فرحة السكارى لا تدوم


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8191 - 2024 / 12 / 14 - 20:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

عن اي حرية ؟. وعن اي ثورة يتحدث الراقصون وسط المحرقة ؟. فرحوا ورقصوا وهتفوا واطلقوا العيارات النارية في الهواء. فهل كانت أفراحهم بمناسبة سقوط نظام بشار ؟، أم بمناسبة انهيار دولتهم برمتها ؟. ام بدمار معسكراتهم وطائراتهم وأسطولهم البحري ؟. أم بفقدان سيادتهم ؟. أم بكثافة القنابل التي اصابت 500 هدفاً امام أعينهم ؟، أم بزحف جيوش الاحتلال نحو مدنهم وقراهم، حتى توغلت الدبابات في العمق وفرضت سيطرتها على المنطقة العازلة، ثم توجهت صوب القرى في ما يسمى الاحتلال المؤقت، آخذين بعين الاعتبار ان الاحتلال المؤقت للضفة الغربية يعود إلى عام 1967 ولم تتحرر حتى يومنا هذا. .
يرقصون ويمرحون من دون ان يعرفوا إلى اين تتجه الأوضاع. لم يناقش الثائرون الملتحون تفاصيل العمليات الحربية في القاطع الجنوبي. لقد وصلت دبابات الأعداء إلى القنيطرة، ثم انتشرت في مناطق (الحربة) و (الحميدية) والجزء الغربي من مدينة (البعث)، والقحطانية، و (حضر)، و (طرنجة)، و(مصياف)، و (تلول الحمر)، و(جبل الشيخ). .
فهل فرحتم على خيبتكم أم على خسارتكم لبلدكم ؟. ألا تعلمون ان افراح السكارى لا تدوم ؟. .
لقد ذهب بشار وعصابته إلى حتفهم وسوف يحاسبهم الواحد الأحد على جرائمهم، لكنكم انتم الباقون هنا فوق هذه الارض التي اصبحت مرشحة الآن للتمزق اكثر من اي وقت مضى. اما عن الحرية والديمقراطية والتعددية فاسألوا أشقاءكم في ليبيا والعراق والسودان وتونس ؟. .
فيا بائع الأحلام، أبحث عن حلم يعيد للعرب وعيهم ويشفي آلامهم، حلم يحرر عقولهم من رواسب الماضي، ويداوي جراح الحاضر، ويمحو قسوة الأيام. لا نريد أوهاما، بل أملا حقيقيا يعيد لهم ما ضاع ويمنحهم القوة للبدء من جديد. هل لديك حفنة أمل تضيء طريقهم ؟. .
كلمة اخيرة: لقد انتهت المهمة. فبعد 24 ساعة فقط اصبحت سوريا دولة منزوعة السلاح. ولات حين مندم. . .