بعدما خفتت أنوار المطار


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8165 - 2024 / 11 / 18 - 16:34
المحور: سيرة ذاتية     

وقع حادث اصطدام قبل بضعة ايام لطائرة الخطوط الجوية العراقية من طراز بوينغ ماكس 737 تحمل علامة التسجيل YI-ASX، حيث ضربها شيش (حديد مسلح) ضمن مقتربات الساحة ما أدى إلى تضرر جناحها. . قالوا ان سبب الحادث يعزى إلى غياب الاهتمام، وعدم وجود إنارة كافية في المدرج. .
الشيء بالشيء يذكر ان وزير النقل الأسبق (الحمامي) كان على تواصل مستمر مع وزير النقل والمواصلات الدكتور احمد مرتضى رحمه الله. يلتقيه ويستشيره ويستأنس برأيه كلما سنحت له فرصة زيارته في الأردن، ويعود للدكتور (مرتضى) الفضل في توجيه الوزير (الحمامي) بضرورة اجراء جولات ميدانية تفتيشية لتفحص مدرج مطار بغداد ومقترباته ومساراته الجانبية، وتفتيش الإنفاق المحفورة تحت مبنى المطار، والقنوات المخصصة لتصريف مياه الأمطار. فكان (الحمامي) يصطحب معه مدير عام الخطوط الجوية (المهندس سامر كبة) والمهندس (حسين محسن) رحمه الله، ويتحرك راجلا (مشيا على الأقدام) في جولات ليلية ونهارية لمعاينة التشققات، والتأكد من نظافة المدرج، وتفحص الانوار. واستعان وقتذاك بشركة تركية متخصصة بإنارة المدرج وإصلاح منظومة ILS. .
كانت لدى ادارة مطار بغداد عربة كبيرة واحدة لتنظيف منطقة الهبوط من تراكمات المطاط الناجم عن إحتكاك إطارات الطائرات، وكانت العربة من نوع: (Airport Runway Rubber Remival Vehicle)، وفي يوم من الايام وبينما كان الوزير (الحمامي) في احدى جولاته الميدانية عثر بالصدفة على سقيفة مغلقة ومسورة بجدار حجري، فأصر على تهديم جزء من الجدار للتعرف على ما كانت تخفيه تلك السقيفة المغلقة، وكانت المفاجأة انه وجد بداخلها 8 عربات تنظيف متخصصة بإزالة بقايا المطاط، وكانت كلها جديدة وغير مستعملة، ولم تسفر التحقيقات عن ملابسات إخفاء تلك العربات التي تبلغ تكلفة الواحدة منها مليون دولار. . وكان من الواضح انهم اخفوا امرها بهدف تسويقها في صفقة من صفقات النصب والاحتيال. .
يعود للوزير (الحمامي) الفضل في تجديد وتحديث قرية الشحن الجوي، وتحديث مرآب الطائرات، وبناء مرآب جديد، والتعاقد مع شركة ATS-TEAM لإصلاح الطائرات، وكانت جميع طائراتنا (33 طائرة) تعمل بكامل كفاءتها بين عامي 2016 - 2018. .
لكن انوار وزارة النقل خفتت تماماً بعد مغادرة (الحمامي) حتى جاء اليوم الذي صارت فيه طائراتنا تصطدم بقضبان البناء المسلح، في ظل الفوضى الإدارية وتداخل المسؤوليات، وتراكم الثغرات. .