|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: محمود يوسف بكير |
مراجعات وأفكار -٨
1- يكتسب الدولار قوته من عدة عوامل من أهمها ضخامة الأسواق الأمريكي والسهولة النسبية في الوصول إليها من جانب الدول المصدرة وعلى رأسها الصين ودول جنوب شرق آسيا واليابان وأوروبا وباقي قارات العالم. ومعظم هذه الدول تحقق فائضًا تجاريا مع أمريكا وهم يستثمرون هذا الفائض في أسواقها المالية بمختلف أنواعها وهي عن تجربة شخصية من الأسواق المتقدمة جدا. وأمريكا تستفيد من هذا وعادة ما تمنح امتيازات تجارية لمن يستثمر في أذون الخزانة الأمريكية التي يتم إصدارها لتمويل العجز في الموازنة الفيدرالية. ولضخامة التعاملات العالمية بالدولار في التجارة والتسعير والاستثمارات والمدخرات أصبح الدولار عملة الاحتياطي الأجنبي الأولى لدى كل دول العالم، كما أن نظام التحويلات الدولي المسمى ب Swift هو نظام أمريكي تسيطر عليه أمريكا وكذلك كل عمليات المقاصة التي تتم بين البنوك الدولية تسيطر عليها أمريكا. وقد سبق أن كتبنا في كل هذا وقلنا إن العالم بحاجة إلى نظام مدفوعات آخر إلى جانب Swift لتفادي ما تفرضه أمريكا من عقوبات غير عادلة أحيانا بحق بعض الدول والشركات والأفراد. وكتبنا عن محاولات الدول الأوروبية لتقديم نظام جديد للتحويلات وقد تم استخدامه بالفعل وإن كان بشكل محدود من قبل بعض الشركات الأوروبية مع إيران للالتفاف حول العقوبات الامريكية لمن يتعامل مع إيران ولكنه لم يكتمل بعد ونتمنى إن تنجح هذه المحاولة حتى لا يكون العالم رهينة لنظام واحد. ولكن العملية ليست سهلة بسبب تعقيدات فنية وسياسية وبسبب إدمان العالم سواء الدول أوالشركات أوالافراد أوالبنوك وأسواق السلع للتعامل بالدولار منذ الحرب العالمية الثانية. كانت هذه المقدمة ضرورية لتوضيح المشهد المعقد لبعض الزملاء الكتاب الذين يرددون بشكل متواصل أن الدولار ومن بعده أمريكا نفسها والنظام الرأسمالي برمته على وشك الانهيار، والبعض كتب أن الانهيار سيحدث خلال أشهر قليلة وفي الحقيقة فإن هذا الكلام غير واقعي بالمرة وعلى الإخوة الذين يرددون هذه الادعاءات مراجعة أنفسهم والتعمق قليلا في النظام النقدي العالمي. ونحن هنا لا ندافع عن أي نظام، ولكننا نوضح الحقائق من واقع خبرتنا، ونود هنا أن نوضح أن معنى أن ينهار الدولار في ظل المعطيات المالية والنقدية الحالية فإن هذا يعني بالضرورة حدوث انهيار للنظام الاقتصادي العالمي بالكامل وانتهاء عصر العولمة وذلك لعدم وجود عملة بديلة يمكن ان تملأ الفراغ الكبير الذي سيتركه الدولار، هذا بالإضافة لخسارة كل دول العالم لاحتياطياتها الضخمة بالدولار وخسارة مئات الملايين من الناس لمدخراتهم بالدولار. بالطبع هذا لن يحدث لإنه ليس من مصلحة العالم كله علما بإن أمريكا ستكون أقل المتضررين. وأود أن أؤكد هنا أنه ليست هناك أي مخاطر تحيط بالدولار حاليا. ولعلي أختم هذه المراجعة بسؤال بسيط للإخوة الذين يتمنون أو يتوقعون انهيار الدولار قريبا جدا كما يقولون عما إذا كانوا قد استعدوا لهذا الانهيار بتحويل مدخراتهم بالدولار إلى اليوان الصيني أو الروبل الروسي مثلا؟
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |