عن ( أجرنا على الله / زوج ناشز )

عن ( أجرنا على الله / زوج ناشز )
السؤال الأول :
هل تقبلون التبرعات ؟ وما هو موقفكم منها ؟
إجابة السؤال الأول :
نحن لا نطلب أجرا من المحمديين الذين ندعوهم الى الاسلام . نحن ـ أهل القرآن ـ نجاهد معا فى سبيل الله جل وعلا بأنفسنا وأموالنا . هناك من يتبرع لنا بماله ، وهناك من يتبرع لنا بجهده ووقته . ونرجو أن يجمعنا ربنا جل وعلا فى مقعد صدق عند مليك مقتدر .
ونعطى تأصيلا قرآنيا للموضوع :
أولا : الأنبياء لا يسألون أجرا من الكافرين .
نوح عليه السلام :
1 ـ ( فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ ) ( 72 ) يونس )
2 ـ ( وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ )( 29 )هود ).
3 ـ ( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109) الشعراء )
هود عليه السلام :
1 ـ ( يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) ( 51 ) هود ).
2 ـ ( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127)) الشعراء ).
صالح عليه السلام :( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) الشعراء ).
لوط عليه السلام :( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) الشعراء ).
شعيب عليه السلام :( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) الشعراء )
الرجل الذى نصح قومه : ( اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) يس )
محمد عليه السلام :
1 ـ ( قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ( 90 ) الأنعام )
2 ـ ( وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ) ( 104 ) يوسف )
3 ـ ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) ص )
4 ـ ( أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40) الطور )
5 ـ ( أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) القلم )
6 ـ ( أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72) المؤمنون ).
تفصيلات :
1 ـ ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا )( 57 ) الفرقان )
2 ـ ( قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) سبأ )
3 ـ ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) الشورى) .
ثانيا :
الدعوة الاسلامية والدولة الاسلامية تحتاج تمويلا :
هذا لأن الكافرين ينفقون أموالهم فى الصّدّ عن سبيل الله جل وعلا ، قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) الأنفال )
لذا يجب الجهاد فى سبيل الله جل وعلا بالأموال والأنفس . قال جل وعلا :
1 ـ آمرا وواعظا :
1 / 1 :( انفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (41) التوبة )
1 / 2 :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (13) الصف )
2 ـ فى صفات المؤمنين
2 / 2 :( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ (15) الحجرات)
2 / 3 :( الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22) التوبة)
2 / 4 :( لَكِنْ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89) التوبة )
2 / 5 : ( لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (95) النساء )
السؤال الثانى :
ماتت زوجتى وتركت لى ثلاثة اطفال ، وكانت يرحمها الله من أعز الناس ، وحزنت عليها اشد الحزن ، ولم أفكر فى الزواج بعدها ، ولكن أهلى ضغطوا لأتزوج من تهتم بالأولاد . ورشحوا لى واحدة من الأقارب ، وتزوجتها . وما كان هناك بيننا تعارف او استلطاف . وبصرحة كان خيال زوجتى ام أولادى لا يفارقنى . وهى شعرت بهذا فعاملتنى ببرود ، وعاملت أولادى أيضا ببرود ، بل كانت تغار من حبى لهم ، واضطررت لأن أقوم بخدمة أولادى بنفسى كما كان الحال قبل الزواج منها . وبمرور الأيام زادت الفجوة بيننا ، وشعرت ان زواجى منها غلطة ، وأفكر فى طلاقها ، وتقريبا نهجر بعضنا فى الفراش . ولكن حين آخذ منها حقى الشرعى أو ألاطفها تكون طيبة ، وانا أفعل ذلك وانا شاعر بخيانة زوجتى أم اولادى . لو طلقت هذه الزوجة هل أكون ظالما لها ؟ أنا فى غاية الحيرة . أرجوك أن تنصحنى فانا من اهل القرآن .
إجابة السؤال الثانى :
أنت ظالم لها فى البداية حين تزوجتها دون أن تتقبلها ، تزوجتها وأنت لا تزال تعيش مع خيالات زوجتك المتوفاة . ليس لها ذنب فى هذا .
ثم أنت ظالم لها وأنت لا تزال غارقا فى حُبّ زوجتك المتوفّاة . ثم كيف تنتظر منها أن تتجاوب معك ، وهى بغريزة الأنثى تشعر بغربتك عنها ، وربما لا تشعر بوجودها . كيف تنتظر منها أن تكون الأمّ لأولادك وانت لا تعطيها حقها الشرعى زوجة لك ؟ إن حق الزوجة ليس الفراش واللقاء الجنسى فقط ، إنه يبدأ بأن تعطيها إهتمامك وحنانك ، وان تشعرها بأنها مليكة قلبك . بدون ذلك فأنت زوج ( ناشر ) . إن نشوز الزوج يعنى مجرد إعراضه عنها . هذا مفهوم من قوله جل وعلا : ( وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتْ الأَنفُسُ ا لشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (128) النساء ). هنا يجب الصلح بالخير وترك الأنانية والشُّح ، أو الغيرة وحبّ التملّك ، لتستقيم الحياة بين الزوجين .
وأنت ظالم لها ، فأنت تعترف أنها تكون طيبة إذا إهتممت بها ، ومع ذلك تفكّر فى طلاقها ، وهى ذنب لها إذ إخترتها زوجة ، ولا ذنب إذا تزوجتها دون أن تعطيها حقها ، ثم لا ذنب لها وأنت تريد طلاقها بلا سبب منها .
2 ـ لتتذكر قوله جل وعلا :
2 / 1 ـ ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (19) النساء ). يعنى حتى لو كرهتها فعليك أن تعاشرها بالمعروف ، وحينها فالوعد الالهى أن يجعل لك فيها خيرا .
2 / 2 ـ ( وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً (34) النساء ). نشوز الزوجة هو عصيانها لزوجها بما يهدد حياتهما الزوجية . وزوجتك لم تقع فى هذا ، بل هى مطيعة لك . بالتالى فإذا بغيت عليها وظلمتها فانتظر عقاب الرحمن جل وعلا .
3 ـ بإمكانك أن تجعلها خير ( أُمّ ) لأولادك . إذا أعطيتها حقوقها . أما إذا طلقتها ظالما لها فلا تنتظر خيرا . لأن القانون الالهى النافذ هو : ( مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً (123) النساء ).