عن ( سفاح التجمع / أئمة الكفر يكتمون الحق / إتّق شرّ من أحسنت اليه )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 7995 - 2024 / 6 / 1 - 18:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

السؤال الأول :
ما رأيك فى ( سفاح التجمع ) الذى إعتاد إصطياد الفتيات وقتلهم بعد إغتصابهم لأن هذا نوع من الجرائم غير معروف فى مصر ، وهو معروف عندكم فى أمريكا ، وعنه أفلام ومسلسلات . أليس تعتبر هذا تقليد للانحلال الأمريكى ؟
إجابة السؤال الأول :
1 ـ لا يخلو أى مجتمع من جرائم وإنحلال خلقى ، ولكن تختلف سياسات الدول تجاهه:
1 / 1 : فى أمريكا والغرب حيث حرية التعبير والشفافية والمجتمع المفتوح تنتشر أنباء هذا الانحلال حتى لو كان المتهم فيها الرئيس كما هو الحال مع ترامب فى ولايته وبعدها ، وتمت إدانته مؤخرا .
1 / 2 : دول الاستبداد الشرقى نوعان :
1 / 2 / 1 : نوع يعتنق ثقافة العار ، فيخفى هذا ، مع علمه بسريانه خلف النقاب والحجاب واللحى والجلباب .
1 / 2 / 2 : نوع يستغله لإلهاء الناس ، بل قد يصطنعه إصطناعا . وهذه سمة العسكر المصرى . فى أى أزمة يحتاج الى إلهاء الناس بموضوع ما . سفاح التجمع إحتل منصة الاعلام المصرى للتغطية على خدمة الفرعون المصرى لإسرائيل فى مذابحها فى غزة وإذلالها مصر فى رفح وقتلها جنود مصر ، ثم لرفع سعر رغيف الخبر . وقبله إحتلت أحداث أخرى عناوين الاعلام المصرى الذى توجهه المخابرات ، مثل فتاة أوبر و الذى قتل فلانة ثم أعدموه . هذا بينما الفرعون يسرق وينهب ويبيع أصول مصر وأرضها وآثارها ، ويقتل خيرة أبناءها ويعذبهم فى غياهب السجون .. ولا حديث عنهم . ! لأن الكل مشغول بسفاح التجمع .!
تعليقات
د عثمان محمد على
هذا ليس تقليدا لأمريكا .
ربنا يبارك فى عُمرك وعلمك أستاذى الدكتور - منصور - ويُجزيك خيرا عنه فى الدُنيا والآخرة. لأخ الكريم صاحب السؤال ... أخى الكريم حادثة التجمع الخامس وبطلها ليس تقليدا للإنحلال الخُلقى الأمريكى ،فهى حوادث وجرائم يرتكبها مرضى نفسيين حتى لولم تظهر عليهم علامات المرض النفسى .فالموضوع ليس موضوع إرتكاب فاحشة الزنا فى حد ذاتها ولكن هو مريض واقع تحت وساوس قهرية ناحية الإغتصاب ثم القتل وهو لا يشعر ... وهذه الحوادث مُتكررة من أولئك المرضى عبر التاريخ فى مصر مثل (ريا وسكينة ) ومن 3 سنين (سفاح بولاق الدكرور ) ووووووو وموجودة فى كل مجتمع . ولكن كما قال أستاذنا الدكتور - منصور - الفرق بين مجتمع والآخر هو الشفافية فى إظهار المُجرمين ومحاسبتهم وليس إستخدام جرائمهم فى التشويش والتعتيم على فساد راس الدولة وإدارته ....... فلا ينبغى أن نُلصق وننسب كُل نقيصة وجريمة تحدث فى بلادنا بأمريكا أو أوروبا أو موزمبيق ...ولنبحث عن كيفية علاج المرضى النفسيين ،ولنُعلم الناس أن المرض النفسى ليس عيبا وأنه مثله مثل الأنفلونزا ولابد من زيارة الطبيب النفسى بشكل دائم ومُستمر فى ظل الظروف التى تعيشها بلادنا التعيسة البائسة .
