حروب الانتقام من بعضنا البعض


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8203 - 2024 / 12 / 26 - 13:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

لا جامعة الدول العربية تجمعنا، ولا روابط الدماء والأوطان توحد صفوفنا، ولا الدين يصلح شؤوننا، ولا الأعياد تسعدنا وتفرح قلوبنا. متناحرون منذ زمن بعيد يلعن احدنا الآخر. .
لن تهدأ نيران الحروب التي افتعلوها ضد بعضنا البعض في عموم ديارنا العربية. ولا توجد لدينا مؤشرات مستقبلية عن احتمالات توقفها في السنوات القادمة أو في القرون القادمة. كل الدلائل تؤكد استمرارها حتى إشعار غير معلوم. نحن الامة الوحيدة في الكون التي تنتظر الموت لكي تعيش، فإذا حان أجلنا اكتبوا على قبورنا: (عانوا كثيرا من الظلم والقهر قبل وفاتهم). .
أسوأ ما قد نمر به. ان نحزن من انفسنا وعلى انفسنا. فالدسائس والمؤامرات والتحالفات التي انفق عليها العرب عشرات المليارات من اجل الإطاحة بأشقائهم العرب، كانت أشرس واخطر من الحملات التي قادها ضدنا المستعمرون. .
وما ان تهاوت عروش الأنظمة في العراق وليبيا وسوريا حتى هرع المواطنون لنهب البنوك والمؤسسات العسكرية والخدمية والتعليمية والعلاجية، بينما كان الاعداء يلتهمون الارض وينتهكون العرض. .
ثم ركز الاعداء بين اثنتَين؛ بين السّلة والذلّة:
- إما تأسيس أنظمة استبدادية فردية متعاونة معهم، وتتقاسم معهم ثروات البلاد؛
- أو إشاعة الاضطرابات والفوضى. .
فيا لتعاسة هؤلاء المصفقين للفصائل الارهابية، الذين ساقتهم أوهامهم الطائفية وخدعتهم نعراتهم القبلية، فآمنوا بالوعود السياسية الخداعة. يمنون انفسهم بأن ثمة سعادة قادمة إليهم بعد هذا العناء والشقاء والحرمان، فكانوا كما السجين الذي ينتظر أن يعانقه جلاده بعد أن ألهب ظهره بالسياط .
كلمة اخيرة: عندما تبدأ العلاقات الثنائية بين عواصمنا بالاضمحلال والتوتر، فأعلم ان النهاية باتت وشيكة الوقوع، وان العداء يختبئ بين مخالب الخلافات التافهة. .