مواشى الأزهر
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن
-
العدد: 8137 - 2024 / 10 / 21 - 22:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة :
هذا السؤال يقول : ( أمس جاء فى موقع سى ان ان العربى ما يلى : CNN)—عقبت دار الإفتاء المصرية، على مقوله "اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه" وهي مقولة متداولة بصورة واسعة في الشارع المصري، مؤكدة صحتها وتوافقها لما ورد في كتب سنة النبي محمد. جاء ذلك في تدوينة لدار الإفتاء على صفحتها بمنصة إكس (تويتر سابقا) قالت فيها: "بيان مدى صحة مقولة ’اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه‘ هذه المقولة موافقة للمعنى الذي ورد في كتب السنة والذي دلَّ على أنَّ من علامات القبول التي وعد الله تعالى بها أولياءَه وأهلَ رضاه أن يجعل محبتهم في قلوب الناس.."وتابعت: "كما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا أحَبَّ اللهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ عليه السلام: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبَّهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ»."وأضافت: " وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ [مريم: 96]، جاء في تفسير تلك الآية: ’يُحبُّهم ويُحبِّبُهم إلى خلقه‘، وفي لفظ: ’يُحبُّهم ويُحبِّبُهم إلى المؤمنين‘". . انتهى . علّق كثيرون على هذا . ونطلب من حضرتك الرأى هل كلام دار الافتاء صحيح ؟ وهل فعلا اللى يحبه ربه يحبب فيه خلقه ؟ وهل اللى يحبه ربه ينزل جبريل ينادى فى الناس يحبوه . تناقشنا فى الموضوع وقلنا نطلب رأيك .. نرجو أن ترد علينا سريعا .
أقول :
أولا :
من الحقائق القرآنية أن النبى محمدا لم يكن يعلم الغيب ولم يكن له أن يتكلم فيه . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ ) (179) آل عمران )
2 ـ ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) (27) الجن ).
المستفاد إن هناك بعض الرسل الذين أعطاهم الله جل وعلا بعض الغيب ، مثل يوسف عليه السلام ( قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ) (37) يوسف ) و عيسى عليه السلام ( وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ (49) آل عمران ) .
ولم يكن منهم نوح عليه السلام الذى قال لقومه : ( وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ ) (31) هود ).
أما محمد عليه السلام فقد أمره ربه جل وعلا :
1ـ ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ )(50) الأنعام )
2ـ ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188) الأعراف )
3 ـ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) الأحقاف ).
بالتالى فإن من ينسب للنبى محمد أحاديث فى الغيبيات يكون كافرا بالقرآن الكريم . وذلك الحديث الهابط فيما يزعمونه الصحيحين : ( إِذَا أحَبَّ اللهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ عليه السلام: ... ) ينسب للنبى علم الغيب زورا وبهتانا .
ثانيا :
تقول لجنة الإفتاء ( بالتاء وليس بالسين ) : ( "وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ [مريم: 96]، جاء في تفسير تلك الآية: ’يُحبُّهم ويُحبِّبُهم إلى خلقه‘، وفي لفظ: ’يُحبُّهم ويُحبِّبُهم إلى المؤمنين‘" ) .
نقول : هذا جهل يليق بهم ويليقون به . إن سياق الآية الكريمة ليس عن هذه الدنيا ، ولكن عن يوم القيامة . قال الله جل وعلا : ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدّاً (96) مريم ). من سينجو من النار ويدخل الجنة سيجعل لهم الرحمن جل وعلا وُدّا .
ثالثا :
ثم هذا الحديث الكوميدى الكافر الفاجر الذى إستشهدت به لجنة الإفتاء ( بالتاء وليس بالسين ) وقالت إنه فى الصفيحين : "كما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا أحَبَّ اللهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ عليه السلام: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبَّهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ.
هو حديث كوميدى :
1 ـ تخيل زوجا يصحو فجأة من نومه ويوقظ زوجته بأنه سمع جبريل يقول له ان الله يحب فلانة فأصبح مغرما بها .! أو إن زوجة أيقظت زوجها لتخبره أنه سمعت جبريل يقول لها إن الله يحب فلانا جارهم فوقعت فى هواه ..
2 ـ ونتساءل : هل لدى جبريل وقت لينادى بهذا كل يوم من من عهد آدم وحتى الآن ؟ وهل سيستمر فى هذا النداء الى نهاية الزمان ؟ وفى أى ساعة من النهار أو الليل ينادى جبريل ؟ وهل هناك من سمع نداءه ؟ وهل هناك من سجّل هذا النداء فى مسجل ؟ أم إن جبريل أرسل لهم تيكسيت ماسيج ؟ أو إيميل ؟ أو ربما رسالة صوتية ؟ أو إنه يخلو بكل شخص ويهمس اليه بهذا النداء ؟
آه يا بقر .!!
وهو أيضا حديث فاجر كافر :
1 ـ لأنهم يجعلون رب العزة جل وعلا موظّفا عندهم يأمر جبريل أن ينادى بأنه يحب فلانا ويأمر الناس أن يحبوه . هذا إعتداء سافل وحقير على مقام رب العزة جل وعلا . وصحيح أنهم ما قدروا الله جل وعلا ، وهو العزيز الجبار .
