكات التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، وقبل حصر لائحة من يستحقون الأرض، ومن يستحقون العقارات السكنية.

فهل تعرف دولتنا عدد البورجوازيين المغاربة؟

هل تعلم عدد الإقطاعيين؟

هل تقوم بتحديد العقارات، التي تكون في حوزة، وباسم كل بورجوازي؟

هل تعلم مساحة كل أرض في حوزة الإقطاعيين؟

وهل لها دراية كاملة بالعقارات الحضرية، والقروية، التي تصير في حوزة كل فرد، من أفراد التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف؟

هل تعلم عدد الأسر التي لا سكن لها؟

هل تعلم عدد الفلاحين الصغار، والمعدمين، الذين لا يملكون الأرض، أو لا أرض لهم؟

وما هي الإجراءات، التي تتخذها الدولة، لحماية الأسر، التي لا سكن لها، أو لتمكين الفلاحين الصغار، والمعدمين، من الأرض الكافية، لضمان العيش الكريم للفلاحين الصغار، والمعدمين؟

وما هي الإجراءات التي اتخذتها، لتمكين الفلاحين المعدمين، من الأرض التي تضمن لهم العيش الكريم؟

إن مشكلة الدولة المغربية، هو أنها تعمل على إيجاد بورجوازية معينة، وعلى إيجاد إقطاع معين، وعلى إيجاد تحالف بورجوازي إقطاعي متخلف، وتصير، على أن يصير في خدمة الدولة المغربية، بأداء جزء من دخلهم للدولة، ما داموا يتصرفون في الملايير، وما دام الشغيل محروما من الملايير، التي تدخل في خدمتهم: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والتي يحرم منها الشعب المغربي، في مستواه الاقتصادي، وفي مستواه الاجتماعي، وفي مستواه الثقافي، وفي مستواه السياسي، الأمر الذي يترتب عنه: أن الأثرياء، يزدادون ثراء، وأن الفقراء يزدادون فقرا، وحرمان الكادحين بصفة عامة: عمالا، ومأجورين، وكادحين، من الخيرات، التي ينتجونها والتي يؤول إنتاجهم لها إلى البورجوازية والإقطاع، والإقطاع الجديد، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف. فكأن الدولة ما وجدت إلا لوجود هؤلاء الأثرياء، والثريات، وكأن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا يوجدون إلا لخدمة مصالح البورجوازية، والإقطاع، والإقطاع الجديد، وفي خدمة مصالح التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف.

والدولة عندما ترضي نفسها، تستطيع أن تصير في خدمة التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، وفي خدمة البورجوازية، وفي خدمة الإقطاع، لأن المحرومين من الشعب المغربي، والذين يبلغون نسبة مهمة من الشعب المغربي، ينتظرون أن يكونوا من الذين ينالون اهتمام الدولة: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، من أجل أن يصير لهم شأن. مع العلم: أن الدولة المغربية، في فكرها، وفي ممارستها، لا تهتم إلا بالبورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، وتحرص على أن يستمر في ثرائهم المتزايد باستمرار.

ومشكلة الدولة المغربية، كذلك، أن موظفيها، في معظمهم، مرتشون، وقلما نجد موظفا لا يرتشي. والمرتشي، لا يقول الحقيقة، وحقيقته قد تكون صحيحة، وغير صحيحة؛ لأن الموظف غير المرتشي، قد يلبي رغبة أخ، أو صديق، أو أي قريب آخر، فيزور الحقيقة لصالحه. والحياة عندما يفتقد فيها الصدق، تؤول إلى الخراب. والخراب هو الذي أصاب الحياة في المغرب، في جوانبها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

فهل يمكن إزالة الخراب الذي أصاب الحياة في المغرب؟

وهل يمكن إعادة بناء الحياة، في جوانبها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى تصير في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وفي خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، وفي خدمة الشعب المغربي الكادح؟

وهل يعتبر، في إعادة البناء، تحرر الإنسان، وتحرير الأرض، أو ما تبقى منها، وتحرير الاقتصاد، من العبودية، ومن الاحتلال الأجنبي، ومن التبعية للرأسمال العالمي، ومن خدمة الدين الخارجي؟

وهل يمكن أن يعتبر تحقيق الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية؟

وهل يمكن مراعاة تحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون: التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية؟

أليست الحياة موسومة بالتحرير، والديمقراطية، والاشتراكية؟

ألا تعتبر الحياة في ظل النظم الإقطاعية، والرأسمالية، حياة ضائعة بدون معنى؟

ألا نعتبر: أن التحرير كسمة، من سمات الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية؟

فلماذا لا يمارس المواطنون التحرير كما هو؟

ولماذا لا يمارس المواطنون الديمقراطية، كما هي، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا؟

ولماذا لا يفرض على المواطنين الالتزام بالعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق تحقيق الاشتراكية، القائمة على أساس التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية؟

أليس الربط بين التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، لا يكون إلا جدليا؟

أليس الربط الجدلي، وسيلة للقبول بقيام التفاعل بين مختلف المكونات؟

أليس التفاعل، وسيلة لإنتاج ما هو جديد؟

وما هو الجديد الذي تقاومه الرأسمالية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي، والإقطاع الجديد؟

إننا أمام طرح أسئلة لا حدود لها، في عملية بسط موضوع:

(هل يمكن انتحار البورجوازية الصغرى، حتى تلتحم بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟).

إننا نجد أنه: قلما ينتحر بورجوازي صغير، من أجل الالتحام بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وكثيرا ما يمتنع البورجوازيون الصغار، عن الانتحار، لانشدادهم، أكثر، إلى تحقيق التطلعات الطبقية، مما يجعلهم يصنفون إلى جانب البورجوازية الكبرى، وبالتالي: فإن البورجوازية الصغرى، التي تصنف إلى جانب البورجوازية الكبرى، تعوض البورجوازية الكبرى، عندما تموت، والتي تصنف إلى جانب الإقطاع، وتعوض أي إقطاعي، عندما يموت، والتي تصنف إلى جانب التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، تعوض أي بورجوازي إقطاعي متخلف مات، حتى يستمر التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، ليستمر الاستغلال، في أبشع صوره: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وبأوجه الاستغلال المختلفة، التي لا تتغير، إلا في اتجاه تعميق الاستغلال المادي، والمعنوي.

والذين اختاروا من البورجوازية الصغرى، الانتحار من أجل الالتحام بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ونظرا لقيام الإعلام الجاد، والمسؤول، والهادف، بدوره السلبي، مما يجعل عملية الالتحام صعبة جدا، نظرا لانتقال تطلعات البورجوازية الصغرى، إلى صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولأن عملية الالتحام، لا تتم إلا بتحقيق الوعي الطبقي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وهو الدور الموكول للمنتحرين طبقيا، الذين يقومون بدور المثقف الثوري، أو العضوي، حتى يتم الالتحام الفعلي، على أساس تشبع الجميع، بالوعي الطبقي.