عن : سجى / حديث ينشر الأنانية / الناقلون عنّا / الحجة الالهية / share


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 7990 - 2024 / 5 / 27 - 21:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

السؤال الأول : ( سجى )
ما معنى ( سجى ) فى قوله جل وعلا : ( وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) الضحى )؟
إجابة السؤال الأول :
سجى الليل يعنى غطّى أنوار النهار شيئا فشيئا . وكلمة ( إذا سجى ) تعنى ان الليل يتحرك يغشى أى يغطى النهار شيئا فشيئا ، وهو نفس المعنى فى قوله جل وعلا : ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) الفجر ) ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) الليل ) ( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) التكوير)
السؤال الثانى :
هناك حديث مشهور يتغنى به بعض دعاة السلفية يقول : "من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا" . واحد منهم تحدانى إن وجدت فيه ما يخالف القرآن الكريم . بالمناسبة صاحبى هذا سلفى متنور ، يعنى ما لا يوافق القرآن من الأحاديث لا يؤمن به . وهو يرى ان هذا الحديث يوافق القرآن بغض النظر عن الاسناد ، وهو أيضا يرى ان الاسناد والعنعنة مصنوعة ولا تستقيم مع المنطق ، وهو تأثر ببحثك عن الاسناد . ما رأيك .
إجابة السؤال الثانى :
هذا الحديث
1 ـ رواه البخارى فى ( الأدب المفرد ) ورواه الترمذى فى سننه . ولم يوجد فى كتب الأحاديث قبلهما .
2 ـ يخالف أحاديث أخرى تطعن فى إيمان من لا يهتم بما يحدث للمسلمين . وأن المؤمنين كالجسد الواحد إذا كذا تداعى له سائر الأعضاء بكذا .
3 ـ يخالف مئات الآيات القرآنية التى تخاطب المؤمنين كتلة واحدة تأمرهم بالتواصى بالحق والصبر والمرحمة وتنهاهم عن الفحشاء والمنكر والبغى والتسابق والمسارعة فى الخيرات . لأنه حديث يجعل المؤمن أنانيا فطالما هو آمن ويتمتع بصحة جيدة ولديه قوت يومه فقط فهو يملك وحده الدنيا . ماذا عن والديه وأقاربه وجيرانه والفقراء وابناء السبيل : قال جل وعلا ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً (36) النساء ). والان ماذا عن التعاطف مع أهل غزة ؟
السؤال الثالث :
مع انك أول من إبتدا هذا الطريق وأنك أكثر من كتب فيه فهناك من هم أكثر منك شهرة ، وهم ينقلون بعض ما تقول وهم أكثر شهرة منك . ما موقفك من هذا ؟
إجابة السؤال الثالث :
لا أطلب شهرة ، ولا أطمع إلا فى رحمة ربى جل وعلا ، وهو الأعلم بما نخفى وما نعلن . وأرجو الأجر منه جل وعلا والإنصاف يوم الدين . أعلنت كثيرا أن ما أنشره مباح النقل منه للجميع دون إحتكار . وأنا غاية فى السعادة إذ أرى كثيرين يفعلون ذلك . جزاهم الله جل وعلا خيرا .
السؤال الرابع :
ما هى الحجّة الالهية ؟ وكيف تأتى للناس ؟
إجابة السؤال الرابع :
1 ـ حجة الله جل وعلا هى القرآن الكريم . قال جل وعلا : ( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) الانعام ).
2 ـ وقال جل وعلا فى القصص عن ابراهيم عليه السلام وقومه : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (79) الأنعام ) . بعدها حدث نقاش بينه وبين قومه . قال جل وعلا : ( وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) الأنعام ). ما قاله ابراهيم عليه السلام لقومه هو حُجّة الاهية تسرى فوق الزمان والمكان ، وهى حُجّة بالغة على المحمديين . قال جل وعلا بعدها : ( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) الانعام ).
3 ـ الذى حدث من بعض المحمديين ـ شرّ أُمّة أُخرجت للناس ـ أنهم أطلقوا على ( أبى حامد الغزالى ) لقب حجة الاسلام . أى ظل الاسلام بدون حجة خمسة قرون الى أن ظهر هذا الغزالى ، لم يكتفوا بهذا بل قالوا عن كتابه ( إحياء علوم الدين ) : " كاد الإحياء أن يكون قرآنا ". هذا الافك قاله النووى ، وسمعته من شيخ الأزهر عبد الحليم محمود فى برنامج إذاعى . ولقد قرأت ( إحياء علوم الدين ) قراءة بحثية فوجدته أكبر معاول الهدم للاسلام .
