سوريا: من التحرير إلى التدمير


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8188 - 2024 / 12 / 11 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

لدينا ثلاثة بلدان وعشرات الميلشيات تتبول كلها الآن في العمق السوري بينما يخبرنا الإعلام العربي ان الأمطار تهطل بغزارة هناك. . .
عندما ندافع عن وحدة الأراضي السورية لا يعني ذلك اننا ندافع عن نظام بشار. وعندما نخشى على سوريا من التقسيم والتجزئة لا يعني اننا نتمنى عودة الطغاة والمستبدين إلى سدة الحكم. .
انظروا إلى ما يجري امام أعينكم على أرض الواقع. فما ان انهار النظام حتى زحفت الزواحف من جهة الجولان معبرة عن رفضها لاتفاقية فض الاشتباك المبرمة عام 1974، فتوغلت قواتهم داخل المنطقة العازلة، ثم شن سلاحهم الجوي غاراته المكثفة لتدمير قواعد الصواريخ: (سام)، و (بينتشروا)، و (إس 300) الموزعة في اماكن متفرقة، ولم تتبق منصة واحدة أو رادار عسكرى صالح للعمل بعد الآن. .
كانت طائراتهم تسرح وتمرح في السماء مستهدفة مواقع الطائرات السورية في (المزة) حتى حولتها إلى أكوام من الخردة المبعثرة، ولم تسلم مخازن الأسلحة الرئيسية والفرعية من الدمار والخراب، وتواصلت غاراتهم ضد قواعد الصواريخ الباليستية (أرض أرض)، ثم تقدمت دباباتهم نحو القنيطرة، فاستحوذت على المنطقتين (A و B) وكل قراها، حتى صاروا على مسافة 15 كيلومترا من دمشق نفسها، وعامة الناس يحتفلون باستعراض الأواني واللوحات في القصر الجمهوري. .
اقد استولت الزواحف على محطات التجسس الروسيه بمحافظة درعا، وإحتلت بعض الأجزاء من إدلب، ونصبت راداراتها فوق مرتفعات جبل الشيخ الإسيتراتيجيه للسيطرة على جنوب لبنان من أعلى نقطة جبلية، وهكذا استغلوا سقوط سوريا فدمروا كل ما تمتلكه من أسراب طائرات ميج 29 إلى جانب بعض الرادارات ومستودعات الأسلحة. وكأنهم يريدون تجريدها من المقاتلات والدفاعات الجوية. اما القواعد البحرية في طرطوس واللاذقية والمرافئ الأخرى، فقد تعرضت فيها السفن والزوارق الصاروخية والفرقاطات الحديثة والسفن الحربية المساعدة للتدمير الشامل، وتحولت إلى انقاض جاثمة تحت الماء أو متناثرة فوق الأرصفة. . .
لقد دمروا مراكز البحوث العلمية، والمنشآت العسكرية، والسفن والطائرات الحربية، وسوف يندم السوريين مثلما ندم الليبيون والعراقيون، ويتحسرون كثيرا على غياب سيادتهم وتمزق وحدتهم وضياع مستقبلهم. .
اما اغرب ما سمعته في خضم هذا البركان، فهو قول احد المسلحين من داخل دمشق: (اليوم حررنا سوريا وغدا نحرر فلسطين من قبضة اسرائيل). يقول هذا الكلام واسرائيل نفسها جاءته إلى عقر داره لتبسط نفوذها على ريف دمشق. .