أحمد صبحى منصور
من ثوابت المحمديين الفكرية انهم يتجاهلون نقائصهم وينشغلون فى نقائص الغرب وخصوصا أمريكا. قرأت كتاب التاريخ الذى كان مقررا فى التعليم لابنى سامح ، وأدهشنى مدى الموضوعية فيه ، ومدى النقد الجارف للأمريكيين فى تعاملهم مع الهنود الحمر والسود . وتذكرت ما حدث لمبادرة إصلاح التعليم التى كنت أقودها فى مركز ابن خلدون والتى تسببت فيما بعد فى إغلاق المركز وسجن سعد الدين ابراهيم صاحبه ـ رحمه الله ـ وهروبى لأمريكا. يقال إن السيسى يتعالج فى الصين ، وصحة الرئيس من أسرار الدولة العليا، والحديث عن مرضه من المحرمات ، لأنه لا بد أن يتظاهر بالصحة والشكيمة ، ويأتيه الموت من كل مكان فيتفاداه ، ولكن لا مهرب منه . وهنا لا بد لأجهزة الرئيس أن تشغل المصريين بتفاهات .. وهكذا الحال ..
السؤال الثانى :
قال تعالى : ( أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) الفرقان ) سؤالى : قال تعالى عن الكافرين (أَكْثَرَهُمْ ) فهل منهم أقلية تسمع وتعقل ؟
إجابة السؤال الثانى :
أولا :
الأكثرية منهم هكذا ، ولكن منهم من يعرفون الحق ويكتمونه حفاظا على مكانتهم وجاههم وتجارتهم بالدين وحطام الدنيا . قال فيهم رب العزة جل وعلا :
1 ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) البقرة )
2 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) البقرة )
3 ـ ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) الأعراف )
4 ـ ( أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (23) الجاثية )
أخيرا :
1 ـ ليس صعبا الوصول للهداية لمن سعى اليها مخلصا ، قال جل وعلا : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) العنكبوت ).
2 ـ التّحدّى هو أن تعرف الحق ثم تعلنه بلا خوف غير آبه بالعقوبات ، تبتغى وجه الله جل وعلا .
هناك الحق ، وهناك الصوارف عن الحق . وقد قالت قريش للنبى محمد عليه السلام : ( وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعْ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ) (57) القصص ) يؤمنون أن القرآن الكريم هدى ،ولكن مصالحهم الاقتصادية تجعلهم يكفرون بهذا الهدى ، قال جل وعلا عن سبب تكذيبهم للحق القرآنى ( أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) الواقعة ).
3 ـ والقصة تتكرر معنا.
السؤال الثالث :
( اتق شر من احسنت اليه ). ما رأيك في هذا الحديث ؟
إجابة السؤال الثالث :
أولا : يقال أن القذافى هاجم السادات فقال إنه ينطبق عليه حديث ( اتق شر من احسنت اليه ) فقالوا له إنه ليس بحديث . فبدأ القذافى يشكُّ فى الأحاديث ، ثم فى السُنّة كلها .
ثانيا : ليس من أحاديثهم : ( اتق شر من احسنت اليه )، وإن كانوا يرونهم قولا صائبا يحاولون إيجاد معناه فى القرآن الكريم ، وليس له صلة بأى معنى قرآنى . فهو قول خاطىء . فليس كل من تحسن اليه يرد إحسانك شرا . الواقع إن هناك :
1 ـ من تحسن اليه فيرد الحسنة بخير منها .
2 ـ من تحسن اليه فيردها بمثلها .
3 ـ من تحسن اليه فيردها بما هو أقل منها .
4 ـ من تحسن اليه فلا يردها .
5 ـ من تحسن اليها فيردها بالسوء والنكران . وهذا شرُّ الناس ، ولكنه ليس كل الناس .
ثالثا : الوالدان هما الأكثر إحسانا لأطفالهم . والأولاد حين يكبرون ويحتاج الوالدان اليهم فمنهم من يرد الاحسان ومنهم من يقصّر فيه ، ومنهم من يكون عاقّا بهما . ومهما أحسن الأولاد لآبائهم حين يبلغون الكبر فلا يفى بحقوقهم . تذكروا هذا .