كابتن ناهض والسفينة كاميليا


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8182 - 2024 / 12 / 5 - 22:46
المحور: سيرة ذاتية     

في ذكرى رحيل الكابتن (ناهض حمودي) ومن اجل استعراض مواقفه المهنية والوطنية. نذكر ان رصيف (المفتية) الذي ربما تعود تسميته إلى بيت المفتي بالبصرة، وهي ارصفة قريبة جدا من السايلو القائم على ضفاف شط العرب عند منطقة (الجبيلة). .
في هذا المكان بالذات قررت وزارة النفط تخصيص مكان لتحميل الناقلات بالمشتقات النفطية. وكان لدى ادارة الرصيف قرارات لا يتصورها العقل، فالمرشدون وربابنة المرفأ، الذين تكلفهم الموانئ بإقلاع وإرشاد السفن الراسية على الرصيف، يذهبون أولا إلى مرسى زوارق العشار في (بيت چوك) مقابل حديقة الأمة على الكورنيش، ثم يركبوا زورقا ينقلهم إلى رصيف المفتية فيقطعون مسافة طويلة. لأن دخولهم من بوابة الرصيف عن طريق اليابسة أصعب مليون مرة من مجيئهم عن طريق العشار، وذلك بسبب الإجراءات الاحترازية المزعجة والمتشددة. .
وفي يوم من ايام الحرب العراقية الإيرانية تعرضت ارصفة المفتية لغارة جوية استهدفت الخزانات والصهاريج المرتبطة بالرصيف، واندلعت فيها النيران، فانطلق الكابتن ناهض حمودي (رحمه الله) من بيته بالمعقل، وذهب مباشرة إلى الرصيف لكي يبعد السفينة (كاميليا) التي كانت راسية هناك حتى لا تلتهمها النيران المتصاعدة من الخزانات المشتعلة. وهذا دليل قاطع على وطنيته وحماسه وحرصه على سلامة السفن الراسية في مياه شط العرب. .
اذكر ايضاً ان السفينة (كاميليا) دخلت شط العرب يقودها الكابتن (هاشم عدلان) صباح يوم 22 / 9 / 1980 وكان معه الكابتن مضر نوري الادريسي (بصفة مرشد متدرب). لكن تلك السفينة التي أنقذها كابتن (ناهض) تعرضت إلى القصف في حوادث لاحقة فانقلبت على جانبها الأيسر. .
اما الآن فلم يعد الرصيف صالحاً لاستقبال السفن، ولم يعد باستطاعة السفن التحرك عبر الممرات الملاحية الداخلية بسبب اضمحلال الأعماق، التي انخفضت منذ عام 1980 في منطقة السد الخارجي إلى اقل من مترين في الجزر الادنى. فتوقفت جميع موانئ شط العرب (العراقية والإيرانية). .