4 ـ عزاؤنا قوله جل وعلا : ( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) ق )
السؤال الخامس :
share
( share) تعنى المشاركة . وتعلمتها فى إقامتى فى أمريكا . أراها فى برامج الأطفال بتعليم الطفل أن يشارك الأطفال فيما يملكه ولا يحتكره لوحده ، وفى تعليم زوجتى الأمريكية لأطفالنا . الطفل يكون أنانيا بطبيعته ويرفض أن يشاركه أحد فيما يملك، تاتى التربية الأمريكية فيتعلم أن السعادة فى ان يتشارك مع الأطفال الآخرين فى اللعب والطعام ، وبالتالى يتشاركون فى السعادة . ثم إذا نضج عرف المشاركة فى السياسة ، فى التصويت وإختيار من يمثله فى الكونجرس وفى حكم الولاية وفى البيت الأبيض ، وأن الأبواب مفتوحة أمامه ليكون ثروة يشارك بها فى الثروة القومية . مهما تكن عيوب أمريكا ومهما تكن مصاعب الديمقراطية والمشاركة السياسية فهى النجاة من حكم فرد مستبد يحتكر مع اتباعه الوطن ويقهر البشر ، ثم لا يلبث أن يضيع الوطن والمواطنين . فى بلادنا يرددون ( لا شريك له ) عن الله الواحد الذى لا شريك له بينما فى الواقع يعبدون النبى محمدا والصحابة والأئمة والأولياء . يتغنون بالديمقراطية وهى تعنى حريتهم فى ممارسة الاستبداد ، يتحدثون عن الدين ويبنون افخر المساجد من اموال السلب والنهب والسرقات ، وهم الأشد فى الفساد . هل ترى أملا فى الاصلاح د احمد ؟
إجابة السؤال الخامس :
جاءتنى هذه الرسالة بالانجليزية وكتبت موجزا لها بالعربية . وأقول :
1 ـ قبل الديمقراطيات الغربية المباشرة والنيابية التمثيلية أرسى القرآن الكريم الديمقراطية المباشرة أو ( الشورى الاسلامية ) كما فضح سمات الاستبداد الذى يصل بالمستبد الى زعم الألوهية . والتوضيح فى كتابنا عن الشورى الاسلامية بالعربية ، وبحث آخر بالانجليزية عن ( جذور الديمقراطية فى الاسلام واستبداد المسلمين ). وكان بحثا قدمته الى مؤسسة ( NED ) : ( الوقفية الأمريكية للديمقراطية) ، وأثبت فيه أن الديمقراطية الاسلامية المباشرة من الفرائض الغائبة المغيبة لا دليل عليها إلّا القرآن الكريم الذى إتّخذوه مهجورا منبوذا .!.
2 ـ يستحيل أن تقيم ديمقراطية فى شعب ليس مؤهلا لثقافة الديمقراطية عاش قرونا طويلة مكبلا بثقافة الاستبداد والخضوع والخنوع وتقديس المستبد وتلمّس الأعذار له مهما فعل . بثقافة الاستبداد هذه ستكون الديمقراطية الفوقية مجرد ديكور ومسرح يسهل على أى مغامر أن يقتحمه ويحكم مستبدا باسم الدين أو القومية أو الوطنية ، ويحتكر لنفسه الدين أو الوطن أو القوم . والشعب الجاهل سيرضى به وسيسبح بحمده .
3 ـ ثقافة الديمقراطية تتأصّل بالتعليم منذ الصغر ، كما حكيت أنت عن تعليم الأطفال المشاركة ، ثم تعليمهم فى المدارس التاريخ الأمريكى ونقده بموضوعية ، وتعلم الشباب حرية النقد وحرية التعبير ، ثم تتأصّل الديمقراطية عمليا بمؤسساتها وهياكلها ، وفيها تتوزع السلطات وتتوازن بين السلطات الثلاث : التنفيذية والتشريعية والقضائية ، وكلهم ( خدم الشعب ) لا حرج على إنتقادهم ، فهم يقبضون مرتباتهم من الضرائب التى يدفعها الشعب . وكل منهم يظل فى منصبه طالما حظى برضى من إنتخبه ، وكل منهم يقوم بوظيفته ثم يغادرها شخصا عاديا .
4 ـ المستبد هو أعدى أعداء شعبه وهو الخائن الأكبر لوطنه ، وهو يعرف هذا جيدا ويتحسّب له ، وبمجرد وصوله الى الكرسى يعمل على أن يظل فيه الى الأبد ، وخوفه الأكبر هو من ثقافة الديمقراطية ، لذا يحاربها بالتعليم الفاسد ورجال دينه الذين يركبهم ويركب بهم الناس ، ثم بالتطرف فى إرهاب الناس بالسجن والتعذيب والقتل والإخفاء القسرى . ويسعد بإنتشار أخبار ضحاياه فى السجون وفى القبور ليخيف الناس ، وهو ناجح فى هذا ، ومعه أجهزة الأمن والقوات المسلحة والقضاء والنيابة والإعلام يجثم بهم على صدر شعب مقهور منزوع السلاح . المستبد فى القرن الماضى كان يقيم سورا حديديا حول الوطن الذى يملكه ، أدت ثورة الاتصالات والمعلومات الى تحطيم هذا السور ، والمستبد الان يحاول سدّ المنافذ وملاحقة من يكتب على الانترنت داعيا للاصلاح والتنوير ، يحاول التشويش عليهم بجيوشه على الانترنت وبملاحقة من يكتب ضده ، فإن عجز عن إعتقالهم إعتقل أقاربهم . هو فى حالة رُعب مُزمن . ولكن مهما فعل فالزمن ليس فى صالحه ، وإن خنع له هذا الجيل فلن يخنع له الجيل القادم . وسيأتى جيل قادم يتعلم فيه الأطفال المشاركة فى الألعاب ( العادية ) ثم الألعاب ( السياسية ). وسيتحول المستبد الحالى الى سطور فى مزبلة التاريخ .!