2 ـ تكرّر فى القرآن الكريم إن الله ( يحب ) المحسنين والتوابين والمتطهرين والصابرين والمتوكلين ..الخ ، وأنه جل وعلا ( لا يحب ) المعتدين والكافرين والظالمين ..الخ . ولم يأت مطلقا أنه يرسل جبريل ليعلن فى الناس إنه جل وعلا يحب فلانا وبالتالى يجب على الناس أن يحبوه .
3 ـ تكرّر كثيرا فى القرآن الكريم أن أغلبية البشر ضالة مُضلّة لو إتبعها النبى محمد نفسه لأضلوه : ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) الأنعام )، وأن أكثرية البشر لا تؤمن إلا وهم مشركون ، ولا تعقل ، وأن الأقلية هم الذين آمنوا وعملوا الصالحات ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ (13) سبأ ) ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ) (24) ص ). فهل تتفق هذه الحقائق القرآنية مع هذا البُراز الدينى الذى فى ( الصحيحين )؟
4 ـ إن أكثرية الناس ليست حكما على رب الناس . ( مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً (13) نوح )
آه .. يا بقر.!!
رابعا :
عن المقولة المصرية الشعبية : ( مقوله "اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه" )
جعلها مواشى الأزهر دينا . ونقول عن ( يحبّب فيه خلقه ):
1 ـ ( مخلوقات الله جل وعلا ) تتنوع :
من حيث الطبيعة : مخلوقات الله جل وعلا منها الجماد ، ومنها الدواب ، أى الكائنات التى تدُبُّ بحركة مقصودة . تتنوع الدواب الى :
1 / 1 : ما نراه بأنفسنا من البيكتريا والأميبا والجراثيم والطفيليات والحشرات الى البشر والحيوانات .
2 / 2 : مالا نستطيع رؤيته من الأحياء أو دواب عوالم البرزخ .
يجمع بينها قوله جل وعلا : ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29) الشورى ) ، ( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (49) النحل ) . فهل كل هذه المخلوقات من جماد وأحياء يشملها قولهم ( يحبب فيه خلقه )؟
ومن حيث الزمن : هذا يمتد من بدء خلق السماوات والأرض ثم خلق الملائكة والجن والشياطين ، ثم آدم وزوجه .. والى قيام الساعة . فهل كل هذه المخلوقات من جماد وأحياء يشملها قولهم ( يحبب فيه خلقه )
آه .. يا بقر.!!
خامسا :
1 ـ ماذا عن المستبدين ؟ الذين كانوا يتحكمون فى شعوبهم إعلاميا ودعائيا ، كما كان يفعل هتلر وستالين وعبد الناصر . وتمتعوا بالتقديس . وبموتهم تفجّرت دموع الملايين . فهل الله جل وعلا يحب أولئك المجرمين ؟
4 ـ ثم ماذا عن السيسى ؟
المفهوم ضمنا من مقوله "اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه" إن الذى لا يحبه الله ويمقته يجعل خلقه يبغضونه . وفى مصر الآن أكثر من 99% من الشعب يمقتون السيسى ويلعنونه فى سرّهم . أى إن هذه المقولة تمتد الى الطعن ضمنيا فى السيسى وأمثاله .
سادسا :
السيسى يركب شيوخ الأزهر ، وهم يركبون المصرىين .
1 ـ هؤلاء المصريون المركوبون من أكابر المجرمين ينطبق عليهم قوله جل وعلا : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً (55) الفرقان )
2 ـ وسينطبق عليهم يوم القيامة قوله جل وعلا : ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (99) الشعراء ) . الأولياء المقدسون هم المقصودون ب ( إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98). والشيوخ المُضلُّون هم المقصودون ب ( وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ ).
3 ـ ( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68) الاحزاب ). هذا ما سيقوله الأتباع بينما تتقلب وجوههم فى النار .
سابعا :
حين نقول ( مواشى الأزهر ) فنحن نشبههم بما جاء فى القرآن الكريم وصفا لهم . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ (179) الاعراف )
2 ـ ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) الفرقان ).
3 ـ هى تشبيهات لأنهم يهملون عقولهم . ونقول عنهم ( مواشى أنيقة ) لأن مظهرهم أنيق ، ولكن هذا المظهر الأنيق يخفى عقولا ميتة . ينطبق عليهم قوله جل وعلا : ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ )(4) المنافقون ).
4 ـ حقيقة الأمر أن الأنعام فيها منافع . قال جل وعلا :
4 / 1 : ( وَمِنْ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ ) (142) الانعام )
4 / 2 :( وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ (8) النحل )
4 / 3 :( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ (66) النحل )
4 / 4 :( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21) وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22) المؤمنون )
4 / 5 : ( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79) وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80) غافر ).
ولكن تلك المواشى الأنيقة كائنات ضارّة مُضرّة .
أخيرا :
1 ـ لا بد من إلغاء الأزهر الحكومى وكل مؤسساته ودار الافتاء والمجلس الأعلى للشئون الاسلامية .
2 ـ هم الساكتون عن التعذيب والنهب وبيع أجزاء من الوطن وإلهاء الناس بمثل هذا البراز الدينى . ثم يُطلق رسميا على كبيرهم ( الإمام الأكبر ) يعنى الأكبر من النبى محمد عليه السلام .
آه .. يا بقر .!!