عبد المهدي يفتح صندوق الأفاعي


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8202 - 2024 / 12 / 25 - 17:06
المحور: الفساد الإداري والمالي     

بصرف النظر عن الأسرار التي كشفها رئيس الوزراء الأسبق (عادل عبدالمهدي)، والتي سوف نوجزها هنا باختصار، فهي تعكس هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على العراق، وتدخلها في شؤوننا الداخلية بشكل صريح وفاضح ومباشر، وبما يؤكد اننا فقدنا سيادتنا فوق أرضنا، وان سلطتنا التنفيذية لم تعد لديها مقومات النهوض والتنمية، ولا تمتلك حرية صناعة القرار، ولا تستطيع الاستجابة لمتطلبات مصلحتنا الوطنية. وتكشف التصريحات عن دور السفارة الأمريكية في انتهاك القوانين والأعراف الدبلوماسية. وفيما يلي اخطر الاسرار التي كشفها السيد عبد المهدي:
- ان الأمريكان هم الذين دمروا العراق، وعاثوا فيه فسادا. .
- وهم الذين يقفون بقوة ضد اكمال مشاريع البنى التحتية، ومشاريع الخدمات العامة. .
- وهم الذين ساوموا العراق بالتنازل عن 50% من وراداته النفطية مقابل السماح له بتنفيذ مشاريع الاعمار. .
- وان الرئيس الأمريكي (ترامبو) هو الذي اتصل شخصيا برئيس الوزراء ليهدده بإبطال مفعول الاتفاقية المبرمة مع الصين، وهو الذي توعده بخلق ثورة وفوضى عارمة تجتاح المدن العراقية وتستهدف إسقاط الحكومة. .
- وان السفارة الأمريكية هي الطرف الثالث المتورط بجرائم قنص المتظاهرين وقتلهم. .
- وان السفارة ضغطت على رئيس الوزراء وطلبت منه الرضوخ، وإلغاء الاتفاقية المبرمة مع الصين. الأمر الذي اضطرّه للتنحية وتقديم استقالته. .
كان هذا ملخصا لما ادلى به قبل بضعة أيام. وهنا لابد من طرح حزمة من التساؤلات على رؤوساء الوزراء الذين جاءوا قبل وبعد عادل عبدالمهدي:
- هل سبق لهم التعرض لمثل هذا النوع من الضغوطات ؟. .
- فإذا كان الجواب (نعم) فما الذي منعهم من الإفصاح عن الضغوطات ؟. واذا كان الجواب (كلا) فلماذا لم يعترضوا على تصريحات عبدالمهدي ؟. .
- وهل ما زال العراق يتعرض لمثل هذه الضغوطات والمنغصات وبخاصة في هذه المرحلة المربكة التي عصفت فيها زوابع التغيير في عموم عواصم الشرق الأوسط ؟. .
اللافت للنظر ان تصريحات السيد عبد المهدي سوف تبقى عالقة في ذاكرة التاريخ، وسوف ترددها الأجيال القادمة. وذلك بالتوازي مع تصريحات وزير البترول السعودي الأسبق (احمد زكي يماني) التي ظلت تدوي في المجالس العربية، عندما قال: (نحن - ويقصد العرب - لم نحسن التصرف في ثرواتنا النفطية، وكنا ضحية للابتزاز الدولي وللضغوطات والتهديدات الأمريكية). .