عن ( رفيع / فى ثقافتنا الشعبية هذه الألفاظ / مُدرّسة سلفية وعانس )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن
-
العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 16:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السؤال الأول :
فى ثقافتنا الشعبية نقول عن الشخص النحيف انه ( رفيع ) عكس الشخص التخين السمين . وكان هناك ممثلة كوميدية كانت سمينة جدا واتخذت لقب ( رفيعة هانم ). السؤال : أنا أعرف ان كلمة رفيع ليست بهذا المعنى فى القرآن الكريم . وأريد من حضرتك ان تعمل لنا مقال فى القاموس القرآنى عن كلمة رفيع ، وشكرا جزيلا .
إجابة السؤال الأول :
( رفيع ) من الرفعة والعلُوّ . ويأتى للأشياء المخلوقة وتأتى معنويا على النحو التالى :
أولا : الرفع للأشياء :
قال جل وعلا :
فى خلق السماوات :
1 : ( وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) الرحمن )
2 ـ ( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) النازعات )
3 ـ ( أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) الغاشية )
4 ـ ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ) (2) الرعد )
رفع السماوات يعنى أن تكون ذراتها أسرع فى الاهتزاز بحيث لا نراها .
فى البناء للمساجد :
1 ـ ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ) (127) البقرة )
2 ـ ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37) النور )
فى الجلوس فى مكان مرتفع :
( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ ) (100) يوسف )
فى رفع الصوت جهرا بالقول :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (2) الحجرات )
فى رفع جبل الطور فوق بنى إسرائيل حين أخذ الله جل وعلا عليهم العهد والميثاق :
1 : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) البقرة )
2 : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)البقرة )
3 : ( وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمْ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمْ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً (154) النساء )
ثانيا : الرفع للدرجات ومرجعيته لله جل وعلا
قال جل وعلا :
1 ـ ( رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ ) (15) غافر ).
2 ـ ( نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) يوسف ). أى إن هذا عن علم إلاهى .
ويتنوع هذا الى :
التفاوت فى الرزق إختبارا :
1 ـ ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)الانعام )
2 ـ ( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32) الزخرف )
رفع مكانة بعض الرسل :
1 ـ ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ )(253) البقرة)
2 ـ ابراهيم : ( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) الأنعام )
3 ـ إدريس : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً (57) مريم )
4 ـ عيسى : ( بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (158) النساء )
5 ـ محمد : ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) الشرح )
رفع العمل الصالح:
( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) (10) فاطر )
رفع درجات المؤمنين والعلماء بدين الله جل وعلا بناءا على أنه جل وعلا العليم الخبير الذى يعلم السّرّ وأخفى :
( يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) المجادلة )
المقابل : إحتقار إلاهى لمن يستخدم علمه فى الإضلال :
( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ (179) الاعراف )
ودائما :
صدق الله العظيم .!
السؤال الثانى :
فى ثقافتنا الشعبية : الآتى :
العويل يعنى البخيل وناكر الجميل والندل .
العزول : هو الخصم لاثنين يحبان بعضهما ويحاول التفريق بينهما ، ودائما يلومهما .
حرّيف ، حرفة ، يعنى محترف وصاحب حرفة يتكسّب منها .
قرأت فى مصدر تاريخى إسم ( شاهك ) . ماذا يعنى لوكان له أصل عربى .؟
ولكم خالص الشكر والامتنان .
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ العويل : هو رفع الصوت بالبكاء .
2 ـ العزول : فى اللسان العربى هو ( العذول ) . والعاذل هو اللائم . وفى التراث ( عذل ) ( عاذل ) أى اللائم شخصا يحبّ إمرأة .
3 ـ حرّيف ، محترف ، حرفة : تعنى : وسيلةُ الكسب من زراعة وصَناعة وتجارة وغيرها.
ولكن فى المصطلح القرآنى ( حرف ) أى طرف الشىء . قال جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) الحج )
4 ـ ( شاهك ) أتذكر هذا الاسم لبعض الشخصيات فى العصر المملوكى . وأعتقد إن له أصلا عربيا هو ( شاهق ) بمعنى مرتفع .
السؤال الثالث :
مدرسة منقبة عانس أصبحت زعيمة فى بلدنا ، فهى تعطى دروس للنساء وطبعا لا يحضرها الرجال . وحسبما سمعت من زوجتى الدرس عبارة عن حكاوى وغيبة ونميمة فى المسجد . ومن يعترض عليها تتهمه بالكفر . الأغرب هى إنها عملت تقليد جديد ، تذهب للمقابر وتختار قبر وتعقد عنده الجلسة . وكما سمعت أيضا من زوجتى تبدأ الجلسة بالبكاء ثم تتحول للقيل والقال . وأيضا من يعترض عليها تتهمه بالكفر . المتضرر الأكبر من هذا هو الست التى كانت تقيم فى بيتها حفلات الزار . والتى كان النساء يرقصون فيها لطرد الأسياد من الجن . هل من تعليق يا أستاذنا ؟
إجابة السؤال الثالث :
لى ثلاث تعليقات :
التعليق الأول : الآديان الأرضية الشيطانية يملكها أصحابها ، ويعطون أنفسهم حق التشريع ، ومن يخالف فهو عندهم كافر. سيطر دين التصوف بخزعبلاته ، ومنها كرامات ( الأسياد ) من الجن والانس ، وراج الرقص الدينى نوعا من العبادة ، وراج معه حفلات الزار . وكانت وسيلة للتحرر من الانفعلات المكبوتة . ثم حلّ دين السُّنة مكان التصوف ، وتنوعت أطيافه ، وأشهرها السلفية التى تحرّرت من الدافع السياسى وتفرّغ أربابها للتكسّب من الناس مالا وشهرة ونفوذا , ويكفى ان يؤمن الناس بشخص ما ليتحكّم فيهم ويفرض عليهم هواه الدينى. ومن يوافقه فهو مؤمن ومن يخالفه فهو كافر .
التعليق الثانى :هناك مثل إنجليزى يقول : إذا جلست إمرأة تبكى عند قبر سيتوقف البكاء عندما تلحقها عند القبر إمرأة أخرى ، فيتحول البكاء الى شكاوى . إذا لحقتهم إمرأة ثالثة أصبحت الجلسة جلسة أُنس وسمر ( أمام القبر طبعا ).
التعليق الأخير : والذى لا أنصح بقراءته :
قرآت فى التراث أن واعظا رأى إمراة تبكى عند قبر ، فأخذ يعظها ، وسمعته الى النهاية ثم قالت له عن زوجها : ( لو إستدبرك بما كان يستقبلى به لفضّلته على كل الأنام ) . يقال أن الواعظ إرتعش وولى هاربا ، ويقال إن قدّم إستقالته من الوعظ وعمل فى ( كُشك سجائر ).!